شاعرة بطعم القهوة: أسماء عبدالخالق.. شرطية مرور في ثياب شاعرة

الخرطوم: مصعب الهادي

للوهلة الأولى تبدو عيناها وكأنهما ضاجتان بفرج غامر، لكنها ما إن تبتدر قراءة الشعر حتى تستحيلان شلالات حزن، ولأننا لسنا بصدد تفسير ذلك الانقلاب (المشاعري) إن صح التعبير، لأن ذلك ببساطة حِمل ليست لدينا له عضلات ولا عضد.

لكن دعونا نسند حوارنا مع الشاعرة (أسماء عبد الخالق) بهذه التوطئة/ الإضاء، إذ أنها ومُذ طفولتها الباكرة كانت ترتب الكلمات وكأنها مقفاة، ومن ثم جاءت مشاركتها في الدورات المدرسية قارئة مجيدة للقصائد الدينية، وربما كانت تلك هي السانحة التي أدت إلى بلورة ومن ثم اكتشافها لموهبتهالاجقاً.

ولاحقاً أيضاً تضافرت عوامل عديدة في صقل شاعرية أسماء عبد الخالق، منها تلك الصور المختزنة جراء تنقلها بين المدينة والبادية، ما جلعها قوافيها مختلفة عن بنات جيلها، قوافٍ مفعمة بالحزن تأخذك بعيداً وكأنها تبحث عن لوحة مغايرة.

حتى بدايتها كانت مختلفة وميلادها كان أكثر اختلافاً، تعاملت مع الراحل (محمود عبد العزيز) وتبحث عن فرقة مع الموسيقار(محمد الأمين)، أليس هذه مقدمة كافية؟ إذن فلنذهب إلى الحوار:

? عن أسماء عبد الخالق؟

أنا من مواليد بحري (1984م) درست بها الأساس، والثانوية بالجريف شرق، ثم تنقلت بين كوبر ودنقلا وشرق النيل، وحط الرحال بي في جامعة أمدرمان الإسلامية قسم الإذاعة والتلفزيون ثم أخيراً بالعيلفون، ومن بعدها تزوجت وأنا الآن أم لـ (عمر).

? الشاعرة بداخلك، متى شعرت بها تضج؟

فى صغري كانت لدى بعض الشخبطات، كنت أشعر بنبض الحكي يعتمل في داخلي، لكنني بدأت أتلمس كتابة الشعر في المرحلة الثانوية، وكتبت أول نص عن حصة الرياضيات، فمدرس المادة كان فظاً معنا، لكنه منحني بعض الشعر، وحرمني من الكثير من الأرقام.

? أكيد، هنالك من شدوا أزرك؟

بالتأكيد لن أنسى موقف رفيقة العمر (سناء عمر) فمُذ كنا في الثانوية ظلت تؤازرني وتستمع إليّ وتقف بجانبي في مواجهة الصِعاب، كذلك لأخي الكبير سهم في هذا النجاح، فهو شاعر أضاف إليّ الكثير.

? حدثينا عن أثر ترحالك على أشعارك؟

بالتأكيد اختلاف البيئات له أثر كبير على الصور التي في مخيلتى، فالارتحال هو مصدر تخصيب كثير من القصائد، فالبيئة كان لها أثر لأنها سكنتني، لكن رغم تشعبي بين المدن إلا أن كوبر سألت منها دموعي لأننى ولدت بها وبدأت بها ودوما ما أحن إليها.

? كيف أمضيت سنوات الجامعة؟

درست الإعلام حتى أكمل المشوار، فالشعر والإعلام بوتقة انصهار واحدة للإبداع، ولأول مرة أقول كنت أمام خيارين إما إن أصبح شرطية مرور، أو إعلامية فوجدت نفسي في الأخير أكثر. الجامعة مرحلة حققت لي ذاتي عبر المنتدى الأسبوعي الذي كان يلتئم كل يوم أحد، وكان الإعلام جزءاً من إكمال خفقان الشعر بداخلي.

? شاركت في برنامج (نجوم الغد)، هل ثمة إضافة حققها لك؟

الكثير، كان البرنامج مفتاح سكة وبداية إطلالة على الجمهور الذي شاركني ما كتبته، وللحق كان بالنسبة لي المشكاة التي إضاءت لي الطريق، خاصة الإطلالة التلفزيونية، فمن بعده ظهرت في الكثير من البرامج، وأكثر ما لمسته من ذلك استضافتي في برنامج بحجم (شوارد).

