أخبار السودان

عمليات التنقيب العشوائية تحول بليلة الى هيروشيما أخرى..هل تصبح غرب كردفان الأرض البور البلقع ..؟؟

المسيرية اهتمت بالتعويضات وبنسبة الـ2% على حساب الخطر البيئي القادم

اعداد: حوازم مقدم

عبد الرحمن يحيى حرقاص ورفاقه شباب في مقتبل عمرهم حُلمهم الأول والأخير بناء أسرة وتكوين الذات فكدوا واجتهدوا من عمل لآخر الى أن حطت أقدامهم في الشركة الوطنية الصينية للتنقيب.. تحقيق الحلم ساعد على تفانيهم في عملهم للحفاظ على الوظيفة التي التحقوا بها بشق الأنفس في بلد أصبح فيه وجود الوظيفة من (رابع المستحيلات)، لكن الفرح لم يدم طويلاً لتنال منهم أشعة أخطر الأجهزة التنقيبية إشعاعاً (جهاز سورس) لتحل محل الأحلام كابوس مرعب اسمه (المرض المجهول) فهم رغم أنهم ما زالوا شكلاً بصحة جيدة لكن حتى اللحظة لا يعرفون ماذا يخبئ لهم القدر من خطورة الأشعة التي تعرضوا لها أثناء تأدية عملهم فالسرطان محتمل وفقد المناعة الخوف القادم، أما عدم الإنجاب فهي الكارثة المحتملة في حال ثبت ضررهم من هذه الشعاع بحسب خبراء جيولوجياً

أصل الحكاية
يقول عبد الرحمن يحي إنهم وكعادتهم استيقظوا باكراً في رحلة عمل نحو حقل كنار بولاية غرب كردفان لإجراء اختبارات على الأرض هناك بهدف التنقيب مع (تيم) من الشركة، الرحلة كانت بهدف إجراء مسوحات إحصائية للتعرف على خصائص الأرض وغيرها من المهام الجيولوجية وفعلاً بدأوا عملهم بجهاز يعرف بـ(سورس) وهو جهاز خاص بالعمليات التنقيبية، ومن المعلوم لخبراء الجيولوجيا والعاملين في الحقول النفطية أن هذا الجهاز يصنف من الأجهزة الـ(very (dangerous ويتم التعامل معها بحذر حد الحذر ، إلا أن المسؤول من هذا الجهاز وهو عامل باكستاني الجنسية (نسي وسها) عن إدخال الجهاز في الجراب المخصص له بعناية لمدة تتجاوز نحو أربع ليالٍ كاملة بمسافة تقدر بنحو (500) كيلو متر ولم يتم اكتشاف حتى وصولهم لبليلة، والمعروف أن هذا الجهاز يتم التعامل معه وفق إجراءات سلامة مشددة ولا يمس بالأيدي العادية وإذا تعرض شخص واحد لإشعاعاته تصبح مصيبته مصيبة، بجانب أن هذا الجهاز يرسل إشعاعات بعيدة المدى من شأنها أن تصيب أشعتها المناطق المجاورة حال تعرضهم لها فما بالك عندما يمر هذا الجهاز بأراضي كل من (الدبب وتبلدية والحجيرات) وكلها مناطق ريفية لأناس بسطاء لا يعرفون حتى أنهم تعرضوا لغشعاعات من جهاز يصنف بالخطير

الشركة ترتبك
قال لي حرقاص إنهم أحسوا بأنهم في خطر من ما شاهدوه من ملامح مدير الشركة وكان الارتباك حاضراً فيها ويقول حرقاص إن العامل الباكستاني والمسؤول عن الجهاز ذكر للمدير أنه نسي أن يضع الجهاز في جرابه المخصص له، وكانت هذه العبارة نقطة تحول لحقيقة يعيشونها الآن وكانت كفيلة لبث الرعب في نفوسهم وأحسوا وقتها فقط أنهم في خطر مجهول المعالم والأبعاد، وقال لهم مدير الشركة إنه سيتصل بالخرطوم لإفتائه في أمرهم وبدروهم سألوا المدير ماذا أصابنا وماذا حل بنا ولم يجدوا إجابات شافية وعادوا أدراجهم للميز المخصص لهم بعد شد وجذب مع مديرهم، وأخيراً وبعد ثلاثة أيام تم إخطارهم بأنهم سيغادرون للخرطوم لرحلة فحوصات استكشافية وبدأت الرحلة ولسوء حظهم فإن الموعد المضروب لرحلتهم حل بمطار بليلة نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن ضيفاً على المطار في طريقه للفولة وقتها لحضور مراسم توقيع صلح بين الرزيقات والمعاليا، وكان ذلك كفيلاً لتأخير رحلة الاستشفاء فالبروتكولات الرئاسية لها حكمها كحكم القوي على الضعيف

مطالبات مشروعة
حرقاص وزملاؤه لهم عشرة أيام بالخرطوم بهدف إجراء فحوصات طبية، الفحوصات التي تجرى لهم بشكل يومي بمستشفى فضيل لم ترُق لهم كثيراً، بل وصفوها بغير الدقيقة باعتبار أن رد أحد المدراء الطبيين لم يريحهم أو يشفي غليلهم عندما سألوه عن احتمال إصابتهم بالسرطان أو غيره وقال لهم إن ما يتم لهم من اختبارات وفحوصات تتعلق بوظائف الكبد والكلى وغيرها من وظائف الجسم وليست لها علاقة البتة بالفحوصات الدقيقة في حالات إصابات إشعاعية، الشباب جن جنونهم وطالبوا الشركة ووزارة النفط بإرسالهم فوراً لخارج السودان لإجراء اختبارات دقيقة من شأنها تجاوب عن حالتهم ولحاق ما يمكن لحاقه حال تأكيد ضررهم.

وزيرالنفط خطوة استباقية
الغريب في الأمر أن وزير النفط مكاوي محمد عوض استبق نتائج الفحوصات الطبية وأكد في تصريحات للمركز السوداني للخدمات الصحفية أمس الأول سلامة هؤلاء الشباب استناداً على نتائج الفحوصات الطبية وقال غن وزارته قامت بالتنسيق مع وكالة الطاقة النووية حول الأمر رغم عدم وجود خطورة كبيرة، إذاً تبقى ثمة أسئلة مهمة فوزير النفط استبق النتائج وهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن وزارته (وأدت) قضيتهم قبل أن تنطلق خاصة وأن النتائج الصحية التي افترضها الوزير بعيدة كل البعد عن الحقيقة، أولاً والإنسانية ثانياً فهم ما زالو يجرون فحوصاتهم بمستشفى فضيل وعلى الوزير أن يسجل لهم زيارة ليتأكد من ذلك بنفسه.

وقال لي الشباب إن ما دفعهم للإطلالة عبر الإعلام ما أسموه باستفزازات وتصريحات وزير النفط وتأكيده بسلامتهم المجهولة ضارباً بالإنسانية عرض الحائط، إذاً المطلوب الآن الشفافية والوضوح لمعرفة حجم الضرر على البيئة والسكان بالمنطقة، وعلى وزارة النفط أن تتحمل المسؤولية الكاملة في إرسال وفود استكشافية محايدة للمناطق المتأثرة وإعداد تقارير شفافة تحدد حجم الضرر إن وجد وتوضع توصياتها لتفادي أي أضرار محتملة، ويبقى سؤال آخر: أين دور بقية الوزارات المعنية من ما يحدث هناك من تردي بيئي (الصحة والبئية)، وهل هذه الجهات تعمل في انسجام وتوافق مع إدارة الطاقة الذرية بالبلاد وما هو حجم الأجهزة المشعة الداخلة لمناطق البترول وما حجم المرصود من سلبيات منها إن وجد؟؟ كلها أسئلة تحتاج لإجابة؟

غفلة مواطنين
الى هنا تنتهي قصة عبد الرحمن يحيى حرقاص ورفاقه الـ(25) فلهم شركة يطالبونها بإجراء فحوصات سواء محلية أو خارجية لكن من سيطالب بحق مواطني تلك الديار التي تعرضت لذات الإشعاع وهم في غفلة منه، من سينقذ أطفال ونساء وشيوخ من خطر قادم بسبب إهمال عامل اسمه السرطان؟؟!

قضية رأي عام
وتحركت العديد من مظمات المجتمع المدني بولاية غرب كردفان في خطوة استنفارية لمجابهة ما أسموه بأكبر كارثة إنسانية تمر على تاريخ السودان الحديث وهي التلوث البيئي وكشفوا عن اتجاههم لإعداد مذكرة احتجاجية للدفع بها لرئاسة الجمهورية واستنفار كافة قطاعات المجتمع السوداني لتمليكه الحقائق حول حقيقة الإشعاع بجانب المطالبة بتحقيق دولي مستقل حول حقيقة الإشعاع وحجم الأضرار لمجتمع يسكنه ربع مليون مواطن وخمسة عشر ألف رأس وكيفية

محامون على خط النار
محامو منطقة غرب كردفان أحسوا بمدى حجم المسؤولية تجاه أسرهم وأعلنوا تبنيهم لملف إشعاعات البترول وأثرها على أهاليهم وأكدوا أنهم سيدفعون بعريضة جنائية ضد الشركة المعنية ووزارة النفط.
تعويضات النفط
المسيرية ولوقت قريب كان أكبر همهم التعويضات المليارية عن أراضيهم البترولية ولم يكن هم السياسيين من أبنائهم سوى معرفة حصتهم في النفط المقدرة بـ2% والتهافت من أجلها ونسوا عن جهل أن هنالك أضراراً بيئية تلحق بأهلهم والآن داهمهم الخطر..
مواصفات السلامة
وعلمت (الجريدة) من مصادر جيولوجية أن السودان لا يوجد به مركز متخصص لقياس نسبة الإشعاعات في الجسم الأمر الذي يصعب في ظله تحديد نسبة تعرض هؤلاء العمال للإشعاع

عليه يمكننا القول إن مستوى تطبيق شروط ومعايير الصحة والسلامة المهنية بمناطق البترول ما زالت ضعيفة بالرغم من خطورة وحساسية المهام التي يقوم بها العاملون في مواقع الإنتاج، الأمر الذي بدوره يعمل على تهديد حياة الكثيرين منهم ويعد هذا الحادث واحد من الانتهاكات في مجال معايير الصحة والسلامة المهنية.

وعلى الدولة ووزارة النفط العمل على تثقيف العاملين بحقول النفط وتعريفهم بالمخاطر الحقيقية لطبيعة وخصائص التلوث البترولي بجانب نشر المعرفة وتثقيف القرى المحيطة بمناطق حقول النفط وتعريفهم بالمخاطر البيئية والصحية لصناعة البترول بجانب تعريفهم بالتأثيرات البيئية والصحية للملوثات البترولية وكيفية أساليب وإجراءات التحكم والسيطرة على التلوث البترولي والوقاية من مخاطر صناعة البترول المهنية والصحية باتباع إجراءات الصحة والسلامة المهنية في المنشآت البترولية.

