أخبار السودان

صراع الأراضي في ديار المسيرية .

تقرير : عيسى جديد :

يعتبر صراع الأراضي في ديار المسيرية ظاهرة جديدة في المنطقة، وذلك نسبة لأن الجميع يعيش متجاوراً بلا صراعات سواء في الترحال- (المسارات)- أو الزراعة أو السكن وليست هناك حدود بين أفخاذ المسيرية، ولكن بعد ظهور البترول بدأت الصراعات حول الأراضي نسبة لمسألة التعويضات وهي حالة دخيلة- حسب قول مراقبين بالمنطقة- والذين شرحوا هذا بإن الأمر ارتبط بصراع مصالح جلبها الساسة والمتعلمون وأصحاب المصالح الذين سعوا إلى امتلاك الأراضي بشهادة بحث كمنفعة ذاتية، زادها توتراً السياسة الخاطئة في التصديق وإعطاء الشهادات معتبرين الصراع الحالي واحداً من الصراعات التي بدأت تظهر على طول الولاية وتخللتها حالات عنف وقتل، عطفاً على الأحداث الأخيرة بمحلية الدبب، حيث شهدت قتالاً دامياً بين بطون المسيرية (أولاد عمران والزيوت) يحدثنا امبدي يحيى كباشي عضو اللجنة الشبابية للمساعي الإنسانية التي كونها شباب المنطقة لحل قضايا النزاع والمشاكل الأخرى..

إن أصل المشكلة هو الصراع على الأرض، حيث تم مسح وتصديق مشروع بمنطقة أم باروم بمساحة (5000) فدان لصالح جهة والبدء في تصديق مشروع آخر بذات المساحة، مما خلق حالة تعارض بين مصدقي المشروع وبعض السكان المحليين من الرعاة والمزارعين، و اشتعال الموقف رغم أن المعالجات التي تمت سابقاً والتي لم تنجح في حل النزاع، وكانت هي سببا آخر، حيث أن المؤتمرات التي تم انعقادها لمعالجة المشكلة لم تطبق قراراتها، وآخر قرار تجميد المشروع.. مما أدى الى تفريخ المشاكل وحضانتها ويوضح امبدي أحد شباب المنطقة وعضو أول مبادرة قادها الشباب في هذا الأمر، أن ما تم هو وثيقة وقف عدائيات بغرض تهدئة الأوضاع تمهيداً لانعقاد مؤتمر المعالجات النهائية، ويعتمد صمود الوثيقة على التزام أطرافها وهذا ممكن لو تم عبور الماشية القادمة من البحر بسلام دون اعتراض من أحد، ودعمت الدولة هذه الجهود الشعبية بالوسائل وهذا الدور غائب حتى اللحظة المنطقة الحالية التي بها الصراع هي مناطق المسيرية بخشوم بيوتها (عشائرها) والمشكلة أن الدولة قد صنعت محليات بالمنطقة تقوم على التوزيع القبلي لا الجغرافي، حتى وإن كانت هذه المحلية لا تتوافق مع قانون الحكم المحلي.. فمثلاً محلية أبيي الكُبرى تم تقسيمها لثلاث محليات هي أبيي والدبب والميرم و… وهناك مناطق تقع ضمن هذه المحليات جغرافياً تمت إضافتها لمحليات أخرى على أساس قبلي، ولو كانت بعيدة عنها، مثلاً مناطق بركة والدبكر وتبلدية تمت إضافتها لمحلية الفولة وهي أبعد ما تكون منها، فقط لأن سكانها من الفلايتة مع العلم بأنه جغرافياً يفترض أن تتبع للدبب، فأصبحت محلية الدبب خاصة باولاد عمران.. محلية أبيي خاصة بالمزاغنة وأولاد كامل، ومحلية الميرم خاصة بالفيارين، وهذا الحال خلق كثيراً من المشاكل وبحسب حديث سعيد محمد اسماعيل رئيس اللجنة الشبابية في تصريحات صحفية للزميلة (الصحافة) إن اللجنة نجحت في جمع الأطراف المحتربة وانتهت الى توقيع وثيقة وقف العدائيات التي وسمت بقوله تعالى «..واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا…».. وتعاهد وتواثق فيها سكان المناطق على وقف العدائيات بين الأطراف في هذه المناطق وفض المعسكرات والمظاهر العسكرية، وفتح الطُرق والأسواق، وتبادل وتسليم المواشي والممتلكات بين الأطراف ومحاربة الشائعات، وإسناد الأخبار والرجوع للقُرى والحلال والمزارع كلٌ في طرفه ووفقاً للضمانات التالية قسم الالتزام بالوثيقة والغرامات (معلق) للخروقات التي حددت بأن تكون غرامة الاعتداء على الطرف الآخر عدد (100) رأس بقر، وغرامة ضرب السلاح لإظهار القوة مبلغ (15000) خمسة عشر ألف جنيه، وغرامة الإشاعات والأخبار الكاذبة مبلغ (50.000) خمسين ألف جنيه، وغرامة إثارة الفتنة بواسطة الهدايين والحكامات مبلغ (000،10) عشرة آلاف جنيه، وغرامة قطاع الطُرق مبلغ (000،20) عشرون ألف جنيه، وغرامة التجمعات غير المشروعة مبلغ (000،20) ثلاثين ألف جنيه، ويتم تنفيذ هذه الاتفاق عبر آليات التنفيذ وهي اللجنة الشبابية الشعبية للمساعي الإنسانية واللجان العشرية للمناطق المذكورة، والإدارة الأهلية والمؤسسات الرسمية (الشرطة، القوات المسلحة، والأمن الوطني) وأن تكون هذه الوثيقة متاحة لكل منطقة توقع عليها و تلتزم ببنودها..

