“ندوة” أبوعركي : مرتدياً قميصاً أفريقياً مزركشاً و”بنطال جينز”..

أم درمان- يوسف حمد
يمتلك المغني المخضرم، أبوعركي البخيت، رصيداً نوعياً وافراً من الجماهير، يحفظون أغنياته وموسيقاها المعقدة بشغف.. يرددونها باستظهار بائن أثناء حفلاته. يحدث ذلك باستمرار، مثلما حدث في حفله الأخير بالمسرح القومي بمدينة أم درمان. وعادةً ما يحصل أبوعركي من معجبيه على قبلات على الجبين، وينال مسحات للعرق بالمناديل الورقية، حين يقتحم جمهوره عليه خشبة المسرح. وبالطبع، لا تتدخل شرطة الحراسة إلا في حدود ضيقة، بل يكتفي بالدهشة باقترابه من فنان محبوب، ويتماهى مع جمهور متعصب.
قال أبوعركي في كلمة مقتضبة موجهة لحضور الحفل: “كل ما تبقى لي وفاؤك أنت يا شعبي، سأرد جميلك مقطوعاً من كبدي”. ثم دخل في أغنية ذات كلمات مباشرة: “يا شعبي المعطاء، بحس بي حسسك لما تئن، ولو حد ظلمك، بتجنن.. دايرك فوق لشعوب العالم طولاً وعرضاً، عرضاً وطولاً.. دايرك تعرف حقك وين.. وبي روحك ما تفرط في حاجاتك أبداً، يا شعبي المعطاء”.
كان الحفل أقرب إلى ندوة سياسية منه إلى حفل غنائي، من حيث الكلمات والحضور، إذ حضرها، مثلاً، القيادي الإسلامي المحبوب عبد السلام، إلى جانب عدد من الصحافيين ذوي الاهتمامات السياسية. وربما كان متسقاً أن يغني لهم:
“كتلو الولد، نهبو الدهب، وسرقو الأمل من أعين الناس الحيارى”.
وكل معاناة هذا البلد منسوبة ليهم
وأصلو ما بتغيرو.. ديل أصلو ما بتغيرو، إلا إنتو تغيروهم.. شدوا حيلكم وغيروهم”.
ثم خفتت كلماته بالهتافات والصفير الصادر من الحضور، فيضطر إلى تهدئتهم بإشارة من يديه، حتى يكمل.
ومقارنة بين حفل يوم الأحد الماضي وآخر حفل لأبوعركي، فقد زاد عدد الحضور بنحو مقدر، وذلك قياساً إلى عدد التذاكر التي بِيعت مباشرة من نافذة المسرح القومي بأم درمان، إلى جانب امتلاء مقاعد المسرح حتى فاضت الجنبات بالواقفين. وهو حضور لا يقاس إلى أيٍ من حضور الفعاليات الجماهيرية والندوات السياسية المتقطعة التي تشهدها ليالي الخرطوم هذه الأيام. وبالطبع، ستخسر الأحزاب وبقية المنظمات الجماهيرية كثيراً لو جدّت في المقارنة.
لم يكن خافياً استدعاء أبوعركي لحالة البلاد السياسية عبر أغنياته في الحفل، إذ ينغمس في الغناء بقميص أفريقاني مزركش و”بنطلون من الجينز”، بدا كما لو أنهما مُختارَين بعناية.. وشرع عركي بملامح جدية في غناء نصوص ذات مفردات وعبارات مثل “الديمقراطية.. وتعالوا نفكر أيه البحصل في السودان.. الظلم، الجهل، الخوف، الجوع، المرض”. لكنه مع ذلك، منع كاميرات تصوير الفيديو من توثيق الحفل، وبت في ذلك بحركات حاسمة بيديه وأصابعه. وكان أبوعركي يغني، بالتتابع، أغنية للعشاق والمحبين، وأخرى ذات مضامين سياسية واضحة يتجاوب معها، بالتصفيق والصفير، طيف واسع من الحضور. مثلاً غنى:
يا شمس إنتي لازم لازم تشرقي
الشعب متضايق، ألحقي
كيف حيصبر أكتر من كدي
يا حريتو هسع.. يا كمان أصليهو وأحرقي
يا شمس لازم.. الظرف حاسم
الجو قاتم.. والشعب كاتم
حريتو عندو أهم شيء
ثم ردد بعدها، بدون فاصل في الموسيقى:
“عن حبيبتي بقول لكم، يلا صفقوا كلكم”.