ختاماً: على الدولة أن تتبنى سياسة الصراحة والشفافية في مثل هذه المواقف وأن تجيب على كثير من الأسئلة المشروعة لأهالي مناطق البترول في جميع أنحاء البلاد، فالخطر أصبح قادم لا محال فنسبة الأمراض بتلك المناطق يتزايد والناس في غفلة والتربة والمناخ تحدث عن ذلك حتى إذا لم يظهر على الأجنة في الأرحام وستكون مناطقهم بحسب خبراء هيروشيما السودان بفعل العمليات البترولية

تعليق واحد

  1. تخيلو لو شي زي ده حصل ولو بنسبة 1% في بلد غربي …. الشركة المسؤوله والحكومه كانت دفعت مليارات تعويض و علاج لان الانسان غالي عندهم اما في بلد المشروع الحضاري الانسان ارخص مما تتخيلون

  2. أنواع الإشعاع

    توجد ثلاثة أنواع من الإشعاع النشط: جسيمات ألفا، وكان بكويريل أول من تعرف عليها؛ وجسيمات بيتا التي تعرف عليها النيوزيلندي إرنست رذرفورد؛ وأشعة جاما التي تعرف عليها الزوجان الفرنسيان ماري وبيير كوري.
    جسيمات ألفا. تحمل شحنات كهربائية موجبة. ويتركب جسيم ألفا من بروتونين ونيوترونين، أي أنه يماثل نواة ذرة الهيليوم. تنطلق جسيمات ألفا بطاقات عالية، ولكنها سرعان ما تفقدها عند مرورها في المادة. وبمقدور ورقتين من أوراق هذه الموسوعة إيقافها.

    جُسَيّم ألفا

    جسيم ذو شحنة موجبة، وطاقة عالية تطلقه نواة ذرة مشعة، عندما تخضع لتحوُّل نووي. ويُعد جسيم ألفا مطابقًا لنواة ذرة الهيليوم. ويتألف من بروتونين وإلكترونين يرتبطان معًا ارتباطًا وثيقًا. ويزن جُسيم ألفا أكثر من جسيم بيتا بـ 7,000 مرة. وينتقل جسيم ألفا لمسافة قصيرة بسبب كتلته الضخمة. فعلى سبيل المثال، ينتقل جسيم ألفا النموذجي إلى مسافة لا تزيد عن 5سم في الهواء.

    جسيمات بيتا.

    وهي إلكترونات. تطلق بعض النوي المشعة إلكترونات عادية تحمل شحنات كهربائية سالبة. لكن البعض الآخر يطلق بوزيترونات وهي إلكترونات ذات شحنة موجبة. وتنتقل جسيمات بيتا بسرعة تقارب سرعة الضوء ويستطيع بعضها أن ينفذ خلال 13ملم من الخشب.
    جُسَيّم بَيْتا إلكترون يتولد عن نواة ذرة إشعاعية أثناء تعرضها لعملية تحوّل نووي. ومعظم جسيمات بيتا ذات شحنات سالبة تتكون عندما يتحول نيوترون إلى بروتون. وبعضها بوزيترونات وهي إلكترونات ذات شحنة موجبة تنتج عن تحول البروتون. وجسيمات بيتا بالغة الصغر، إذ تعادل فقط 1/1,840 من جسم البروتون. وتمكنها طاقتها العالية من الانطلاق في الجو لمسافات بعيدة واختراق المواد الصلبة التي يعادل سمكها عدة مليمترات. ويقيس العلماء طاقة جسيمات بيتا بحساب المدى الذي تأخذه في اختراق مواد معينة.

    أشعة جاما.

    أشعة غير مشحونة كهربائيًا. وتشبه هذه الأشعة الأشعة السينية، إلا أنها تكون في الغالب ذات طولٍ موجي أصغر. وهذه الأشعة هي فوتونات (جسيمات الإشعاع الكهرومغنطيسي)، وتنتقل بسرعة الضوء. تخترق أشعة جاما الأجسام بدرجةٍ أكبر من جسيمات ألفا أو بيتا.
    أشعة جاما شكل من أشكال الإشعاع الكهرومغنطيسي يشبه الأشعة السينية. ولأشعة جاما طول موجي أقصر من الطول الموجي للأشعة السينية،كما أنهما يختلفان في أصلهما أيضًا. تنتج الأشعة السينية خلال عدة عمليات مختلفة مرتبطة بالإلكترونات التي تدور حول نواة الذرة بينما تنبعث أشعة جاما من النواة نفسها.

    تنبعث من نوى اليورانيوم وعناصر إشعاعية طبيعية أخرى جسيمات ألفا أو بيتا مع انبعاث أشعة جاما في الوقت نفسه، وتتحول العناصر بذلك إلى عناصر جديدة. ويمكن أن تنبعث أشعة جاما بمفردها من خلال ما يعرف باسم التحولات التماكبية. ولا يغير بث أشعة جاما تركيب النواة. وبدلاً من ذلك، تفقد جزءًا محدودًا من الطاقة.

    ربما تحمل أشعة جاما ملايين الإلكترون فولت من الطاقة وباستطاعتها اختراق أنواع عديدة من المواد. ولكن باستطاعة بعض المواد امتصاص أشعة جاما. على سبيل المثال، تستطيع شريحة من الحديد سمكها 1,3سم امتصاص 50% من أشعة جاما ذات مليون إلكترون فولت. وتعادل هذه القدرة الامتصاصية قدرة 10سم من المياه أو 0,65سم من الرصاص.

    تفقد أشعة جاما الطاقة عندما تصطدم مع الذرات خلال مرورها عبر المادة. وخلال هذه الاصطدامات، ربما تفصل أشعة جاما الإلكترونات من الذرات الأم. تُدعى هذه العملية التأين (التحويل إلى أيونات)، لأنها تحول الذرة المتعادلة إلى ذرة مشحونة تدعى الأيون. يُدعى الإلكترون الحر والذرة المشحونة الموجبة الأيون المزدوج. وقد تنبعث أشعة جاما ذات الطاقة العالية من المادة الموجودة بقرب النواة، وذلك بتكوين زوج من الإلكترونات يسميان البوزيترون (جسم موجب ذو كتلة تعادل كتلة الإلكترون) والنقترون (إلكترون عادي ذو شحنة سالبة). وفي هذه العملية يتم امتصاص أشعة جاما. وعملية إيجاد زوج الإلكترونات هذه بوساطة أشعة جاما هي عكس ما يحدث عندما يتحد النيوترون والبوزيترون.فعندما يتحد هذان الجسيمان فإنهما يتلاشيان وينتج عن ذلك شعاعان من أشعة جاما ذوا طاقة متساوية. وتدعى هذه العملية الفناء، وغالبًا ما تدعى أشعة جاما الناتجة أشعة الفناء.

    تقذف كميات ضئيلة من أشعة جاما الصادرة عن المواد المشعة الطبيعية في الصخور والتربة أجسامنا بشكل ثابت. تمر بعض هذه المواد يوميًا إلى أجسامنا عبر الهواء الذي نتنفسه والماء الذي نشربه. تُنتج أشعة جاما التي تمر داخل الجسم تأيّنًا في الأنسجة. وإذا كانت بكميات كبيرة فإنها تضر خلايا الجسم. ورغم خطورتها فقد تكون ذات فائدة في معالجة الأورام الحميدة والخبيثة.كما أنها تستخدم أيضًا في الكشف عن صدع الفلزات وحفظ الأطعمة.

    خواصُّ النَّوَى

    لكي نفهم ما يحدث داخل ذرة مشعة، يجب علينا أن نتعرف على تركيب النواة. يسمى عدد البروتونات في نواة الذرة العدد الذري. ولكل عنصر عدد ذري مختلف. فالهيدروجين مثلاً له بروتون واحد، ولذا فإن عدده الذري 1، واليورانيوم عدده الذري 92 لأن نواته تحتوي على 92 بروتونًا. ويسمى العدد الكلي من البروتونات والنيوترونات في نواة الذرة، العدد الكُتلي. وتحتوي نواة الهيدروجين العادي على بروتون واحد، وليس بها نيوترونات، ولذا فإن العدد الكتلي للهيدروجين العادي هو واحد. أما نواة الهيدروجين الثقيل، أي (الديوتريوم) فإنه يوجد بها بروتون واحد ونيوترون واحد، ولذا فإن عدده الكتلي 2. كما أن أحد الأنواع المشعة للهيدروجين والمسمى تريتيوم له العدد الكتلي 3، وذلك لأن به بروتونًا واحدًا ونيوترونين. ولكن الأنواع الثلاثة للهيدروجين لها نفس العدد الذري. وتسمى الذرات التي لها نفس العدد الذري ولها أعداد كتلية مختلفة النظائر. أي أن الهيدروجين العادي والديوتريوم والتريتيوم، كلها، نظائر لعنصر الهيدروجين، ويكتبها العلماء عادة 31H , 21H , 11H. ويمثل العدد الأسفل العدد الذري، في حين أن العدد الأعلى يمثل العدد الكتلي. وجميع نظائر أيِّ عنصر ذات خصائص كيميائية واحدة.

    ابتعاث الإشعاع

    تنشأ الأنواع المختلفة من الإشعاع في نوى الذرات المشعَّة. وما جسيم ألفا، المكوَّن من بروتونات ونيوترونات، إلا شَظيَّة من النواة التي أطلقته. أما إلكترون أشعة بيتا، فإنه ينشأ في النواة عندما يحدث تغيُّر لأحد الجسيمات فيها. وعندما تطلق الذرات إشعاع ألفا أو بيتا، فإنها تتغير إلى ذرات عناصر أخرى، يُسمِّي العلماء ذلك التغير التحوُّل أو التبدُّل. أما ابتعاث أشعة جاما فينتج عنه تحرر للطاقة فقط ولا يحدث بسببه تحوُّل.

    تحوُّل العناصر تغير أحد العناصر إلى آخر من خلال تغييرات في نواة الذرة. ذلك أن كل ذرّات العنصر الواحد تحمل نفس العدد من البروتونات في نوياتها. فأي تغيير في عدد بروتونات النواة يُنتج ذرة عُنصر مختلف. ويمكن لأية ذرّة أن تُغيّر عدد البروتونات في نواتها عن طريق بث الجسيمات الذرية أو أخذها. وقد يحدث تحول العناصر بصورة طبيعية، كما قد يحدث بوسائل صناعية.

    وتحدث معظم التحولات الطبيعية حينما تبث نواة ذرة مُشعة تلقائيًا جسيمات معينة من خلال الانحلال الألفاوي أو الانحلال البيتاوي. ففي حالة الانحلال الألفاوي تبث النواة جسيمًا ألفاويًا يتكون من بروتونين ونيوترونين. من ذلك أن نواة ذرة الراديوم تحتوي على 88 بروتونًا وبعد أن تبث النواة جسيمًا ألفاويًا يتبقى 86 بروتونًا. ومن ثم تكون ذرة الرادون قد تم تشكيلها.

    أما في حالة الانحلال البيتاوي (تآكل بيتا) فتبث النواة جسيمًا بيتاويًا. وفي معظم الأحيان يكون الجسيم البيتاوي إلكترونًا مشحونًا بشحنة سالبة، تم إنتاجه من خلال تحويل أحد النيوترونات في النواة. وينتج عن هذا التحول تكوُّن بروتون. وينتج عن ذلك أن تحتوي النواة، بعد بث الجسيم البيتاوي على بروتون واحد زائد ونيوترون واحد ناقص. وكمثال على ذلك، فإن نظير الكربون 14 له نواة تحتوي على ستة بروتونات وثمانية نيوترونات. وبعد أن تبث النواة الجسيم البيتاوي يتشكل النيتروجين 14 الذي تحتوي نواته على سبعة بروتونات وسبعة نيوترونات.

