1 حمى الضنك وصمت الحكومة !

منذ أكثر من أسبوع نشرت( الميدان) خبراً عن انتشار حمى الضنك في ولاية البحر الأحمر، مما أدى لوفاة(6) مواطنين وإصابة أكثر من(700)مواطناً، وفقا لتقرير صادر من منظمة الصحة العالمية، والتي أعلنت عن خطة لمجابهة المرض المنقول عن طريق البعوض, وسبق لولاية البحر الأحمر أن جابهت خطر حمى الضنك في العام2003 وفي العام2010 حيث أصيب نحو( 4ألف) مواطناً توفي منهم(21), معنى ذلك أن الولاية أصبحت ذات تجربة في الإصابة بالمرض ويفترض أن السلطات الصحية الولائية والإتحادية، باتت تملك الخبرات والموارد والقدرة على وضع الترتيبات ليس لمواجهة المرض، بل لمنع الإصابة به خاصة وأن أسباب الإصابة به معروفة وكذا أعراضه.
لكن رغم تفشي المرض وتسببه في موت عدد من المواطنين لم تتكرم السلطات الولائية والإتحادية بإصدار أي بيان حول حقيقة الأوضاع الصحية هناك، ولم تهتم بوضع أي تدابير لمواجهة المرض, بل كان رد الفعل التجاهل والصمت في حين أعلنت منظمة الصحة العالمية عن خطط لمواجهة المرض, يحدث هذا في حين أن السلطة تملأ الفضاء ضجيجاً حول إجراء تعديلات على الدستور وعن قيام الانتخابات العام القادم، وتتحدى المعارضة وتسرع فى الحديث عن إنجازات متوهمة، في حين أن المواطنين يفتقدوا أبسط ضروريات الحياة وأبسط سبل الوقاية من الأمراض, ولا يحدث كل ذلك من فراغِ، بل يتسق وطبيعة النظام الذي وصل سدة الحكم عن طريق انقلاب عسكري، والموازنة العامة التي يضعها تعبر عن طبيعته الطبقية وذهنيته الأمنية.
إننا نناشد العاملين في الحقل الطبي كشف المعلومات عن الأوضاع الصحية، خاصة في المناطق التي تستشرى فيها الأمراض المعدية لتنوير الرأي العام، كما نناشد القيادات المحلية والمنظمات المدنية ووسائل الإعلام تسليط الضوء على أوضاع الموطنين والضغط على الحكومة للقيام بدورها في توفير الرعاية الصحية للمرضى، وإتخاذ إجراءات الوقاية السريعة لحماية بقية المواطنين في الولايات التي ظهر فيها المرض.
الميدان