الشجرة الخضراء.. أسطورة سودانية

الخرطوم : أسماء ميكائيل اسطنبول
تعتبر الشجرة الخضراء جزءاً من العادات التي كانت تقوم بها معظم القبائل في غرب السودان، ومازالت بعض القبائل تقوم بها، والبعض الآخر تخلى عنها، نسبة للتطور الذي حدث، ما أجبر الكثير من العادات القديمة التي كانت تقوم بها الحبوبات على الانزواء والتراجع.
يقول الرواة: ( إن الشجرة الخضراء لابد أن تكون أول مكان تذهب إليه المرأة التي خرجت من الولادة بعد أن تكمل أربعين يوماً)، والحكمة كما يعتقدون أنها عندما تخرج إلى الشارع لابد أن تشاهد شيئاً أخضر لكي تصير حياتها خضراء وجميلة وهكذا.
وفي اليوم الموعود الذي تكمل فيه المرأة الأربعين، تتجمع النسوة في منزلها ويتناولن الوجبة، بشرط أن تكون عصيدة أو كسرة بملاح (روب أبيض) وبعدها يحتسين القهوة (البن ) والشاي، ثم تخرج المرأة التي وضعت في زفة (مجموعة من النسوة ) شرطاً أن تكون مرتدية ثوباً أبيض.
وحسب التقاليد لابد أن تحمل أحد النساء المسنات (الحبوبات) المولود، وهنَّ في طريقهن إلى شجرة (اللالوب) أو شجرة السدر (النبق) شرطاً أن تكون هذه الشجرة خضراء اللون، وأن تكون متجهة نحو الشرق، وتحمل كل امرأة طبق فيه القليل من الرماد (بقايا الفحم بعد حرقه) ويحملن بعض الذرة من الدخن عند بعض القبائل (الحب أو العيش) والزيت المعطر، وعند وصولهن لشجرة (اللالوب) أو (السدر) وهي مخضرة يلف حولها النسوة سبع لفات يدرن ومعهن المرأة التي أنجبت.
ويضع النسوة الرماد حول جزع الشجرة قبل أن تضع المرأة الولود، الذرة والزيت المعطر والريحة على الشجرة، ويتوجب عليها قطع فرع من الشجرة وتحمله معها إلى قطيتها ومعها زفة النسوة، ويرجعن مرة أخرى إلى المنزل الذي تحركن منه، وهناك يجري تعليق الفرع الذي قطع من الشجرة أمام القطية، ويظل هذا الفرع معلقاً حتى يجف ويسقط من تلقاء نفسه. وهنالك بعض القبائل تقتصر تلك الرحلة عندما تنجب الأم ولدًا، ولكن فى معظم القبائل تكمل مراسم الرحلة الغريبة لكل النسوة اللائي ينجبن، سواءً كان المولود ذكراً أو أنثى.

التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..