    وفي بعض الحالات يتكون الجسيم البيتاوي من نوع البوزيترون، ويتم تكوين هذا الإلكترون موجب الشحنة عن طريق تحويل بروتون، حيث يتم تكوين نيوترون في الوقت نفسه. ويتأتى عن بث النواة لبوزيترون، أن تحتوي على بروتون واحد ناقص ونيوترون واحد زائد. وكمثال على ذلك، يبث الكربون 11 الذي يحتوي على ستة بروتونات وخمسة نيوترونات عددًا من البوزيترونات. وبعد أن تبث نواة الكربون 11 بوزيترونًا تتشكل ذرة البورون 11 التي تحتوي على خمسة بروتونات وستة نيوترونات.

    ويتم إنتاج معظم التحولات الصناعية عن طريق تفجير النويات ذات الجسيم الألفاوي أو غيره من الجسيمات ذات الطاقة العالية في مفاعل نووي أو معجل جسيمات. انظر: معجل الجسيمات. وفي حالة التحول الناتج عن استخدام الجسيمات الألفاوية تكتسب النواة بروتونًا واحدًا ونيوترونين. تمتص النواة أولاً الجسيم الألفاوي الذي يحتوي على بروتونين ونيوترونين. ومع ذلك تكون النواة الناتجة عن هذا الامتصاص غير مستقرة، وهي تطرح بروتونًا.

    ويحدث التحول أيضًا بطرق أخرى، منها الانشطار والاندماج. ويحصل الانشطار حينما تنشق نواة إحدى الذرات إلى نواتي عنصرين ضعيفين في معظم الأحيان. وينتج هذا الانشقاق عن امتصاص النواة لأحد النيوترونات. أما الاندماج فيحدث عن طريق وصل نواتي عنصرين أخف ليشكلا نواة عنصر أثقل.

    إشعاع ألفا.

    إذا أُطلقت نواة جسيم ألفا، فإنها تفقد بروتونين ونيوترونين. وكمثال على ذلك، فإنَّ إشعاع ألفا ينطلق من اليورانيوم 238 وهو نظير لليورانيوم له 92 بروتونًا و146 نيوترونًا. وبعد فقدان جسيم ألفا، يصبح للنواة 90 بروتونًا و 144 نيوترونًا. لكنَّ الذرة التي لها العدد الذريّ 90 ليست ذرة يورانيوم بل ذرة ثوريوم. والنتيجة، إذن، هي تَكوُّن النظير ثوريوم 234.

    إشعاع بيتا.

    عندما تُطلق نواة جسيم بيتا، فإنها تُطلق أيضًا نيوترينو مضاد وهو جسيم غير مشحون كتلته تكاد تكون منعدمة. وعندما ينطلق جسيم بيتا السالب يتحول النيوترون في النواة إلى بروتون وإلكترون سالب ونيوترينو مضاد. ينطلق الإلكترون والنيوترينو المضاد لحظة تكونهما، بينما يبقى البروتون في النواة. وهذا يعني أن بها بروتونًا زائدًا كما أن بها نيوترونًا ناقصًا. فمثلاً يطلق نظير للكربون 146C ، إلكترونات سالبة. وفي ذرة الكربون 14 أو(14C)، يوجد 6 بروتونات و8 نيوترونات. وعندما تتحول هذه النواة، يتغير نيوترون إلى بروتون وإلكترون ونيوترينو مضاد. وبعد ابتعاث الإلكترون والنيوترينو المضاد، تصبح النواة محتوية على سبعة بروتونات وسبعة نيوترونات. وهنا، فإن العدد الكتلِي ظل ثابتًا مع أن العدد الذري ازداد واحدًا. والنيتروجين هو العنصر الذي له العدد الذري 7. أي أن 146C تحول إلى 147N بعد انطلاق جسيم بيتا سالب.

    وعندما تُطلق نواة بوزيترونًا، يتحوَّل البروتون في النواة إلى نيوترون وبوزيترون ونيوترينو. ينطلق كل من البوزيترون والنيوترينو لحظة تكوُّنهما، على حين أن النيوترون يظل في النواة. ويطلق أحد نظائر الكربون 116C بوزيترونات. ولهذا النظير 6 بروتونات و 5 نيوترونات، وعندما يطلق بوزيترونًا يتحوَّل أحد بروتونات النواة إلى نيوترون وبوزيترون ونيوترينو. وبعد انطلاق البوزيترون والنيوترينو، تظل النواة محتوية على 5 بروتونات و 6 نيوترونات. وهنا، فإن العدد الكتلي ظل ثابتًا على حين أن العدد الذري نقص بمقدار واحد. والبورون هو العنصر الذي رقمه الذري 5. أي أن 116C تغير إلى 115B بعد إطلاق بوزيترون ونيوترينو.

    أشعة جاما.

    تنشأ أشعة جاما بطرق متعددة. فقد لا يحمل جسيم ألفا أو جسيم بيتا، المنطلق من النواة، كل الطاقة المتاحة. عندئذ، تكتسب النواة طاقة أكبر من تلك التي تجعلها مستقرة. وتتخلص النواة من الطاقة الزائدة بإطلاق أشعة جاما. لكن ابتعاث إشعاع جاما لا يصاحبه حدوث تحول.

    نصف العمر

    عدد الجسيمات المنطلقة من عينة نظير مشعّ في فترة زمنية هو نسبة مئوية محددة من عدد ذرات العينة. فمثلاً، ينحل من أي عينة من 11CC
    3,5% منها كل دقيقة. فإذا بدأنا بعينة ما من 11C، فإنه لن يتبقى منها بعد أول دقيقة إلا 96,5%. وفي نهاية الدقيقة الثانية يتبقى 96,5% من العينة عند بدء هذه الدقيقة، أي 96,5% من 96,5% من العينة الأصلية، أي 93,1% من العينة الأصلية. وبعد عشرين دقيقة لن يبقى من الكمية الأصلية إلا نصفها فقط. وهذا معنى قولنا أن نصف عمر 11C
    20 دقيقة. ويُسَمَّى هذا الفناء التدريجي للمادة الانحلال الإشعاعي أو التحوُّل النووي. وللنظائر المختلفة أنصاف أعمار مختلفة. ويتراوح نصف العمر من كسور من الثانية إلى بلايين السنين. وفيما عدا استثناءات قليلة، فإن النظائر المشعة الموجودة في الطبيعة بكميات يُمكن ملاحظتها هي فقط تلك التي لها نصف عمر يبلغ ملايين كثيرة من السنين، أو حتى بلايين السنين. ويعتقد العلماء أنه عندما تكوَّنت عناصر الأرض، كانت كلُّ النظائر الممكنة موجودة. وفي الغالب، تحللت تلك التي لها أنصاف أعمار قصيرة بحيث لم يبق منها إلا كميات أصغر من أن تلاحظ. ولكن بعض النظائر ذات العمر القصير، الموجودة في الطبيعة، تكوَّنت نتيجة انحلال نظائر مشعة طويلة العمر. فمثلاً، ينتج الثوريوم 234، الذي له نصف عمر قصير، من اليورانيوم الذي له نصف عمر طويل. كذلك تُنتج الأشعة الكونية، الكربون 14، وهو نظير نصف عمره قصير نسبيًّا. ومن النظائر المشعة ذات العمر الطويل الموجودة على الأرض، البوتاسيوم 40، والثوريوم 232، واليورانيوم 235، واليورانيوم 238.

    الأشعة الكونية

    جسيماتٌ عالية الطاقة، منشؤها الفضاء الخارجي. ويعتقد العلماء أن هذه الأشعة تملأ درب اللبّانة (اسم المجرة التي ننتمي إليها وتسمى أيضًا درب التّبانة)، وكذا المَجَرات الأخرى. وتتكون الأشعة الكونية من جسيمات تحت ذرية تحمل شحنة كهربائية، تمامًا مثل البروتونات والإلكترونات ونوى الذرات. وتتحرك هذه الجسيمات في الفضاء الخارجيّ بما يقارب سرعة الضوء ومقدارها 299,792كم/ث.

    يقيس الفيزيائيون طاقة الأشعة الكونية بوحدات تُسمًّى إلكترونفولت (إف). وتتراوح طاقة معظم الأشعة الكونية بين بضعة ملايين إلكترونفولت (ماف) وبضعة بلايين إلكترونفولت (جاف).

    والواقع أنَّ بليون إلكترونفولت تضيء مصباح بطارية لمدة جزء من مائة مليون جزءٍ من الثانية تقريبًا. إلا أنَّ بروتون أشعة كونية له هذه الطاقة، يستطيع أن يخترق صفيحةً من الحديد سمكها نحو 60سم.

    تنشأ الأشعة الكونية من مصادر عديدة في الفضاء. ويعتقد العلماء أنَّ النجوم المنفجرة المسماة السوبرنوفا، والنجوم عالية الكثافة المسماة المنبضات، تنتج كمياتٍ كبيرةً من الأشعة الكونية.كما أن بعض الأشعة الكونية تنتجها الشمس. لكنَّ الأشعة الكونية ذات الطاقة العالية جدًّا هي فقط التي تستطيع اختراق الغلاف الجويّ للأرض، وأقل من واحد في المليون من الأشعة المُخْتَرقة هو الذي يصل إلى سطح الأرض دون أن يصطدم بذرة في الهواء. وتؤدي هذه التصادمات إلى تحطيم كلٍّ من الشعاع الكونيّ والذرة، مولدًا فيضًا من الجسيمات تحت الذرية ذات الطاقة العالية. تصل بعض هذه الجسيمات بالفعل إلى سطح الأرض، بل إن منها ما يخترق الأرض إلى عمقٍ كبير. يطلق على الأشعة الكونية التي تتولد في الفضاء الخارجي اسم الأشعة الكونية الأولية، بينما يُطلق على الفيض المتولِّد في الغلاف الجويّ اسم الأشعة الكونية الثانوية.

    ويهتم العلماء بدراسة الأشعة الكونية، لأنها تمدُّنا بعينة من مادة انتقلت عبر الفضاء لملايين من السنين الضوئية. والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنةٍ واحدة، وهي تقريبًا 9,46 تريليون كم. ولقد أتاحت أبحاث الأشعة الكونية للعلماء أن يعرفوا الكثير عن الظروف الفيزيائية في المناطق البعيدة عن المجموعة الشمسية.

    الأشعة الكونية الأولية

    وتسمى أيضًا الأوليات. وهناك نوعان من الأوليات هما المجرية والشمسية.

    الأشعة الكونية المجرِّية.

    وتأتي هذه الأشعة من خارج المجموعة الشمسية، وهي تُشِّكل معظم الأوليَّات. في أثناء فترات خمول الشمس، يسقط في المتوسط شعاعٌ كونيُّ مجرِّيُّ واحد على كل سنتيمتر مربع من السطح الخارجيّ للغلاف الجويّ في الثانية.

    تتكوَّن الأشعة الكونية المجرية من نوى الذرات بنسبة 98%، والنسبة الباقية وهي 2% مكونة من إلكترونات وبوزيترونات، وهي إلكترونات تحمل شحنة موجبة. أما النوى، فمنها البروتونات (نوى الهيدروجين) بنسبة 87% تقريبًا، ومنها نوى الهيليوم بنسبة 12%، والباقي هي نوى كل العناصر الأثقل من الهيليوم.

