عندما يصبح الموت الجماعي إنتصاراً

إليكم

عندما يصبح الموت الجماعي إنتصاراً..!!

الطاهر ساتي
[email protected]

** فلتهنأ القوات المسلحة بما تحقق بمحلية ود بندة..نترحم على أرواح كل الشهداء والضحايا، ونسأل الله أن يشفي الجرحى، والرحمة والمغفرة للدكتور خليل إبراهيم، والصبر وحسن العزاء لأسرته وأهله، ونسأل العلي القدير أن يحفظ وطننا من كل شر و سوء، ويكرم شعبنا بالسلام والإستقرار وبكل فضائل الحياة الكريمة..اتفقت فيه الآراء أو تباينت حوله، فان موت أي إنسان يجب ألا يسعد أي إنسان آخر، والشماتة في مقام الموت ليس من كريم الخصال، بل حتى في سوح التدريب يتعلم الجندي كل فنون القتال ثم يتعلم معها بأن الغاية العظمى من ضرب العدو ليست قتله، بل شل حركته بحيث لايشكل خطرا عليه، ولذلك شدد دين الله الحنيف بإطعام أسير الحرب، وما الإطعام هنا إلا رمزية عميقة لحسن المعاملة..هذا من حيث المبدأ العام، ثم يتوق الشعب الى استقرار سياسي يحفظ أرواح ودماء كل ابناء السودان، بمختلف أفكارهم السياسية، ولذلك كان الطموح العام أن تسع سوح السياسة السودانية خليل ابراهيم – وغيره – عبر إتفاق سلام يطوي ملف حروباتنا المتتالية، ولكن قدر الله وما شاء فعل، ولا راد لقضاء الله..!!
** ثم..نعم ما تحقق بود بندة بمثابة إنتصار للقوات المسلحة على أقوى حركة مسلحة، إذ لم تكن تكتفي العدل والمساواة – وزعيمها الراحل – بحرب الإستنزاف في أطراف البلد فقط، بل غامرت بكل عدتها وعتادها ذات عام وغزت الحكومة في معقلها بالخرطوم، وتلك مغامرة لايقدم عليها إلا من يثق في قوة قواته ويؤمن بعدالة قضيته ، و بتلكما القوة والإيمان نجحت العدل والمساواة في صناعة الأحداث التي كانت تؤرق مضاجع الحكومة، عكس الحركات الأخرى ذات الصخب الإعلامي فقط لاغير..ونعيد لذاكرة الناس من أخبار صحف السبت الفائت، والتي لم تثر إهتمام الكثيرين، وكان فحوى الخبر أن طوفا إداريا قوامه بعض رجال الإدارات الأهلية تعرض لعمليات قتل ونهب بمحلية ود بندة بشمال كردفان، وأفاد العقيد الصوارمي خالد – الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة ? معلقا على الحادثة بأن القوات المسلحة تتعامل بحسم مع الجماعات التي قتلت ونهبت ذاك الطوف الإداري، وما كانت تلك الجماعات إلا بعض قوات العدل والمساواة..!!
** استوقفني الخبر، فتلك المنطقة لاتبعد كثيرا عن عاصمة شمال كردفان، أي حوالى (180 كيلو)، وهذا يعني بأن العدل والمساواة لاتزال تغامر لغزو الحمى مباشرة وليست لتحوم حوله كما تفعل الحركات الأخرى..ثم آثار الإعتداء على زعماء الإدارة الأهلية تختلف عن آثار الإعتداء على مواطنين، بحيث زعيم الإدارة الأهلية بتلك المناطق بمثابة الأب الروحي لأهله وعشيرته وقبيلته، والإعتداء عليه كما الإعتداء على الأهل والعشيرة والقبيلة، وهذا يشير بوضوح إلى افتقار بعض قادة وقوات العدل والمساواة الى الفطنة والكياسة..نعم ليست من الفطنة السياسية أن تقتل وتنهب زعماء إدارة أهلية، كما ليست من الفطنة العسكرية أن تغامر ببضعة لاندكروزرات في مناطق هي بمثابة حرم عاصمة ولاية مطارها ليس بمحض مدرج لهبوط وإقلاع الإيربص فقط..وسوح الأبيض لاتختلف كثيرا عن سوح الخرطوم وغيرها من المدائن، من حيث وسائل الرصد والدفاع والهجوم و (الإستدراج).. !!
** وعليه .. ماحدث لحركة العدل والمساواة بمحلية ود بندة كان متوقعا، إذ هي منذ تأسيسها وحتى معارك الأسبوع الفائت لم تكن تتحسب، بحيث تدرك وتفهم بأنها تقاتل قوات نظامية وليست مليشيات..ولايخفى على أحد بأن من أسباب إحتفاظ الحركة الشعبية بقواتها وقادتها طوال سنوات حرب الجنوب، أنها كانت تحارب في أطراف الجنوب والحدود اليوغندي حرب إستنزاف، وتناوش القوات المسلحة بنهج حرب العصابات، ولم تحدثها نفسها بأن تهاجم القوات المسلحة مباشرة في قواعدها بجوبا، ناهيك عن الخرطوم..وقد جربت المواجهة المباشرة ذات عام بجوبا وتكبدت خسائر فادحة وانسحبت ولم تجرب ذاك النوع من المواجهة مرة أخرى، بل ظلت تطبق نظرية (اضرب واهرب) باتقان بأطراف الجنوب الي أن تحقق السلام وذهبت بدولتها وفق خيار شعب الجنوب..ولكن حركة العدل والمساوة لم تتعلم من تجربة الحركة الشعبية، بل لم تتعلم حتى من تجربتها ذاتها ( معركة أمدرمان)، ولذلك كان طبيعيا أن تخسر قائدها والحرب في محلية ود بندة..ومع ذلك، كما إنتصرت القوات المسلحة في معركتها العسكرية، يجب على ساسة بلادي الإنتصار في سوح السياسة.. أي، كان ولايزال وسيظل السلام والإستقرار السياسي هما الغاية المنشودة، وليس هزيمة هذه الحركة وتلك الجماعة..نعم لقد هرم الناس والبلد من (أفراح إنتصاراتكم) و(أحزان هزائمكم)، فالفرح المنشود هو أن نهزم حروباتنا بالسلام وندحر مآسينا بالإستقرار، وأن لايقتل بعضنا البعض الآخر، ويصبح الموت الجماعي إنتصارا..!!
…………
نقلا عن السوداني

