لا نريد سلاماً..!

لم تعد مثيرة للاهتمام المفاوضات التي تحتضنها أديس أبابا بين الحكومة وقطاع الشمال أو حتى إن تمت في القريب بين الحكومة والجبهة الثورية وإن أدت لاتفاق سلام،فلم تعد اتفاقيات السلام مصدراً للتفاؤل بشكل مطلق،بل ربما تقود إلى الضد تماماً إن اعتبرنا نيفاشا نموذجاً لأهم اتفاق سلام كونه أوقف حرباً دامت نصف قرن من الزمان،الحرب التي أهلكت موارد السودان طيلة هذه السنوات وأقعدته عن النمو الطبيعي،وفي آخر الأمر تخلص السودان من هذا الجزء بعد كل هذا العنت والمشقة،لم يعد الوطن بحاجة لاتفاق سلام يقود في نهاية الأمر إلى انفصال متر واحد عن هذا الوطن،لم يعد الوطن مستعد لأي اتفاق سلام يبارك المزيد من التشظي والانقسام،فلنتقاتل تحت سقف واحد بدلاً من القتال تحت سقفي دولتين منفصلتين،الوطن لا يزال يدفع فاتورة سلام مزيف والواقع أنه يتمزق في كل أطرافه،وليس كذلك مثيراً للاهتمام إن حسم أحد الأطراف الطرف الآخر عسكرياً وسحقه وانتهى منه تماماً.
الحوار الوطني الذي بدأ الآن ولو انحصر بين 3 أحزاب فقط رابعها الحزب الحاكم،على هذه الأحزاب أن تواجه أزمات السودان الحقيقية والتي لم تبدأ بنظام الإنقاذ ولن تتوقف عنه،السودان يعاني أزمات منذ الاستقلال فشلت جميع نخبه في حلها أو على الأقل تشخيصها،فالقضية ليست تداول سلمي للسلطة أو حكم ديمقراطي أو حريات فقط،هناك قضايا جذرية لم تجد من يخاطبها منذ استقلال السودان،الهوية إحدى هذه المشكلات الأساسية والتي لم تخاطب بصدق منذ ذلك الزمن وحتى تاريخ اللحظة،فهي المشكل الأساسي لكل ما يحدث الآن،فليس الحل في فرض هوية عربية جامعة كما لن تحل أزماتنا هوية أفريقية جامعة كما كان يقول الراحل جون قرنق،سودانيتنا هي الحل،كما هي أساس كل هذه الصراعات،فلتتركوا التخوين والعمالة ونظرية المؤامرة جانباً،ولتواجهوا أزماتنا التي فشلنا في حلها منذ الاستقلال وزادتها بعض الأنظمة تعقيداً،إن أراد من يجلس حول مائدة الحوار المفتوح الآن دون أن يستصحب الأزمات التاريخية للسودان فهو لم يفعل شيء غير أنه بدد فرصة تاريخية لحل جذري أو أقرب إلى ذلك،هذا الحوار الذي رُوج له بما يكفي والمرتكز على 4 نقاط تُمثل الهوية إحداهن إن لم ينجز خطوة إلى الأمام فيعني ذلك العودة إلى المربع الأول،ليس بعيداً أن تأتي الجبهة الثورية بكل مكوناتها للحوار حال قٌبلت شروطها أو تراضت حولها الأطراف،وليس بعيداً أيضاً أن تدخل الجبهة وكل الأحزاب الرافضة للحوار الآن في تشكيل وضع قومي أو انتقالي،لكن مالم تُخاطب جذور المشكلة ستظهر جباه أخرى، أي حوار يفضي إلى تقاسم الكراسي أو تصفيات الخصوم فهو مردود عليكم.
=
الجريدة

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. العزيزة شمائل: لو كانت هنالك حسنة واحدة من كل هذا الدمار الذى أقعد بالبلد هى أنها نشرت لنا كل عيوبنا بالسهلة نراها رأى العين،، وإشكالية الهوية تمثل قمة مآسينا وهى تعنى ببساطة عدم الإعتراف بحقوق الآخر المختلف وعدم المساواة فى الحياة والفرص والنجاح،، والأمر الأكثر إيلاماً يتمثل فى عدم إعتراف النخب المسيطرة على دفة الحكم ورجال الدين ونخب المجتمع بإستحالة خلق مجتمع معافى وسوى دون معالجة هذه الإشكالية،، إن حديث البشير فى القضارف ووصفه لهذه القضية بالدغمسة لم يفعل شيئا سوى زيادة الغبن والنزوع للعنف،، لذلك ستكون هذه المشكلة فى سنام الحوار القادم المفترض وبدونه لا سلام ولا يحزنون،،

  2. عمدما يغيب او يغيب العقل وتسيطر النزوات و النزعات البدائية من اقصاء الاخر و احتقاره و تسغيه احلامه و اماله في العيش الكريم وفق معتقداته وأعرافه و موروثة الثفافي — و محاولة فرض عليه و باستعلاء فكر و معتقد و ثقافة اخري باعتبارها قيم صماوية —- و يصبح الطريق امامه واحد هو حمل السلاح و منازلتك دفاعا عن هويته و حلمه بالعيش كانسان .
    مشكلة السودان ثقافية قبل ان تكون سياسية او اقتصادية
    انثصلت باكستان عن الهند لاسباب دينية و انفصلت بنقلاديش عن باكستان لاسباب ثقافية —- و سيتفتت السودان الي دويلات لاسباب عرقية و ثقافية .

  3. هوية شنو كل زول عارف لونه ولسانة هي ما مشكله بل مكسب لكن مشكلتنا في الشعب الذي ينتخب هذه النخب شعبنا شعب كل حكومات اراهنك لو اتينا بشارون الهالك وانزلناه انتخابات تجدي من يرشحة برغم من دمويتة وغلظة كبده العيب فينا تتحكم فينا العواطف لا العقول ما لم نغير طريقة المواطن وتوعيتة لن نصل لتكوين دولة وليس حكما مادام الجهل معشش في المواطن وكل خطبة معسولة تجعلة يمضي علي ورقة بيضاء يضيع عمره ومستقبلة ومستقبل الاجيال القادمة اتمني من مواطننا الاعزاء ان يكونوا علي مستوي المسؤلية لا يصدقوا الساسة ولا يتبعوا بارونات الحروب ف غاية ما يتمناه سترة الحال واسره سعيده حوالية لا سيارات بالكوم ونسوان بالكوم وعيال بالكوم نحن بسطاء استغلوا الملاعين المثقفة طيبتنا

  4. مشاكل السودان الحقيقيه سببها تراكم الحكومات الشموليه التي لم تترك فرصه ولو بالسيسي لافراد من الشعب السوداني ذوي كفاءه حقيقيه لينهضوا بالسودان فقد راينا ان هنلك بعض الاشخاص يعملون كوزراء لاكثر من عشرين عاما وان طبيبا يعمل وزير زراعه في حين يوجد اكثر من 100 بروفيسور حقيقيون وليسوا مزيفين كما نري هذه الايام وان متمردا يعطي وزاره ليوقف تمرده وهكذا دواليك فيا استاذه لم يكن اي نظام ديقراطي في العالم هو سبب تاخر الدول بل الاغبياء هم دايما سبب الكوارث في كل الدنيا وليس السودان ببعيد عنذلك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..