    يعتقد الفيزيائيون أنَّ معظم الأشعة الكونية اكتسبت طاقتها العالية نتيجة لتسارعها بسبب موجاتٍ صدميةٍ صادرة عن السوبرونوفا (فائق الاستعار) أو بسبب وجود مجالات مغنطيسية قوية حول النابضات. ويمكن أيضًا للأشعة الكونية المَجَريَّة أن تكتسب طاقةً نتيجةً لتصادماتها مع تصدعاتٍ متحركة في المجالات المغنطيسية الواقعة في الفضاء البيني للنجوم. ويمكن تصوير المجال المغنطيسي على أنه مجموعة خطوط تخيلية للقوة المغنطيسية تمتد في الفراغ حيث تستطيع الجسيمات أن تتحرك بيسر على خطوط المجال مثلما تتحرك حُبَيبات مسبحة على خيطها، إلا أنَّ الجسيمات تقابل صعوبةً في الانتقال عبر الخطوط. وعندما يتحرك أحد خطوط المجال، تتحول بعض الطاقة الناشئة عن حركته إلى الجسيمات المتحركة عليه.

    ومتى تسارعت الأشعة الكونية المجريَّة في مجرتنا، فإنها تظلُّ في المتوسط لمدة عشرة ملايين سنة تنتقل عشوائيَّا في المجالات المغنطيسية للمجرة، ومصيرها في النهاية إمَّا الهروب من المجرة، أو فُقدان سرعتها نتيجةً لتصادمها مع مادة الفراغ البيني للنجوم.

    تعمل الرياح الشمسية على منع بعض الأشعة الكونية المجريِّة من دخول المجموعة الشمسية، وتتكون هذه الرياح من ذرات مشحونة كهربائيًّا تنطلق خارجة من الشمس إلى المجموعة الشمسية. يُصاحب الرياح الشمسية مجالٌ مغنطيسيٌّ يمنع كثيرًا من الأشعة الكونية المجريَّة من دخول المجموعة الشمسية. ويصدق هذا، على وجه الخصوص، في فترات النشاط المتزايد على سطح الشمس. ومن ثم، يقلُّ تركيز الأشعة الكونية المجرية بالقرب من الأرض كلما زاد النشاط الشمسيّ، وهذا ما يحدث دوريَّا كل إحدى عشرة سنة فيما يُسمَّى دورة الكلف الشمسي.

    الأشعة الكونية الشمسية.

    وتصدر عن الشمس أثناء التوهج الشمسيّ. والتوهج الشمسيّ هو فورانٌ على سطح الشمس له مظهر خلاَّب، ويحدث على وجه الخصوص أثناء فترات النشاط العالي في دورة الكلف الشمسيّ. وتكون طاقة الجسيمات المُطْلقة في هذه التوهُّجات في حدود بضع مافات (mev) إلا أنَّ طاقة الجسيمات المطلقة في توهجات كبيرة قد تصل إلى بضع جافات(gev). وأكثر الأشعة الشمسية هي البروتونات، ذلك أنَّ بعضها يتكون من النوى الثقيلة، ويتكوَّن بعضها من الإلكترونات.

    فان ألن، أحزمة.

    أحزمة فان ألن، نطاقان من الجسيمات المشحونة كهربائيًا تحيطان بالسطح الأعلى للكرة الأرضية. وتُسمى أيضاً الأحزمة الإشعاعية. وقد سميت الأحزمة باسم مكتشفها جيمس ألفرد فان ألن، عالم الفيزياء الأمريكي الذي اكتشفها في عام 1958م، خلال عمله في رصد معلومات من القمرين الصناعيين إكسبلورر وبايونير. وتحيط الأحزمة بالكرة الأرضية إحاطة السوار بالمعصم، حيث يرتفع الحزام الداخلي بين حوالي 1,000 و5,000كم فوق سطح الأرض، وبينما يقع الحزام الخارجي بين حوالي 15,000 و25,000كم.

    يتكوّن الإشعاع الموجود بهذه الأحزمة من تركيز عال من الجسيمات المشحونة بالكهرباء مثل البروتونات والإلكترونات. ويجذب المجال المغنطيسي الأرضي هذه الجسيمات ويوجهها نحو الأقطاب المغنطيسية. وتدور الجسيمات المنجذبة دوراناً لولبياً على خطوط وهمية في المجال المغنطيسي. وتنحرف خطوط المجال الوهمية هذه من القطب المغنطيسي الشمالي إلى القطب المغنطيسي الجنوبي. وعندما تقترب الجسيمات من أحد القطبين تعترضها خطوط المجال الوهمية وتعكسها نحو القطب الآخر. وهذه الظاهرة تجعل الجسيمات داخل الأحزمة تتأرجح بين الأقطاب.

    يجذب الحزام الداخلي الجسيمات المنطلقة من الغلاف الجوي بوساطة أشعة كونية وهي جسيمات ذات طاقة عالية في الفضاء الخارجي. ويجذب الحزام الخارجي الجسيمات من الرياح الشمسية، وهي جسيمات مشحونة بالكهرباء تتدفق باستمرار من الشمس، ومن اللهب الشمسي وهي انفجارات فجائية تحدث على سطح الشمس. ويمزق هذا النشاط الشمسي الكبير الأحزمة ويؤدي إلى عواصف مغنطيسية. وتتداخل اضطرابات الأحزمة أيضاً مع استقبال الراديو، وتسبب موجات في خطوط القدرة الكهربائية بالإضافة إلى تكوين الأورورات.

    وتحاط الكواكب الأخرى مثل المشتري وزُحل وأورانوس (سابع الكواكب السيارة) ونبتون أيضًا بمجالات مغنطيسية مثل كوكب الأرض. وقد أثبتت الرحلات الفضائية في العقدين الثامن والتاسع من القرن العشرين الميلادي، أن لهذه الكواكب أحزمة إشعاعية أيضاً.

    جسيمات أخرى ذرية (ذات طاقة عالية) في الفضاء.

    تصل طاقة بعض الجسيمات المسرَّعة في الغلاف المغنطيسي للأرض إلى بضع مافات. والغلاف المغنطيسي هو منطقة الفضاء التي يشغلها المجال المغنطيسيّ للكوكب. ولكلٍّ من كواكب المشتري وزحل وأورانوس ونبتونْ غلافٌ مغنطيسي تتسارع فيه الجسيمات لطاقة تبلغ عدة مافات، لكن معظم الجسيمات تظل أسيرة الغلاف المغنطيسي للكوكب مكونةً أحزمة من الإشعاع حوله.

    كذلك تعمل الموجات الصدمية من الرياح الشمسية على تسارع الجسيمات إلى بضع مافات. تتولد هذه الموجات الصدمية من التوهج الشمسيّ أو من التيارات السريعة في الرياح الشمسية التي تسلك سلوك العاصفات والنفاثات.

    الأشعة الكونية الثانوية

    الأشعة الكونية الثانوية، أو الثانويَّات، تنتج عن تصادم الأشعة الكونية الأولية بالنّوى الذرية الموجودة في الطبقات العليا من الغلاف الجوي للأرض.

    ينشأ عن هذه التصادمات تفتُّت الأوليَّات وتحوُّل جزء من طاقتها إلى جسيمات تحت ذرية. يتصادم عددٌ من الجسيمات الجديدة بالنّوى الأخرى في الغلاف الجويّ منتجةً المزيد من الجسيمات. وتنتج مثل هذه التصادمات المتتالية فيضًا من الثانويات التي تحتوي على كافة أنواع الجسيمات تحت الذرية. وهذه الأشعة الكونية الثانوية توجد بدءًا من أعلى طبقات الجو، وحتى أعمق المناجم في الأرض.

    يعمل الغلاف الجويّ على إبطاء الثانويات، وعلى ذلك فلا يصل إلى الأرض إلا نسبة صغيرة. في المتوسط، يصل جسيم واحد إلى كل سنتيمتر مربع من سطح الأرض في الدقيقة. ومعظم هذه الجسيمات جسيمات تحت ذرية تُسَمَّى ميونات.

    يؤثر المجال المغنطيسيّ للأرض على كثافة الثانويات في الغلاف الجويّ. وخطوط هذا المجال منحنيات من القطب المغنطيسيّ الشماليّ إلى القطب المغنطيسي الجنوبي ولا يستطيع اختراق المجال المغنطيسيّ بالقرب من خط الاستواء إلا الأوليّات ذات الطاقات العالية جدًّا؛ وذلك لأنها تُضطر هناك إلى عبور خطوط المجال. أما عند القطبين، فحتى الأوليات ذات الطاقة المنخفضة تستطيع أن تتحرك على خطوط المجال وتخترق الغلاف الجويّ. وعلى ذلك، فإنَّ كثافة الثانويات تكون أقل ما يمكن عند خط الاستواء، وتتزايد كلما اتجهنا نحو القطبي

  3. يا ناس الحكومه عايزه بترول وعايزه دولار وما يهمها اذا مات الشعب السودانى عن بكرة ابيه ويجيبو صينيين شوفو ليكم شغله

  4. نشر المقال أدناه فى أبريل 2013 عن نفس المخاطر :
    وزير المالية ذو أبعاد ثلاثية في أرتفاع أسعار العملات وأبادة المواطن وتدمير البيئة

    04-07-2013 04:24 AM
    سيد الحسن

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أثناء أشتداد الأزمة الأقتصادية وبدأت أسعار العملات الصعبة الصعود بالزانة حتى تخطت حاجز الـ 7 جنيهات للدولار , صمت السيد وزير المالية عن الحديث ترقبا لما تسفر عنه المفاوضات مع دولة الجنوب . أو لشىء سالب يضمره فى نفسه بناء على نظرية المؤامرة حيث سجله لا يشجع على أفتراض حسن النية حيث أنه هو صاحب التوقيع والمدافع عن موزانته لعام 2012 أمام نساء البرلمان (عائشة وسامية وعواطف) حين صمت رجال البرلمان فى ديسمبر 2011 .فى موزانة 2012 ذكر فيها بالنص أن وزارته وضعت كل الخطط بأن لا يتخطى حاجز التضخم 17% فى ديسمبر 2012 . البحر بيكذب الغطاس حيث أتانا ديسمبر 2012 والتضخم تخطى حاجز ضعف توقعات الوزير, ولم يبرر فشل وزراته فى تحجيم التضخم فى حدود ما وعد به أو حتى أعلى بقليل ناهيك عن المضاعفة لمثلين وأكثر .
    أطل علينا بعد توقيع (المصفوفة) أياها بتصريحات فى دبى حيث شارك يوم الثلاثاء 2 أبريل في اجتماعات وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية .
    تصريحاته أوردتها رويترز (وتناقلتها وسائل الأعلام المحلية والدولية) .

    بعضا مما ورد فى التصريحات أنقلها بالنص من صفحة رويترز:
    (1) الحصول على 1.2 مليار دولار من رسوم عبور بترول الجنوب :

    (وقال محمود إن البلدين اتفقا على استئناف الصادرات وإن السودان يأمل بالحصول على رسوم بقيمة 2.4 مليار دولار سنويا. غير أنه نظرا لأن من المتوقع استئناف وصول الشحنات في منتصف مايو ايار فمن المرجح أن تتراوح الرسوم هذا العام من مليار الي 1.2 مليار دولار.)

    (واضاف متحدثا في دبي حيث شارك يوم الثلاثاء في اجتماعات وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية العرب “لا أعرف متى سيستأنف تدفق النفط بشكل كامل. وقف الانتاج كان له تأثير على الآبار … لذا سيكون التدفق في البداية اقل من المتوقع)

    (2) أرتفاع قيمة الجنيه والخوف على ألحاق ضرر بالصادرات:
    (وقال وزير المالية إن الجنيه السوداني ارتفع في السوق السوداء إلى 5.9 مقابل الدولار من 7.1 جنيه بعدما وقعت الخرطوم اتفاق مرور النفط في مارس اذار. وأضاف أن ارتفاعا حادا لسعر الجنيه يمكن أن يضر الصادرات وبالتالي ميزانية الدولة) .