إذن يبقى المشهد هشاً في ظل كل هذه المعطيات في ولاية غنية بالثروات البترولية والحيوانية والطبيعية، ومازالت تتلمس طريقها بعد أن كانت مهراً للسلام وضمت لولاية جنوب كردفان، والآن تعود محملة بالمشاكل والقضايا ويبقى إنسانه في انتظار الاستقرار والتنمية التي يستحقها…!!

اخر لحظة

تعليق واحد

  1. بوسع الدولة ان شاءت ان ترفع من مستويات توظيف الارض والثروات والناس لمستويات عليا تمكنها منها التقنيات الحديثة . تحقق نموذجا مصغرا لمجتمع تحكمه معايير المواطنة والحداثة.وحين يعيش الناس مكاسب المواطنة والحداثة,,. سيكتشفون ضالة وبؤس مكاسب القبيلة والقبلية, وتندثر بالتالي تلك اللغة بطون افخاذ قبيلة. بوسع الدولة ان تحقق هذا لو شاءت. وهو فى الاصل واجبها.
    يعنى اصل القول عندى ان القبيلة لو كانت تحقق مكاسبا لافرادها فلتبق ابدا ولا يكون اعتراض عليها.
    لكن القبيلية تفشل يوما بعد يوم فى صيانة افرادها,ولا مفر من الانتقال الى البديل وهو علاقات ونظام المواطنة, وهذا الانتقال صعب بدون عامل وقوة خارجية وهى هنا قوة الدولة. فبدلا من توافد الوفود الذين يمثلون الدولة للقيام بما يسمونه المصالحة ورتق النسيج الاجتماعي, بدلا من هذا لا ارى عليهم واجبا الا طرح مشروع تنموى متكامل.
    النسيج الاجتماعي الذى تهتك مرارا سيستحيل رتقه.فشلت القبلية. فاين الدولة؟

    ——————————————————————- فاروق بشير والفاضل البشير

  2. خير لكم ان ترجعوا الي تشاد لان دولتي السودان وجنوب السودان بعد زوال نظام المجرم البشير سوف تكونا جهنم لكم… تقسمون ابيي التى هى اصلا ارض عشائر دينكا نقوك التسعة كما تشاؤون!!! انتظروا يومكم حيث لاتنفع الندم لعبثكم هذا

  3. قال دار مسيرية قال …..امشو فتشو ليكم دار هناك فى الخلا والصحراء الجيتو منها.الارض دى حقت النوبة والدينكا….برطعوا فيها ساكت لمن يجى اليوم التتكشو منها.جرايمكم الارتكبتوها فى حق اهل البلاد الاصليين ما حا تتنسى والقصة كلها مسألة زمن بس لمن تهربو بى حلدكم فاريين من دياركم المزعومة دى.

  4. مؤسف جدا ان يتقاتل المسيرية فيما بينهم وكلامك صحيج لم تكن هناك صراعات وحربات بين قبائل المسيرية اتفق معك في تشخيصك لمسببات الصراع واسمح ان اضيف اليها اهمال الحكومة للمنطقة ولم تقدم الخدمات الاجتماعية حيث تحتاج المنطقة لتوفير مياه الشرب للانسان والحيوان كحفر اكدوانكي وخدمات الصحة كالمستشفيات وخدمات التعليم المدارس وايضا البنى التحتية كالطرق وتعتبر مناطق المسيرية من اكثر المناطق في السودان فقرا للخدمات الاجتماعية بالرغم من وجود البترول بها ولم تسفيد من هذه الميزة والسبب الثاني وجود السلاح بأيدي المواطنين وبكل انواعه الثقيلة والخفيفة يعد محفزا ومغريا للتفكير بحسم ابسط النزاعات بالقوة . تأخر تدخل الحكومة لمنع وفض الصراع قبل ان يتوسع ويكبر واحيانا يكون هناك تجاهل متعمد ومقصود . نتمنى ان ينتبه المسيرية لأنفسهم ويتركوا التقاتل ويعمروا مناطقهم ويعلموا اولادهم وان يوحدوا انفسهم ويتحدوا لافشال الاطماع والمؤامرات التي تحاك ضدهم

  5. الاخ الكريم امبدى:تشخصيك موضوعى وما قمتم به من جهدفى لجنة الشباب مقدر ولكن القضية اكبر من وقف عدائيات–من هو مهندس استغفال الناس والنفاق واستخدام الصلاحيات على اهلنا الغبش غى مصايفهم ومرعاهم؟ما حدث هو تكرار لجريمة منطقة ابيى بس بصورة مصغرة – سرقة الارض والان اولئك المغفلفون الذين يريدون طرد ابناء عمومتهم ليقروا التعليقات اعلاه ويتبينوا حجم المؤامرة المرسومة لكيان بكامله-عهدنا معكم ان هذه القضية ستكون باذن الله حاسمة للتلاعب بالمسيرية وتقسيمهم. وستكون القشة التى قصمت ظهر البعير لهذه الدولة المهترئةوالقبلية الممزقة–دعونا نفكر في فجر جديد حقيقي فالتاريخ لايرحم

  6. بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله الاخ الكاتب عيس جديد تحليلك جميل ولكن يبقي الفعل ان الذي ينبقي للمسيرية ان يعوه المثل القائل (أُكلت يوم أُكل الثور الابيض)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..