الخصم هو الحكم!

لينا يعقوب

ظننت وبعض الظن إثم، أن مسميات “جرائم ضد الدولة”.. “الأمن القومي”.. “تهديد المصالح العليا”.. “نيابة أمن الدولة” معنية بكل ما له علاقة بالجاسوسية والتخابر مع الجهات الأجنبية، والسعي لتعريض مصالح السودان (شعبا وحكومة وأرضا) إلى تهديد (خارجي) أو حتى (داخلي) من قبل فئات معينة.

لكن اتضح أن فهمي خاطئ وقاصر، فتسريب وثائق ضد مسئول يعتبر مهددا للدولة، ونشر أوراق تخصه …يعد مهددا لمصالح السودان والأمن القومي، ولأن المفاهيم اختلطت فلا بد من إعادة التعريف!.

هذا المعنى (الهلامي، الفضفاض) تساءلت عنه أكثر من مرة وطلبت إعادة شرحه وتوضيحه حتى لا نقع في أخطاء قاتلة، ما هو الأمن القومي أو المصالح العليا؟ وفي أي حالة تربط الجهات المختصة (الفرد) بالدولة؟، ولم أجد سوى بعض الردود المصحوبة بسخرية “كيف لا يعرف الصحفي هذه المفاهيم؟!”.

ظننت ويا له من ظن، أن حظر النشر عادة ما يكون حول مواضيع تخص القوات النظامية وعلاقات السودان الخارجية، لكنه صدر خلال أيام معدودة، في قضية فساد مكتب والي ولاية الخرطوم، وقضية وكيل العدل، وحبس الصادق المهدي، وليس أخيرا في قضية الزميلة (الصيحة)، ولأن التقديرات تختلف، فإننا نتساءل فقط، ما الذي نشرته أو يمكن أن تنشره الصحف ومن شأنه التأثير على سير العدالة في هذه القضايا؟.

حينما تسوء أو تتوتر العلاقة بين الإعلام وأجهزة الدولة، تكون هناك رغبة بالشكوى إلى القضاء واللجوء إليه لوجود إيمان أن الاجهزة العدلية هي الحكم الذي يفصل بالعدل بين الطرفين، ولكن حينما تتوتر العلاقة بين الإعلام وبعض قيادات الأجهزة العدلية، وتصبح الأخيرة هي الخصم، فلمن تشتكي الأولى؟!.

أجواء أصبحت عكرة، مسممة بعد حملة شرسة تجاه الصحافة باستخدام تلك المسميات الفضفاضة أو عبر حظر النشر بحجج عدم التأثير على سير العدالة.. خلال اليومين الماضيين، كانت تنعقد ورش وندوات معنية بتطوير الإعلام في الخرطوم وبعض الولايات، وتعقد اللجان المعنية بالتحضير لمؤتمر الإعلام اجتماعاتها، وفي ذات الوقت، كانت نيابة الأراضي تداهم مقر الصيحة وتقتاد رئيس التحرير ومدير التحرير وبعض المحررين إلى النيابة، ومن قبلها تم استدعاؤهم في نيابتي أمن الدولة والصحافة، ومن المقرر أن يمثلا غدا في نيابة المعلوماتية.

كنا ننوي الكتابة عن الموضوع، فجاءنا في ذات الوقت خبر حظر النشر عن قضية الصيحة.. لم تمر ساعات ليأتينا خبر آخر، وهو إيقاف صحيفتنا (السوداني) من قبل مجلس الصحافة لمدة يومين لنشر مادة اعتبرها المجلس غير لائقة!.
كيف يستقيم أن نتحدث عن تطوير ما يسمى (بالإعلام) وإيقاف الصحف وحظر النشر واستدعاء الصحفيين ومداهمة مقارهم من قبل النيابات المختلفة يحدث في كل يوم؟.

لا تطوير ولا حديث إيجابي سيكون عن الإعلام في السودان، ما لم تنتهِ هذه الهجمة!.
كشف الفساد وإن تم في الإعلام بصورة انتقائية ولأفراد معينين، خير ألف مرة، من التستر عليه نهائيا، فلا يمكن فضح تجاوز جميع المفسدين.

ونحن إلى الآن لم نجزم أن الصيحة قالت الحقيقة ولا نقف معها في الحق والباطل.. لكن نأمل أن يذهب الملف برمته إلى القضاء ليحكم لها أو عليها.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. حينما يستخدم رئس جمهورية فى مخاطبة من اختلف معهم كلمة (الدغمسة) لقد اطلق هذه الكلمة من قاموسه اللغوى الغنى بالشتائم و هاهى اصبحت كل قضايا الوطن مدغمسة و لا نعلم اين المدغمس واين البدون دغمسة .؟ افيدونا افادكم الله .!!!!

