فى نقد الحركة الأسلامية السودانية

قولوا حسنا

فى نقد الحركة الأسلامية السودانية

محجوب عروة
[email protected]

كانت حركة النهضة التونسية- وهى الحركة الأسلامية هناك ? تعتبر الحركة الأسلامية السودانية القدوة والأنموذج الأفضل بين سائر الحركات الأسلامة فى العالم ولذلك ارتبطت بها ارتباطا وثيقا وزار الأستاذ الغنوشى السودان عدة مرات أولها فى الفترة المايوية وثانيها عقب انتفاضة أبريل 1985 وثالثها عقب نظام الأنقاذ، كما أتى الى السودان كثيرا من منسوبى حركة النهضة بعضهم لاجئين من بطش نظام بن على وآخرين للدارسة.صبرت حركة النهضة وصابرت حتى قيام الثورة التونسية المباركة واعتمدت العمل السلمى منهجا لها فكافئها الشعب التونسى فى أول انتخابات بنسبة عالية من المقاعد النيابية كأكبر حزب تونسى فأدهشت العالم. ولم يجعل ذلك الحركة تصاب بالتعالى أو تسكرها نشوة الفوز بل فهمت الواقع المحلى والأقليمى والدولى فكانت أكثر حكمة من جبهة الأنقاذ الجزائرية والثورة الأيرانية والحركة الأسلامية السودانية وأقرب للحركة الأسلامية التركية وحزبها العدالة والتنمية. قالت حركة النهضة على لسان الغنوشى أن الأسبقية هى للتحول الديمقراطى الكامل والحريات الشاملة للجميع وأن الأسلاميين يجب أن يتحالفوا مع العلمانيين وتوجت ذلك بتأييد رجل علمانى لرئآسة الجمهورية المنصف المرزوقى، كما زار الغنوشى الجزائر والتقى برئيسها السيد بوتفليقة.دوليا زار الغنوشى أمريكا وأشاد بالرئيس أوباما واصفا اياه بالمثقف ولديه رؤية للتاريخ ويقدر أهمية الأسلام للعالم وقال أن أمريكا تتخذ الموقف الصحيح الأيجابى وتقف مع الشعوب فى وجه الأنظمة الديكتاتورية.
لنقارن ذلك بما أحدثته الحركة الأسلامية فى السودان من تشويه لتاريخها وتجربتها التى ابتعد عنها الغنوشى وحركة النهضة، فهى قد استعجلت و اختارت الأنقلاب العسكرى رغم أن كل المراقبين كانوا يتوقعون لها فوزا كاسحا فى انتخابات 1990 بسبب فشل وسوء ادارة ائتلاف حزبى الأمة والأتحادى فى ادارة البلاد وانتشار التمرد فى الجنوب. استقبل الشعب السودانى انقلاب الأنقاذ بكثير تفاؤل رغم انتشار اشاعة أنه انقلاب الأسلاميين فقالوا لنجربهم بعد فشل الأئتلاف الحزبى فهم متعلمون ومثقفون وأهل كفاآت فى كافة المجالات ولديهم تاريخ جيد ضد الأنظمة الديكتاتورية ولم يعرف عنهم شبهة فساد مالى ولا أخلاقى مثل الآخرين ولديهم علاقات لابأس بها اقليميا ودوليا يمكن أن يستفيد منها السودان اقتصاديا مثل تجاربهم مع دول الخليج فى جذب الأستثمارات كما أنهم أكثر الأحزاب انضباطا وتنظيما ومنتشرون فى كل السودان جغرافيا وقطاعيا فهم حزب قومى بحق وحقيق، وفوق ذلك كان الخوف الأمنى أكبر هاجس للسودانيين فطالما استلم الجيش السلطة فسيكون ترياقا ضد زحف التمرد الذى انبطح أمامه الحزبين الحاكمين وتحالفهما مع التجمع الديمقراطى الذى كان حليفا لحركة التمرد..لكن ماذا فعلت الحركة الأسلامية السودانية بنفسها وبالسودان؟
لقد أسكرتها السلطة وبدلا من أن تطمئن الشعب السودانى وتتعامل معه ومع الخارج بالحكمة والحنكة المطلوبة تعاملت معه بعكس ذلك، تعسفت فى استخدام السلطة وظلمت الناس حتى الذين كانوا يتعاطفون معها، تعاملت مع الآخرين بمنطق حزبى بحت وبعقلية أمنية وليست سياسية ولكل من خالف قادتها الرأى حتى الذين كانوا معهم بالأمس الذين حاولوا نصحهم اعتقدوا النصح معارضة فحاربوهم. رفعوا شعار التمكين فكانت مذبحة الأحالة للصالح العام لكل من شكوا فيه وما كان صالحا عاما بل مصالح ضيقة حزبية وشخصية. جعلوا الولاء بدل الكفاءة ديدنهم فى تولى المناصب.. دخلوا فى خلافات مع جيرانهم والمجتمع الدولى.. عالجوا مشاكل الهامش خاصة دارفور بعقلية أمنية وليست بالحكمة السياسية. وقعوا فى فخ نيفاشا ففصلوا الجنوب.. وعاد السودان الى مربع الحرب وعدم الأستقرار والضعف الأقتصادى. انتشر الفساد الشخصى والمؤسسى وتشظت الحركة لكيانين فابتعد كثيرون عنهما، وانتهت الى استجداء باهت للطائفية فقذفت اليهم بأضعف عناصرها. ماهو الحل؟ نواصل ..

