الإخوة الأعداء

حاطب ليل

الإخوة الأعداء

– د.عبد اللطيف البوني

*في جامعة القرآن الكريم بأم درمان حيث ينفرد المؤتمر الوطني (الاتجاه الإسلامي) باتحاد الطلاب وقع خلاف بين قادة التنظيم فراح ضحيته الطالب ربيع فضل المولى أي رحل ربيع بيد أخ له وقيادي في ذات التنظيم وهنا مربط الفرس فالعنف وسط الطلاب أمر معروف ومتواتر ولكنه عنف بين التنظيمات المتنافسة وكل الذين تناولوا هذه الظاهرة ارجعوها إلى الضغوط الواقعة على الطلاب من أحزابهم الموجودة خارج أسوار الجامعات بمعنى أنه عنف بالوكالة لذلك رأوا أن الحل يكمن في أن ترفع الأحزاب يدها عن طلابها فلا تشحنها بالخصومات وتعطيها شيئاً من الفدارلية لكي تتحاور مع رصيفاتها من التنظيمات الأخرى.
*في مقتل ربيع فضل المولى نحن الآن أمام ظاهرة جديدة وهي أن يقتل أخ أخاه في التنظيم وليس لخلاف في تفسير الأيديولوجيا أو انحراف في السلوك السياسي إنما بسبب السلطة داخل التنظيم عليه لن نبعد النجعة إذا قلنا إن الصراعات داخل الحزب خارج أسوار الجامعة قد انعكست على التنظيم الطلابي وليس بالضرورة أن يكون أي من القائدين الطلابيين مسنوداً بقيادي من الخارج إنما يكفي أن يشعر الطالب بوجود صراع بين قادة التنظيم في الخارج هذا ثم يضاف لذلك فورة الشباب واندفاعهم ليظهر العنف في صورته البشعة تلك. نعم إنها حادثة فردية ولكنها ذات مغزى فليس من العدل أن نرجع العنف الطلابي للأحزاب خارج الجامعات ولانفعل نفس الشيء عندما يكون العنف داخل التنظيم الواحد.عليه على قادة المؤتمر الوطني أن لايمروا على ماحدث في جامعة القرآن بدون توقف وتأمل فأنت عندما تكتف خيول الآخرين وتترك خيولك وحدها في المضمار فحتما سوف تتنافس خيولك فيما بينها تنافساً كاملاً.
*وليس بعيداً من جامعة القرآن ماحدث لضريح الشيخ العارف بالله شيخ إدريس ودر الأرباب بالعيلفون فقد اعتدى عليه مجهول اختلف الناس في دوافع ذلك الاعتداء هل بدافع ديني أم برغبة في إشعال فتنة بين الأهل أم لتصفية حسابات مع جهة ما ولكن ماحدث لذلك الضريح الطاهر لم يكن معزولاً من أحداث كانت قبله ولعل أهمها صلاة العيد الأخير حيث انفض الناس بدون إقامتها في ذات المكان. وبعد العيلفون جاءت الأخبار من نيالا أن اعتداء وقع على ضريح الشيخ العارف بالله السنوسي إذ أحرق المعتدون شجيرة مزروعة على الضريح الطاهر مما أثار حفيظة مريديه الكثر فقام بتهدئتهم نجله بصعوبة. نعم لايوجد ربط مباشر بين ماحدث في الخرطوم لفرع من فروع الطريقة القادرية وبين ماحدث في نيالا لفرع من فروع الطريقة التيجانية ولكن التزامن بينهما يجعلنا ندق ناقوس التنبيه بأن الصراعات المذهبية إذا أطلت برأسها سوف تشعل النار في كل البلاد أنا من المؤقنين بأن السلفيين المنظمين في بلادنا يديرون خلافاتهم المذهبية مع الآخرين بشيءٍ من الاتزان وكذلك الصوفية ليس في صدورهم غل تجاه السلفيين ولكن التفلتات تأتي من الشحن الزائد فعندما يمنع النظام الأنشطة السياسية لكل التنظيمات المدنية ويترك المجال للايديولجيات الدينية وحدها فمن الطبيعي أن تتنافس فيما بينها ويحدث ماحدث أعلاه فالحل أيها السادة في قضية جامعة القرآن والعيلفون ونيالا وغيرها هو أن تترك أبواب ونوافذ الحوار مفتوحة للكافة حتى يمر الهواء ويتجدد لكي يحتفظ بنقائه.

السوداني

تعليق واحد

  1. الأخ الاستاذ البوني – لك التحية – عن مقتل ربيع فضل المولي – فهو من فئة قد يقتل الواحد اخاه ليظفر بزوجته المليحة – اما احداث الصوفيه فلكل ضريح ولي يحميه والا !!!!!!!!!!1

  2. يادكتور البونى مع احترامى الشديد لمقالاتك..! عليك الله كدى ورينا رأيك فى مشروع الجزيرة باعتبار انك واحد من ابناء الجزيرة يعنى…!

  3. البوني
    اذا لم تكتب سوي هذا المقطع
    (أنا من المؤقنين بأن السلفيين المنظمين في بلادنا يديرون خلافاتهم المذهبية مع الآخرين بشيءٍ من الاتزان وكذلك الصوفية ليس في صدورهم غل تجاه السلفيين ولكن التفلتات تأتي من الشحن الزائد )
    لكفت ان تتوجك المنافق الاعظم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..