تعليق واحد

  1. كلام جميل ومرتب ومهداه الى اقزام الانقاذ الشامتين فى الموت .. لك الود

  2. الاخ ود ساتي
    الموت مصير كل انسان موت خليل نساءل الله له الرحمة وان يتقبل شهداءنا من القوات المسلحة ويشفي جري الطرفين
    ان الحروب في السودان تركت ماسي للاسر والقبائل بل جعلت عجلت التنمية تتوقف ومسيرة التعليم تتوقف وذلك بسبب ان عندما تفقد الاسرة عائلها في الحرب يحصل لها عدم استقرار وبذلك كم اسرة في السودان يحصل لها ذلك واذا لجاءنا لحساب الارقام وفنجد الان المستثمرون الاجانب يتخوفون من الاستثمار في السودان بسبب الحروب وعدم الامان والله الاخ ساتي من منا في السودان لايحسر علي امكانيات الوطن العزيز حتي السودانين انفسهم لجاءو للاستثمار في دول الجوار لذلك نرجو من الاخ الرئيس وشيخ علي ان يتبنو مرة اخري ويقدمو مزيد من التنازلات كما قدموها من قبل حتي ننعم بالاستقرار وننعم بالامان ونكون مثل الدول العظمي ونوقف الاحتراب الداخلي ونشد بعضنا
    الاخ ود ساتي
    نريد من الاخوة الاعلاميون انيتبنو مشروع المصالحة الوطنية بمفهومها الشامل وذلك اانعم بالاستقرار والسلام و
    والسلام
    الشفيع احمد الخاتم دبي