كان صبي الجزيرة الحداد قاد فرقته الموسيقية ناقصة العدد ودشن حفله بـ “لو كنت ناكر للهوى زيك، كنت غفرت ليك”؛ فظن الجميع أنهم أشقياء بالحب، ومشردون في بلاطه وسلطته التي لا تجامل أصحاب القلوب الضعيفة، ثم مضى أبوعركي، المولود في الخمسينات، ليغني، وأظهر براعة نادرة في ضبط إيقاع موسيقى الأغنيات بحركات رشيقة راقصة، يحرك فيها يديه ورجليه، فيقلده غالبية الجمهور، إلى أن يبلغ بهم أغنية: “سهرنا الليل وكملنا، في ظلال عينيك النعسانة”. ويكون ذلك إيذاناً بانتهاء الحفل
اليوم التالي
الفنان ابو عركي البخيت فنان مبدع وله رسالة واضحة جدا…ووطني جدا…
ليت كل الفانين مثلك يا أبوعركي ن كان بالبلد شباب غير
ليت كل الفانين مثلك يا أبوعركي ن كان بالبلد شباب غير
فنان يحمل رسالة فنية عميقة ويترجم مشاعر الشعب السودانى والدرامااليومية بموسقى متفردة وصوت منساب داخل الأوركسترا بدون ملاحيظ ويشلل البيسمع ويجعل فى حالة عجيبةمثل إنخاض الوزن والشعور براحةوأشياء كدة ما يقدر يوصفها إلا موسيقار أوعالم نفسى ،وباإختصارهوظاهرة كونية،
فنان وطني مبدع ليس له مثيل فنان جميل ذو فن أصيل يحس بمعاناة الشعب يعشم في انقشاع الليل
بنحبك يا ود البلد ألأصيل يا ود المنى بت جادالله والبخيت الطيب…..لك فى القلب معزة دمت محرض للثورة والحرية وومناصر للضعفاء والغلابة.تقديرى وإحترامى لك.
وعن حبيبتي بقول لكم …. مرسال الشوق … بخاف اسأل عليك الناس …. وسهرنا الليل …وسيل من الاغنيات الوطنية وهذه الموسيقي الجميلة …كلها تمثل عمارة هذا العملاق ابوعركي البخيت … هرما من اهرامات بلادي ….له التحيه وامنا الرائعه عفاف …..
الفن يدفع بالمفاهيم الانسانية الخيرة إلى الأعماق، وأبو عركي خير من يفعل ذلك، فنان جماهيري يتجاوب مع الحلم الجميل للناس في وطن تسود فيه قيم العدل والمساواة.. شكرا أبو عركي، شكرا يوسف حمد..
ابو عركي قليل الحجم (حجير) كما نقول ضخم الاحاسيس والمعاني كلامته تثقب القلوب قبل الجلود اتمني لك مزيدا من العطاء الوافر
**
بعد تلك الرواع هل نتوقع من اعداء الفن والسياسة الظلامين ب انشاء وكالة نيابة للفنانين اسوة بنيابات الصحف والصحفيين وسوداتل والكهرباء والاراضي لن الكلمة في عرفهم رصاصة تهدد الامن القومي والمشروع الحضاري والهوية
المهم متعك الله بالعافية وان تدوم للفن لتخرس لنا الثعالب والضباع والهوام واللبوات الساحة محتاج لك لتهذيبها كل من هب ودب وعاطل وعاطلة نظف نفسة وطرق لسانة وحشرج او رقق حنجرتة يريد ان يصبح فنانا
اخر الرجال المحترمين