قمة جبل جليد التجسس الإنقاذي على السودانيين في كمبالا

فتحي البحيري

تم جمع المادة المنشورة هنا مما يزيد على ثلاثة عشر شهادة وإفادة شفاهية مستقلة تطابقت في معظمها ومن تقارير ومقالات مكتوبة إضافة إلى تحليلات خبراء وذوي صلة ومن المفهوم تعذرواستحالة الإفصاح عن المصادر أو حتى الإشارة الصريحة للعناصر المقصودة في هذا المقال بيد أنه يرحب بكل إضافة أو مناقشة أو استدراك أو حتى دفاع يقوم على ربط منطقي للأحداث والوقائع والنتائج مثلما فعل.

شكلت العاصمة اليوغندية كمبالا بعبعا مخيفا لنظام البشير في الخرطوم، لا سيما في السنوات الأخيرة، باعتبارها العاصمة الأفريقية الوحيدة التي استعصت على التطبيع تقريبا، ولإيوائها منظمات حقوقية وإعلامية سودانية عالية الصوت فيما يتعلق بضرورة محاسبة مرتكبي الإبادة الجماعية في محكمة الجنايات الدولية ولاعتقاد النظام أنها تساند حركات المقاومة المسلحة التي كونت تحالفا فيما بينها في نوفمبر سنة 2011 في كاودا بجنوب كردفان عرف باسم الجبهة الثورية وشكلت تحالفا أعرض من الجبهة الثورية وطيف واسع من المنظمات والجمعيات المدنية والشبابية والنسوية والسياسية عرف باسم الفجر الجديد في يناير 2013 . ولأنها صارت قبلة للاجئين والناشطين والمدافعين السودانيين الفارين من عسف سلطة النظام وعنفها وبطشها وقمعها. ويمعن في السذاجة والخطأ من يعتقد أن نظام البشير سيتردد في حال كهذه من وضع كم من العملاء والمخبرين وعناصر الأمن والاستخبارات في العاصمة اليوغندية. بل أن الخبير بطبيعة النظام وطبقاته وعناصره يدرك مستويات وأشكال عديدة لهذا (المتحرك) التجسسي الأمني الاستخباراتي ولا يعفيه مطلقا من كثير مما يحدث في كمبالا من إخفاقات ومشاكل تواجه المعارضين والمدافعين والناشطين واللاجئين السودانيين أفرادا ومجموعات وتنظيمات وفيما يلي صياغة أولية لأفكار ومعلومات ومواد ربما تساعد في إضاءة الطريق لمن يهمه أمر كبح جماح هذا المتحرك ناهيك عن كسره وتشتيته وإبطال مفعوله انتصارا لأرواح الضحايا الأبرياء الكثيرين أحياء وشهداء. وتطهيرا للعمل الإنساني والسياسي والمدني من الفيروسات والشوائب التي تفسده وتحد من فاعليته.

نشط نظام عمر البشير في محاولاته لاختراق الكيانات السودانية الموجودة في كمبالا عبر ما لا يقل عن خمسة واجهات وقنوات هي : الاستخبارات العسكرية، أجهزة الأمن الرسمية، جهاز أمن تنظيم الحركة الإسلامية أو ما يعرف بالأمن الشعبي، غواصات النظام في التنظيمات السياسية قديمها وجديدها، الكيانات والشخصيات الدارفورية الهلامية ذات الطبيعة الداعمة للنظام أو الموالية له أو المتحايثة معه من أمثال صديق ودعة وصديق اسماعيل وغيرهم، كل من يمكن تجنيده أثناء عمليات الاختراق نفسها عبر وسائل الترغيب والترهيب والابتزازأواستغلاله (من حيث يدري ولا يدري) سواء في الداخل أو مناطق أخرى وإرساله إلى كمبالا أو في كمبالا نفسها وما يمكن أن يتم تجنيده من غير السودانيين من صوماليين ويوغندين وأثيوبيين ومصريين وغيرهم. من المؤسف أن معظم إن لم يكن كل المعنيين بهذا الهجوم الضاري المستمر لا يكادون يواجهونه بما يليق به من حرص وحذر على الرغم من وقوعهم الغريزي جميعا تقريبا في الهاجس الأمني الذي يشل ويعوق عملهم ولا يحميهم من الاختراق مع ذلك، بل ويصبح هو نفسه أداة في يد من (يهمهم الأمر) من العملاء والجواسيس لضرب وحدة وفاعلية العمل السياسي والمدني والانساني هناك. وللأسف الأشد فإن الحماية القليلة التي تمت حتى الآن كانت من الجهات المعنية اليوغندية وفي الحالات التي اصطدم هذا النشاط المحموم مع عملها هي ولم تبذل أي مجهودات حقيقية وموضوعية في هذا الصدد، فيما نراه ونعلمه على الأقل، اللهم إلا ما نشره الناشط الاستاذ بشرى قمر من معلومات وأفكار في مقال له قبل عام تقريبا وما أعادت نشره صحيفة حريات الإلكترونية من تقارير إخبارية عن ضبط السلطات اليوغندية لجواسيس وعملاء لنظام البشير. عدا ذلك لا نكاد نلحظ أي فعل دفاعي أو مناعي من الكيانات السودانية تجاه هذا النشاط الذي يعمل ضدها على مدار الساعة.

