مقالات وآراء سياسية

جزيرة.. دارفور..!ا

حديث المدينة

جزيرة.. دارفور!!

عثمان ميرغني

ذهبت ومعي الأخ الصديق / إمام محمد إمام مدير تحرير صحيفة الشرق الأوسط.. ليلة أمس الأول إلى قاعة الصداقة.. الطابق الخامس حيث القاعة الإقليمية.. وصلنا متأخرين بعض الشيء.. كان الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب الرئيس في المنصة الرئيسية وإلى جواره د. غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية.. الذي لبعض الوقت ظل يسرد في تفاصيل الإستراتيجية الجديدة للدولة.. لتحقيق السلام في دارفور. اللقاء لم يكن يندرج تحت مسمى ندوة أو محاضرة.. بل كان اجتماعاً بالقوى السياسية الحاكمة والمعارضة معاً.. وكانت القاعة كاملة العدد بحضور كبير.. عندما انتهى غازي من تبيان الإستراتيجية.. فتح باب المداخلات.. وبدأت الأيدي ترتفع طالبة الإذن بالحديث.. والنائب يوزع الفرص.. بعض المداخلات كانت مختصرة مباشرة.. لكن الغالبية كانت بعيدة ـ جداً ـ عن الموضوع.. وكأني بهم أصلاً لم يقرؤوا اللافتة الكبيرة خلف المنصة والتي تبين أن الاجتماع للتشاور حول وثيقة فيها (مسودة) إستراتيجية لسلام دارفور. بصراحة من هنا تنبع مشكلة السودان.. شح التركيز.. أن تكون القضية دائماً ضائعة.. أشبه بمن يقع منه شيء في مكان فيبحث عنه في مكان آخر.. قرأت نص مسودة الإستراتيجية.. في تقديري هي الطريق الصحيح الذي ليت الحكومة انتهجته من اليوم الأول لاندلاع حريق دارفور.. ومشاركة القوى السياسية في بلورتها مهمة.. لكن المشكلة أن القوى السياسية دائماً تمنح الإحساس بأنها (خارج الشبكة).. سأضع الفكرة أمامكم بصورة مبسطة.. فكرة هذه الإستراتيجية.. هي محاولة لإحلال السلام عن طريق تأسيس إرادة (جماهيرية) مفتوحة على مصراعيها بكل أهالي دارفور.. تيار يلغي الأسماء والمسميات.. أسماء القادة ومسميات الحركات.. ويحل محلها القضايا والأجندة.. وفي تصوري أن الحكومة لو أزالت عن وثيقة هذه الإستراتيجية كلمة (دارفور) لكان أجدى.. فقضية دارفور مرتبطة بكثير من عناصرها بقضايا السودان أجمع.. وأضمن ما يوفر لهذه الإستراتيجية النجاح أن تتمدد مفاهيمها على كل رقعة السودان.. فـ(السلام والتنمية) مفهوم لا يمكن اجتزاؤه في دارفور وحدها.. نفس هذه الإستراتيجية التي طرحها د. غازي لتحقيق السلام والتنمية والأمن في دارفور تصلح أن تكون إستراتيجية قومية شاملة لتحقيق نفس الأهداف على نطاق السودان أجمع.. وأول ما يجب في الإستراتيجية القومية هندسة مفاهيم جديدة للأمن.. فـ(الأمن) ليس هو بالضرورة ما يقع تحت الوصف الوظيفي لمهام القوات النظامية من شرطة وجيش وأمن.. بل مفهوم يتمدد لإحساس الإنسان بأنه مستقر الوجدان.. بالمعنى الذي عنته الآية الكريمة (أطعمهم من جوع.. وآمنهم من خوف).. الخوف ليس الخوف على الحياة أو ما يصيب الجسم.. بل الخوف على الحقوق الأساسية للإنسان.. وعلى الرزق .. وعلى المستقبل أيضاً.. فالذي لا يجد مدارس لأبنائه يخاف من المستقبل.. يجب أن تبنى إستراتجية السلام في دارفور على معايير قومية.. وليس مجرد إقليمية تنظر لدارفور جزيرة معزولة الجدران..

