مكيجة الهوية وتلوين الدين النيل أبو قرون نموذجاً

مكيجة الهوية وتلوين الدين
النيل أبو قرون نموذجاً
طلال الناير
[email protected]
الهوية، كما يقول عباس الطائى فى مقاله (آفة اللغة والهوية، تعبر عن حقيقة الشيء المطلقة المشتملة على صفاته الجوهرية التي تميّزه عن غيره، كما تعبّر عن خاصية المطابقة، أي مطابقة الشيء لنفسه أو لمثيله، وبالتالي فالهوية الثقافية لأي شعب هي القدر الثابت والجوهري والمشترك من السمات والقسمات العامة التي تميز حضارته عن غيرها من الحضارات. أما الدين فهو مصطلح مثير للجدل يقوم كل فريق بتعريفه حسب وجهة نظره فهناك من يعرف الدين إختصاراً بمجموعة العقائد والأفكار الى تفسر لمعتنقيها تساؤلاتهم حول الكون، أو أنه مؤسسة للتعبير عن سلطة إلهية والإعتقاد الراسخ فى قوى خارقة للطبيعة تتحكم فى مصائر البشر، وأحياناً الإعتقاد بعدم وجود أى إله أو قوى ميتافيزيقية مقدسة وتقوم بنقد أى إعتقاد فى سلطة إلهية. والدين كما يقول الفيلسوف الألمانى فريدريك شلايرماخر هو معجزة العلاقة المباشرة مع اللانهائية، والدوغما هى إنعكاس تلك المعجزة، وعتبر البعض أن الدين حلقة في تطور الميثولوجيا التي اخترعها الانسان الأول لتوصيف نفسه في الطبيعة وتنظيم صلته بالظواهر الطبيعية.
قرأت قبل فترة خبراً مفاده إصدار الشيخ النيل عبد القادر أبو قرون كتاباً بعنوان (نبى من بلاد السودان ? قراءة مغايرة لقصة موسى وفرعون)، وهو الشيخ الذى ساهم فى صياغة قوانين الشريعة الإسلامية التى صدرت بالسودان فى سبتمبر من العام 1983.
ملخص فكرة الكتاب كما ذكرت الصحيفة بأن الشيخ أبوقرون قال بأن النبى موسى سودانى وليس مصرى، وقال إن وجود اليهود فى السودان يرجع إلى عهد النبى يوسف وهو االتفسير الذى على أساسه برر به وجود يهود أفارقة غير بنى إسرائيل أصولهم أفريقية مستدلاً بيهود الفلاشا الأثيوبيين. وقال الشيخ النيل أبو قرون أن المسطح المائى الذى إنشق وإبتلع فرعون هو نهر النيل وليس البحر الأحمر وتحديداً بين منطقتى الشلال الثانى والشلال الرابع. وقد قال أبو قرون بأن فرعون هو الملك ترهاقا الذى ذكرته التوراة بسفر الملوك الثاني وسفر اشعيا، الملك ترقاها وقام بمحاربة الأشوريين وأمراء فينيقيا ويهوذا، وأثر هزيمته فى فلسطين صب ترهاقا جام غضبه على كل بنى إسرائيل الذين يسكنون فى مملكته والذين هم قوم النبى موسى وشقيقه هارون. قدم أبو قرون بعض الفرضيات التى تقول بأن تكليم الله لموسى لم يكن فى سيناء، بل كان بالقرب من جبل البركل شرق نهر النيل، وهى النقطة التى يرجح أبو قرون غرق فرعون وجنوده فيها!!
محاولة الشيخ أبو قرون فى “سودنة الدين” ليست بجديدة وكلنا نذكر من قبله الطرح الذى كان يقول بأن السودان هو أرض الهجرة الأولى لصحابة النبى محمد بن عبد الله، وأن الملك النجاشى سودانى الأصل وليس حبشيا، وهذه الإدعاءات تم الرد عليها فى حينها بإستدعاء الجغرافيا الحاضرة ومقارنة الراويات بالوقائع وآثار قصر النجاشى الحاضرة على أرض الحبشة.