  3. نهارك سعيد أستاذ الطاهر ساتي
    علينا أن نعترف أولا بأن هنالك مشكلة،
    ثم تجلس جميع الأطراف دون إشتراطات مسبقة
    ثم التحاور بإخلاص وليس بدس المحافير والضرب تحت الحزام،
    مشاكل السودان لن تحلها الإنقاذ وحدها
    لماذا لايُشرك كل الشعب السوداني في طاولة المفاوضات في لحظة واحدة؟
    أليس المشكلة تهم كل السودانيين؟
    رحم الله خليل وأسكنه فسيح جنانه
    ورحم الله جميع الشهداء الذين ضحوا بمهجهم وأرواحهم من أجل سلام وإستقرار هذا الوطن،
    ما زال الطريق شاق
    ولكن لو خلصت النوايا وصفت القلوب دون إكراه أو تجذير للمجتمع أو عزل
    يبساوي الجميع في الحقوق والواجبات تجاه هذا الوطن، حاكمين ومحكومين
    عندها فقط يمكن حلحلة مشاكل الوطن بشرط أن يتم كل ذلك في أرض الوطن وليس في عواصم غريبة وأخري تعمل من أجل مصالحها تستثمر في حروب وفرقة وشتات السودان الوطن الدولة القارة سلة غذاء العالم
    يديكم دوام الصحةوتمام العافية والشكر علي العافية

  4. الله يرحمه ويغفر ليه …. لقد كان رجلا شجاعا يحق لنا كسودانين الافتخار به والسير علي دربه فالسوداني الاصيل لا يرضي (الحقارة ) والحقارة في هذا العهد وصلت مداها خاصة لابناء الهامش والاحرار من ابناء الشمال … نحسبه عند الله شهيدا وعلي الدرب سائرون ..الموت ولا المذلة

  5. اللهم يا ارحم الراحمين ارحمهم برحمتك الواسعه

    يا رب اغفر لهم ذنوبهم واسكنهم فسيح جناتك

    اللهم يا حنان يا منان يا واسع الغفران اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم واكرم نزلهم ووسع مدخلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.

    اللهم :أبدلهم دارا خيرا من دارهم وأهلا خيرا من أهلهم وأدخلهم الجنة وأعذهم من عذاب القبر ومن عذاب النار .

    اللهم :اجعلم قبرهم روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار.

    اللهم: اغفر لهم في المهدين واخلفهم في عقبه من الغابرين واغفر لنا ولهم يارب العالمين وافسح لهم في قبرهم ونور لهم فيه.

    اللهم:أسكنهم فسيح الجنان واغفر لهم يارحمان.

    اللهم:ان رحمتك وسعت كل شيئ وهم شيئ فارحمهم رحمة تطمئن لها نفسهم وتقر بها عينهم.

    اللهم:احشرهم مع المتقين الى الرحمان وفدا

    اللهم:احشرهم في زمرة المقربين وبشرهم بروح وريحان وجنة النعيم.

    اللهم :احشرهم مع اصحاب اليمين واجعل تحيتهم سلام لك ومن اصحاب اليمين.

    اميـــــــــــــــــن يارب العالمين

    الــــجـــــعــــــــلى

  6. (……… ..نعم ما تحقق بود بندة بمثابة إنتصار للقوات المسلحة على أقوى حركة مسلحة، إذ لم تكن تكتفي العدل والمساواة – وزعيمها الراحل – بحرب الإستنزاف في أطراف البلد فقط، بل غامرت بكل عدتها وعتادها ذات عام وغزت الحكومة في معقلها بالخرطوم، وتلك مغامرة لايقدم عليها إلا من يثق في قوة قواته ويؤمن بعدالة قضيته ، و بتلكما القوة والإيمان نجحت العدل والمساواة في صناعة الأحداث التي كانت تؤرق مضاجع الحكومة، )

