يا حليل زمن الطرحة: ذكريات “سعادتو” أقدم سائق تاكسي بالخرطوم

الخرطوم: مصعب الهادي
ما بين الترقب والملل تحت أشعة الشمس الحارقة كان في انتظار (زبون) يجدد إليه الآمال وينعش حركة التاكسي الذي مل من الوقوف والانتظار دون حراك، العم إسماعيل حسين أو كما يحلو له بمناداته (سعادتو)، قصة أشهر سائق تاكسي بالسوق العربي جلسنا إليه في فضفضة خاصة يبوح فيها عن تجربة سنين مع معانة (التكاسة) بعد انقضاء أجل التاكسي ودخوله مرحلة الإنعاش، فماذا قال؟
(1)
أنا إسماعيل حسين محمد أحمد من مواليد 1956 درست الثانوي العام بمدرسة الجمهورية بانت غرب المجلس الأفريقي حالياً والثانوي العالي ببيت الأمانة المسماة جامعة الزعيم الأزهري الآن، وأجيد الإنجليزية بطلاقة رغما عن تجاوزي لـ (35) عاما من السواقة.
أسوق منذ صغري ومافي أي مقارنة بين الزمن داك وهسي في أي حاجة بالله زمان حياتنا كانت حلوة وأسعارها هادئة حتى أفخم تاكسي بـ (1500) جنيه لكن هسي تعال “احسب وما تعد”.
ويضيف: طبعا أجمل الأيام قضيتها في التاكسي من زمن الناس كانت عيشتها بسيطة وزمن التاكسي له مكانة في المجتمع وعنوان لحضارة البلد، وحقيقة أفضل الفترات التي عاشها التكاسة كانت بنهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات لكنها انهارت بعد المضايقات التي كثرت من قبل ناس المرور (الملتحننا) في أي مكان بسبب التراخيص والمخالفات ياخ من المفترض يراعوا لينا شوية مع الأمجادات والاستايركسات الملت البلد وبالأخص مع ارتفاع تكاليف الإسبيرات .
ويقول العم إسماعيل: إن السواقة مريحة بين ناس شمبات والكلاكلات (مابتاعين جرجرة)، أما أبرز الشخصيات التي ركبت التاكسي بتاعي المساحة لا تكفي لذكرهم، فهم كثر لكن على سبيل المثال لا الحصر ركب معي الفنان خليل إسماعيل والقامة كمال ترباس والموسيقار عثمان مصطفى وزيدان ومجذوب أونسة كل الأساتذة أنا كنت بشيلهم من وإلى الإذاعة طرحة.
(2)
ويضيف عالم التاكسي رائع وبسيط جدا وأكثر من راقي شكل التعامل والإلفة والحمدلله حياتنا جادة والأمانة، كذلك الصلات الاجتماعية رغم ضغوطات العمل والحال يتعدى الأهل ليصل إلى زملاء المهنة الذين تجد بينهم نسابة وقرابة من خلال المعرفة فقط.
وفي ختام اللقاء يقول: نفتخر بأن التاكسي عنوان بارز في تحركات الشعوب المختلفة بصدقه ووقوفه في صف التعابة والفقراء رغم عدم كفاية دخلنا إلا أننا (قبيلة التكاسة) راضين بالقسم والحمدلله فقط نطالب من والي الخرطوم أن ينظر للتاكسي بعين الاعتبار والرحمة، وذلك بمساعدته في توفير مدة كافية لسداد أقساط التكاسي الجديدة، ونطالبه برد اعتبارنا وتكون كدا أحسن مكافأة لأناس أفنوا زهرة شبابهم في خدمة المواطن من ترحيل و(فك زنقة) كتير من الحالات الطارئة.
اليوم التالي
كلامك صاح وااااااااااااااالله