حوار مع الأستاذ محمد ضياء الدين، عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الإشتراكي،

اجري اللقاء الصحفي بشير أربجي ..

الأستاذ محمد ضياء الدين، عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الإشتراكي، و الناطق الرسمي للحزب، له حضوره الحركي على صعيد حزبه و على صعيد تحالف قوى الإجماع الوطني الذي يضطلع فيه بالمسئولية السياسية. في هذا اللقاء حاولنا إستنطاقه في الموضوعات التي هي مثار تساؤل المواطنين، و المهتمين بالشأن السياسي.

1- كثر الحديث عن الحوار الوطني بين الحكومة و المعارضة، مع تكرار دعوة الحكومة للمعارضة للإنخراط في الحوار، و من الواضح أن البعث، ظل أحد أقوى الأصوات السياسية معارضةً لهذه الدعوة. ألا ترى في هذا الموقف تعقيد للمشهد السياسي المأزوم أصلاً؟

حكومة المؤتمر الوطني، عقدت عشرات الإتفاقات، و أنجزت مئآت الإجتماعات و المؤتمرات، و التي في مجملها كانت، وسيلة سياسية، خططت لها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام من أجل الأبقاء على النظام، أو لتجاوز ضغوطات مرحلية، دولية كانت أو وطنية. و في هذا يستحضر الناس إتفاقيات السلام العديدة التي ابرمتها السلطة مع الفصائل العسكرية المعارضة في دارفور، بالاضافة للوعود الغير محصورة من كبار المسئولين في النظام، آخرها الرئيس في خطابه “الوثبة” الشهير. و حتى لا نكرر نفسنا بصورة مخلة في هذا الجانب، حزب البعث، لن يدخل في أي حوار مع النظام ما لم يستجيب للمتطلبات الموضوعية لإجراء مثل ذلك الحوار، و التي في مقدمتها، إزالة معوقات الحوار، و التي هي ألغاء القوانين المقيدة للحوار، و على رأسها قانون الأمن الوطني، قانون الصحافة و المطبوعات و قانون الأحزاب و قانون النظام العام و غيرها. و كذلك لا يمكن أن يكون هذا الحوار وطنياً ما لم يشمل كل أبناء الوطن، من المهم كفالة إدماج كل مكونات الشعب السوداني في هذا الحوار المطلوب، لا عزل لأي طرف إذا كنا نريد حلا شاملا وحقيقيا لأزمات الوطن .

2- ماذا ترى أكثر الموضوعات الراهنة التي تعيق الحوار الذي تدعو له الحكومة؟

بعد أن أطلق الرئيس خطاب “الوثبة” ووعوده باطلاق الحريات في يناير السابق. قام البعث و في إطار حملته “حوار البعث مع الشعب” والتي بموجبها تم إعتقال كوادره الشبابية في العديد من مدن ولاية الخرطوم، وتمت محاكمتهم بموجب قانون النظام العام. وتم الإعتداء على متحدث للبعث في جامعة الأهلية بالسواطير والسكاكين من قبل جماعات محسوبة علي النظام وذلك في الأسبوع الأول من يونيو 2014. بل وإغتالت مجموعات مسلحة مسلحة , الطالب على أبكر في جامعة الخرطوم، بعد أن أقام طلاب بالجامعة مخاطبة سياسية تضامناً مع أهالي دارفور. وفي ذات سياق التجاوزات رفض مسجل الأحزاب السياسية تسجيل الحزب الجمهوري، وتوسعت دائرة الإعتقالات لتشمل السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي أحد أكبر دعاة الحوار , عقب إنتقاده لقوات الجنجويد، و مازال المناضل ابراهيم الشيخ رئيس حزب التحالف السوداني قيد الإعتقال في مدينة النهود، أيضاً لانتقاده سياسة الحكومة وإنتقاده لسلوك قوات الجنجويد في كردفان. اليوم شباب وطلاب عديدون يقبعون في سجون و زنازين الأمن الوطني لأسباب تتعلق بحقهم في التعبير. و مازالت الحرب الأهلية تشتعل بصورة كثيفة في اكثر من ثلث ولايات السودان، و يعاني بشكل أساسي من ويلاتها الضحايا من النساء و الاطفال و الشيوخ. هل تعتقد هذه الاجواء صالحة لاقامة أي حوار وطني ديمقراطي شامل؟ لا أظن !