    يعليق : الى الأخ / الطاهر ساتى ,
    نعم ان ما تحقق يعد بمثابة انتصار للقوات المسلحة على أقوى حركة مسلحة كما قلت , ……. فهذه تمثل حقيقة فى مفهومها العام, وحسبما هو متداول , ومتعارف عليه بين الناس , ……. ولكن ألا ترى يا أخى ان واجبكم الدينى والوطنى يحتم عليكم ان تنظرو فى عملية تقييمكم لكافة ممارسات : " الانقاذ " منذ قيامها فى عام 1989 وحتى اليوم , …. من جانب واحد هو : " بعدها الدينى " ……. فقط ولا شىء آخر , ……. نعم , … كلنا يعلم ان ما يجرى ويضطلع به هذين الفريقين : ( الانقاذ وحركة خليل "….. من دمار , وخراب للبلاد والعباد , ما هو الاّ نتيجة , وثمرة من ثمرات تعاليم وموجهات الأب الروحى لكليهما , …. فى مدرسته الجديدة التى انشأها ابان رجوعه من السربون عام 1964 وتم اعدادهم فيها اعدادا , تاما , وكاملا , خلال ثلاث عقود سابقة لقيام الانقاذ ,…….. لمعرفة المزيد فى هذا الموضوع , يمكنكم متابعة المقتطف من الرسالة تحت عنوان : " الحروب التدميرية للانقاذ " المنشورة بموقع سودانائل " منبر الراى "….. مرفق بعد :

