سنوات حصادهن صفر: المغتربات.. أحلام الغربة تهدرها واقعية العودة

الخرطوم: درية منير
كانت تتوسد أحلامها تتأمل مستقبلها عسى أن يطلب يدها مغترب يحملها وأحلامها خارج البلاد. نامت، ومدت شمس أحلامها التي خيوطها إلى الأمل البعيد، فوجدت نفسها متزوجة برجل طالما ما حلمت به. مضت سنوات ذبلت أنوثتها وانخسف بريقها ثم ما لبث وأن ضاع منها كل شيء.
فالطبيعي أن المُغتربات مهما طالت غيبتهن لا بُد أن يعدن لموطنهن ويفقن من غفلتهن، ولكنها عودة مختلفة تحمل مثقلة بالهموم بدل الأحلام، الهموم التي تكالبت عليها بفعل الغيبة الطويلة والحصاد (الصفر)، فوصولها لمطار الخرطوم بعد غيبة طويلة قلب خارطة حياتها رأساً على عقب.
القروش دي بنطبعها برانا
تحاول الآن ضبط إيقاع حياتها ليتسق مع راهنها، حتى لا تظهر في الأسواق بأنها زوجة مغترب فتقع فريسة الغش والخداع اللذين استشريا في المجتمع وباتا ظاهرين للعيان، ما جعلها تصرخ في وجه كل من يبيع قائلة (نحن القروش دي بنطبعها برانا) علاوة على أولى ما يعترضها من توترات في التربية في بيئة مختلفة باللهث وراء الأطفال والبحث عن ايجار سكن مناسب.
وصايا حدها المطار
(نادية بدوي) تزوجت من قاضٍ وبعد عدة سنوات انفتح لهما باب الهجرة الى الإمارات، رزقت بخمسة أطفال، ما إن بلغوا سن الدراسة حتى اضطرت للعودة لمواصلة ما تبقى من مشوار بجانب أهلها.
تروي (نادية) مأساتها التي جعلتها تقوم بدور الرجل والمرأة في آن فتقول: المتعارف أن أطفال المغتربين (قليلين أدب)، لذلك عندما حزمنا حقائب العودة إلى البلاد قدمت والوصايا العشرة، ولكن لا سمع لمن توصي، فبمجرد أن هبطت الطائرة كأن شيئا لم يقل وكشف الأطفال عن وجههم الآخر، لم ينته باللعب والمشاكسة حتى عند المدرسة، فمشاكلهم أكثر من تعليمهم، فبحكم اختلاف الأوضاع تولدت لديهم شراسة، مما اضطررت إلى أن أعيش دور الأب، فأقع فيهم ضرب من خلاف، وأوردت نادية حتى في الأسواق بهرجت الأيام الأولى التي توحي للتاجر أن غيبتي طالت فأقع بين فكي الغش تجعلني استفزازية وأبادر بالإحراج، وأضافت عيشة المغتربات تنتهي في دولة المجهر، فعند العودة تتساقط أحلامها وتصحو على واقع مرير لا تستطيع معايشته.
غباء المغتربات
نعتتهن بالغباء وضمت نفسها لتلك القائمة إنها (أماني) التي نالت فرصة عمل بالخارج، وعادت وهي تجرجر أذيال الحسرة على سنواتها التي مضت دون أن تحقق نفعاً غير جمع المال التي تبعثر عند عدوتها، فقالت: ليس كلما ترونه في الشاشة يعكس وضع المغتربات بل الطامة الكبرى عند العودة تغير في السلوك، فكانت مغلقة بين أربع حوائط مما أثر في سلوكها وتعاملها مع الآخرين وصارت (عويرة عويرة)، فإن لم تكن هكذا حتما ستكون قد تعلمت شيئاً آخر، وكل هذا ينتهي بابتداء مزاولة التزاماتها الأسرية تجاه بيتها وأطفالها، تبدأ يومها بتوصيل الأطفال للروضة والمدرسة يليه مشوار الشواق، ومن ثم تجهيز البيت والطامة الكبرى لو كانت مؤجرة وتسكن وحدها، فاللهث وراء العقارات يضيع جل يومها فيغلب لونها وتبيع ما تبقى من ذهب عسى توفر احتياجات المنزل لتتماشى مع وضع أبنائها في المهجر تترك الحناء وتخشوشن راحة يدها وترجع كما كانت وأسوأ مما سبق وإذا قارنت بين حياتها في الخارج والداخل لكان خيرا لها لو انطلقت من هنا فحصاد سنينها تغير في السلوك وضياع الزمن الذي لن تراه ثميناً إلا عندما تبلغ أرذل العمر وتذكر أنوثتها التي فقدتها بدور الأب والأم والأهل سويا.
حياة مهلكة
عالم من التعب تعيشه (المغتربة) التي كانت تحلم بحياة كريمة ورفاهية يحسدها عليها الجميع، لكنها صحيت على كوابيس ضاعت سنوات وفقدت أنوثتها وباتت كالرجل، ولكن هي تدفع ثمن أحلامها وزواجها من المغترب التي تغنى له الصبيات طربا (جانا زي مغترب من شباب الغرب وحرق الناس حرق) وحرقت هي بنيران الوحدة، وهو في نعيم الهجرة مدور كوتشينته مع الأصحاب مساء كل خميس
اليوم التالي
كل الكلام ده صحيح
عدم الواقعية في بلاد الغربة او الوطن الام هو اس المشكلة فتجد الكل يسعى وراء الكماليات حتى يثبت للاخرين انه ميسور الحال ويكلف نفسه فوق طاقتها ويكون هنا الفشل مد لحافك على قدر رجليك تسعد
الغربة هروب مؤقت من جحيم السودان …..ندعوا الى هروب نهائي من السودان لو استطعت ان تغيير جلدك افعل …..هذا البلد واهله منتهيين ….استغلال لظروف الناس واحتياجاتهم ….السوداني الوحيد اللي ينصب على اخيه ويقنص له …..اتركوا الجحيم اهربوا من بلد لن ينصلح حالها….
ليس كل المغتربات كما فى التحقيق … وهنالك من وازن الأمور ومشت أموره تمام التمام ….. وماذا عن الذى لم يغادر البلد وأعطى كل عمره فناء وهو أصعب حالا من المغترب مهما كان حال المغترب وهو أفضل منه
اوﻻ نتعرض الغش ﻻن ضمائر التجار في السودان في إجازة مفتوحة
ثانيا اوﻻد المغتربين ﻻ يعرفون لغة اطفال السودان لذا ﻻ يكذبون ﻻ يخشون وﻻ ينظرون إلى ما في أيدي أخريين لذا هم قليل أدب وأقول لك نيابة عن كل مغتربة التي تكابد من أجل أسرتها وتربي اطفال علي مثل تكون معدومة في السودان وهي عدم الكذب والوفاء بالوعد وقول الحق انت غبية وقليلة أدب وجباتك فرصة لأغتراب طيران تطير لذا الزمي حدك نحن نمد السودان ونحب السودان واوﻻدك يتعلون في أحسن الجامعات العالمية من أجل السودان يا جاهلة
مقال سطحي وتافه ولا يمت لا للمنطق ولا للحقيقة بصلة – وكتبته صحفية كسلانة لم تكلف نفسها لا النهوض من المكتب المكيف لتقابل المغتربات ولا عناء التفكير في الموضوع من كل الزوايا وتقديم مقال مدروس بالأسباب والنتائج
قمة الإسفاف. . قالت عويرة . . يا أختي ما معروف العويرة منو?