في مشاركة الرئيس..!ا

العصب السابع

في مشاركة الرئيس..!!

شمائل النور

سؤال مباشر وبسيط، ماذا جنى السودان من مجموعة المؤتمرات التي شارك فيها على مدى أكثر من عشر سنوات فائتة أو يزيد، إن كانت المشاركة رئاسية أو وزارية أو غير ذلك، هل جنى السودان فائدة يُشار اليها من المؤتمرات التي انعقدت وتنعقد في أي من بلدان العالم العربي أو الغربي، إنّما هي في الأساس علاقات عامة أكثر من أي شيء واحياناً تنقلب القاعدة وتصبح هذه المؤتمرات سبباً مباشراً في تأزم العلاقات العامة التي من أجلها المشاركة؟ عملياً، لا فائدة تحققت، فما الذي يجبر السودان أن يشارك وعبر رأس الدولة، في مؤتمر يضم دولاً أوربية ومنظمات أممية جميعها يضمها اتفاق رسمي حول عدم شرعية الجلوس مع الرئيس السوداني تحت قبة واحدة، بل تعتبرها وصمة لا تُغتفر، وحتى لو كانت هذه الدول أو المنظمات الأممية هي ذاتها مدعوّة مثلها مثل السودان، المسألة لا تختلف كثيراً. مؤتمر الحضارات الذي ختم أعماله بالدوحة القطرية، وبسبب أمر توقيف المحكمة الجنائية الدولية حُرم الرئيس السوداني من حضور الجلسة الافتتاحية، وبسبب حرمان الرئيس السوداني امتنع شيخ قطر عن حضور الجلسة مجاملة للرئيس السوداني، أي حرج أكثر من الذي تسببت فيه مشاركة السودان، وليت الأمر توقّف عند حرمان الرئيس السوداني، بل بحرمانه حرمنا قطر من حضور الجلسة الافتتاحية وهي الدولة المستضيفة، وهكذا يُكسر السودان البروتوكول العالمي، هذا خرق كبير، ومشاركة السودان تسببت في عدم حضور رئيس الدولة المستضيفة للجلسة الافتتاحية، وتعد خرقاً واضحاً للوائح البروتوكول.. كأن المشاركة في هذا المؤتمر سوف تحل مشاكل السودان جملة وتفصيلاً، وكأنّ هذا الحل لن يأتي إلا بمشاركة رأس الدولة، السؤال: لماذا الإصرار على المشاركة وألا تأتي أقل من رأس الدولة، هل لتكليف هيبة الدولة المزيد من الإحراج والتقزيم والتصغير، أم هي رسائل تحدي. حتى لو كانت الحكومة غير مُقرّة بالمحكمة الجنائية الدولية وبالتالي غير هي معنية بقراراتها، إلا أنّ الواقع يقول إنّ المحكمة الجنائية وقراراتها مسّت سيادة السودان بصورة مباشرة، ولم تمس شخص الرئيس وحده، وبالتالي فإنّ الرئيس السوداني لا يمثل نفسه في هذه المشاركات غير المجدية، والتي لا تقدم إلا المزيد من الإذلال والتقزيم لهيبة السودان… لماذا لم يجتمع المستشارون والمساعدون والوزراء المعنيون قدامى وجُدد وينصحوا الرئيس بعدم المشاركة في مؤتمر حضارات يضم دولاً أوربية ومنظمات أممية، فليشارك النائب الأول مثلاً.. فهل كانوا يتوقعون أنّ قطر سوف تكون قادرة على اقناع ممثلي الدول الأوربية والمنظمات بالجلوس مع الرئيس السوداني تحت سقف واحد.. على أية حال لم تكن هناك ضرورة وليس هناك جدوى من المشاركة، وما جنيناه ما هو إلا انتقاص لهيبة الدولة… الرئيس لا يحمل اسمه فقط وإنّما يحمل كل السودان.

التيار