التيار

تعليق واحد

  1. عثمان ميرغني أصبح مثل الصادق المهدي يتحدث ( يتفلسف ) دائماً من فوق وبتعميم القضايا . عالجوا أولاً جرح دارفور لأنه الجرح النازف ولا يحتمل التأخير والتنظير وبعدها وزعوا النظريات كما تشاؤن . هذه الإستراتيجية الجديدة لا تجلب حل لقضية دارفور لانها ببساطة إستراتيجية الهروب إلى الأمام ومداراة للفشل الذريع المصاحب لمفاوضات الدوحة . والا تخاطب جذور المشكلة ولا موجبات الحلول الممكنة . المشكلة واضحة ومعروفة وكذلك الحل . واللاعبون الأساسيون معروفون أيضاً فلماذا اللف والدوران يا غازي صلاح الدين ؟ ولما تترك الفيل وتطعن في الضل ؟ كفاية هروب وكفاية تسويف . المشكلة معلقة على رقبتك لأنك حامل الملف . إما تحملها بأمانة أو أتركها بأمانة ولكن التشاطر والفهلوة واللف والدوران لا يحل المشكلة والتاريخ لا يرحم . بالنسبة لنا القضية ماضية إلى غاياتها المعلنة ولا يزيدنا اللف والدوران إلا المزيد من الثبات الإصرار ، وحتماً يأتي يوم نقول لكم بلوا إستراتيجيتكم هذه وإشربوا مويتها كما تقولون دائماً للآخرين . وإن غداً لناظره لقريب .

  2. الكوز المقدود عثمان ميرغني يبدو انه في طريقه للرضاء عنه وذلك نظير تغير كتاباته عن هذه الطغمة ,,قبل فترة كانت كتاباتك مصادمة للكيزان وتقول الحق والان يبدو انك انبرشت وحسابك فى البنك زاد واعلانات الحكومة بالهبل في جريدتك اسألك سؤال ياباشمهندس اذا رجعت مدينتك ووحدت كل افراد اسرتك قتلى وبيتكم محروق وبهائمك في خبر كان وعلمت بالقاتل وتيقنت من انه الفاعل وبعد شوية اتاك القاتل وقال ليك انا حاعوضك فقط 15 الف دولار نظير ما جرى لك ,,,,,,,ماذا تراك فاعل؟
    هذا بالضبط ما حدث في دارفور اسالك سؤال اخر انت كصحفي وفي سبيل التوصل للحقيقة عما يدور في دارفور هل تكبدت المشاق وزرت كتم , الطينة , الجنينة ,طويلة كتال ,خزان جديد ,مهاجرية ,زالنجي, جبل مرة ,منواشي وغيرها من المدن لرؤية حجم الدمار والخراب الذي حل بتلك المدن 99 % من الصحفيون يستقون معلوماتهم عن دارفور حسب رواية الحكومة ولا يتكبدون مشاق البحث عن الحقيقة كما ينبغي اسألك بالله ان تترك الخرطوم ولمدة اسبوع فقط وانزل الي دارفور وتنسم الحقيقة بنفسك دون المرور بمكتب كرازي دارفور كبر (المغفل النافع)اومكيب الجنجويدي الموتور كاشا او متكب مستجد النعمة عبد الحكم ايضا دون مكاتب كلاب الامن ابحث عن الحقيقة في اضابير اليوناميد او الاتحاد الافريقي او فى معسكرات اللجوء او عند الناس العاديين وسوف تحصل الى نتيجة هائلة ستكون عونا لك في حياتك الصحفية
    مستقبلا وسوف تتغير نظرتك الي مشكلة دارفور

  3. (((سأضع الفكرة أمامكم بصورة مبسطة.. فكرة هذه الإستراتيجية.. هي محاولة لإحلال السلام عن طريق تأسيس إرادة (جماهيرية) مفتوحة على مصراعيها بكل أهالي دارفور.. تيار يلغي الأسماء والمسميات.. أسماء القادة ومسميات الحركات.. ويحل محلها القضايا والأجندة..))
    طبعا الجبهجية صانوا الكلام والاسماء مثل الدفاع الشعبي ( وين الجيش) والشرطة الشعبية ( وين الشرطة) و الامن الشعبي ( وين الامن الوطني) والمشروع الحضاري ( وين مشروع الجزيره هاهاها) والان الادارة الجماهرية ( وخليل وعبد الواحد ) يحملان السلاح بالميدان والسيد المبجل يفاوض الجماهير هير هير هير

  4. الاخ عثمان ميرغني وكل الحادبين على مصلحة هذا الوطن لن يستطيعوا ان يقدمو شيا لان الشعب السوداني كله اصبح سياسي وكل من هب ودب يناقش في السياسة اقول للاخ الذي طالب بزيارة دارفور نحن في عصر لايطلب زيارة منطفة اصبح كل شي مكشوف بواسطة التكلنلوجيا التي غزة العالم فضائيات ونترنت وموبيالات يمكنك مشاهد حرب كما حصل في غزة وانت جالس في منزلك . مصيبتنا نحن السودانين نحب الكلام الكثير والمعارضة من اجل المعارضة حتى يقال له انه معارض وليسة المعارضة البناء التى يستفيد منها الوطن والمواطن . وبعض الساسين الله يهديهم اما ان يحكموا ويصلون لكرسي الرائسة بانفسهم وغيرهم لايفهم ولايصلح رغم انهم منحوا عدة فرص ولم يقدمو شيا للوطن والمواطن.
    وتمنا للاخير زوالهم من الدنيا وليس الحكم فقط

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..