? تميلين إلى العامية، اشرحي لنا؟

نسبة لخطورة الكتابة بالفصحى، ولأنني أجد نفسي في العامية أكثر، وأميل في كتابتي إلى السهل الممتنع، ولدي بعض الشعر بالفصحى، ولكن زي ما تقول (دس دس).

? لماذا برأيك عدد الشاعرات أقل؟

بفتكر أن ظروف الأسُر والمعتقدات الشائعة عن ظهور المرأة أمام الملأ تحيد من تقديم موهبة المرأة، وهذه العثرة مرت بي في بداية المشوار حتى إنني كنت (بتسارق) للبروفات.

? هل هذا يعني أننا مجتمع (متخلف)؟

طبعا لا، فتمسكنا بالعادات والتقاليد ليس تخلفاً، ولكن ظروف المرأة المجتمعية تحمل الكثير من الحرج. فقط من تستمر هي وتتمسك بالعزيمة على تحقيق الفكرة التي تحملها.

? لِمَ تميل حواء للرمزية؟

نسبة لحيائها، فالمرأة كائن حساس، لذلك تتحايل على الوصف المباشر فتميل الرمزية، لكننى لا أحبذها كثيراً أكتب بطريقة مباشرة لكنها لا تخدش ولا تجرح.

? وعن برنامج ريحة البن؟

لا تزال محطتي المُهمة، فمنذ الإطلالة الأولى عبر الموسم الثاني لريحة البن وجدت رواجاً أكبر، وهذا مادفعني لخوض غمار الموسم الثالث.

? هل يعني هذا احتكار البرامج من قبل وجوه معينة؟

البرنامج ليس حكراً على أحد، بل فيه مساحة لأي شاعر فكرته مميزة، بدليل أن المشاركين فيه في الموسم الأول تغيروا في التالي، وها هو يستضيف الشاعر هشام الجخ لهذا الموسم.

? حدثينا عن قصة أغنيتك مع الراحل (الحوت)؟

كنت أقرأ قصيدة (سر البوح) في فضفضة مع الشاعر معز فتح الرحمن فأسر لي بأن هذا النص يشبه (محمود عبد العزيز) وبالفعل ذهبنا إليه وفكانت فرحتي كبيرة، وخاصة عندما أبدى موافقته على النص دون أن يلتفت لكاتبه، وأجرى بروفات مكثفة حتى يضمنها كاسيت 2008، بل وسمّى الالبوم كله (سر البوح)، ولكن الشركة المنتجة للأسف، تحيزت للأسماء الكبيرة، فلم تنزل الأغنية في الكاسيت.

? وماذا بعد؟

بعد رحيل محمود أكد مقربون منه أن أغنيات لمحمود لم تر النور سوف تصدر في البوم جديد وها نحن في الانتظار.

? مع من تعاونت (أسماء)؟

من بعد ذلك الموقف تخوفت من التجربة، لكنني تراجعت فتعاملت مع (مصطفى حمزة) وجبرالله عبدالوهاب في (كنت وين) وتحت الطهي الآن (مافي منك) مع معتز صباحي، و(عاين قساوتك وقرار أخير) لفتحي السمر، وأغنيتان لفرقة هايبر باند.

? بعد كل هذا إلى ما تطمح أسماء؟

أتمنى أن يغني لي القامة الأستاذ (محمد الأمين) لأننى أعشقه، وكذلك (محمود تاور) و(عافية حسن).

? لمن تقرئين؟

لسيف الدين الدسوقي، عزمي أحمد خليل وعبد الرحمن الأبنودي، وكل ما يهزني ويخلخلني من الشعر.

? الشعراء الشباب والنشر عبر التقنيات الحديثه، هل من إضاءة؟

الوسائط سلاح ذو حدين ومما أشك فيه أن التكنولوجيا قد أصابتهم في مقتل فأضحى الكل يكتب وينشر دونما تجويد، وكثر المنتسبون إلى رهط الشعراء مما ليس لهم الشعر ناقة ولا جمل، حتى أضحت الساحة الشعرية متشابهة.

? آخر كتاباتك؟

أشعار عديدة، بينها نص لابني (عمر) استعصى عليّ، هذه أول مرة يصعب علي نص منذ أن عرفت الشعر.

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. وكل ما يهزني ويخلخلني من الشعر.

    يابنات بطلو قلة الحياء قال قال يخلخلني من الشعر ….يخلخل رقبتك من محلها

  2. الشاعر قال..
    كل اناء بما فيه ينطح
    معناها انت فسرته الكلمة لي شي في نفسك اما دعوتك فسترجع اليك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..