    ثانيا : التعليق : الى الأخ العزبز / محمد عيسى عليو
    قبل أن توجه هذه الأسئلة لاخواننا فى الانقاذ , هناك قضية هامة , …. بل هناك سؤال أكثر أهمية والحاحا هو : " لماذا اتّجه هولاء الشباب الذين أوكلت اليهم مهمة الاضطلاع بادارة دولة الانقاذ ,وأعتمدوا نهج : " الحكم الشمولى البغيض "……فى ادارة دولتهم , ….وكان من أبرز ممارساتها : " اشعال الحروب التدميرية " ؟؟؟………. كلنا يعلم السبب الكامن وراء ذلك والذى يمكن اجماله فى الأتى :
    ? هناك حقيقة لا بد من الوقوف عندها , وهى أن هولاء الأخوة كانوا ينتمون فى الأساس الى تنظيم : " دعوى " ? ( تنظيم الخوان المسلمون ) – مهمته الأساسية اخضاع الشباب المنضوين تحت لوائه الى : " تربية اسلامية صحيحة تمكنهم من فهم تعاليم وموجهات ديننا الحنيف و الرسالة الخاتمة , فهما , صحيحا بعيدا عن أى فهم خاطىء للاسلام " ……..فماذا حدث ؟؟؟
    ? كلنا يعلم أن الأب الروحى لهم عندما رجع من السربون وآلت اليه قيادة التنظيم , وكان ذلك عام 1964…جاء بفكر جديد ونهج مخالف لنهج التربية المعمول به , ومن ثم ركز من أول وهلة على الشباب من الجنسين , ( طلبة / طالبات )… يجمعونهم له فى أماكن خاصة فيما يسمى : " الأسرة " … أى بعيدا عن أعين الناس , …… ماذا يعنى هدا ؟؟؟ … يعنى أن عملية التلقى لهدا التوجه , أو المنهج الجديد , معنى به الشباب أولا , … ثم السرية , ثانيا , ……. نعلم أن عملية التلقى هذه , استغرقت حوالى ثلاث عقود من الزمن , ….. كان الهدف الأساسى الكامن وراء هذا العمل المضنى والمجهود الجبار الذى بذل هو : " اعدادهم اعدادا كاملا ووافيا لادارة دولته المنشودة , ووفقا لتعاليم وموجهات هذ ه المرسة الجديدة "……انها دولته التى قامت فعلا فى عام 1989 ,….. وجاء التكليف والاضلاع بالادارة , كما هو معلوم حصريا عليهم , ….. ………. فماهى الحصيلة أو الثمرة التى جنيناها من هذه التعاليم والموجهات ؟؟؟؟؟؟؟ .
    ? تطبيق مبدأ التمكين : لكى يتمكنوا من تطبيق مبدأ : " التمكين " المعروف , والذى ترجع أصوله الى تعاليم : " تلمود اليهود " …. وهو ذاته الذى أعطاه الأب الروحى لهم : " الصبغة الاسلامية " … لأنّه يهدف فيما يهدف الى تحويل الدولة النظامية القائمة من دولة : " الوطن " الى دولة " الحزب " ….. ومن ثم تصبح الدولة كلها وتتحول الى دولة تابعة للحزب , يتصرف فى أموالها وممتلكاتها دون أى حسيب أو رغيب , …… ولكن هناك عقبات كثيرة , ومانعة , …تحول دون ذلك , ….. ماهى ؟؟……… نأتى فى هذه العجالة على ذكر نذر منها :
    ? عملية التشريد من الخدمة العامة : هل تمت وفقا لمتطلبات العدالة وحقوق الأنسان التى كفلها الاسلام من قبل ان تعرفها البشرية , وتعتمدها كقانون ؟؟؟ …………" كلا , …. وألف ,…..كلا "…… كما تعلمون جند لهذا العمل كوادر من خريجى هذه المدرسة الجديدة واضطلعوا بعملهم هذا حسب الخطة الموضوعة لهم , بكل همة وحماس لا نظير لها ,…… وكانت النتيجة كما هى معلومة للناس كل الناس : " طرد وتشريد ما يزيد عن ستين ألف من خيرة منسوبى الخدمة العامة للدولة : ( مدنيين وعسكريين وقضاة ) ومن أكثرهم كفاءة ,………. ألقوا بهم فى الشوارع دون جريرة يرتكبوها , ودون تحقيق أو توجيه أى تهمة لهم , ….. وبعيدا ,…. بعيدا , عن أى وجه من أوجة العدالة , التى جاءت الرسالة الخاتمة لبسطها على البشرية جمعاء . "………………. كل ذلك لماذا ؟؟؟ …… كل ذلك ليمهدوا الطريق , ويعبدوه , كى يوتى مبدأ : " التمكين أوكله " … …. ………… اضطلعوا بهذا العمل ولم يخطر ببالهم قط أنّهم ارتكبوا جرما , أو خطيئة , أو : " مخالفة لشرع الله " …………. بل يعتقدون اعتقادا جازما وحتى هذه اللحظة , أنّهم يؤدون واجبا دينيا يتقربون به الى الله . !!!!!!!
