أخبار السودان

وثبة كاذبة وحوار زائف .. !!

نور الدين عثمان

* اكتظت قاعة الصداقة بالجموع التي جاءت للاستماع لخطاب الوثبة ، بعد ان اجتهد المؤتمر الوطني في توزيع رقاع الدعوة ، معظم الاحزاب كانت موجودة بقيادة حزب الأمة والمؤتمر الشعبي ، بعد ان اغلظت لهم الحكومة الوعود ، بأن هناك تحول حقيقي سيحدث نحو الوفاق الوطني ، عن طريق الحوار ، وقالوا فيما قالوا لهم ، ان الرئيس سيعلن عن انفتاح الحكومة على الاحزاب وستكون هناك مفاجئة للجميع ، واستخدم المؤتمر الوطني اسلوب الاثارة والتشويق للحشد الكمي وليس النوعي ، فكان ما اراد بعد ان قدم وعود دون دراسة وتخطيط ، ولكن ﻻ تصلح سياسة التشويق والاثارة في هكذا مواقف ، ولكن من اين سياتي الحزب الحاكم بالموضوعية ، بعد ان تعود على الوعود الكﻻمية والتفخيم المبالغ للانجازات الوهمية دعائيا ، المهم كان ما كان ، وسمعت الحشود خطاب ( الوثبة ) ولم يفهم احد ، على وزن لم ينجح احد ، وخرجت الجموع من قاعة الصداقة تجر اذيال الخيبة والذهول ، وكان بعدها مايعرف بمرحلة الوثوب .. !!

* بدأ المؤتمر الوطني بعدها ، بإعداد العدة ، وحشد كل طاقته الاعﻻمية والخبرات اللغوية ، لإخراج تفسير منطقي لخطاب الوثبة ( الغير مفهوم ) ونجح نوعا ما في ذلك الإتجاه ، وعلى حسب الخطة المعدة ، كان المفروض وجود مفاجاة في الخطاب ، وقيل انها كانت اطﻻق دعوة الحوار الوطني ( ويا لها من مفاجاة واثبة ) وبعد اصرار اعﻻمي ولغوي ، نجح المؤتمر الوطني في تثبيت مصطلح ( الوثبة ) في المشهد السياسي ، وبدأ يتحدث كثيرا عن ضرورة الحوار الوطني وهو ﻻ يعرف معناه ، وظن انه مجرد تكتيك وكسب للوقت ، ولكن أفرط الوطني في الحديث عن الحوار ، حتى احتشدت كل الساحة وظنوا انه الحوار ، ولكن الحقيقة هي انها ورطة وقع فيها للحزب الحاكم وهو ﻻ يقصد مفهوم الحوار الحقيقي ، وبدأت الدغمسة السياسية ، فتارة هم يقصدون بالحوار ، المشاركة في السلطة ، وتارة اخرى هم يقصدون بالحوار لم الشمل تحت عباءته ، ومرة هو حوار مشروط ومرة اخرى هو حوار غير مشروط ، حتى اقتنعوا بانهم ليسوا اهل حوار .. وتحول ديمقراطي .. وحريات ، فمفهوم الوثبة عندهم اعمق واشمل من هذه الترهات ، فهم يقصدون اهل القبلة و بناء الدولة الاسﻻمية الجديدة على انقاض الدولة الاسﻻمية القديمة ، وهكذا فضحت الانقاذ نفسها ، وفشلت في الاستمرار في الكذبة اكثر ، واصبحت تثرثر كثيرا هذه الايام بالإنتخابات والدستور ، مدعية رفض الاحزاب للحوار ، ولكن في تقديرنا النظام في مرحلة هضربة سياسية بعد كابوس الحوار الذي كاد ان يحبس انفاسه ، فليس امامه غير الوثوب فوق مرحلة الحوار ليبدأ مرحلة الانتخابات المخجوجة وكتابة دستور من وجهة نظره للمخارجة السريعة ، وعلى خطاب الوثبة السﻻم وللحوار الوطني التحية وللشعب السراب .. !!

مع كل الود

صحيفة الجريدة

تعليق واحد

  1. بنفس القدر ظنت المعارضة أن الدعوة للحوار ستنتهي بتفكيك النظام و عولت علي ذلك، اي ما لم تقدر عليه بالعمل المسلح سيهبه لها النظام علي طبق من ذهب؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..