    (3) القرض الصينى :

    (وقال محمود إن السودان سيستخدم قرضا قيمته 1.5 مليار دولار من بنك التنمية الصيني الحكومي لاستثماره في قطاع النفط بهدف زيادة الانتاج تدريجيا إلى المثلين بحلول 2016)
    (4) أنخفاض نسبة التضخم بنهاية 2013 :

    حيث قال (وتسبب فقدان ايرادات النفط في ارتفاع التضخم بالسودان إلى 46.8 بالمئة في فبراير شباط لكن محمود قال إن من المتوقع أن ينخفض إلى حوالي 20 بالمئة بنهاية 2013 ويعود إلى مستويات دون العشرة بالمئة بحلول 2015).

    (5) الذهب والضريبة المقترحة :

    وقال (وأصبح الذهب أكبر المنتجات التصديرية للسودان الذي صدر ذهبا بقيمة 2.2 مليار دولار في 2012 ليعوض جزءا من إيرادات النفط التي فقدتها الدولة مع انفصال جنوب السودان في 2011. وقال محمود إن الحكومة تدرس كيفية الاستفادة من تلك التجارة المربحة من خلال فرض ضريبة جديدة للمساعدة في سد عجز الميزانية.واضاف قائلا “نحاول إيجاد وسيلة لفرض ضريبة مثل ضريبة القيمة المضافة لزيادة إيراداتنا. إنها مسألة فنية لكننا نحتاج الي ذلك لأننا بحاجة إلى المال.”ومضى يقول إن الذهب “ينتجه أناس يصبحون أثرياء ويبنون مساكن ويمتلكون سيارات ولديهم كل شيء ومن الصعب كثيرا إيجاد وسيلة لفرض ضرائب عليهم.”وأوضح أن صناعة للتعدين على نطاق صغير متناثرة في أرجاء الدولة التي يسكنها 32 مليون نسمة ووجود سلسلة من الوسطاء أمور تعقد جهود فرض الضريبة التي يمكن أن تصل إلى 15 في المئة.وقال محمود إن إيرادات الميزانية من الذهب حاليا ضئيلة للغاية حيث تأتي من ضريبة ارباح تجارية بنسبة 15 في المئة على عمولات التجار. ويدفع منتجو الذهب رسوما نسبتها 7 بالمئة) .
    سوف أتناول بالتعليق عليها واحدة تلو الأخرى فى الآتى :

    (1) الحصول على 1.2 مليار دولار من رسوم عبور بترول الجنوب :

    بعملية حسابية بسيطة بالآلة الحاسبة وبناء على تصريح السيد الوزير عن رسوم المرور :
    ? رسوم المرور 25 دولار للبرميل شاملة التعويض 3 مليار مقسط على ثلاثة سنوات وبالبرميل ( الرسوم 11 دولاراً لمزيج النيل و9.10 دولار لمزيج بترودار زائدا نصيب البرميل من التعويض 3 مليار مقسط على 3 سنوات وتدفع بالبرميل المصدر فقط حسب الأتفاقية) .
    ? حسب ما ذكر فى التصريح أن التصدير سيبدأ فى منتصف مايو مما يعنى أن الفترة المحسوبة عليها الـ 1.2 مليار هى ستة شهور ونصف 195 يوما (حتى ديسمبر 2013).
    ? بقسمة الـ 1.2 مليار على 25 دولار على 195 يوم تمثل النتيجة الكمية المتوقع تصديرها يوميا 246 ألف برميل يوميا.
    بنى السيد الوزير حسابه على هذا الرقم للتصدير اليومى وذكر فى نفس التصريح قال (“لا أعرف متى سيستأنف تدفق النفط بشكل كامل. وقف الانتاج كان له تأثير على الآبار … لذا سيكون التدفق في البداية اقل من المتوقع).
    علما بأن تصريح لمصدر رفيع فى قطاع البترول فى دولة السودان ذكر فى مؤتمر صحفى فى المركز السودانى للخدمات الصحفية التابع للحكومة ذكر بالنص :

    (ويستطرد ذات المصدر أن الإنتاجية الأولى للنفط (ما قبل الإيقاف) كانت ما بين (265ـ 270) ألف برميل،)
    التصريح منقول من صفحة المركز الصحفى
    وحسب أعتقادى أن كمية الأنتاج و تصدير بترول دولة الجنوب بعد توقف لفترة ليست بالقصيرة سوف تكون أقل بكثير من نصف ما كان ينتج ويضخ قبل الأيقاف, وحسب تقديرى سوف يكون أقل من الـ 150 ألف برميل فى اليوم (اكثر قليلا من50% من الكمية قبل وقف التصدير) فى أحسن الظروف وأن سارت الأمور على مايرام. مما يحقق أقل من 800 مليون دولار (بناء على الرسم أعلاه والفترة المقدرة).

    السؤال :

    من أين سوف يغطى السيد الوزير العجز والذى ربما يتخطى حاجز الـ 30% من تقديرات السيد الوزير؟
    هل سوف يتحفنا بمصادر أقراض أخرى غير معلومة المصدر أو الشروط (أخاف أن يبحث عنها فى مقاطعة مكاو التابعة لدولة الصين ولها حكم ذاتى قوانينها منفصلة عن الدولة الأم (الصين) عدا السياسة الخارجية والدفاع, وأشتهرت مكاو بأنها من أكبر مناطق القمار والميسر فى العالم ويقصدها المقامرين من الصين ومختلف دول العالم فى العطلات الرسمية وعطلات نهاية الأسبوع لممارسة القمار والميسر حيث أن من أهم عائدات دخلها رسوم القمار والميسر.
    ما أعلمه ويعلمه الجميع أن هذا العجز سوف يقص ظهر المواطن (أن تبقى للمواطن ظهر للقص) بجبابات أضافية وبمعدلات جديدة وبمسميات جديدة. والسيد الوزير سادر فى غيه دون حسيب أو رقيب.

    (2) أرتفاع قيمة الجنيه والخوف على ألحاق ضرر بالصادرات:

    يحلم السيد الوزير بأرتفاع قيمة الجنيه أمام العملات الأخرى , حيث أن أرتفاع قيمة أى عملة فى العالم يتحقق بالزيادة فى الأنتاجية للصادر أو أحلال الورادات وتخفيض الضرائب والجبايات على المصدرين تشجيعا لهم على زيادة الصادر. ماذا عملت حكومة السيد الوزير لتحقيق هذه الزيادة؟

    الأنتاج الزراعى السودانى وبأعتراف الحكومة يعانى الأمرين وأبلغ دليل جقلبة الحكومة هذه الأيام فوق جثة مشروع الجزيرة وأكبر مشروع مروى فى قارة أفريقيا ونجاحه وفشله مؤشر يعتمد عليه فى تقييم الحالة الأقتصادية. مدير مشروع الجزيرة السيد سمساعة فى نوفمبر 2011 ذكر أن المبلغ المطلوب لأعادة تأهيل قنوات الرى بمشروع الجزيرة مبلغ 850 مليون دولار . السيد وزير المالية أنعم عليهم بمبلغ 100 مليون جنيه كانت وقتها تعادل 33 مليون دولار أى أقل من 4% مما طلبه السيد مدير مشروع الجزيرة.

    هل يمكن تحقيق زراعة بدون رى وماء؟ الأجابة عند السيد وزير المالية.

    هل يمكن تحقيق أرقام أنتاج زراعى مستهدفة بدفع فقط 5% من المطلوب للتجهيز وأعادة تأهيل قنوات الرى؟ الأجابة على أحسن الفروض وفى أفضل الظروف سوف يتم تحقيق من 4% الى 10% من الأرقام المستهدفة للأنتاج أن أنعم الله علينا بأمطار تقينا عطش الزراعة. (موسم 2011- 2012 تمت زراعة 162 ألف فدان قطن ضرب العطش منها 100 ألف فدان حسب تقديرات والى الجزيرة. (موسم 2012-2013 وبعد زوبعة قطن المتعافى وراثيا تمت زراعة أقل من 50 ألف فدان حسب تصريحات القائمين على أمر المشروع).

    أما الأحلال فحدث ولا حرج , حتى مصانع الأدوية توقفت ويعانى المستوردين الأمرين فى توفير الدواء نسبة لسياسة الحكومة فى أرغام الموردين شراء الدولار من السوق الأسود وفرض سياسة التسعير للبيع بأسعار محسوبة على سعر دولار بنك السودان. وكاذب من يظن أن المستوردين سوف يقدمون على أنتحار كهذا ويستمرون فى الاستيراد.
    وأبلغ دليل على شح الأدوية والمال لتوفير الأدوية حملة وزارة الخارجية لأستجداء المغتربين لدعم مرضى الكلى دون بقية المرضى المصابين بأمراض غير الكلى.

    أما خوف الوزير على الأضرار التى سوف تلحق بالصادرات , فأذكره بأن المصدرين أقعدتهم الجبايات وغلاء السلع نتيجة لغلاء المعيشة والأجور عن المنافسة العالمية منذ أمد بعيد والذين يقومون بالتصدير حاليا يصدرون بسياسة (يا ماسك الروح ما تروح) لتغطية تكاليفهم الثابتة وتوفير لقمة العيش للعاملين معهم.

    (3) القرض الصينى :

    معروف عن السيد الوزير عدم شفافيته بل التعتيم على مصادر القروض وشروط منحها حتى على أعضاء البرلمان (السلطة الرقابية) وللأسف بمساندة السيد رئيس البرلمان.

    (4) أنخفاض نسبة التضخم بنهاية 2013 :
    نسبة التضخم أفضل أن يختار القارى أما أن يصدق أو يكذب السيد الوزير فيما صرح به , أو ما ورد بتقرير لوكالة رويترز بتاريخ 4 أبريل , تحت عنوان (التضخم في السودان يقترب من 50% في مارس)

    أقتطف جزء من نص التقرير الآتى :

    القاهرة 4 أبريل نيسان (رويترز) – أظهرت بيانات اليوم الخميس ارتفاع معدل التضخم السنوي في السودان ليقترب من 50 في المئة في مارس آذار ما يعكس أزمة اقتصادية حادة دفعت بمعظم سكان البلاد إلى دائرة الفقر.
    وذكر الجهاز المركزي للاحصاء أن التضخم زاد إلى 47.9 بالمئة من 46.8 بالمئة في فبراير شباط بسبب أسعار الغذاء التي تشكل 52.9 في المئة من المؤشر والتي ارتفعت 2.6 بالمئة خلال الشهر.) أنتهى النقل.

    (5) الذهب والضريبة المقترحة :
    أن حكومة المؤتمر الوطنى تتباهى كثيرا بأن مهاتير محمد هو راعى نهضة ماليزيا فى فترة وجيزة فى حدود 20 سنة فقط. وهذه حقيقة يعترف بها أصدقاء واعداء مهاتير محمد. السؤال هو بماذا حقق مهاتير نهضة دولة ماليزيا؟
    الأجابة : بنى مهاتير محمد خطته لنهضة دولته على تنمية وتدريب الموارد البشرية ورعايتها وحلحلة مشاكلها وتهيئة البيئة المناسبة لها لتقوم بالعملية الأنتاجية.