بصورة عامة يمكننا تفسير تجربة (النيل أبو قرون وآخرون) فى سودنة الهوية العربية الإسلامية ضمن إطار صراع الهوية فى لسايكولوجية بعض المستعربين السودانيين والتى تشكلت تحت ضغوط جعلتهم ينسحبون من واقعهم الأفريقى الأصيل إلى هامش هوية عربية لا تعترف بهم، هوية مشكوك فيها تجعلهم يقدمون الرشاوى والمغريات والتضحيات والمساومات للقابعين فى المركز العربى من أجل الإعتراف بهم.
قام هؤلاء بالإنحراف بالهوية السودانية إستجابة للدواعى السياسية والديموغرافية التى ترتب عليها تواجدهم على تخوم العالم العربى والإسلامى. إنها عملية تماهى طويلة جعلت بعض المستعربين السودانيين ميالين بشكل هيستيرى إلى تقليد العرب والإرتباط بالقضايا العربية والتشدد فيها أكثر من بعض العرب الأصلاء. فعلى سبيل المثال، أصبحت الحكومة السودانية، أكثر راديكالية تجاه أحداث الصراع العربى الإسرائيلى من أصحاب القضية أنفسهم. ولتتأملوا مثلاً موقفها المتصلب تجاه مقترح (دولتين على أرض واحدة) والموقف من حدود الدولة الفلسطينية المزمع إقامتها على حدود العام 1967، و وهو الموقف الذى كان أكثر تطرفاً من موقف رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس أبو مازن وبعض دول المواجهة مع إسرائيل.
يحضرنى حديث لوصال المهدى التى قالت إنه يجب تغيير إسم السودان بعد إنفصال الجنوب لأن هناك بعض السودانيين من هم أكثر عروبة من بعض قبائل الحجاز! وصال المهدى تتجاهل كل هذه الأنوف الفطساء والشعر المجعد واللون الأسود لغالبية الشعب السودانى لتقول بأننا عرباً لمجرد تحدثنا باللغة العربية؟ أغلبية مذيعى نشرات الأخبار السودانيين لا يستطيعون حتى الآن أن ينطقوا حرف (القاف) كما هو ينطقه أصحابها فيجعلون بلكنتهم (ذكرى إستقلال السودان) تتحول إلى (ذكرى إستغلال السودان)!
محمد أزرقى بركان فى مقاله المعنون بـ(التحول هل هو بناء الهوية أم تشويه لها؟) بمجلة “فكر ونقد” قال فيه بأن الفرد يستمد إحساسه بالهوية والانتماء من خلال الشعور القومى، ويحسّ بأنه ليس مجرد فرد نكرة، وإنما يشترك مع عدد كبير من أفراد الجماعة في عدد من المعطيات والمكونات والأهداف ، وينتمي إلى ثقافة مركبة من جملة من المعايير والرموز والصور وفي حالة انعدام شعور الفرد بهويته نتيجة عوامل داخلية وخارجية ، يتولد لديه ما يمكن أن نسميه بأزمة الهوية التي تفرز بدورها أزمة وعي تؤدي إلى ضياع الهوية نهائيا.
نهج الشيخ النيل عبد القادر أبو قرون، بوعى أو بدون وعى منه، يرمى إلى الإندماج أكثر فى الهوية العربية الإسلامية وخلق مخرج ﻷزمة الهوية تلك بمحاولة خلق دور محورى فى إحدى أكثر القصص الأسطورية مركزية فى اليهودية والإسلام والمسيحية وهى قصة هروب موسى من مصر إلى أرض الميعاد “الإفتراضية”.
