يأخذون قطعة من قلبك..!!

رغم أن الحدث كان قد اكتمل فصولاً إلا أن مصادقة البشير وحكومته على نتائج الاستفتاء على انفصال جنوب السودان ترك في حلوقنا غصة، ووجعاً يماثل اقتطاع جزءً من القلب.
شبه الإجماع بين أبناء الجنوب السوداني على الانفصال عن الشمال في دولة مستقلة له مدلولات ومعاني كثيرة وعميقة لمن أراد أن يوفر على جماهير أمته العربية وجعاً آخر في المستقبل.
إن أهم تلك الدروس هي المتعلقة بكيفية التعامل مع شعب متعدد الأعراق والإثنيات والطوائف والأديان، هذا التعامل الذي يجب أن يكون منصفاً وعادلاً ويقوم على أسس المواطنة دون تمييز أو تهميش، كما على تطبيق القانون على الجميع بغض النظر عن خلفيتهم الدينية أو العرقية.
أما الدرس الثاني فيتعلق بالتنمية وتوزيع الثروة. ورغم انه قد يرتبط بالدرس الأول من حيث العدل والإنصاف إلا أن المسألة هنا تتعلق بشأن يمكن للتعاون العربي أن يكون عاملاً حاسماً في تحقيقه ونزع فتيل الغضب أو الإحساس بالغبن لدى بعض الأقليات.
ربما يكون الحال في السودان مختلفاً عن باقي القضايا في المنطقة العربية من حيث وجود شعب يتمركز في منطقة جغرافية محددة ويطالب بحق تقرير المصير على خلفية تميزه واختلافه مع دولة المركز في عدة نقاط، وربما يكون فيما جرى في السودان بعض الخير له أو هكذا قال بعض المحسوبين على النظام والمعارضة، لكن اقتطاع جزء بهذا الحجم من الجسد العربي تحت أي ذريعة يشعرك بالألم ويدفعك للتفكير ملياً في القادم وكيف يمكن أن نتجنب المزيد من الألم.
زياد ابوشاويش
* كاتب فلسطيني يقيم في دمشق
. – [email protected]
كانو عالم الطير