    أن كان مهاتير قد عمر دولته ونهض بها بأهتمامه بتنمية وتدريب والعناية بالموارد البشرية , فأن حكومة المؤتمر الوطنى ممثلة فى وزير ماليتها ومحافظ بنكها المركزى ووزير صحتها قد أسهمت وبشكل فعال وتعمل بنشاط منقطع النظير لتدمير وأبادة الموارد البشرية السودانية (خاصة الشباب) بفرية الذهب ووسائل الغنى السريع والتطاول فى البنيان والسيارات حسبما ذكر السيد الوزير فى تصريحه , مما فتح شهيته لتحصيل ضرائب أرباح كاملة الدسم على العاملين بالتعدين الأهلى.
    الدليل على ما ذكرت أعلاه موجود على حوار مع عالم سودانى منشور على صحيفة الراكوبة و دراسة جديدة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة توضح زيادة انبعاثات الزئبق في البلدان النامية منشور على صفحة برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
    أن ما ذكر بالحوار المذكور مع د.أحمد هاشم ودراسة الأمم المتحدة للبيئة عن مخاطر أستعمال الزئبق تقشعر له الأبدان ولا يوجد مثيل له فى التاريخ الحديث ألا آثار القنبلة الذرية على هيروشيما ونجازاكى والتى توراثته الأجيال ويتفق فى هذا مع مخاطر أستعمال الزئبق بالصورة البدائية المعمول بها حاليا فى التعدين الأهلى المزعوم. (حسبما ورد بالحوار ودراسة الأمم المتحدة) .
    حوار مع د.أحمد هاشم :
    على صفحة الراكوبة هناك حوار مع عالم سودانى أسمه د.احمد هاشم أوضح مضار أستعمال الزئبق على البيئة والعاملين على التعدين للذهب والبحار والأنهر المجاورة لمناطق الأستعمال.. أنقل من الحوار أجابة الدكتور على سؤالين :

    السؤال الأول:

    * ما هي مخاطر التعامل المباشر معه علي صحة الإنسان؟
    أجابة د.أحمد هاشم:
    عند غليان مزيج الذهب والزئبق تتصاعد الأبخرة وتدخل مجرى الدم سريعاً حال إستنشاقها وكذلك عن طريق الجلد عند اللمس. وتسبب التسمم ومن أعراضه الصداع، الأرق، فقدان الذاكرة، العجز عن الحركة والآثار العصبية والعضلية. هذه الأعراض تلحق ضرراً باللثة، الجلد، الكلى، جهاز المناعة والإضطرابات العصبية والسلوكية. يضر التسمم بالزئبق بشكل كبير النساء على وجه الخصوص، إذ يهدد تطور الأجنة والأطفال الصغار مما يقود إلى التخلف العقلي، فقدان النظر والسمع، واضطرابات اللغة.
    في الحالات الشديدة من التسمم كما حدث في اليابان في الستينيات ، شملت الأعراض خدر في اليدين والقدمين، ضعف العضلات العام، تضييق مجال الرؤية وتلف السمع والنطق، وفي الحالات القصوى يقود إلى الجنون والشلل والغيبوبة والموت.
    وعلى سبيل المثال، في عام 1971 لقى أكثر من 459 عراقي حتفهم وأصيب عدد كبير عندما أكلوا خبزاً من قمح مستورد تم رشة بمبيدات حشرية تحوى الزئبق. وكان أكثر المصابين من الأطفال الذين تغذت أمهاتهم بالخبز الملوث قبل ولادتهم.

    السؤال الثانى :

    * وما هي مخاطره علي البيئة علي المديين القريب والبعيد؟
    أجابة الدكتور أحمد هاشم :
    الزئبق ليس مثل الملوثات الكيميائية التي ينحصر أثرها في رقعة جغرافية محددة بل يصل مداه إلى آلاف الكيلومترات نسبة إلى دورانه بين الهواء في شكل أبخرة، أو التسرب إلى مجارى المياه والتربة. على المدى القريب يؤثر الزئبق على النظم الأيكولوجية مثل تلوث الأحياء المائية، المحاصيل الزراعية، الخضر، الفاكهة، الأعشاب والحشائش التي تتغذى عليها الماشية.
    أما على المدى البعيد، يحمل الهواء بخار الزئبق إلى مسافات بعيدة ويدور في التربة مع مياه المطر ليختلط بالمواد العضوية، عندها يتغير الشكل الكيميائي للزئبق إلى حد كبير من خلال عملية التمثيل الغذائي بواسطة الباكتريا والأحياء الدقيقة الأخرى إلى مثيل الزئبق وهو الشكل الأكثر خطورة ويمكن أن يصعد إلى أعلى السلسة الغذائية. (أنتهى النقل) .

    يمكن الأطلاع على تفاصيل أكثر عن بشاعة الأضرار الناتجة من أستعمال الزئبق فى مقال د. أحمد هاشم على الرابط أدناه تحت عنوان:
    أحمد هاشم العالم والباحث في الأحياء الدقيقة: يحذر عمال التنقيب و السلطات من مخاطر الزئبق

    وتأكيدا لما أورده د.أحمد هاشم (وحسبما ذكر د. احمد هاشم) أن نفس الأضرار ذكرت فى تقارير صادرة من برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) والذى اشار لها د.أحمد هاشم فى حواره . الحوار والدراسة أوضحتا مخاطر أستعمال الزئبق فى تعدين الذهب البدائى (سمته الحكومة الأهلى ) ذكرت نصا مخاطر أستعمال الزئبق على العاميلن فى التعدين ومن جاورهم وحتى البيئة المحيطة ولمسافات بعيدة.

    دراسة برنامج الأمم المتحدة للبيئة عن مخاطر استعمال الزئبق:
    الدراسة بعنوان :
    دراسة جديدة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة توضح زيادة انبعاثات الزئبق في البلدان النامية
    صدور التقييم الأكثر شمولا عن الانبعاثات العالمية قبل المفاوضات النهائية حول معاهدة جديدة بشأن الزئبق
    بإمكان المعاهدة الملزمة تحقيق فوائد صحية وبيئية كبيرة في البلدان النامية والمتقدمة
    الدراسة كاملة موجودة على الرابط :

    أنقل من الدراسة هذه الفقرة وهى كافية لتقدير المخاطر التى تقع على المواطن السودانى سواء العامل أو المجاور ولمسافات بعيدة وحتى المخاطر البيئية:-

    العمل على الزئبق :
    وفقا للتقارير، فإن الجهود المبذولة لمعالجة التهديدات البيئية والصحية التي يشكلها الزئبق قد زادت خلال العقود الأخيرة.
    * حددت الشراكة مابين برنامج الأمم المتحدة وميركوري برودكتس هدف الحد من الطلب على موازين الحرارة (الترمومتر) المحتوية على الزئبق وأجهزة قياس ضغط الدم بنسبة 70 في المائة بحلول عام 2017.
    * انتهت الولايات المتحدة الأمريكية من معيار الزئبق وسموم الهواء الذي من المتوقع أن يحد من انبعاثات الزئبق بنسبة 20 طن بحلول عام 2016
    * فرض الاتحاد الأوروبي حظرً ا على صادرات الزئبق في عام 2011
    * وجود خطط عمل وطنية من الأرجنتين وأوروغواي وغيرها من البلدان، بدعم من برنامج الأمم المتحدة للبيئة، لإيجاد الحلول السليمة بيئيا لتخزين الزئبق الزائد والفضلات والتخلص منهما

    وعلى الرغم من هذه الخطوات، فإن العمل المنسق على المستوى العالمي للحد من المخاطر البيئية والصحية الناجمة عن التعرض للزئبق يعد بطيئًا نسبيًا.

    وتوضح دراسات برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن العمل المتسارع، مثل وضع صيغة نهائية لمعاهدة ملزمة عالميا، وتعزيز توافر التقنيات منخفضة الزئبق وغيرها من التدابير، قد تؤدي إلى نقص كبير في الطلب على الزئبق في العشر سنوات القادمة.
    لتحقيق ذلك، يجب توقف التعدين الأولي للزئبق في أقرب وقت ممكن وتلبية الطلب عليه من خلال الاستثمار في تدابير إعادة التدوير المحسنة.

    وينبغي أن تكفل الحكومات الأطر التنظيمية والحوافز لتشجيع التحول إلى بدائل قابلة للتطبيق وآمنة وتجارية، مما يؤدي إلى أنخفاض انبعاثات الزئبق والملوثات الأخرى. (انتهى النقل)
    أن ما ورد بالتقرير والدراسة أعلاه يضع الحكومة السودانية ممثلة فى وزير ماليتها ومحافظ بنك السودان ووزارة التعدين ووزارة الصحة تحت طائلة القانون بالقيام بعمل جنائى لأبادة شريحة الشباب الذى يلهث خلف الذهب تحت تهديد مقصلة أرتفاع تكاليف المعيشة.

    هذا أن تجاهلنا ما ورد بالصحف المحلية عن مخاطر الثعابين السامة فى مناطق تعدين الذهب وأنهيارات المناجم والحفر ودفن العاملين أحياء , ناهيك عن الحرب المستعرة الآن فى دارفور بين قبيلتين حول مناطق بها ذهب حمل مسؤوليتها موسى هلال نصا وبصورة مباشرة للوالى كبر ووزير المعادن كمال عبد اللطيف.

    ملخص المقال :

    (1) تصريحات السيد الوزير مفندة بالأدلة المذكورة سوف تكون سببا رئيسيا فى تمرجح قيمة العملات الصعبة بمعدلات أقوى من قبل صعودا ونزولا. حيث أنخفضت قيمة الدولار من 7.2 الى حاجر الـ 6.2 جنيه. وبظهور حقيقة تقديرات السيد الوزير الخاطئة على أرض الواقع لاحقا سوف يكون الأرتفاع لحاجز أعلى من السقف السابق وبنسبة كبيرة , مما يصب بعوائد خرافية للمضاربين فى العملات (خارج الرقابة الأمنية) .

    (2) يجب على منظمات المجتمع المدنى المهتمة بصحة المواطن وصحة البيئة الوقوف بصلابة أمام توجهات الحكومة اللاهثة خلف عائدات الذهب دون أدنى أكتراث للنتائج الخطيرة على المواطن وبيئته المحيطة به. وأرغام الحكومة لأتخاذ قيود صارمة وصارمة جدا على أستيراد و أستعمال الزئبق حتى وأن لم تحصل على كيلو ذهب واحد.

    اللهم أنا نسالك التخفيف والهداية.

