ميدان التحرير ينتقل للخرطوم

ميدان التحرير ينتقل للخرطوم

خضرعطا المنان
[email protected]

هكذا قررأهلي المناصير الذين امتد اعتصامهم شهرا بحثا عن الانصاف ومعالجة اوضاعهم والتعويض بعد ان خدعهم النظام وأغرق مناطقهم في سد مروي الذي قام على حساب اراضيهم السكنية ومزارعهم التي كانت مصدر رزق لهم ولأسرهم الكادحة .. قرروا نقل هذا الميدان ( التحرير السوداني ) الى العاصمة الخرطوم عل النظام المنشغل بحكومته الكرتونية المترهلة الاخيرة يسمع صوتهم بعد تجاهل واضح وعدم اكتراث لمطالبهم .

قرر المناصير بعد ان اقاموا – عنوة واقتدارا – ميدانا للتحرير بمدينة الدامر االعامرة بعطر المجاذيب ورائحة المسك والعنبر ونار القرآن تصعيد احتجاجاتهم المشروعة .. قرروا ان يكونوا رأس الرمح في ثورة ربيعية سودانية تلتحق بربيعها العربي الذي تخشاه الخرطوم ولكنها تكابر بأنه بعيد عنها وأن اوانه قد فات وانهم – أي الانقاذيون – قد قاموا بربيعهم قبل أكثر من عشرين عاما .. وهو أمر مضحك حقا و أصبح مصدر تندر هو الآخر حيث فاتهم ان ربيعا سودانيا حقيقيا قد حدث بالفعل ولكن ليس بانقلابهم المشؤوم وانما بهبة اكتوبر 1964 وانتفاضة 1985 اللتين كانتا محطتان مضيئتان في تاريخ السودان الحديث ولكنهما اغتيلا غدرا .. الاولى بالتسويف الحزبي والمماطلة واصطراع المنافع والمماحكة السياسية .. والثانية سرقها سوار الذهب وصحبه الميامين ليسلموها للصادق المهدي الذي لم يحفظ لها حقا ولم يعرف لها قدرا فتركها لقمة سائغة لعسكر الجبهة الاسلاموية الحمقاء ليعبثوا بالوطن كله فسادا على مختلف المستويات وكافة الاصعدة .. فأقاموا في كل بيت مأتما واغتالوا ابتسامات الطفولة .. رملوا النساء وأهانوا الرجال وأذلوا الشباب ومرغوا سمعة السودان بالتراب شعبا واسما .. وجعلوا من السودان بلد الأضحوكات المائة .. بدءا بمشير يتحدث بلغة سوقية رخيصة عفا عنها الزمن ووضع العالم كله تحت جزمته .. ومرورا بمستشارين وصموا شعب بلادنا المنكوبة بهم بالشحادين والعملاء والمرتزقة .. وليس انتهاءا بوزراء من شلة رعناء من عينة ( طالعني !!!) ذات البعد الصبياني القميئ .. ليجعلوا جميعهم من البلد بقرة حلوبا يرتووا وحدهم بحليبها الصافي ويرموا لباقي شعبنا الروث وتوابعه .

بقى ? ومن نافلة القول ? أن نشير الى أن كل الثورات العربية التي شهدتها منطقتنا كانت قد اشتعلت في الاطراف أولا ولم تكن العواصم فيها الا تكملة للعرس واقامة الحفل الختامي .. ففي مصر كانت بني سويف ومجاهل ومدن الصعيد هي من صبت الزيت على تلك النار التي اشعلها الشباب الثائر في ميدان الحرير بقلب القاهرة فالتهمت ثياب النظام بأكمله .. وفي تونس كان ( البوعزيزي ) من أقاصي البلد هو من أشعل فتيل ثورة كانت لهبا حارقا امتدت ألسنته حتى شملت كل تونس من اقصاها الى اقصاها وشكلت الهاما فعليا وحيا لبقية الثورات لتغشى ليبيا القذافي وحاليا تسرى بجسد سوريا- الاسد في حمص وحماة ودرعا وليس دمشق .. وفي اليمن (غير السعيد) تدفقت انهارلهبها الحارق من تعز وليس صنعاء العاصمة .. وهو ما فطن اليه أهلنا المناصير بذكاء وعزيمة ورجولة .

هكذا فان حكام الانقاذ في الخرطوم سيتم حتما اقتلاعهم بتسونامي المناصير المتنقل من الدامر الى قلب العاصمة .. ويومها سيعرف الناس كيف أن نظاما اخاف الناس وارهبهم لسنوات وسنوات هو ? في واقع الامر – نظام من كرتون مهتك ستلعب به الرياح والعواصف في طرقات السودان من حلفا حتى نمولي ومن بورتسودان وحتى الجنينة ليقبر في مكان ما بأرض ود حبوبة ونعانخي والمك نمر وعلى عبداللطيف والماظ والأزهري وبقية الكوكبة التي تزال ذكراها تعطر سماوات بلادنا أينما حللت بها وحططت رحلك .

خضرعطا المنان
[email protected]

تعليق واحد

  1. نفس الخطأ الفادح
    الثورة فى السودان قائمة اصلا فى دارفور والنيل الازرق وكردفان. قبل مصر وتونس.
    فى كاودا والجبهة الثورية.
    المناصير اضافة هامة لتلكم الثورة وتعزيز لمغزاها بانها ثورة كل شعوب السودان وليست تمرد منطقة معينة.
    كنا نتمنى صمود المناصير فى الدامر .هناك يسهل على كل سكان ولاية النيل مساندتهم
    ومدهم بالمراحيض والغطاء والنظافة والطعام.ويكون التلاحم عظيما.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..