    ? ما تم ومورس فى بيوت الأشباح : وبالمثل جند لهذا العمل جماعة مختارة من خريجى ذات المدرسة , كشف القناع عنهم وعلم بهم , الناس كل الناس فى أنحاء البسيطة ,….. نعم , …. دلانا عليهم الرجل القامة ,الاستاذ الجامعى الدكتور / فاروق محمد ابراهيم , فى رسالته الشهيرة , التى أرسلها الى السيد رئيس الجمهورية عن طريق سفيرنا بالقاهرة , سرد فيها بالتفصيل ما تم وأنجذ فى هذه البيوت سيئة السمعه , وما مورس عليهم من أنواع التعذيب الممعنة , فى سوءها وقبحها , والتى كما ذكر هو : " يعف اللسان عن ذكرها " ….. مورس كل ذلك على مواطنين أبرياء , لم توجه لأى منهم , أى تهمة , أو يجرى أى تحقيق معه , …. وبعيدا تماما عن أى وجه , من أوجه العدالة : " سماوية أو أرضية " …….. تم كل ذلك , ونفذ , على أيدى وأشراف من ؟؟؟ ……. تم ونفذ على أيدى أناس ذكرهم الدكتور بالأسم هم : " لا يزالون فى قمة سلطة الانقاذ "…… وكان الهدف الكامن وراء ذلك كله , كما تعلمون هو تطبيق مبدأ مرادف وصنو لمبدأ التمكين وخادم له وهو : " مبدأ الارهاب "……. وهذا الأخير , ….. يستمد جزوره أيضا من مبادىء التلمود ,….. …… ولكن الأب الروحى للمدرسة الجديدة , أعطاه , كما أعطى سابقه : " الصبغة الاسلامية " …… …… ومن ثم طبق بدم بارد , ودون أى شعور أو احساس بذنب أو مخالفة : " لشرع الله " …….. بل يعتقدون تمام الاعتقاد , ووفقا لتعاليم وموجهات هذه المرسة , ….. أنهم يؤدون واجبا دينيا يتقربون به الى الله !!!!!!!
    ? هذين المثلين اللذين أوردناهما أعلاه , لا يمثلان الاّ القليل القليل من جملة ما مورس , وأرتكب , فى حق البلاد والعباد , ….. جريا وراء جعل المدأ يين المذكورين أعلاه , يفعلا ن فعلهما , المعهود والمعروف عنهما كما علم من حصيلة ممارسة تطبيقهما فى كل الشموليات السابقة , …….. وهو ما يمكن اجمال , هدفه الكلى وما يرمى اليه ويبتقيه , فى : " عمليات التدمير والافساد فى الأرض "……. هذا هو الذى ثبت وتأكد ورآه الناس كل الناس فى كافة هذه الشموليات السابقة وجاءت النتيجة على خلاف وبشكل مغائر تماما لما كانوا يعتقدونه فى مذاهبهم أنّه " " الأ صلاح " …. ثم جاء خريجى المدرسة الجديدة وطبقوه باعتباره من تعاليم : " الاسلام " ……… والى هنا نذهب للقضية محل الرسالة :
    الحروب التدميرية : كما تعلمون أنه لم يكن فى السودان مشكلة اثنية أو قبلية غير مشكلة : " الجنوب " المعروفة والتى انفجرت فى العام 1955 , ……. وبعد مرور , سنوات , وسنوات , من المعاناة , وما أسفرت عنه من دمار شامل , …. وضحايا فى الأرواح فى كلا الطرفين , …… توصلت : " الأمة " بكاملها الى قناعة تامة : " الا ّفائدة من الحرب " …. وأن الحل يكمن فى : " طاولة المفاوضات " …….. ومن هذا المنطلق جرت محاولات جادة من جملة فعاليات وطنية , …… أنتهت بمبادرة ما يسمى : ( الميرغنى /قرنق " … وكما هو معلوم , وجدت هده الاتفاقية استحسانا وقبولا من كافت قطاعات الشعب , ……وكانت بنودها كلها , تعبر تعبيرا صادقا عن أمانى وتطلعات الأمة السودانية بأسرها , ……. وكان فحواها , أن يجلس السودانيون ممثلين فى زعاماتهم ,……. يجلسون سويا للوصول لحل المشكلة حلا جزريا , دون أى تدخل أجنبى , …. وفى اطار : " سودان حر موحد " : ….يستظل بقيمنا الأصيلة , … والتى تركناها وراء ظهورنا , دهورا , ……….. والمتمثلة فى تعاليم ديننا الحنيف , والرسالة الخاتمة ,…. وهى ذات المبادىء والقيم التى توصل لها الانسان بفطرته السليمة , بعد طول عنا , ……….. ونراها مطبقة فى العالم حولنا وتتمثل فى : " حقوق الانسان " : " المساواة الكاملة بين أبناء الأمة دون أعتبار لأديانهم وأعراقهم , .. ….. الحرية والعدالة المطلقة , ليس لأحد حق فى الوطن الأم , يعلو على الآخر , الا بقدار ما يقدمه من خير يعم الجميع , ………… أليس هدا ما جاءت به الرسالة الخاتمة , …. لتنقل الانسان من حياة القهر والعبودية , … الى فضاء الحرية , والمساواة , …… ولا يتحقق دلك الا بالعدالة المطلقة , ….لأن العدل : " هو أساس الحكم فى الاسلام "
    * فماذا حدث نعد ذلك ؟؟؟ …….. جاءت" الانقاد " … ووأدت دلك كله فى رمشة عين , …. ولم يك باقى على تحقيق هدا الأمل الا شهرين ونصف الشهر ,……. جاءت الانقاد ووأدت دلك كله , … ويا ليتها نحت نحو هدا الطريق , المفضى للحل العاجل والوفاق الدائم , ….. لكنها توجهت من أول وهلة الى طريق معوج ,….. طريق مغاير , بل معاكس تماما , لطريق السلامة , والعيش فى حب , ووئآم , ….فالننظر ماذا كان البديل :