  5. وماذا تمثل نسبة ال2% التي تعطي لمناطق الإنتاج مقابل هذه المخاطر وغيرها ويجب ان لاتقل هذه النسبة عن 20% بأي حال من الأحوال وأن تطبق هذه النسبة في جميع أنحاء السودان وحسب علمي فإن أصحاب الأراضي التي يوجد يها تعدين عن الذهب يتقاضون ما نسبته 50% من إنتاج الذهب -فأين العدالة في كل ذلك؟

  6. DESKOTP OFF
    اخرالاخبارأنباء عن تعديل وزاري وشيك الفريق عصمت للداخلية وعبد الحفيظ ا… » أنباء عن تعديل وزاري وشيكالفريق عصمت للداخلية وعبد الحفيظ الصادق للرياضةالخرطوم:…
    الرئيسيةبريد السودانيعن السودانيالاعلان والتسويقالتوزيع والاشتراكالارشيفإتصل بنا

    Your description goes here
    الرئيسية
    الاخبار
    الرياضة
    مال وأعمال
    السياسي
    صفحات متخصصة
    منوعات الاخيرة
    الاعمدة اليومية
    الرأي
    برلمان السوداني
    أهم الاخبار: التفاصيل الكاملة لتوقيف أبرار( مر_
    شركات البترول بحقل بليله .. وتيس معاطي
    الأربعاء, 11 يناير 2012 12:42 عدد المشاهدات : 1276 صفحات متخصصة – برلمان السوداني
    تقييم المستخدمين: / 1
    سيئجيد 
    شركات البترول بحقل بليله .. وتيس معاطي
    محمد بخيت حمدان
    تقول الرواية إن عمدة إحدى مناطق ريفنا الحبيب لما انقرضت ماشيته وأنعامه من كثرة الضيوف لذبيحته لكل زائر وأصبح فقيرا ليس له ما يكرم به ضيوفه وجمع أهل قبيلته من فرقانهم وقراهم وشرح لهم ما وصل إليه حاله من الفقر وعدم مقدرته على إكرام الضيوف الذين يفدون إلى القبيلة في شخصه باعتباره رأس القبيلة، وبعد أخذ ورد اتفق العمدة وعشيرته وخولوا له بذبح أقرب بهيمة منه عندما يحضر الضيوف للمصلحة العامة وهذا بمثابة تفويض منهم له، وهنا وجد العمدة ضالته في العشيرة باسم المصلحة العامة وأصبح يذبح كيفما يشاء حتى قضى على كل بهائم أهله من خراف و(تيوس) ولم يبق إلا تيس معاطي الفحل الذي تتكاثر به الماعز وهذا الأمر قد أغضب معاطي غضبا شديدا وذهب إلى العمدة في راكوبته ووجد لحم تيسه مشويا أمامه، فدعاه العمدة للجلوس والأكل إلا أن معاطي رفض الأكل فقال للعمدة إن كل التيوس السابقة عفوت لك عنها إلا هذا التيس الفحل أسألك منه يوم القيامة.
    هذه القصة تنطبق تماما مع حال أهلنا المسيرية أولاد هيبان مع الشركة الصينية للبترول بمنطقة (بليله) وحكومة السودان الولائية والمركزية، فقد سلبت هذه الجهات حقوق أهلنا البسطاء هناك من التنمية والتعليم والصحة وياليتها ظلمتهم بهذا فقط بل أدخلت عليهم (شرور أنفسها) من التلوث البيئي الذي حدث في مناطق (عديد شريف، وكرنقو، والفلاتية، وكدركي) وقتلت مواشيهم بسبب تلوث البيئة من غازات البترول وإفرازاته السامة كالفيرنس وخلافه، فقد كانت هذه المنطقة قبل اكتشاف هذا البترول من أغنى المناطق بالثروة الحيوانية وقد انعدم منها الضأن على سبيل المثال، وخير شاهد على ذلك الثروة الحيوانية للإخوة آدم عمر أبو ضوة وأولاد بركة وأولاد تقديمة هذا النفر على سبيل المثال كانوا يملكون ألف رأس من الضأن للفرد الواحد منهم واليوم لا يملكون خراف الأضحية، أما في مجال الخدمات والتنمية المصاحبة فلا يوجد أي شيء ولا حتى مركز صحي على طول المنطقة وعرضها، أما التعليم فعلى امتداد أكثر من 120 كلم حول منطقة بليله وما جاورها وأكثر من تسع عشرة قرية وتجمع مدرستي أساس لم تكتمل فصولهما ولم تفتح للعام الدراسي المنصرم حتى يومنا هذا، أما حق العمل والتوظيف في هذه الشركة فهو محرم تماما على مواطن هذه المنطقة إذ لا يوجد موظف واحد من أبناء المنطقة في هذه الشركات ووظائفهم تحتكر في (الخفراء وعمال اليومية) بالرغم من أن هنالك أكثر من أربعين خريجا من أبناء المنطقة قد تقدموا للعمل بهذه الشركات ولم يستوعب أحد ورفعوا الأمر لوزارة الطاقة وكأنهم يؤذنون في مالطا،  فضلا عن الفرق الكبير في رواتب أبناء المنطقة وزملائهم من المناطق الأخرى ولنفس الوظيفة العمالية.
    أما تيس معاطي الذي ذبحته الشركات وحكومة الولاية والحكومة المركزية ووزارة الطاقة فهو صحة الإنسان في نفسه فقد أارتضى هذا الإنسان المغلوب على أمره هذا الحال بظلمه وتجهيله وسلب حقه وأراضيه لمن، ولكن هنالك من لا يظلم عنده أحد، ولكن ما يؤرق حقيقة كيف يسكت المسئولون جميعاً عن تلك الكارثة الصحية التي فتكت بالإنسان والحيوان في تلك المناطق وكل يسمع ويقرأ ما كتبته الصحف عن التلوث البيئي في عد كرنقو وعديد شريف وكيف وصل الحال وكيف مات الأطفال وأجهضت النسوة ناهيك عن الكبار، ولو حصل هذا الذي حصل بأي منطقة أخرى لقامت الدنيا ولم تقعد، ولقد سمعنا ورأينا التلوث البيئي الذي حصل من قبل شركة Bp للبترول في خليج المكسيك وكل العالم وقف لأن تسرب هذه المواد البترولية قد قتل الأسماك والأحياء المائية في خليج المكسيك؟
    رسالة نوجهها لكل المسئولين ولائيين واتحاديين وأصحاب الضمير الحي الحقوا إنسان بليله فقد قتله التلوث ومن أراد الحقيقة فليذهب لتلك المنطقة، ومن رأى ليس كمن سمع .
    .
       هذا مقال كتب بجريد السوداني بتاريخ 11/1/2012            

