بالنية.. يامولانا

زمان مثل هذا

بالنية.. يامولانا

الصادق الشريف

? أمسكت السلطات بتلابيب القافلة التي سيّرها السيّد محمد عثمان الميرغني إلى المناصير المعتصمين في عاصمة ولايتهم. ? والحزب الاتحادي ليس حزباً معارضاً أو حتى مناوئاً.. بل يُفترض أنّه حزب (أصيل) في الشراكة الحكومية مع المؤتمر الوطني.. لكنّ كلمة أصيل هذه لم يتم تعريفها بعد. ? الأخبار التي تواردت عن القافلة تقول إنّه قد تمّ توزيعها على الفقراء في شندي.. بعد أن رفضت لها السلطات الوصول إلى مبتغاها.. فالسلطات ترى – حسب تلك الأخبار – أنّ إمداد المناصير بمؤن إضافية سوف يطيل فترة الإعتصام.. لهذه رأت أن تصل النيّة.. وتقف القافلة!!!. ? ولو أطلنا الحديث عن هذه الفكرة.. فكأنّما تقول أنّ الحكومة تنتظر أن تنفذ مؤنة المناصير.. ويتذوقون الجوع والعطش يوماً ويومين.. ثمّ يفضون اعتصامهم.. هكذا بلا حل ولا يحزنون. ? أمّا لو نظرنا للحزب الاتحادي ورئيسه المشارك بابنه الذي تختلط عليه الأنهار.. فلا يميّز الأزرق من الأبيض.. ففي الإمساك بالقافلة رسالة صغيرة.. ذات دلالات كبيرة.. في الفارق بين دوره الذي رسمه لنفسه والدور الذي سيمنحه له حزب المؤتمر. ? وكان الحزب الاتحادي قد طالب بنسب محددة ليس في الوزارات فحسب.. بل والسفارات.. وأجهزة تنفيذ القانون (الشرطة ? الأمن والمخابرات ? النيابة ? القضاء).. يريدُ حظاً في تنفيذ القانون. ? لقد انتقدنا الخطوة وقتها.. لانّ الحزب الاتحادي بتلك المطالب الحزبية سيبصق على تاريخه الداعي إلى قومية الخدمة المدنية. ? من شأن حادثة كهذه أن تجعلنا نعيد الحسابات.. فنؤيد الإتحادي في مطالبه تلك لولا.. لولا أنّها ستعود بذات النتيجة للحزب.. فلو تمّ تمثيل الحزب الاتحادي بربع جهاز الأمن ونصف الشرطة وبعض القضاء.. وكلّ النيابة فسوف يتم توقيف القافلة. ? كييييييف؟؟؟؟. ? خذ تجربة الحركة الشعبية كشريك كبير للمؤتمر الوطني (على الأقل أكبر نصيباً من الاتحادي) وكان شريكاً يُحظى برعاية دولية وليس اتّفاقاً ثنائياً داخلياً.. وله ثروة تأتيه نهاية كل شهر.. وليس مرتبات وزراء كما هو حال الاتحادي. ? في جهاز الأمن والمخابرات كان للحركةِ تمثيل يصل إلى الثلث.. بل كان منصب نائب رئيس الجهاز يتبع للحركة.. ومع ذلك ظلوا ضيوفاً على شمال السودان طوال السنوات الستة ونيف.. كانوا يحاولون جهدهم ألا يظلوا ضيوفاً.. أن يفعلوا شيئاً مفيداً.. وحينما استيأسوا.. حاولوا أن يفعلواً شيئاً مُضراً (إنسجاماً مع المثل الأمريكي: إذا غلبك إصلاح الشيء فأفسده).. لكنّهم وجدوا أيديهم مغلولة.. حتى غادرونا في التاسع من يوليو. ? يا مولانا، إنّما الأعمالُ بالنيّات.. والقافلة التي تحرّكت بأمركم إلى المناصير.. لو نيتها إغاثة قومٍ منكوبين.. فالنيّة قد وصلت يا مولانا.. ولو أنّ نيتها كسباً سياسياً ومطاعنةً في الشريك.. فقد انصرفت إلى نيّتها.. واستفاد أهل شندي. ? أترك القافلة يا مولانا.. فلن تكون المناكفة الأخيرة بينكم والوطني.. وانصرف عن صدامات الشراكة.. إلى إعادة ترميم وبناء حزبك.. فهذا أكبر عمل وطني يمكن أن تُقدمه لهذا الوطن الممحون. ? الحزب الممزق يهون في عيون الآخرين.. ومن يَهُن يسهل الهوان عليه.

التيار

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..