مع السيد الصادق المهدى

قولوا حسنا
مع السيد الصادق المهدى
محجوب عروة
[email protected]
بدعوة كريمة نلبى اليوم مناسبة سنوية للأمام السيد الصادق الصديق المهدى فى ذكرى تاريخ ميلاده السادس والسبعين متعه الله بالصحة والعافية فى متبقى عمره المديد باذن الله. وبما أن السيد المهدى قد قرر أن يجعلها مناسبة للمراجعة فنرجو أن نساهم فى ذلك فالسيد الصادق يتمتع بخصال عديدة حميدة وله مساهمات فكرية وسياسية واجتماعية ودينية وثقافية واسعة وعميقة فيها الأيجابى الكثير وفيها السلبى وفيها المواقف الصحيحة وفيها الأخطاء.
وجدت أن هم ما يتميز به تسامحه واعترافه بالآخر حيث يتمتع بقدرات فائقة للأستماع للرأى الآخر سواء كان يتفق معه أو يخالفه ولعل زيارته مؤخرا للأستاذ نقد تؤكد روحا وسلوكا انسانيا ودينيا راقيا مقارنة بمعظم السياسيين سودانيين وغيرهم بل لعلها تضع أساسا متينا لروح جديدة فى السياسة السودانية نرجو أن تسرى و تنساب فى الشرايين والجهاز العصبى للسياسة السودانية وعقلها فتحصل الممارسة السياسية الرشيدة ولو كانت طابعها كذلك منذ الأستقلال لكان لنا شأن آخر فى بلادنا. وكما ذكرت فى مداخلة سابقة فى عمودى لقد حقق الأمام أكثر آيات الله صعوبة فى التطبيق وهى الآية ( ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هى أحسن فاذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم وما يلقاها الا الذين صيروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم).
أهم ما ميز السيد الصادق أيضا كحاكم ورئيس للوزراء مرتين هو عدم استخدامه للعنف تجاه مخالفيه أو التعسف فى استخدام السلطة مثله مثل الزعيم الأزهرى بعكس الحكام الآخرين فى الأنظمة الديكتاتورية الذين سيسجل لهم التاريخ سجلا أسودا تتحدث به الأجيال فالسيد الصادق قد تعرض اثناء فترتى حكمه لأبشع وأسوأ الأنتقادات غير المناسبة بالمقالات أو التصريحات السياسية أو الكاريكاتير فلم يقصف قلما أو يزج بخصومه فى السجون والمعتقلات أو يعذبهم بل يحاول دائما التوفيق ولم الشمل حتى اتهمه كثيرون بالضعف والتساهل رغم أنه كان يتمتع بأغلبية مريحة فى البرلمان.
ولعل أهم ماميز السيد الصادق على المستوى الفكرى للحركة المهدية منذ قيامها فى القرن التاسع عشر هو محاولة جريئة فى ابراز فكرة المهدية الجديدة فى موجتها الثالثة بعد الجهود والسلوك الراقى لجده الأمام عبد الرحمن المهدى الذى أطلق عبارته الشهيرة بين يدى الأستقلال:( لاطوائف ولا أحزاب ديننا الأسلام ووطننا السودان) فقد نشر وقدم السيد الصادق لمناصريه وغيرهم فكرا مهدويا معاصرا، وهنا نسأل ألم يحن الوقت لفكر مهدوى جديد فى موجته الرابعة للقرن الواحد وعشرين فلعل السيد الصادق بما أوتى من فكر متجدد ومعاصر وخبرة سياسية طويلة فى الحكم والمعارضة يطور الفكرة المهدوية التى كونت أول دولة قومية موحدة رغم التنوع سيما اذا استطاع أن يحدث مقاربات فكرية ودينية وسياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية مع الآخرين. وهنا أود أن أقترح عليه ادارة ورشة فكرية قوامها المهتمين بالشأن السودانى العام خاصة المهدوى من مختلف الأتجاهات الفكرية والسياسية سيما ونحن نشهد اليوم تحولات عميقة بسبب الربيع العربى التى يساهم السيد الصادق فيها بتكوين مؤسسة تهتم بذلك مؤخرا وأسند لأمانتها شخصية محترمة مثل د. ابراهيم الأمين.
ولايفوتنى أن أذكر بعض سلبيات وأخطاء (الأمام) الصادق المهدى وقد ذكرتها سابقا فكيف تسنى له أن يصير اماما للأنصار وهو منصب (شمولى) لحزب الأمة (الديمقراطى) وهو ما رفضه فى ستينات القرن الماضى ضد عمه الأمام الشهيد الهادى المهدى فالجمع بين السياسة والقداسة تهزم أفكاره وسلوكياته الديمقراطية وتضعف امكانية اعادة توحيد وبناء حزب الأمة. كما يوصف السيد الصادق بعدم الحزم وبالتردد فى اتخاذ القرارات السياسية المصيرية خاصة عندما كان رئيسا للوزراء مما أضعف نظامه وجعله عرضة للأنقلاب عليه!! وسؤال أخير للسيد المهدى ألم يحن الوقت لتوسيع حزبه ليشمل المجتمع العريض الذى يتوق لحزب وسط يقوم على قدم الديمقراطية وساق المؤسسية يسع الجميع ولا يكون حكرا للأنصار وأسرته يتجاوز حزب الأمة فلا يكون مثل حزب الوفد؟ مثلا حزب موجهاته العدالة والحرية والديمقراطية والتنمية والوحدة.
للذين يتهمون الصادق المهدي بالتردد والبطء والضعف في اتخاذ القرارات يجهلون حقيقة اساسية هي أن آلية اتخاذ القرارات في النظام الديموقراطي تختلف عن آلية اتخاذ القرارات في النظام الدكتاتوري الشمولي ففي النظام الديموقراطي يخرج القرار عبر المؤسسات المختصه وعبر التشاور في مابينها وعبر الشفافية مما يأخذ وقتاً لأصداره ويكون مشمولاً برضي الجميع لكي لا تشقي البلاد عند تنفيذه ،وعلي النقيض منه اتخاذ القرار في الانظمة الشمولية والدكتاتورية .
For more than 21 years our country is in BLENDER …Thanks to Mr Alsadiq for easy give up power to those criminals….its pain in the ass