3- بقراءة موقف حزب البعث العربي الإشتراكي من التحالف من قوى المعارضة، نرى أن هناك تباين بين موقفكم من التجمع الوطني الديمقراطي، و موقفكم الراهن من قوى الإجماع الوطني، هلا تفضلت ببيان ذلك؟

في الواقع ظل لحزب البعث العربي الإشتراكي، موقف إستراتيجي أقره بواسطة مؤسساته القيادية، منذ ان أنقلبت الجبهة القومية الإسلامية على الحكومة الديمقراطية في الثلاثين من يونيو في عام 1989، و هذا الموقف الإستراتيجي، يتلخص في بناء تحالف وطني يعمل على إسقاط النظام من خلال الوسائل الشعبية المجربة ، و التي خبرها شعبنا و أجادها طوال تاريخه النضالي الوطني، و التي من بينها الإنتفاضه والإضراب السياسي والعصيان المدني، وبالتالي دعم وإسناد أي مجهودات نضالية تنسجم مع هذا الموقف، لذلك كانت مساهمتنا كبيرة و ملحوظة في تأسيس وبناء التجمع الوطني الديمقراطي، إلا أن الموقف من العمل المشترك ضمن التجمع الوطني، قد تغيير مع التغييرات التي طرأت على العمل داخل التجمع الذي إنتقلت قيادته إلى خارج السودان، و كونت فصائل عسكرية تابعة له وهذا ما جعلنا نخرج منه ، و اليوم نحن نعمل ضمن تحالف قوى الإجماع (بي إيدينا و رجلينا) لأنها صيغة تعبر عن خطة السياسي في إسقاط النظام الديكتاتوري الراهن بكافة وسائل العمل السلمي . نحن في البعث، نعمل بشكل مركزي وسط جماهير شعبنا، و قواه الحية، نتلمس منهم مشروعنا النضالي، و نعود و ننفذ ذلك المشروع مع جماهير شعبنا، جنباً إلى جنب، و بصورة متواصلة.

4- ما هي حدود خططكم السياسية؟ بمعنى آخر، و ماذا بعد ذلك؟

نحن معتكفين منذ فترة، في العمل بصورة دائمة من أجل التخطيط في مرحلة ما بعد الديكتاتورية مع حلفاءنا في قوي الإجماع الوطني ، و قد تكونت أفكار عديدة بخصوص بعد القضايا، و البعض الآخر مازال قيد النقاش، و بذلك أعني أن أقول أننا لا نقف بالتخطيط عند حدود إسقاط الديكتاتورية، و إنما يمتد فكرنا بالتخطيط إلى المرحلة الإنتقالية، وبعدها لبناء السودان المدني الديمقراطي الموحد المستقر و المتفاعل إيجابياً مع المجتمع الدولي و الإقليمي. من بين تلك الموضوعات، الدستور الدائم، الإصلاحات التشريعية، و إعادة بناء المؤسسات القومية، و غيرها من الموضوعات.

5- هل تظن أن الطريق إلى الثورة ظل ممهداً؟

نحن لا نتحدث عن الطريق إلى الثورة، نحن نعيش الثورة في كافة تفاصيل حياتنا، و خطواتنا في ذلك، تعتريها محددات أحيانا، و أحياناً أخرى تنطلق أسرع، و في ذلك يجب أن اقول أن الثورة لا يصنعها حزب البعث و لا أحزاب قوى الإجماع، الثورة يصنعها الشعب بوعيه النضالي المتقدم، و لكن الاحزاب و جماهيرها دائما في طليعة الثوار. فلننظر للفعل الشعبي ضد تهجير أهالي الحماداب، و كجبار، و إنتفاضة الشعب في كل مدن السودان، في بورتسودان و القضارف و مدني و الخرطوم و عطبرة. فالننظر لروح الشباب الثائر الذي يضرب عن الطعام في منزل الزعيم الأزهري، تضامناً مع المعتقلين السياسيين في سجون النظام. أن لقطاعات شعبنا كافة دور مشهود، ومقدر، ومن بين تلك الأدوار المتميزة ، دور الشباب والطلاب، و منظمات المجتمع المدني. إذن الثورة مستمرة، و ماضية في طريقها.

