ﻻ لتعديل قانون الإنتخابات .. !!

نور الدين عثمان

* البرلمان يدعو 116 حزب سياسي للمشاركة في تعديل قانون الإنتخابات ، كما قام بدعوة منظمات المجتمع المدني والمراة والطفل والشباب ، وأساتذة الجامعات وشخصيات وطنية كما اسماها ، وكل هؤﻻء سيذهبون للبرلمان للمشاركة في تعديل قانون الإنتخابات ، ولكن في تقديرنا كل هؤﻻء سيذهبون الى البرلمان لتعميق الأزمة الوطنية أكثر وأكثر .. !!

* 116 حزب سياسي ، هو زبد والزبد يذهب جفاء ، وجميعها احزاب موالية او متوالية ﻻ دور لها وﻻ جماهير وﻻ فكر كلها صنيعة حكومية لتقول ان هناك ديمقراطية ، وهذه الاحزاب ستعمق المشكلة اكثر وﻻ نرى داعي لوجودها في الاساس فالاحزاب تصنعها الجماهير والديمقراطية وليست القوانين والحكومات ، أما المنظمات التي يتحدثون عنها هي منظمات تابعة للتنظيم الحاكم ، وﻻ خير فيها ، ومعظمها تعيش من سنام الحكومة وفتاتها ، وﻻ دور لها غير ان تبصم على كل سياسات الحكومة حتى ولو كان فيها ضرر المواطن ، اما المنظمات المستقلة والتي تعمل بجد ومهنية وحرفية وتعرف دورها الحقيقي في المجتمع تم اغﻻقها وايقافها بالقوة كمركز الدراسات السودانية ومركز سالمة ومركز الخاتم عدﻻن وغيرها ، وعن الشخصيات الوطنية التي ذكرت حدث وﻻ حرج معظمها قيادات الحركة الاسﻻمية ، اما المتاجرة باساتذة الجامعات واضح في الامر ، فالاساتذه حتى اللحظة ﻻ يملكون نقابات مستقلة يعني الحكاية كلها ، حشد حكومي ودعائي ، لتقول ان قانون الانتخابات شارك فيه الجميع .. !!

* وحتى ﻻ نلت ونعجن في الفاضي ، دعونا نسال مباشرة المؤتمر الوطني وبرلمانه الموقر ، ماذا ستعدلون في قانون الانتخابات ، ولماذا ؟؟ وحتى لو اتيتم بقانون انتخابات الوﻻيات المتحدة الامريكية لن يصلح في الوضع الحالي ، دون المرور بمرحلة انتقالية تفكك دولة الحزب الواحد ومؤسساتها المسيسة ، وفك ارتباط المؤتمر الوطني بالمؤسسات المالية للدولة ، وبناء جهاز دولة محايد تماما ، اما في الوضع الحالي ، مهما عدلتم فهو كالحرث في الماء ، ومبادئ كالشفافية والامانة وعدم التزوير وعدم الخج وعدم استغﻻل نفوذ الدولة واموالها وسياراتها ﻻ يمكن وضعها كمواد في قانون الإنتخابات ، فالمسالة ليست قانون على الورق بقدر ماهي ممارسة حقيقية ونزيهة على ارض الواقع ، وهذا ما ﻻيمكن تعديله على ارض الواقع ، مهما كان الحشد ، المطلوب ليس قانون انتخابات معدل ، المطلوب هو احترام القانون واحترام العقول ، وكفاية مسخرة ، فهذا الذي يحدث هو استخفاف ولعب وضياع زمن ، وطريق الحل واضح كالشمس ولكن المؤتمر الوطني ﻻ يريد الحل فهو الوحيد المطالب بالتنازل والجدية لانه المسيطر على كل شئ .. !!

مع كل الود

صحيفة الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..