مداخل العملاء والجواسيس في كل مكان وزمان معروفة لمن أراد أن يعرف ولمن لم يرد حتى، ولا أقل من النميمة والوشاية والتقرب و(التلصق) والمغريات الغريزية المعلومة والتي تبين أن كثير من النشطاء والفاعلين بكمبالا لا يحترسون من لأوائها للأسف.

ربما كانت المعلومات الآتي سردها في عداد الأسرار الشخصية والتي لم يبح حتى ضحاياها لنا بها وقد يفاجأ معظمهم بوجودها ضمن هذه التقرير ولكنا تمكنا من الحصول عليها بشكل أو بآخر وعزاؤنا أننا لم نبح بأسمائهم ? ولا بمصادرنا طبعا – في سعينا لتحقيق التوازن بين تمليك الحقائق الموضوعية للمعنيين بها والذين قد تتأثر حياتهم نفسها بها وبين حفظ أسرار الناس الشخصية وحادينا في ذلك كله المصلحة العامة وحق الناس في العيش بأمان :

1- تعرض ناشط سوداني للاعتداء والضرب بساطور من قبل مجهولين اثنين أو ثلاثة غادر على إثره كمبالا إلى غير راجعة
2- تعرض أكثر من 5 نشطاء سودانيين لحوادث سير في شوارع كمبالا بسياقات وملابسات غامضة خلال السنتين الماضيتين
3- تعرض ما لا يقل عن 8 نشطاء سودانيين ? ذوي خبرة واحترافية وهمة في مجالهم المهني- لفقدان سبل عيش ووظائف اضطرتهم لمغادرة كمبالا في ظروف وملابسات تستدعي التساؤل والانتباه
4- تعرضت مجهودات جماعية عديدة لجمع شمل السودانيين الموجودين بكمبالا على أسس اجتماعية وانسانية محضة للعرقلة والإفساد بشكل منهجي
5- حدثت انشقاقات واتهامات متبادلة بين فصائل مهمة في حركات المقاومة الدارفورية بمجهودات أمنية واستخبارية صريحة ومكشوفة ومهما يقال من مبررات موضوعية لهذه الانشقاقات من هذا الطرف أو ذاك فإن المؤثر الإنقاذي في حدوثها لا يمكن إنكاره.
6- تم نشر أكاذيب بشكل شفاهي ممنهج كان الغرض منها – وأدت فعلا إلى ? عرقلة نشاطات عامة لسودانيين عديدين
7- تعرض المرحوم الشهيد عثمان حميدة بشكل خاص لحملة تشويه ممنهجة كان جزء منها عبر مواقع ومنتديات سودانية الكترونية والجزء الأكبر منها عبر أحاديث وأكاذيب شفاهية ممنهجة ومستمرة صدرت من أشخاص موجودين ضمن الوسط المدني السوداني بكمبالا.
8- شكت ناشطة ضد النظام موجودة بكمبالا من محاولات مستميتة لتتبعها وملاحقتها مما اضطرها لتغيير مكان سكنها أكثر من مرة وتجشمت بسبب ذلك عناء نفسيا وماديا فوق طاقتها والغرض طبعا إفساد وعرقلة نشاطها الذي تضرر ويتضرر منه النظام
9- شكا سودانيون عديدون وفي مناسبات مختلفة من حالات تسمم مريبة وهذا يتطابق إلى حد كبير مما كان قد حذر منه الاستاذ بشرى قمر في مقاله المذكور سابقا
10- تفاجأ قيادي بارز بتسرب وثيقة شخصية تخصه لوسائل إعلام تتبع لنظام البشير