6- في إطار الحديث عن النضال من أجل الثورة، يدور في ذهني سؤال ? أظنه حاضر أيضاً لدى العديدين ? و هو ما دور حزب البعث العربي الاشتراكي؟ وما دور عشائر العراق؟ وما دور (داعش) في الثورة الجارية هذه الأيام في العراق ضد الرئيس المالكي؟

إن مقاومة الاحتلال و التمدد الامريكي ? الصهيوني و الشعوبي في المنطقة، ظل هدفاً استراتيجياً للبعث في العراق منذ ثورة 17 ? 30 تموز بقيادة الشهيد القائد صدام حسين، و قد توج الرفيق هذا الموقف بأن أعطاه الزخم الشعبي، وقدم نفسه وعائلته كلها في مضمار هذه المنازلة الوطنية و القومية الشريفة. واليوم

البعثيون العراقيون هم أبناء العراق وعشائره، و إنخراطهم أو قيادتهم للثورة فهو واجب وطني، وهم قادرون على العطاء في هذا الجانب أكثر من غيرهم بحكم تجربتهم و إلتزامهم العقائدي المبدئي، و بالتالي ما يحدث في العراق هو ضمن إستراتيجية البعث في المقاومة، و هو فعل عراقي شعبي، يتفاعل البعثيون في إطاره. أما ما يعرف بـ”تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام” داعش فهوعبارة عن مجموعات إرهابية تكفيرية دخلت العراق ، بعد الاحتلال تحت اسم “القاعدة”، وفق مخطط إستخباراتي مدروس، ومع إشتعال الثورة في سوريا تكونت منها فصائل تحت اسم (داعش)، كان لحكومة المالكي و أحمدي نجاد دور كبير في تكوينها عندما تم إطلاق أكثر من ألف سجين من أبوغريب في الحادثة المشهورة، و تم زجهم في العمليات القتالية ضد الثوار السوريين لتشويه صورة الثورة. والآن يتسربون الى العراق للعب ذات الدور لصالح النظام و إيران، بالتأثير على مسار الثورة في العراق ، داعش مجموعات متفرقة مرصودة من قبل العشائر، لم ولن تستطع السيطرة على المشهد العام كما تروج أجهزة الأعلام ، خاصة الاعلام المحسوب لصالح أمريكا ? الداعم للمالكي- الذي ظل يعمد على تشويه الثورة بنسبها لتلك المجموعات الإرهابية.

7- سمعنا عن بيانات مشتركة من بعض أحزاب المعارضة في الخرطوم مع المجموعات المسلحة و على رأسها الجبهة الثورية. ما هو موقف البعث من مثل تلك المبادرات؟

لا شك أنه لكل حزب رؤيته و خياراته، بموجب نظرته لمستقبل النضال، و رؤيته لمتطلبات الجماهير، و بالتالي يحترم حزب البعث تلك المبادرات. و لكن حين يتصل الامر بتحالف قوى الإجماع فإن هذا الأمر يجب أن يصدر في سياق مؤسسات قوى الأجماع، مع تأكيد موقفنا في حزب البعث برفض العمل المسلح والإعتماد علي العمل السلمي لإسقاط الديكتاتوريه و يسمم الأجواء السياسية، و في كل ذلك للبعث مؤشرات فكرية و سياسية، تمنعه من إقحام القوى الدولية في قضايا النضال الوطني من أجل الديمقراطية، ربما ذلك ما يجعل موقف حزبنا متميزاً في هذا الخصوص.

الجريدة

تعليق واحد

  1. البعث انتهي في العراق ويحتضر في سوريا .. ثم هو تنظيم عنصري انا لست عربي ولكني سوداني لذا انا ضده

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..