جنوب كردفان بين رغية الانسان وشهوة السلطان

جنوب كردفان بين رغية الانسان وشهوة السلطان

بقلم ..عوض فلسطيني
[email protected]

امناً بعد حرب .حربٌ بعد امن هو حال جنوب كردفان .لقد عاشت سنين عجاف استعرت فيها الحرب طويلاً, قضت علي الاخضر و اليابس , عانا منها الجميع امتدت لقرابة القرنين من الزمان. وحينما وضعت الحرب الاطول في افريقيا اوزارها هدات معها نيران جنوب كردفان لارتباطها الوثيق بجنوب السودان قبل توقيع اتفاق السلام الشامل الذي ادي لاحقاً الي انفصال الجسد الذي حوي حرب جنوب كردفان عقد ونيف من الزمان وتدفت بنيرانه طويلاً من برد الظلم القارص والذي اسطلح علية فيما بعد بالتهميش , وعندما اخذ الجنوب حقوقة لم يبخل علي جنوب كردفان ببرتكول خاص لتسوية حقوق ما بعد الحرب اللعينة . كانت هي الخطوة الاولي لفك الارتباط بينهما بعد ان شقت الام طريقها في عصمة رجلاً اخر بعد طلاق باين بينونة كبري مع السودان الموروث. والذي عرف بالجمهورية الثانية كما يحلوا لاهل المؤتمر الوطني ,ولعل تقديران انسان جنوب كرفان بعد الحرب الطويلة التي دفعوا ثمنها قتلاً وتشريداً لم يكن في حسبانهم ان ما حصلوا علية سيقودهم الي ذات المصير , فبدل من ان ينعموا بالامن بعد الحرب كان نصيبهم حرباً ثانية بعد امن .
ومهما كانت المبررات والدواعي,فإن الخاصر هو انسان جنوب كردفان ولعل واحدة من اهم اسباب انهيار الاوضاع كماهو في السودان عامة انفراد الشريكين بتنفيذ الاتفاق وفق نص البرتكول الموقع بينهما , فإتفاق السلام الشامل قد ارتبط بتقرير المصيرالذي جعل الجنوب فيما بعد يفربجلدة الي غير رجعة بينما إختلف الحال في جنوب كردفان لكون المحصلة النهائية هي ما اسطلح عليه بالمشورة الشعبية .هذة البطيخة المقفولة التي ارادها الموتمر الوطني بيضاء اللون حلوة المزاق في وقت يراها الاخرون انها لا تسمن ولا تغني من جوع , علي هذة الاحتمالات سارت الامور. ولعل المتابع لمجريات الاحداث هناك يري ان الحرب قد اصبحت واقع لامحال اتضحت ملامحة منذ فترة طويلة حينما إستضمت رغبات العائدين بطموح الحاكمين في شأن جنوب كردفان بعد إتفاق السلام ,حيث اجتهدت الحركة الشعبية في ان تحقق لجماهير جنوب كردفان قدر كبير من الشعور بتحقيق الحلم الذي قاتلت من اجلة طويلاُ . وربما كانت النقلة في ذاتها كبيرة تحتاج في نضجها الي تلاقح الافكار وتبادل الروي ولن يتسني ذلك الا في ظل استقرار تنظيمي واداري وتنمية بشرية تستهدف الكادر لتمحوا آثار الحرب وثغافتها . هنا كان الحزب الحاكم يتمترس و يضيق المسافات ويراوق في تنفيذ ما اتفق علية من برتكولات, لتحقق الحياة السلمية, والانتقال الديمقراطي السلس من عهد الحرب الي عهد السلام ثغافةً ومعني يتنزل واقع معاش , حيث لم تخلو الفترة كلها من التشاكس والتنافر الظاهر بين طرفي الاتفاقية والتي جأءت مستبعدة الراي الاخر في سير الامور ومجرياتها مما جعل الجميع في غيبوبة كاملة متي ما تعكر صفو الشريكين ؟