    ? تم تحويل القضية برمتها من مشكلة داخلية , ومطالب جوهرية عادلة , … تتطلب فيما تتطلب , النظر اليها فى اطار : " القيم الانسانية النبيلة , والمساواة , والعدالة بين أفراد الأمة الواحدة , ………. حولوها الى حرب جهادية " …… وبالرغم أن هناك علماء أفاضل أفتوا بعدم جواز تحويل مشكلة داخلية قابلة للحل والوفاق الوطنى الى حرب دينية , الاّ أن الذى جرى هناك ومورس حتى ولو , ….. نقول و( لو ) ..كانت كذلك ,… فانّ ما حدث لايبعد كثيرا عن ممارسات الشموليات السابقة , ….. بل مطابق ومماثل لها تماما فقد كانت : " حرب تدميرية " …… اسفرت فى التو والحال عن نزوح أكثر من مليونين من مواطنين هناك , تركوا , أرضهم وبلدهم ليكون لنا : " لاجئيين سودانيين " بدول الجوار ,….. ولأول مرة فى تأريخ السودان , …. وبذلك تحقق الهدف تماما : " تدويل القضية " …. …. ومن ثم كافة التداعيات التى أعقبت ذلك : " التدخل الأجنبى " ثم "الايقاد " و " تقرير المصير " و " انيفاشا " …. الى ان تحقق الهدف النهائى والمنشود والكامن وراء ذلك كله وهو : " الانفصال "
    ? تمرد دارفور : وبالمثل كلنا يعلم الطريقة التى تعامل بها خريجى المدرسة الجديدة اذاء هذا التمرد , …..وأكتفى فى هذه العجالة بشهادتين لقامتين من كبار رجال الحركة الاسلامية السودانية :
    ? ألأول : الكاتب والمفكر الاسلامى , بروف / الطيب زين العابدين , فيما يلى مجمل ما قال فى شهادته :
    ? " تكاد تجمع كل المصادر , وخاصة أبناء دار فور بالعاصمة على أن تفاقم المشكلة التي أدت إلى آلاف القتلى ومئات الآلاف من النازحين وللاجئين حتى أصبحت المآسات الإنسانية الأولى تعزى إلى مجموعة أو مجموعات من المليشيات العربية تسمى: " الجنجويد" استعانت بها الحكومة ومدتها بالمال والسلاح لتحارب معها ضد حملة السلاح من أبناء القبائل الأفريقية: وأطلقت يدها لتعتدي على تلك القبائل المتهمة بتأييد المتمردين ,……. ويعتبر الاعتداء على قرى تلك القبائل ونهبها وحرقها واغتصاب نسائها هو السبب المباشر الذى دفع بسكانها إلى النزوح بالداخل واللجوء إلى تشاد, … وتزيد تلك المصادر: " بأن ضرب القرى بالطيران أسهم في إخراج الناس من قراهم يطلبون الأمن في أماكن أخرى. " …….. وبتابع الكاتب قائلا: " إن من يتابع إخبار دار فور حول العالم يهوله ما يقرأ ولا يكاد يصدق أن هذا يحدث في السودان وبأيدي السودانيين ضد بعضهم البعض, وتخطى الحكومة إن ظنت أنها معركة إعلامية ينبغي أن تجند لها محاسيبها في أجهزة الإعلام: " إنها معركة إنسانية تتعلق بحقوق الإنسان وكرامته , ومعركة وطنية تتصل بسيادة البلاد وتوحيد جبهتها الداخلية, ومعركة أخلاقية ترتبط بسمعة الوطن فى الخارج . " ………. وحتى إشعار آخر فان أحداث دار فور: " عار على الدولة والوطن ".
    المصدر: جريدة الصحافة 21/6/2004
    الثانى : مولانا الدكتور / دفع الله الحاج يوسف , رئيس اللجنة المشكلة من قبل السيد رئيس الجمهورية للتحقيق فى هذه القضية ,…………. والمذكور قبل أن يكون وزيرا وقاضى قضاة سابقا , كان من الرعيل الأول لجماعة الأخوان المسلمون , – اتفق فى تقريره مع كثير مما جاء فى تحقيق اللجان الأخرى : ( دولية /اقليمية )…. فى وصف ما حدث بأنه : " عمليات اغتصاب وعنف جنسي واعدا مات عشوائية وحرق وتدمير كامل للقرى المعتدى عليها…." ……….. وخلافا لهذين اللجنتين , فان تقريره قد انفرد باثبات حالة ينطبق عليها ما يسمى جريمة : " التطهير العرقى "
    * هذه هى : " القضية " …يا أخى , ….. وهنا يكمن : " الداء " ………… انها تعاليم وموجهات هذه المدرسة الجديدة , …… كلنا يعلم ان البحوث والدراسات أثبتت أن ممارسات الشموليات السابقة , لا تعدو كونها : " ردّة "… رجعت بالبشرية الى عهود الظلام , أى : " الجاهلية الجهلاء " ….. وهى تمثل ذات الحالة التى جاءت الرسالة الخاتمة أصلا لانقاذ البشرية منها ,……… فكيف يأتى خريجى هذه المدرسة الجديدة , وينزلوا على الأرض , تعاليم وموجهات, تتماثل , وتتطابق تماما مع ذات الممارسات التى جاءت الرسالة الخاتمة لانقاذ البشرية منها ؟؟؟؟؟؟؟
    ( انتهى التعليق )

