ضياء الدين بلال وملف الفساد

ضياء الدين بلال وملف الفساد

محمد الحاج
[email protected]

لقد شدتني حلقة الأمس في قناة النيل الأزرق ( برنامج حتى تكتمل الصورة ) والتي كان محور الحديث فيها عن الفساد وأنواعه والمتمثل في الفساد المالي والإداري ولكن هناك جانب مهم جداً كنت أتمني من الأخ ضياء الدين أن يقحم به الجلسة وألا وهو عواقب وتداعيات الفساد وانعكاساتها على الشعب ، وفي اعتقادي هذا أهم شي لأنه يؤثر على أمة بكاملها حاضرها ومستقبلها ، لأنه طالما لم يكن هناك رغيب على المال العام من أرفع المستويات فما بلك بباقي الشعب العادي والذي يجيز بفطرته ما هو حرام عليه بأنه الحلال الأكيد ، مع أن الجلسة كانت هادئة مع عضوة المؤتمر الوطني بدرية سليمان وأعلم أن بجعبتها الكثير من الأشياء القانونية والتشريعية التي يمكن أن تستغل في صالح محاسبة المفسدين ومن هم على رأس الدولة التنفيذية أو بجهات أخري أو شركات لهم صلة بها.
وعلى ضوء ذلك اللقاء أقدم سؤال صريح هل عجزت عقل القانون السوداني أمام محاربة الفساد أم أنه لم يجد صيغة قوية يضبط بها المال العام ومحاسبة المفسدين أم محاباة السلطة التنفيذية ووقوفها حجر عثر أمام مجهودات القانونيين السودانيين أم ماذا. وإذا كانت الدولة جادة في محاربة الفساد والمفسدين لماذا لا توجد إدارة مختصة بهذا الشأن توكل إليها كافة المهام والقضايا ويكون لها قضاة ومحامين ومدعي عام وتكون مستغلة من تعليمات الصادرة من وزارة العدل والتنفيذيين وتتبع مباشرة لرأس الدولة وعلى صلة وثيقة مع لجنة المتابعة بالبرلمان ، ليتم تفعيل بنود القانون وتحريك آلياته والبت في أي قضية على أكمل وجه حتى لو سمع بها همساً وليس من رقابة أو من الصحافة وأن يخضع لهذه اللجنة كل المسئولين في جميع المستويات والانصياع لها وتقديم كافة البيانات اللازمة والداعمة لمسيرة العمل القضائي لأداء مهامها على أكمل وجه ، وعلى الدولة أن تستجيب لمطالب الشعب في محاربة المفسدين وأن يكون ذلك بيان بالعمل ، حتى يطمئن الناس إلي جدية الدولة ونزاهة القانون السوداني . وأمر الفساد ليس فقط المتمثل في الكوادر والتنفيذيين وإنما كل شخص أو موظف أستغل سلطته في تنفيذ أشياءه الخاصة. والشكر كل الشكر لك أخي ضياء الدين بلال وأول الغيث قطرة