هدفى من المقال ليس نفى أو إثبات صحة إفتراض الشيخ أبو قرون من عدمه ، بل تحليل أسباب هذا المنحى الذى أتخذه أبو قرون بقراره كتابة كتاب يحاول فيه إثبات سودانية النبى موسى. منهج أبو قرون هو جزء من منهج مستعربى السودان فى الإرتباط بالمركزه العربى وجزء من هذا المنهج يتمثل فى التشديد على مركزية اللغة العربية فى الإنتماء للعروبة والإسلام، وهم يتسلحون بالدين للإستدرار العاطفى بقولهم أن اللغة العربية هى لغة مقدسة قد أنزل بها القرآن وهى لغة أهل الجنة وأن النبى محمد قد قال بأن من تحدث العربية فهو عربى. وأيضاً محاولة إيجاد أنساب تربطهم بأحد اﻷجداد العرب، يتباهون بلسان أب عربى غائب ويتنكرون لملامح اﻷم اﻷفريقية البائنة على سحناتهم.
ولتعويض نقص الملامح المعيارية للعرب عند بعض المستعربين السودانيين يحاولون التغطية عليها بإبراز الفصاحة فى اللغة والتأكيد على النسب العربى بتجويد لغة الضاد، لكننا نجد أن هذا المنهج غير صحيح إذا تفكرنا قليلاً فى اللغة والتى نجدها “مكتسبة وليست وراثية”.
على سبيل المثال، إذا جلبنا رضيع صينى وربيناه فى البرازيل فإنه سيكون متحدثاً بالبرتغالية ولن يكون مدركاً للغة الماندرين التى يتحدثها والداه وأجداده بطلاقة، وحتى اللهجة البرازيلية المشتقة عن اللغة البرتغالية التى يتحدث بها سكان مدينة باهيا أقصى الشمال تختلف عن لهجة برازيلو ساو باولو، واللهجتان تخلفان عن لهجة مدينة كورتوبا على حدود الأرجنتين فى أقصى الجنوب. ولهجة كل البرازيلين والأنجلويين والموزمبيقيين وبعض الأندونيسيين المتحدثين للغة البرتغالية تجعلهم يتحدثونها إكتساباً وليس أصالة نسبة لظروف الإستعمار أو الهجرة والتعليم وغيرها. مختصر الفكرة إن تحدثهم باللغة البرتغالية لن يجعلهم برتغاليين خلصاء كالعم خوسيه سراماجو و مارسيلو كايتانو و ألفريدو كييل، أو حتى كرستيانو رونالدو.
تحدث السودانيين للعربية يشبه تحدث الكينيين للإنجليزية والتشاديين للفرنسية. أعظم المقلديين والنساخين يعلم بأن النسخة التقليدية عن اللوحات لن تكون شبيهة الأصل، ومئات الآف من النسخ الـ(فوتوكوبى) التى تباع فى شوارع أى مدينة أوروبية من لوحة زهرة الخشخاش لن تجعلها يوماً ما فى القيمة المادية والفنية للوحة للفنان الأصهب (فان غوخ).
رجوعاً إلى أبو قرون وسودنته لأسطورة موسى وفرعون والحديث عن الأصل السودانى للنجاشى فإننا نجد أن كل هذا ليس بسابقة فى السلوك لنا كسودانيين فقد سبقهم عليها آخرون فى أمم وأديان أخرى. وأقصد هنا ذلك السلوك الذى يهدف إلى خلق مركز للعالم مبنى على تحوير فكرة أو شئ ما، ومن ذلك المركز يتم تبنى تفسير وقائع العالم حسب وقع أهواء أصحاب التحوير. إنها محاولة لخلق مركز أصيل ومحاولة التملص من هامش وجدوا أنفسهم به.