هكذا انتظر انسان جنوب كردفان خمسة سنوات عجاف جعلت الولاية. سكنة عسكرية فيها ممنوع الاقتراب او التصوير, تولي الفترة الاولي فيها جلاب وبشري ثم تلاهما دانيال وعمر سليمان و اخيراً هارون والحلو, ولعل الثنائي الاخير حسب ما وصف هو الاخطر!! حيث حقق انسجام تململت علي اثرة قواعد الحركة الشعبية, عندما احست بان هارون ربما ابتلع الحلو بعد وجبةً شهية , وما دروا أن الحلو لن يهضم حين بلعه وهو ما تفاجي به الكثيرون بعد ان بدات الامور تتكشف والحرب تتحسس خطاها ولم يكن من مخرج غير التحول الديمقراطي الذي كان الامل فيه إتاحة مساحة عبور لبعض الاصوات السياسية للمجلس التشريعي لخلق شي من التوازن بين الطرفين حتي لا تقرق السفينة. فكانت الفاجعة الكبري حينما تبين لكل الشعب السوداني ان صناديق الاقتراع قد طاف عليها طائف ٌ فاستوطنت جميعها الا القليل في جنوب كردفان وبعض من الولايات التي اذن المؤتمر الوطني لحلفاءه ان يعبرو نحو قبة البرلمان , ولقد ظل الامر اكثر تعقيداً في شكل ادارة حملة الانتخابات التكميلية ونتائجها. فبدت رغبة الانسان في الانتقال الي ديمقراطية او حتي سلام شامل تضيق رويداً رويدا, إذ كل النوايا كانت تصب في صالح الانفراد والاحادية وهو الامر نفسة الذي رشح البرتكول في جنوب كردفان للتلكؤ ثم الانهيار !!!.
من جانبه السلطان ربماراي في ايلولة جنوب كردفان والنيل الازرق الي شمال الوطن امر استراتيجي ً في ظل الوجود العسكري للحركة الشعبية وتمتعها بالشراكة ,بل إحساس المنتمين اليها ان الاصل في هذة المناطق يعود الي ابنائها الذين حملوا السلاح كفاحاً ,فلم يكن الامر مختلف في الولايتين والدليل هو النهايات المتشابة للبرتكول الذي وقع في كل منهما .فعندما انتهت وتلاشت آمآل الانسان هناك في الاستقرار وتحقيق السلام بدات نشوة السلطان والتي اراد ت التخلص من هذة الصداع المزمن بجرعة كافية, او ضربة قاضية تجعل الشرعية المطلقة للذين نالوا تفويض الشعب وهم بالاحري الاولي بالحفاظ علي ممتاكاتة وتصريف اموره وان دعي الحال الي فرض الطواري في بعض انحاء البلاد, لما تقتضية الضرورة . إتفقنا او إختلفنا مع ذلك فان السلطة المطلقة مفسدة مطلقة بالذات اذا ما جات في ظل ارتباك كامل, واصبح صاحبها كالذي احتسي خمراً حتي الثمالة .
لتقود النهايات الي واقع اليم لم يكن في تقديرات ابناء جنوب كردفان ان بعد الحرب حرب والي ما لا نهاية !! حيث ظلت الحرب ولاكثر من خمسة اشهر لم تراوح مكانها لترشح انسان جنوب كردفان لخراب ودمار برغبة السلطان .
فالي اين المستقر لا احد يعلم. ؟؟؟
(اصبروا علي الحرب )عبارة قالها احد النافزين في الحزب الحاكم يوماً, بان الذي يجري هو تمرد علي الدولة وخروج علي القانون وبالتالي لا بد من الحسم وفرض الهيبة وبالتالي اصبروا علي الحرب ,اذًا لقد صبر انسان جنوب كردفانعلي الحرب لاكثر من خمسة أشهور فماذا بعد ؟؟
علي المؤتمر الوطني ومن حكم مسؤليتة المباشرة ان يجد مخرج لهذة الازمة التي تطاول امدها, لا اقول إتفاق اديس ابابا الذي ضمن للحركة الشعبية اعترافاً بمثاية عهد وميثاق ثم ُنِقض قبل ان يجف مداد فلابد من ابداء النواي الحسنة في ظل حتمية الجلوس و التفاوض لحلحة المشكل, اذا لم يكن اليوم فغداً ,والكف عن التصريحات العنترية والتي يتمشدق بها أفراد الحزب الحاكم, ان( لا جلوس ولا تفاوض) وربما جلسوا غداً طوعاً او كرهاً ليتفاوضوا امر غير مستبعد في ظل سياسة رزق اليوم باليوم ؟؟
ظلت النداءت متكررة تطالب بايقاف الحرب اليوم قبل الغد, فلابد للطرفين من الانصياع لصوت الجماهير و علي المؤتمر الوطني ان يخمد السيوف حتي يحزوا الطرف الاخر حزوه ليتيحوا بعدها فرصة لسماع الاصوات التي يحجبها دوماً قعقعة السلاح, مادام لابد من صنعاً وإن طال السفر ,

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..