المركز هو العامل الأساسي في مشاكل الولايات

صحف هذه الأيام مثقلة بمشاكل الولايات، لا يخلو عدد منها عن سرد تفاصيل هذه المآسي التي يعاني منها المواطنون هناك، على سبيل المثال أورد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في24/5/2014 أن ما يقرب من (38,000) مواطنا في جنوب كردفان من النازحين والقادمين من دولة جنوب السودان يعانون من نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب، ويعاني ذات المأساة عدد مماثل في ولاية غرب كردفان. أما في ولايات شرق دارفور فقد أخذت المجاعة تحصد المواطنين وتطحنهم طحناً.
وفى لاية شمال كردفان فإن موسم هذا العام يواجه العديد من المهددات التي تنذر بفشله، وأوردت وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والتنمية الريفية بأن هناك أولويات تحتاج لتوفير عاجل لتوفير اللقاحات ومدخلات الإنتاج الضرورية مثل التقاوي والبنزين وغيرها؛ عدم الإيفاء بها يهدد الموسم الزراعي بالفشل.
من جهة أخرى تتصاعد الصراعات القبلية لمختلف الأسباب. أما في جنوب دارفور،يتصاعد الإنفلات الأمني نتيجة للسلاح المنتشر بصورة عشوائية في الولاية،وأصبح الخطر يهدد كل من يخرج من منزله لقضاء احتياجاته الضرورية.
في مشروع الجزيرة فقد رفض المزارعون زراعة الفول بسبب عدم توفر مدخلات الإنتاج والغلاء الفاحش لأسعارها.
مركز السلطة ? أي حكومة المؤتمر الوطني ـ تتحمل المسؤولية الكاملة عن كل هذه المآسي التي تحيط بالمواطنين هناك، أشارت موازنة 2014م أن المركز يستأثر بمعظم أموالها إذ يبلغ نصيبه(76%) بينما المخصص للولايات لا يزيد عن (27%) وحتى هذا المبلغ الزهيد لا يذهب إلى خدمة المواطنين وتغطية احتياجاتهم الضرورية وحفظ أمنهم واستقرارهم، بل تذهب مبالغ مقدرة منه إلى الشريحة العليا الحاكمة في الولاية، تماماً كما يحدث هنا في مركز السلطة، من ينتظر هذا النظام أن يحل له مشاكله فهو وأهم ويجري وراء السراب، فالرأسمالية الطفيلية الحاكمة لا تعرف غير مصالحها هي وراحتها،دون ادنى مراعاة لحقوق المواطنين . لهذا لابد من التضامن الواسع لإسقاط هذا النظام.
الميدان