إعادة التركيب والتحوير و (مكياج الهوية) هذه شبيهة بفعلة الكنائس الأنجلوساكونية عندما صورت المسيح بشعر أشقر وعيون زرقاء من أجل تحقيق الرضا لدي الذين يدورن فى منظومتها وتماهياً منسجماً مع هويتهم، وهو نفس الشئ الذى قام قامت به الكنيسة الأثيوبية برسمها لمسيح على ملامح سكان بلاد الحبشة: “أسمر اللون، وأسود العينين”. وهناك بعض الكنائس السوداء تتبنى رواية طريفة / متطرفة ملخصها أن المسيح لم يولد فى الناصرة بل جاء إليها مهاجراً من الحبشة، وهم يسندون فى ذلك على الرؤية المنامية للمبشر الأنجيلى الأمريكى بيلى جرهام والتى يقول فيها أن المسيح جاءه فى منامه، وأنه عندما شاهده أمامه وجده جرهام لم يكن أبيض اللون وليس طويل الشعر وليس أزرق العينين.
غلاف مجلة الروينغ ستون الصادرة يوم 9 فبراير 2006 حظي بجدل واسع ونقد لاذع من كنائس الجنوب الأمريكى وذلك لأن الغلاف ظهر فيه المغنى كينى ويست وهو على هيئة يسوع التى ظهر بها على ملصق فيلم (الآم المسيح). الغضب لم يكن بسبب ظهور مغنى فى هيئة المسيح، بل إستنكاراً لتصوير المسيح فى هيئة رجل زنجى!
حتى بعض الهنود مزجوا بين المسيحية التى جلبها المستعمر الأنجليزى وبين الديانة الهندوسية التى يعتنقها قطاع كبير من الشعب، فأصدروا (نسخة هندية) من يسوع لتشبه سحنتهم ودينهم القديم، فقاموا بتهجين هيئة المسيح مع الإله “فيشواراما” خالق الكون فى العقيدة الهندوسية!
الناس يدركون العالم بصورة افضل ويكونون أكثر تصالحاً معه، ومع أنفسهم، عندما يعبدون إله ينتمى إليهم إثنياً يشاهدون وجوههم فى ملامحه. كل ذلك يحصل وجميع هؤلاء يتجاهلون الرواية الأكثر إنتشاراً والتى مفادها أن المسيح يهودى الأصل، حنطى البشرة، أقنى الأنف وأسود الشعر. فمن أجل لصق هوياتهم الإثنية على حائط الدين يخلق معتنقو الدين الواحد عشرات الروايات والصور عن الدين الواحد ويدشنون نسخاً عديدة تخصهم عن نموذج واحد للإله، فيخلقون مركزأ جديداً على هامش الفكرة التى ينتمون إليها.
الكاتب والرسام الإنجليزى كونتن كرسب ذهب مرة إلى إيرلندا فسألته إحدى السيدات بريبة: “هل أنت كاثوليكى أم بروتستاتى؟” فقال لها: “أنا ملحد!” فقالت ليه السيدة: “ولكن هل أنت غير مؤمن بإله الكاثوليك أم بإله البروتستانت؟”.
أزمة الهوية تنشأ عندما لا يحب الناس الهويات التى وجدوا أنفسهم عليها، والدين يجعل بعض الناس يتصالحون مع أنفسهم وهذا التصالح مع الذات لا يأتى إلا عند عبادتهم لألهة تشبههم وليست ألهة بعيدة عنهم، ومن أجل ذلك ينسج البعض القصص والأساطير التى تجعلهم مرتبطين ومتواجدين زمانياً ومكانياً فى نطاق الدين الذى إختاروه، ومن أجل هذا يلجأ البعض لإستخدام مساحيق التجميل والمكياج لرسم صورة مخالفة للواقع وتلوين ذواتهم لتصبح فى نظرهم أجمل. ففى الواقع لا يوجد إختلاف كبير بين الأديان ولكن قوة ماكينة الدعاية والبروبوغاندا لكل دين هى التى تضع المكياج على وجهه الديانة والهوية، وهذا ما يصنع الفرق.