    ……………تكملة الرسالة بالموقع المذكور اعلاه :

  7. فعلاً…. (( موت أي إنسان يجب ألا يسعد أي إنسان آخر، والشماتة في مقام الموت ليس من كريم الخصال. ))… كلام من ذهب وياليت قومي يعلمون.

    إستشهاد الدكتور خليل إبراهيم كان متوقعاً لأنه كان رجلا شجاعاً ومتهوراً في ذات الوقت، ولم يحزنني مقتله بقدر حزني علي مشاهد المسيرات النسائية الطروبة وهن يزغردن ويغنين في شوارع الخرطوم وقرب قيادة الجيش فرحاً وطرباً لمقتل (إنسان).

    ثم راجعت نفسي وغيرت رأئي بالقول (ربما تلك النسوة فقدن عزيز لهن علي يدي قوات خليل إبراهيم يوم دخوله أمدرمان، وبالتالي لهن الحق في الفرحة).

    ثم راجعت نفسي للمرة الألف قائلاً (خليل لم يقتل الـ 200 شخص في غزوة أمدرمان، الحكومة هي التي فعلت وهي التي خططت أصلاً وأساساً ومنذ البدء في إستدراج خليل لداخل العاصمة، فهي المسوؤلة أولاً وأخيراً).

    ثم راجعت نفسي وتراجعت قائلاً (أيعقل أن تقتل الحكومة شعبها في أمدرمان لأهداف سياسية وكيدية ولإطلاق التهم جزافاً علي خليل إبراهيم وقواته؟ أكيد لا…!)

    ثم تراجعت وقلت (ولم لا؟ هذه الحكومة هي ذاتها التي تسببت في مقتل 2 مليون شخص في حرب جنوب السودان علي مدي عشرين عاماً، وهي التي تسببت في سقوط مئات آلاف القتلي وملايين الجرحي والمشردين واللاجئين في دارفور… إذا، الحكومة هي الجانية والمتهم).

    ثم جاني صداع شديد.
    آآآآآه يا بلد.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..