  2. ***ياولية…خافى الله فينا…كيف لصحيفتك السودانى التى يملكها وناشرها ورئيس مجلس ادارتها جمال الوالى أن تتحدث عن الفساد؟؟؟…الرجل متهم فى ذمته المالية والجميع يعرف ذلك…كيف أثرى بين ليلة وضحاها بعد أن صار قياديا بالمؤتمر الوطنى وقبلها لم يكن شيئا مذكورا…الرجل متهم بأنه تاجر سلاح درجة أولى وغاسل أموال المؤتمر الوطنى الناتجة عن تجارة المخدرات وتجارة البشر وهو دليل السيدة الأولى فى الفساد…والمصائب التى قام بها فى بنك الثروة الحيوانية التى يجتهد هذه الأيام للتغطية عليها بعد أن أثارها مهدى أكرت وآخرون بالمجلس الوطنى وبيعه أصول البنك من أراضى بآلاف الأفدنة دون الرجوع للمساهمين…كيف لصحيفة يمتلكها رجل كهذا أن تكون حربا على الفساد وهى أقوى أعمدة الفساد فى هذا البلد اذ أنها بوق اعلامى لكل الفاسدين وشريكة للأجهزة الأمنية مما يجعل تباكيها على معاملة الصحفيين واحتقارهم واذلالهم بواسطة الأمن باعثا على السخرية والاستحقار…كفى نفاقا وكذبا وتضليلا…وحنغنيك ياصبح الخلاص حاضر…قال قال…حرية صحافة…بلا لمة!…لولا الأمن الذى منعه من الهجرة النهائية لما حصلت على راتبك هذا الشهر…الرجل يضيق عليه الحصار هذه الأيام لأن جهة ما…تريد تصفية حساباتها معه..!

  3. الصحافه الالكترونيه هي البديل
    ولن يستطيعوا اسكاتها
    فلو اتجه الصحفيون لكتابة عمود للصحافة الورقيه وعمود يتنفس فيه الصحفي عبر الأثير لحدث تغيير كثير

  4. ونحن الشعب يااستاذه لينا نجزم بأن الصيحة قالت الحقيقه . ومع انه الملف سيذهب للقضاء عند المشبوه بنفسه ومعاهوا جماعته .. المتهم براءة والصيحه مهدده للامن القومي سيصدر الحكم بعد شهر .. الموضوع ما قطع الاراضي العندوا . في العشر سنوات اللكان ماسك الاراضي في كم الف قطعة ارض ذهبت لمن لايستحقها من القرايب والاهل والمسئولين والاحبه والجيران وخلافه .. اكرر كلامي للمره الالف .. مافي فايده في بلدنا. خربانه من الرأس موت سريري .. مافي فايده مافي فايده مافي فايده ياحراق قلبنا يابلدنا. الغالبية العظمي بقت ماعندها لاوطنية ولاعندها ضمير زي كأنه سيعيش الدهر كله ناسين الموت الاقرب من حبل الوريد .. سامحنا ياسودانا كثيرين من ابناؤك اخطئوا في حقك ياوطن ياعظيم ..

  5. هذا نظام فاشي وفاسد وﻻيريد ان يعرف الشعب الحقائق وبعد دا كله عيتهم قويه يتفاصح كان شيئا لم يكن ودا طبائع …. بلا مؤاخذه

  6. لك التحية أخيتي
    أما زلت حتى الآن لا تفهمين …. لم يعد حال السودان عاصي علي الفهم فاللبيب قدفهم المراد من أول يوم أطلت علينا فيه الإنقاذ بشياطينها … كوني كفاطمة شاش أو حسين خوجلي أو أحمد البلال وإسحق أحمد فضل الله أو بقية الجوقة من ربيايب الإنقاذ وسوف ترين الحق كما يرونه هم بأعينهم الرمداء وعقولهم الخاوية وضمائرهم الوسخة ولقد حباهم الله بجزل القول وفصاحة اللسان وصفاتهم الإبليسية لإنجاز مهمتهم في تغبيش الرأي العام السوداني حتي أضحي العاقل في بلدي أندر من لبن الدبور

  7. بعد الإحتلال و الإستيلاء على السلطة بقوة السلاح و بعد عقد من الزمن من (تمكين الكيزان) صار الجيش والشرطة و الأمن و النيابة و القضاء ليس في خدمة الشعب بل في حماية النظام و المفسدين و سراق المال العام و الأراضي و القتلة المجرمين وميلشيات الجنجويد صاروا منتسبين للجيش و الشرطة و الأمن وهم وزراء في الحكومة و نواب في البرلمان! فكيف ستحارب الحكومة فسادها وجرائمها !! فهي الحرامي و المجرم و هي الشرطة والنيابة و القاضي فهل ننتظر عدالة من هكذا قاضي و هكذا محكمة؟ !!! وإذا كان التجار المحتكرين والمسيطرين على السوق هم رأسمالية الكيزان الطفيلية الفاسدة و هم أنفسهم وزراء المالية والإقتصاد وهم الوزراء و الولاة و نواب برلمان الكيزان فكيف ستنخفض الأسعار وغلاء المعيشة؟! فهل يحاربون الأسعار التي رفعوها بأنفسهم؟! فهم السلطة وهم التجار و الشعب هو الذي يدفع ثمن زيادة الأسعار المرتفعة كل يوم لعنان السماء !!!

  8. لينا ..
    ماذا كنتم (ترجون) من نظام شمولي إقصائي جاء على ظهر مجنزرة للسلطة ؟؟؟
    ده شئ طبيعي و لا غرابة في ما يفعله هؤلاء .
    نظام شاوسسكو او وزارة عدل صدام او قضاء ستالين .. كيف كان موقفهم من الحريات والصحافة والرأي الآخر ؟؟؟

  9. المسموح به ي بتنا نشر نشاطات سيد السودان الاول وسيدتة وبقية الاذناب لكن سعادتو اتعشي بفول ولا تناول افطار بلدي عصيده ولا قراريص هو المطلوب لتواضعة ام ان سعادتوا زاد حجمة فيها تهديد لامن البلاد ودول الجوار وتهديد للسلام العالمي امشي جنب الحيطة الايام دي كلاب النيبات العامة مطلوقة للعض والنهش والقرم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..