تعليق واحد

  1. اقتباس "استقبل الشعب السودانى انقلاب الأنقاذ بكثير تفاؤل رغم انتشار اشاعة أنه انقلاب الأسلاميين فقالوا لنجربهم بعد فشل الأئتلاف الحزبى فهم متعلمون ومثقفون وأهل كفاآت فى كافة المجالات ولديهم تاريخ جيد ضد الأنظمة الديكتاتورية ولم يعرف عنهم شبهة فساد مالى ولا أخلاقى مثل الآخرين ولديهم علاقات لابأس بها اقليميا ودوليا يمكن أن يستفيد منها السودان اقتصاديا مثل تجاربهم مع دول الخليج فى جذب الأستثمارات كما أنهم أكثر الأحزاب انضباطا وتنظيما ومنتشرون فى كل السودان جغرافيا وقطاعيا فهم حزب قومى بحق وحقيق، وفوق ذلك كان الخوف الأمنى أكبر هاجس للسودانيين فطالما استلم الجيش السلطة فسيكون ترياقا ضد زحف التمرد الذى انبطح أمامه الحزبين الحاكمين"
    هذا تدليس واضح

    لماذا تصر على الانقلاب كان لابد منه- الم تعلم ان الديمقراطية هى انتظار دورك حتى تنتخب فعليا من الشعب- حتى اذا كنتم الاوعى والاحق والاجدر بالحكم فالحكم لا ياتى من الشباك فله باب- فلم تدخلو بالباب فلذلك بنى على الباطل ومهما تحاولوا لتصليح هذا الباطل فهو باطل

    تريد ان تقول لنا فى الحلقة القادمة الحل هو التغيير فى وجوه الحركة الاسلامية او انقاذ الحركة الاسلامية باناس جدد حتى ينقذوا البلد!!

    بالله وارجوك خلينا من حركة اسلامية ووهم نحن فى غنى عنه- نحن نريد وطن وشعب الاسلام ده يبنى من المجتمع!! خليى الحركة الاسلامية تكون داعية اخلاق وناشرة فضيلة فى المجتمع ولكن لاتمتطوا الدين لتصلوا للسلطة- افهمتم يا كيزان ولا نعيدوا—

  2. الحركة الشعبية ما زحفت على الشمال فى عهد الديمقراطية و اول زحف لها كان فى الكرمك و مع ان منقستو كان داعما لها لم تستطيع ان تجلس فى الكرمك شهر واحد عكس ايام الانقاذ قعدت سنين طلوال و مع ان الجيش ما كان عنده نفس الامكانيات اللى عند الانقاذ و ان حكومة الديمقراطية ارتضت اتفاقية الميرغى قرنق لحل مشكلة السودان كله و ليس الجنوب من خلال مؤتمر قومى دستورى كان من المفروض ان يعقد فى سبتمبر 1989 لكن سبقه انقلاب الجبهة الاسلامية و ليس الجيش هذا الانقلاب الذى اعتبره خيانة عظمى للسودان و شعبه لان الحركة الاسلامية صارت مدجنة من قبل الغرب و اسرائيل التى تستطيع ان تضربها فى اى وقت و مكان وما يقولوا بغم اىلا يستطيعون المواجهة لان فى ذلك هلاكهم و دى ما عايزه ليها كلام ولا نقاش و بقت فلاحتهم و رجالتهم و حروبهم كلها موجهه نحو الداخل و شوف حال البلد كيف الآن؟؟؟ الحركة الاسلامية السودانية اكذب من مسيلمة الكذاب و هى اكذب من خلق الله و دى برضه ما عايزه ليها نقاش تب و الكذب ما من شيمة المسلمين!!! الحل فى رايى ان يتنحى الاسلامويون من الحكم لان خلفهم ما ح يكونوا اسوأ منهم و هو فى اسوأ من الحاضر؟؟؟ يوجد مقال للدكتور هشام احمد فرارجة و هو استاذ العلوم السياسية فىجامعة سينت مارى بكاليفورنيا يتحدث عن صعود الاسلاميين فى الحكم فى دول الربيع العربى و ذكر السودان و غزة ايضا و هو فى الراكوبة فى عمود الاخبار فاقراوهه لانه مفيد جدا!!!!