جورج برنارد شو قال عن المكياج: “لا توجد أمراة جميلة وأمراة قبيحة، توجد أمرأة تعرف إستخدام المكياج وأخرى لا تعرف!”.
الشيخ أبو قرون، كما أظن، حاول أن يخلق للسودانيين تواجداً فى الدين الذى يعتنقه من خلال إجتهاده فى البحث عن الأصول السودانية للنبى موسى، ولكن أليس بالأحرى به الإجتهاد من خلال دينه وقول رأيه فى التستر على الفساد الذى أكده بعض قيادات اﻹسلاميين. ما رأى الشيخ أبو قرون، كرجل دين، فى شأن طاعة وعصيان الوالى الظالم؟ ما قوله فى سرقة أموال الدولة بأسم الدين؟ ما قوله فى فساد الحكم وغيرها من القضايا التى تهم ملايين السودانيين المسلمين وغير المسلمين أكثر من إثبات سودانية النبى موسى والتى لن تفيد فى تغيير واقعنا المعاش فى شئ. الشيخ أبو قرون أثناء إنشغاله بـ”مكيجة الهوية وتلوين الدين” لم يدرك أن بعض أدوات التجميل، بسبب سوء الإستخدام الخاطئ، قد تسبب لمستخدمها… العمى
توجد هنا بعض الصور الإيضاحية التي تقد تكون مفيدة
http://tnayer.blogspot.com/2011/06/blog-post.html
الاخ طلال الناير مقالك ممتاز لكن دعنى اسال هذا السؤال هل كل مشاكل السودان و التى تتمثل فى مشكلة كيف يحكم البلد و بالتالى حلها بالتراضى عشان الاستقرار السياسى و الذى بدوره ياتى بالتنمية البشرية اولا ثم المادية ثانيا؟؟؟ هل حلينا مشكلة وحدة البلد و ادارة التنوع الذى اعتبره قوة هل حلينا مشاكل التعليم و الصحة و الزراعة و الثروة الحيوانية و التعدين و البترول و السكة حديد و و و و الخ الخ و يجى بعض الناس و على راسهم الحركة الاسلاموية السودانية و يدخلوا مسالة الدين فى العمل السياسى؟؟؟ و ماذا جنينا من هذه السياسة غير الكوارث؟؟؟ ادخال الدين و استغلاله فى العمل السياسى لتحقيق مكاسب سياسية و مادية يخلى البلد ما تستقر و الناس تقعد تتجادل و تتحارب فى من هو احق بالدين و آية طائفة هى اصح من الاخرى و هلم جرا و ينسوا باقى المشاكل التى تهم حياة الناس و يقعد اعداء الاسلام يتفرجوا علينا و ينفذوا مخططاتهم بدون عناء و نحن نساعدهم فى ذلك بكل غباء و نقعد نتحارب و نتهم بعضنا بالخيانة و الكفر و هلم جرا !!!! و عندكم امثلة حية هى العراق و ايران و لبنان و طبعا السودان و الدور ح ياتى على مصر و تونس و ليبيا و كل الدول العربية التى تشهد ثورات و يتاهب فيها اهل الاسلام السياسى(تجار الدين) للانقضاض على السلطة مستغلين حب اهل البلاد لهذا الدين العظيم!!!!!! ابعدوا الدين من الصراع السياسى و اتركوه للمجتمع المدنى و هو كفيل بحمايته من تغول ايا من كان عليه بعد الله طبعا!!! كسرة: شيخ ابو سن عندما ادخلوا عليه بعض المداحين و سالهم جايين من و ين قالوا من شندى و قال ليهم من شندى لحد ماوصلتم البطانة لقيتوا ليكم زول فى السكة بيشتم فى الرسول (ص) قالوا ما لقينا زول بيشتم فى الرسول(ص) ابو سن قال لجماعته ديل ناس ما عندهم شغلة ادوهم طوارى و مناجل و خلوهم يزرعوا !!!!
