السودان بإنتظار الخروج من النفق المظلم

د.عبدالقادر الرفاعي
25 عاما تفصلنا من بلوغ الجبهة الإسلامية عيدها الحديدي و هذا انسب الاوصاف التي ربما تكون في نظر البعض وصفا مخففاً, الجميع يعلم ان الجبهة الإسلامية كانت في نهاية حقبة الثمانينات الميلادية من القرن الماضي قد إبتلعت بإنقلابها اكثر من ثلاثين مليون سوداني, و بكلمات اخري إبتلعت ارض السودان ومن عليها رغبة منها في إستباق ما قد تسفر عنه اتفاقية الميرغنيقرنق التي فتحت الأبواب لتحقيق الاستقرار و السلام و وضع حد للحرب الاهلية في جنوب السودان. لكن مع مرور الوقت, اكتشف قادتها انهم قد شربوا مقلبا شديد المرارة ظل يمور في احشائهم فسارعوا يقدمون تنازلاً تلو الاخر: السلام من الداخل, التوالي, إتفاق ماشاكوس, إتفاقيتي ابوجا الاولي و الثانية, إتفاقية نيفاشا, إتفاق القاهرة ..إلخ, بدون ان توفر لهم كل تلك التنازلات و المفاوضات مخرجا لأزمة إستيلائهم علي الحكم عن طريق القوة وظلت الأزمة دون حل, تتفاقم يوماً بعد يوم و انتهت الي مآسٍ افظعها ضياع جنوب الوطن بالإنفصال. واليوم رغم كل ذلك تدعو الإنقاذ الي حوار بشروطها, ليس من باب حل الأزمة الوطنية و إنما من باب إعادة الامور الي الوراء, اي إلي مرحلة التأزم ظناً منها ان في ذلك ما يضمن لها اليد العليا في المفاوضات مما لم يفت علي فطنة قوي المعارضة التي سعت بشروط محددة-رغم إدراكها اتجاهات التسوية التي يرغب في إستخدامها حزب المؤتمر الوطني ليرسم ملامح جديدة يظن ان الغلبة سوف تكون من نصيبه إلا انه و مهما تنوعت محاولات التذاكي علي القضايا و المسائل المبدئية فإن شروط المعارضة فيها إصرار لوضع كل القضايا التي علي طاولة المفاوضات كخطوة تسبقها إطلاق حرية التعبير و إلغاء القوانين المقيدة للحريات و وضع اساس متين للعدالة و صيانة الكرامة الإنسانية. وهنا لا يتطلب الامر كثيرا من التوضيح حول خطورة استمرار المؤتمر الوطني الذي لن يزيد النار إلا إشتعالاً, كما ان المعارضة محقة وهي تنظر بعيون الشك و الريبة, و جرح الشهداء ما يزال حاضراً في الذاكرة و تمزق ثلث الوطن جريمة نكراء لن تغتفر, كما ان انحدار نوعية حياة الشعب تحتم ضرورة الخروج ببلادنا من أزمتها العميقة. ان عدم الانصياع الي ما يسعي اليه المؤتمر الوطني من شروط هو واجب وطني. هكذا سوف نظل نستذكر ضرورة الخروج من النفق المظلم الذي دخل فيه المصير السوداني علي أيدي فئة قليلة.
الميدان
يادكتور تلك العصابه تسعي بكل قوة لجعل السودان كالصومال لسبب انهم سلبوا اﻻموال وكنزوها في الخارج لذلك عندما تعم الفوضي يهربوا!! عندما تتمعن فيما يقومون به اﻻن من تعقيدات واحضار جنجويد الي الخرطوم !