هذا وغيره مما يحدث للسودانيين في كمبالا مما نعلمه ولا نعلمه، إضافة لعمليات التفريق والتفتيت والتشويه الممنهج لكل من وما يشكل خطرا استراتيجيا على النظام لا يمثل إلا قمة جبل جليد التجسس الإنقاذي على السودانيين في كمبالا و الله من وراء القصد وهو الهادي سواء السبيل.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هذا السرطان المسمى الإنقاذ على درجة عالية من الكفاءة التآمرية بحيث أنها أدخلت دولة جنوب السودان الوليدة في متاهات لا حصر لها وحرب دموية بين اخوة الأمس ، أعداء اليوم سالت على أثرها أنهار من الدماء باستخدام وسائلها المعهودة في التجسس والتحسس والتلصص، بدءاً من سفيرها الأمنجي المعروف ، مرواً بعناصر أرسلت للعمل كتجار في الجنوب والتسلل وسط المواطنين لممارسة التشويه والتشكيك بالدولة الوليدة وقادتها ومؤسساتها، وليس انتهاءً بعناصر جنوبية بنتها الإنقاذ من العدم ورعتها خلال عقود مضت بالمال والسلطة والجاه وهي تستخدمهم الآن لتدمير هذه الدولة وأهلها. فضلاً عن أنها بفضل هذه القدرات الاستخباراتية وشبكاتها الدولية التي تستفيد من عمالتها لقوى دولية كبيرة كالولايات المتحدة الأمريكية استطاعت أن تطيح بالعملاق الشهيد جون قرنق في لمح البصر لتخلو لها الساحة السياسية دون منافس يهدد مستقبلهم في الحكم. فإذا استطاعت أن تفعل ذلك بدولة لديها جيش وقوى أمن ومؤسسات سياسية يفترض أن بها الحد الأدنى من الحصافة والدراية بالمخاطر المحتملة على البلاد فما بالك بمعارضين سودانيين مساكين لا يملكون من أسباب القوة من يمكنهم من دفع هذا البلاء الداهم عليهم. أعتقد أن الشعب السوداني قد لحقت به لعنة من السماء سلطت عليه مثل هذا الأخطبوط السرطاني الرهيب الذي لا يبدو أن هناك ثمة منجاة من كوارثه المدمرة.

  2. اليوغنديين شعب وفقير ومن السهل شراءهم لذلك يجب علي الاخوة اللاجئين اخذ الاحتياطات اللازمة . من هذه الاحتياطات سكينة سنينة واي اغلف يقرب منك جوده

  3. يا كاتب المقال ..النشطاء السودانيون في كل مكان ..لندن.استرليا ..كندا ..امريكا ..هولندا ..النمسا ..فرنسا ..ولهم حضور وندوات و مساهمات واضحة ولم يستطع تعساء الانقاذ عرقلة اي نشاط .. لان تعساء الانقاذ اهون من ذلك ….نشطاء يوغندا ومصر …امكانياتهم محدودة-هذا كل شىء..والسبب في ذلك عدم توفر فرص للعمل ..وازدياد اعداد اللاجئين من سوريا والعراق في الحالة المصرية والجنوبيون وغيرهم في حالة يوغندا ..مما يجعل السلطات المحلية تركز علي حماية امنها ..اما الدول الاخري كالنرويج والسويد مثلا.. فالوضع مختلف..وقصة القبض علي التعيس الانقاذي بتهمة التجسس علي السودانيين في النرويج معروفة …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..