  7. يوم الحداد الوطنى الأكبر
    ( Grand National day of mourning )
    يقول الله تعالى فى كتابه الكريم :
    ( وأما عادٌ فاستكبروا فى الأرض بغير الحق ، وقالوا من أشد منا قوة ، أولم يرو أن الله الذى خلقهم هو أشد منهم قوة)
    ( وقال فرعون ذرونى أقتل موسى وليدع ربه ، إنى أخاف أن يبدل دينكم وأن يظهر فى الأرض الفساد )
    ( قال إنما أوتيته على علم عندى ، أو لم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعاً ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون )
    ( قال اجعلنى على خزائن الأرض إنى حفيظ عليم )
    بداية الحريق والمحق :
    الزمان : الجمعة 30 / يونيو / 1989 ( القرن الماضى )
    المناسبة : إنقلاب عسكرى يقضى على الحكم الديمقراطى بالسودان .
    بحلول يوم 30 /يونيو / 2014 يكون نظام الغطاس الوطنى قد طوى ربع قرن من الزمان وهو فى السلطة ،لقد كانت مؤامرة زمرة النظام المجرم اللئيم الذى مازال حتى كتابة هذه السطور يمتطى ظهر الشعب السودانى رغماً عن أنفه .
    اليوم بالتمام والكمال ، يكمل النظام الإنقلابى خمسة وعشرين سنةً ، سنة تنطح أختها .
    وبالحساب البسيط يكون جملة ما أمضاه هذا النظام الباغى كما يلى :
    1 ? عدد السنوات = 25 سنة
    2 ? عدد الأشهر = 300 شهراً
    3 ? عدد الأيام = 9125 يوماً .
    فى ذلك اليوم الكئيب ظهر على شاشة تلفزيون السودان شخص يرتدى بزة عسكرية يحمل رتبة عميد . وقبل ذلك الظهور عزفت الموسيقى العسكرية الساعات الطوال ، مبشرة بأن هنالك بياناً هاما فترقبوه .
    وبعد فترة وأخرى يكرر المذيع ذات الكلمات ، وفجاةً يظهر على الشاشة العميد عمر حسن أحمد البشير قائد الإنقلاب ، الذى تلى خطاباً برر فيه أسباب هذا الإنقلاب ، ومن جملة ما ذكره ، أن الحالة الأمنية التى وصلت إليها البلاد غير مسبوقة ، كذلك الأوضاع بجنوب السودان فى غاية التدهور وأن التمرد قد قويت شوكته حتى أصبحت القوات المسلحة لا تقوى على مقارعته والتصدى له مما جعله طامعاً فى غزو المدن الكبرى . تعرض الخطاب الإنقلابى فيما تعرض للحالة الإقتصادية واصفاً الحالة المعيشية بالبائسة مع إرتفاع فى الأسعار ليس له مثيلاً، مصحوباً بالندرة مع تفشى ظاهرة السوق الأسود والإحتكار … أما العملة الوطنية ( الجنيه ) فقد ذكر قائد الإنقلاب وصحبه بأن قيمة الجنيه لولا عناية الله ولطفه بأهل السودان لتخطى سقف العشرين جنيهاً ( حينها كان السعر حوالى الأحد عشر جنيهاً / لا تعليق ).
    هذه مقتطفات سريعة من ملامح خطاب الإنقلابيين . مرت ما يقارب الثلاثة شهور ولا أحد يدرى شيئاً عن هوية وأصل وفصل هؤلاء القادمون الجدد للسلطة . ومما زاد فى إرباك وإرتباك الناس أن كل الرموز السياسية التى كانت وقتها على الساحة قد زج بهم جميعاً إلى غيابات السجون . لكن هل يمكن مدارة ضوء الشمس بالأصبع ؟ هيهات ثم هيهات …
    بعد هذا التكتم عن هوية الإنقلابيين ، ظهر وبان توجههم . وماهى إلا أيام قلائل حتى ظهر النمر الأكبر ومبرمج هذه الفعلة . دارت الأيام دورتها وتعاقبت ومن ثم ظهرت ملامح وخطة هؤلاء الذين تسلقوا أسوار الإذاعة والتلفزيون والناس نيام .
    كى تستميل عواطف الناس وتدغدغ مشاعرهم ولكى يكونوا سندك وعضدك ، وأنت ما زلت فى طور الحبو ، لابد من إختيار وإنتقاء الكلمات ذات الوقع الرنان . فكان الشعار الذى إستند عليه النظام ، وهذا بالتأكيد بل جزماً هو من بنات أفكار شيخهم الذى علمهم سجع الكلام ، فكان أول قطرات التبشير هو: تطبيق الشريعة وإقامة العدل . وتبع ذلك ما تبع من حلو الألفاظ والمسميات . فكان أن سمع كل الشعب السودانى لأول مرة عبارات من شاكلة المشروع الحضارى ( هذا المشروع الذى تبرأ منه رأس النظام قبل فترة ، وقال نحن نقصد به الثقافة / أليسوا هؤلاء حقاً إخوان إبليس ) . فى خضم هذا الجو الملبد بالحذر من قبل العامة تطفح مشكلة الجنوب الموروثة من عهد أواخر أيام الإستعمار على سطح أجندة الإنقلابيين كأولوية أولى سابقة لكل ماعداها فى برامجهم الموعودة .
    بداية رفع الشعارات الفضفاضة :
    الجهاد فى سبيل الله :
    أطلق النظام العديد من العبارات والشعارات وبعض الأفعال غير المألوفة خلال مسيرته غير الظافرة ، فعندما إحتدم الصراع فى أقاصى الجنوب بين هؤلاء والمارقين عليه ، سمعنا ما لايخطر على عقل بشر .
    فعندما تأتى الأخبار عن أسماء بعض الذين قتلوا أثناء المعارك ، إبتدعوا ما عرف لاحقاً بعرس الشهيد .
    ( أسأل الله أن يكون الذين قتلوا هنالك من الشهداء ، بكل تأكيد هنالك من ذهب إلى الحرب بدافع الجهاد )
    ( كان برنامج ما يعرف بـــ ساحات الفداء وقتها هو المشعل الأول والأكثر إزكاءً لطبول الحرب )
    كان وقود هذه الحرب التى إتخذت الطابع الدينى ، من شباب الجامعات من مختلف الكليات ( آلاف من الطلاب قضوا فى هذه المعارك ) .فإذا عدنا لما عرف بعرس الشهيد ، يتجه نفر من أصحاب الحظوة إلى دار الشهيد وهم يكبرون ويهللون ، رافعين سباباتهم نحو السماء ، ومن ثم تظهر سيارات يفرغ ما بداخلها من بعض المواد التموينية من شاكلة السكر ، الدقيق والزيت … إلخ . ومن أكثر تلك المناظر التى ما زالت عالقة فى عمق ذاكرتى وحزت فى نفسى وهزت مشاعرى ، يوم خبر إستشهاد على عبدالفتاح ، لقد رأيت هؤلاء المجرمين كيف يحرضون والدته على الزغاريد وكانت دموعها تسيل على شلوخ خديها ،( هذه هى فطرة الله التى فطر الناس عليها) . إلا أن هؤلاء أرادوا أن يغيروا من الطباع البشرية ، ولا سيما وكما هو معروف عن قبيلة النساء السودانيات كيف يتفنن فى البكاء عند سماع وفاة شخصٍ ما . بالله عليكم كيف يستطيب لأمٍ أن تزغرد وهى فى تلك اللحظات تسمع نبأ فلذة كبدها وقد غادر هذه الفانية ( الشيطان يوم القيامة يتبرأ من المجرمين وهويقول : أنا لم يكن لى عليكم من سلطان ، فقط دعوتكم فاستجبتم، فلا تلومونى ولوموا أنفسكم ) هؤلاء القوم خرجوا على كل ماهو مألوف وراسخ فى العادات السودانية غثها وسمينها . ليت الأمور الجهادية التى روج لها النظام وقفت عند عتبات الدار ، كلا لقد أتبعها بحملة ضارية وسباب وشتائم لم يسلم منها حتى بعض الحكام العرب ومن باب أولى بلاد الغرب وعلى رأسها أمريكا وروسيا ، وقد كنت فى غاية الحيرة والإستغراب حينما أستمع إلى المدعو وقتها الرائد يونس محمود وهو يتفوه بألفاظ جارحة ومسيئة من خلال برنامج يومى كان يتولى تقديمه وإخراجه ، كنت أعجب لنظام يدعو إلى الفضيلة
    وفى ذات اللحظة، أحد أعوانه ومؤازريه يشبع الآخرين شتما وسباً ( هذا هو التناقض بعينه ). سارت هذه الوتيرة التحريضية فى تنام مضطرد ، فكان من أبرز معالمها ظهور بعض الشعراء والفنانين الذين نسمع بهم لأول مرة من خلال الأجهزة الإعلامية ، مثل الفنان محمد الحسن قيقم الذى بح صوته من الأناشيد الحماسية ، وكان هنالك شاعر يدعى محمد عبدالحليم الذى جسد شعار نأكل مما نلبس فى قصيدة عصماء ذهبت أدراج الرياح كذهاب البلد بأكمله إلى واد سحيق . الفنان قيقم بعد أن إستفاق من غفوته، هجر الشعر الحماسى إياه واتجه صوب غناء الحقيبة ( شاهدته فى برنامج خلاصة الحوارى / قناة أم درمان ). أما شاعر الأرض البلقع فلا نسمع له ركزاً ولا نحس له أثراً .
    الشعارات التحريضية :
    لم يتوقف الأمر عند حدود هؤلاء ، ففى غمرة الهيجان والإندفاع الأعمى ، بدأت تعلو وتطغى بعض الشعارات التحريضية ، لا سيما تجاه الدول الغربية . ومن أمثلة تلك الشعارات الكيدية :
    أمريكان ليكم تسلحنا …. أمريكا روسيا قد دنا عذابها …..
    أمريكا روسيا إن لاقيتها على ضرابها …. أو هكذا حسب ما أذكر.
    ………………….. ……………………… …………………… ……………………..
    فى سبيل الله قمنا نبتغى رفع اللواء ×××
    لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء ××××
    فليعد للدين مجده أو تراق منا الدماء ×××
    أو تراق منهم دماء أو تراق كل الدماء ×××
    ثم يعقب هذه المقاطع الحماسية صيحات من هنا وهناك من شاكلة هى لله … هى لله ..لا للسلطة ولا للجاه … الله أكبر … الله أكبر .. وتظهر صباع السبابة وهى مرفوعة لأعلى … ( أضاعوا زمن البلاد فى لا شىء) … بل حدثت إنتكاسة كبرى وانزوى كل هذا الضجيج وكأنه لم يكن ، الآن لا تسمع شيئاً من هذا القبيل ، لأن النظام برمته الآن محاصر داخل جحر ضب ، ليس من قبل الشعب المفجوع ولكن نتيجة عنجهيته وتكبره وفساد زمرته وأتباعه ، فالأزمة الإقتصادية الطاحنة تمسك بتلابيب النظام من حلقومه ، علاوة على إتساع جبهات القتال فى كل أركان الدولة والتى فشل الجيش النظامى فى مجابهتها. كذلك
    المشاكل الأمنية الداخلية نتيجة تراكم الأعداد البشرية داخل وحول عاصمة البلاد المثقلة بما تنوء عن حمله
    الجبال الراسيات .
    ((وأنا أكتب الكلمات أعلاه ، تذكرت الكلمات التى قالها الصحابى الجليل معاذ بن جبل الملقب بإمام الحكماء عندما اشتد به مرض الطاعون الذى كان قد عم كل الشام وتحديداً منطقة الأردن ، حتى قال عنه الناس : إنه الطوفان إلا أنه ليس بماء ، فى هذه الأجواء العصيبة كان الصحابى معاذ بن جبل يناجى ربه قائلاً : اللهم إنى كنت أخافك فأنا اليوم أرجوك ، اللهم إنك تعلم لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لجرى الأنهار ولا لغرس الأشجار ( ليس هنالك مزارع ولا حدائق غناء ولا شقق مكيفة ومفروشة ) ، ولكن لظمإ الهواجر ( الصيام فى الحر الشديد ) ومكابدة الساعات ( قيام الليل ) ومزاحمة العلماء بالركب على حِلقِ الذكر ( وجه المقارنة معدوم تماماً ، بل لا يجوز أصلاً بين كلمات الصحابى الجليل وما تفوه به هؤلاء القوم )) .
    الشعارات الفضفاضة : ( الخاوية من التطبيق )
    من ضمن الشعارات البراقة والتى تحمل مضموناً رفيعاً شعارات :
    1 – نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع: ( نتيجةهذا الشعار، تدمير أكبر مشروع زراعى عاش عليه أغلب اهل السودان بما فيهم هؤلاء الفراعنة الجدد ، ثم تبع ذلك دمار كل ما هو أخضر وناضر ويانع ).
    2 – من لا يملك قوته لا يملك قراره : تأملوا مدى رصانة هذا الشعار والذى يمكن تلخيصه فيما معناه ، لا للتبعية ما أكثر القول وما أقل الأفعال ، وهذا ما اتضح لاحقاً ،لكن بكل أسف الحالة الماثلة والمحيطة بالبلاد الآن لا يكمن أن تخطؤها إلا أعين المنتفعين من فضلات وقاذروات هذا النظام المجرم .
    3 – بالإنتاج لن نحتاج : ما ترتب على هذا الشعار كان شراً مستطيرا، حيث تعطلت كل مشاريع وأدوات الإنتاج فى كل ربوع البلاد بما فى ذلك الريف الذى إضطر أغلب ساكنيه إلى مغادرة قراهم متجهين نحو المدن الكبرى لا سيما الخرطوم التى أصبحت تئن جراء الغزو الريفى ، والذى تبعه إنتشار ظاهرة السكن غير اللإئق المتمثل فيما يعرف بالسكن العشوائى . فاختلط حابل القرويين بنابل المتمدنين .
    يتبع لاحقاً ……

  8. وبعد قراءة ماورد بالمقال والتعليقات من السادة الكرام تبين حجم الخطر الذي وقع والمتوقع
    وحيث انه لابد من التعامل بجدية مع مثل هذه الحادث
    فاننا ننادي بطرد الشركات الصينية والهندية والباكستانية فورا وايقاف التعامل معها
    وان يتم الرجوع لشركة شيفرون الامريكية وبي بي البريطانية وتوتال الفرنسية واجيب الايطالية لانها شركات مسئولة وكل الدول التي تعاملت استفادت من ثروتها البترولية ولم تستطع حكوماتها من ممارسة الفساد والتلاعب باايرادات البترول فنمت تلك الدول وعم ربوعها الخير هذا بجانب ان هذه الشركات لها خبرات طويلة وتكنولوجيا متقدمة وعوامل السلامة والدقة
    لن ينصلح الحال الا بعودة شيفرون لتكمل ما بداته مع المرحوم الرئيس نميري والى هنا تكفي فوضى التعامل مع الشركات المستجدة حتى نحفظف الوطن والمواطن
    وسيظل حلم عودة العلاقات الامريكية هدفا لكل سوداني

  9. لك التحية حوام.. تقرير جيد وهام..
    ** ان توفر وسائل ومتطلبات الامن والسلامة وصحة البيئة على الانسان والحيوانوالنبات وحتى المناخ هي من الاولويات التي يجب مراعاتها قبل انشاء اي مشروع..باطبع ذلك في الدول التي تراعي وتهتم بصحة انسانها.. وهذا بكل اسف حلم بعيد المنال لدينا..بل المهم هنا ان يكون (البلف) قاتح ولو يموت من في الارص جميعا..
    ** كان من المهم في التقرير مقابلة مدير الشركة لأخذ افادته.. وايضا مقابلة احد المختصين في الطاقة النووية/الاشعاع وذلك لالقاء مزيدا من الضوء على هذا الموضوع الحساس واكمال الصورة..

    * نؤيد محامي غرب كردفان ومنظمات المجتمع المدني في اي اتخاذ اجراءات يتخذونها لاجلاء حقيقةالأمر..

    ** في الدول التي تحترم اسنانها عامل ماكنية التصوير لديه لبس خاص (واقي) وبدلات وحتى تأمين نوع من الاطعمة على حساب الجهة المستفيدة.. التي تزيد من مناعة الجسم او تحول دون اختراق اي اشعة للجسم..او اي وسائل وقائية **

  10. عند تعرض الانسان الى مصدر اشعاع او مروره فى حقل اشعاعى فإن الضرر المحدث فى الجسم يعتمد على الكميه و المده التى استقرق فيها معرضا للجسم المشع .. و من المعروف ان هناك اجزاء حساسه فى جسم الانسان تتأثر اولا قبل بقيه الاجزاء و منها الغده الدرقيه و الغدد التناسليه لدى الجنسين . فتأثر غدة الدرقيه فاثرها ستظهر مع زمن بالتدريج فى شكل تخلف عقلى او تغير فى النمو و تغير فى العظام او الاصابه باعطاب القلب و الاوعيه الدمويه بينما تأثر الغدد التناسليه تؤدى مع الزمن الى العقم و العجز . ثم هناك اجزاء اخرى ايضا تتأثر بالاشعاع فى الخطوه التاليه وهى مناطق انتاج الخلايا الدمويه كالعظام و الطحال و الكبد و غيرهاو قد تحدث بعض التغيرات فى وظائفها . نسأل الله لهم السلامه , لكن هذا نوع من الاهمال الذى لا يغفر .لكن هناك بعض المشروبات لها دور غير مباشر فى منع بعض الاشعاع كاللبن و النبيذ الاحمر . لذلك نجد ان هناك بعض المؤسسات ذات خطوره اشعاعيه تجلب لعمالها اثناء فترات الدوام الالبان و هناك من يجلبون النبيذ ايضا .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..