شكرا لك اخى الكريم والمقال اشبه بدراسة جدلية الشخصية السودانية والهوية الضائعه نحن زنوج وعرب والثقافة العربية عندنا وافدة وليست اصل —لكن مين يقنع ابوقرينات والطيب ودمصطفى
الأخ مدحت عروة
تحية وإحترام
أشكرك علي مشاركتك وتعليقم علي المقال. للآسف نحن في السودان نتبني رؤية متخلفة لإدارة أزمة الهوية في البلاد، فإذا نظرت في الدول التي كان لديها أزمات مشابهة فيمكنك دراسة النموذج البرازيلي التي توقفت فيها تجارة الرق علي نهاية القرن التاسع عشر، أي تقريباً في نفس فترتنا، البرازيل نفسها عانت من الحكم الدكتاتوري حتي منتصف الثمانينات، البرازيل الآن الأقتصاد رقم 8 في العالم والسودان يمتلك موارد تقارب البرازيل إن لم نكن نتفوق عليها أحياناً! ولكن أنظر ماذا فعلنا في بلدنا!
قمة الفاو في العام 1970 رشحت السودان وكندا وأستراليا لحل مشكلة الغذاء في العالم، وللمفارقة ضربتنا مجاعة عام 1983 والآن نحن نستورد كل طعامنا، حتي البصل أصبحنا نستورده من دولة أرتريا الشقيقة!
وبذكر أرتريا وبالعودة للموضوع الأساسي، فهذه الدولة لديها نموذج جيد في الأحتفاء بالتعدد الثقافي، فهناك التعليم الأساسي يكون بكل اللغات القومية والطالب يختار اللغة التي يريد الدراسة بها، كل وسائل الأعلام من صحف وإذاعة وتلفزيون تنطق بثلاث لغات هي التقرنجا والعربية والأنجليزية، والدولة ليس بها دين رسمي. والأمثلة تتعدد في أفريقيا التي بها نماذج جديرة بالدراسة.
دول العالم تبحث عن التعدد الأثني والثقافي والديني حتي تتفاخر به بأن كل هذا الأختلاف لا يعني التضاد أو الصراع بل هي مكونات تتكامل. أما نحن فنريد الأنغلاق علي أنفسنا وسلب المواطنين المتايزين هويتهم سواء بالترهيب أو الترغيب
فلنتقم دولة المواطنة التي ينال الجميع حقوقهم فيها بدون تفرقة دينية أو عرقية أو ثقافية، أننا نريد دولة العدل والقانون، وبعدها ليتفاخر العربي بأصله العربي، وليعتز الأفارقة بأننفسهم بدون فرض هوية موحدة علي البلاد قسراً
الأخ العزيز من السعودية
أشكرك علي كلماتك الطيبة، هويتنا ليست ضائعة بل نحن نحاول التملص منها، هويتنا هو هذا السودان الواسع المتعدد الأعراق والثقافات والأديان، ومن حق كل سوداني الأفتخار بأصوله، ولكن هذا الفخر لا يجب أن يتحول إلي عنصرية أو تعدي علي هوية الآخرين وحرياتهم. فالإنتساب إلي عرق ما لا يجب أن يكون مصدر لإكتساب منصب أو منع توليه، الأنتماء إلي دين ما لا يجب أن يكون ميزة تجعل لفئات من الشعب أولوية علي الآخرين بصورة أوتوماتيكية.
مع فائق الأحترام والتقدير
اعتقد ان الامر لا يستدعى تحليل نفسى لدواخل الكاتب والكتاب يفتح امانا ابوابا للتامل والتفكير والشيخ ابو قرون يكتب بقلمه فقط وعلينا ان نحلل الجوهر وليس القشور ولنا فى الماساة التى حلت بالشهيد محمود محمد طه عبرة