  3. كيزان السودان عملاء ال C.I.A منزوعو الوطنيه رضو بتقسيم البلاد , مسلمو اندونيسيا وتركيا و البوسنه اقرب لهم من شعب السودان المسلم غير المنظم في تنظلم الاخوان المسلمين , يجب محاكمتهم بتهمة الخيانة العظمي

  4. تقول نواصل-
    تواصل تمشى وين,؟ انت تريد الدخول فى عملية نقد وانت تكرس اخفاء الحقائق وتخادع نفسك.تقول:
    ( فهى قد استعجلت و اختارت الأنقلاب العسكرى رغم أن كل المراقبين كانوا يتوقعون لها فوزا كاسحا فى انتخابات 1990 بسبب فشل وسوء ادارة ائتلاف حزبى الأمة والأتحادى فى ادارة البلاد وانتشار التمرد فى الجنوب. استقبل الشعب السودانى انقلاب الأنقاذ بكثير تفاؤل)

    هل انت صغير السن الم تسمع بثورة 1988 ديسمبر التى رمت بحكومة الجبهة للشارع.

    تقول انتشار التمرد
    تقصد اتفاقية السلام مع الحكومة التى انقلبت عليها الجبهة.
    هل يبتدر النقد بالاكاذيب؟
    انت تقصد ان تخفي ان الساحة السياسية لم تشهد الا الامة والاتحادي. ما لم تقر بوجود الديمقراطيين الذين ابرموا الاتفاق مع قرنق. فلن تكون مؤهلا لتفيد الحركة الاسلامية باي نقد بناء.
    انا اقترح محاور لنقد التجربة الاسلامية فى السودان:
    – استقواء الحركة وتقويتها للسوق الاسود والطفيليين.اتهامات بمجاعة دارفور.
    -مقاومة محاكمة البنوك بامساك الترابي لوزارة العدل. طبعا هذه قضايا اخلاقية من الدرجة الاولى.
    -الخلل التنظيمي-انعدام الديمقراطية داخل الحزب الذى مكن قلة من الانفراد بهذه القرارات المفصلية الخطرة.
    -من الناحية الفكرية اغلق التنظيم على مدرسة اسلامية واحدة تمثل فى عداء مستحكم ضد العلمانية(ليس كل فكر اسلامي معادى للعلمانية, وليست العلمانية شيئا واحد) وتمثل فى الموقف الحاد ضد الجمهوريين.
    ولو كان باب الفكر الاسلامي متاحا داخل التنظيم ربما لخرجوا بفلسفة اكثر عمقا.
    حتى اليوم الترابي وحده ينفرد بهذا الحق فى التنظير.
    حرم السودان من اجتهاد اسلامي يميزه.
    ان اغلب ما لدينا اليوم هو المدرسة السعودية السلفية بحجابها ونقابها. وهذا يشكل امتهانا واحتقارا لبلد نراه مؤهلا كمثل غيره لطرح فكر عميق. تخيل لو اختاروا نقد الفكر الجمهوري بدل عدائه واعدامه.

  5. مقالك رائع جداً جداً وكم كنت تواق لو كتب المقال هذا شخص ينتمي للحركة الإسلامية السودانية ، فأهم شئ نقد الذات وحقيقة قولك إنهم إستعجلوا الإنقلاب ولو صبروا لكان خيراً لهم والآن أنا على يقين إذا أتت إنتخابات حرة ونزيه سوف لا تسجل الحركة الإسلامية شئ يذكر . وسوف نكون عكس الأمم الكل ينادي بحكومة إسلامية ونحن نطالب بأشياء أخر .ولله درك يا سودان.

  6. كيف نفرق بين الحركة الاسلامية كفكر وبين الفاعلين فى مسيرها التاريخى فافكارهم هى التى اانتجت الحركة الاسلامية فى السودان فان كانوا فاسدين فان منبت الحركة الاسلامية فاسد وهذا امر قد خبرة الشعب السودانى . كما ان التجمع الديقراطى لم يكن موجودا فى زمن الديقراطية كما يشئ مقالك بل تكون بعد قيام الانقاذ

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..