قليلٌ من الخبث الوقائي

زمان مثل هذا

قليلٌ من الخبث الوقائي

الصادق الشريف

? قال الأستاذ حاتم السر.. كاتم سر الزعيم الأكبر.. زعيم الطائفة الختمية.. ومرشح حزبه الاتحادي لرئاسة الجمهورية في الانتخابات الفائتة.. قال إنّ حزبه لن ينفذ البرنامج الانتخابي للمؤتمر الوطني. ? السر يفترضُ أنّ مشاركة الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) في السلطة تعني بالضرورة أنّه سيشارك في تسيير الأمور العُليا للدولة.. وأنّ هنالك برنامجا مشتركا سيتم تنفيذه.. و.. و.. ? وبالطبع.. هذا افتراض خاطئ.. يُخَطِئه التاريخ.. التاريخ القريب لمشاركة الـ(آخر) في الحكومة.. والمشكلة كانت دائماً أنّ الجميع.. جميع من شاركوا كانوا يظنون مثل ما يظن حاتم السر الآن.. الجميع كانوا يمسكون باتفاقيّاتهم التي وقعوها.. وبسلامهم الذي حصلوا عليه كمستند.. فهل يعتقد السر أنّ الإنقاذ بقيت اثنين وعشرين عاماً في السلطة.. بالنوايا الطيبة؟؟.. وحسن السير والسلوك؟؟. ? اثنان وعشرون عاماً.. والأحزاب تُوالي وتُشارك الإنقاذ في السلطة.. والحركاتُ المسلحةُ توقعُ على اتفاقيات السلام.. والفصائل المسلحة في الجنوب والغرب والشرق تأتي إلى الخرطوم.. وبعضها يحمل كتاب اتفاقياته بيمينه.. تحت أعين الحماية والرعاية الدولية. ? اثنان وعشرون عاماً.. وموقعو الإتفاقيات يأتون الى العاصمة وهم يمسكون بأيدي بعضهم البعض من شدة الحب والتوادُد.. ويخرجون وكل واحدٍ يلعنُ الآخر. ? يأتي موقعو اتفاقية (الخرطوم للسلام) ثُمّ موقعو (فشودة) للسلام بذات الوئام.. ويذهبون متفرقين أيدي سبأ.. وبعدها (تهتدون).. و(تفلحون).. و(تتفرقون).. ثمّ نداء الوطن.. ونداء القاهرة.. ونداء الطبيعة.. ونداء الواجب.. وبقية النداءات. ? فهل يظننَّ أحدٌ أنّ حزب الأمة انقسم من تلقاء نفسه إلى سبعة أحزاب؟؟؟. ? وهل فضّل الاتحاديون أن يتوزعوا على سبع فصائل حباً في التوزيع (وتكبير الكيمان).. أم أنّ هنالك من فرّقهم شذر مذر؟؟؟. ? حزب المؤتمر الوطني لديه سياسة معروفة تجاه التنظيمات الأخرى.. أوجزها الدكتور رياك مشار بسخريته اللاذعة (إذا جئت تحاور المؤتمر الوطني وحدك.. دون أيّ حزبٍ سياسي أو جماعة مسلحة.. لو جئتهُ وحدك وليس معك أحدٌ على الإطلاق.. فسوف يحاول تقسيمك إلى اثنين). ? هكذا جاء أهل نيفاشا.. فلم يجدوا في آخر الأمر غير أن يبتعدوا بوطنهم بعيداً.. وجآء مناوي فخرج في آخر الأمر بربع القادة الذين جاء معهم.. وهكذا لم يبق في جبهة الشرق قائدان اثنان على وفاق. ? وحركة التحرير والعدالة الآن تدخل على (ترزي) المؤتمر الوطني.. ليأخذ مقاسات الخلافات.. وليُفصِّل لها جلاليب التقسيم.. ولم يتساءل أحد حتى الآن: لماذا بقي القائد أحمد عبد الشافع في أمريكا بعد ورشة واشنطن.. ولم يعد للخرطوم.. حتى وكيكة السُلطة قيد التقسيم!!!!. ? لم أكن أعتقد أنّ مرشح الحزب الاتحادي لمنصب رئيس الجمهورية بمثل هذه البساطة.. كنتُ أعتقدُ أنّه يملك قليلاً من الخُبث (الوقائي).. الخبث الذي يحميه من خبث الآخرين ومكائدهم.. أو الذي يجعله – على الأقل – يعرف (كيف بقيت الإنقاذ لعقدين من الزمان)!!!.

التيار

تعليق واحد

  1. نعم كنا نظن أن الإتحادي يقوده نفر من الساسة ولكن إتضح الآن أنهم مجموعة من الدراويش الذين تنطلي عليهم ألاعيب و خباثة الطغمة الحاكمة

  2. بلاهي هو حاتم السر وحزبه لم يستفيدوا من تجربتهم الشخصية في الانتخابات الكيزانية المهزلة

    تريدهم ان يستفيدوا من تجارب غيرهم.

    لم ولن يحدث ذلك ونحن من هنا سنحسب الايام وننتظر يوم خروجهم وهم يجرجرون أذيال الخيبة

    وحينها لن ينفع اعتذارهم للشعب السوداني

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..