إفتتاح سياسي ..!!

الطاهر ساتي

:: قبل شهر تقريباً، كان الحدث المفرح بولاية غرب دارفور هو إفتتاح مطار الجنينة، وأسموه بمطار الشهيد صبيرة..يوم إفتتاح هذا المطار، بعد الرقص والطرب ثم التهليل والتكبير وأكل الفول والبلح والإرتواء بالعصائر، تحدثوا كثيراً..ومن الذاكرة، فيهم من وصف المطار بأنه أكبر مطار بغرب إفريقيا.. وفيهم من وصف المطار بأن الأفضل مواكبة لمعايير ومواصفات منظمة الطيران الدولية، و فيهم من قال بان المطار تم تجهيزه بأحدث الصالات وكل الخدمات الأساسية..المهم، بخطب كما الأشعار في في رصانتها وبلاغتها، قالوا في مطار الجنينة ما غاب عن جميل في وصف بثينة، وما فات على عنترة في غزل عبلة.. ثم عادوا إلى الخرطوم ..!!

::وبعد شهر تقريباً، أي في خواتيم الأسبوع الفائت، كان الحدث المحزن بولاية غرب دارفور ذاتها إنهيار واجهة مطار الجنينة، أي مطار الشهيد صبيرة ( ذاااتو)..أمطار ورياح لم تتجاوز فترها الساعة، هشمت واجهة أكبر مطار بغرب إفريقيا، أو كما وصفوه.. لم نسمع بوقوع منازل الأهل بغرب دارفور بفعل تلك الأمطار والرياح، رغم أن السواد الأعظم من الأهل هناك يقطنون في بيوت الطين وأكواخ الخشب والجوالات .. ومع ذلك، أي رغم أن المنازل متواضعة للغاية ومعرضة للإنهيار بفعل الأمطار والرياح، لم تنهار في يوم الرياح والأمطار..ولكن، إنهارت واجهة المطار الأفضل مواكبة للمعايير الدولية، أو كما وصفوه ..!!

::أبوالقاسم الأمين بركة، وزير التخطيط العمراني بغرب دارفور برأ حكومته سريعاً، وقال : (لم نكن طرفاً في العقودات، ومهمتنا المتابعة والتنسيق)، وقد صدق الوزير بركة..فالمسؤولية مركزية، وكل السادة الموقعين على عقودات مطار الجنينة هم بعض سادة المركز..وبالمناسبة، شركة مطارات السودان القابضة، والتي تتحمل مسؤولية ما حدث بمطار الجنينة كجهة إشرافية على المطارات، غير مسؤولة عن عقودات هذا المطار..ولم يكن قد تم تأسيس هذه الشركة القابضة يوم التوقيع على العقودات المطار.. لقد تم توقيع عقد بناء المطار بين شركة منافع ووزارة المالية بتاريخ 22 أكتوبر 2007، و تم الإفتتاح في تاريخ 15 يونيو 2014، أي بعد ( سبع سنوات)، وهي فترة لم تستغرقها عمليات بناء ( مطار هيثرو).. شركة منافع، يمتلكها مع آخرين اللواء عبد الكريم عبد الله، المدير الأسبق لجهاز الأمن والمخابرات، والمدير السابق لمطار الخرطوم الجديد ..!!

:: والمهم، تصريحاً لمدير شركة المطارات الولائية، يؤكد رسوخ (نهج الكلفتة)، ثم مسؤولية الشركة القابضة عما حدث لواجهة مطار الجنينة.. يقول عبد المحمود عمر للرأي العام : (مازال المطار في فترة التشغيل التجريبي، ولم تتم عملية الإستلام النهائي من الشركات المنفذة والاستشارية)، هكذا يجتهد المسؤول عن تبرئة نفسه وشركته، وينسى – أو يتناسى- مهرجان الرقص والطرب والتهليل والتكبير (يوم الإفتتاح)..كيف؟، ولماذا يتم الإفتتاح والتدشين – على يد رئاسة الجمهورية – قبل الإستلام النهائي ؟..لقد صبرت الشركة القابضة – وكذلك الناس والحياة – سبع سنوات، ألم يكن بمقدورها الصبر سبعة أشهر – أو عام – لحين الإكتمال النهائي ثم المراجعة الهندسية والفنية بواسطة الشركة الاستشارية، ثم يتم الإستلام النهائي، وبعده يُقام مهرجان الرقص والطرب والتهليل والتكبير، أي يتم (الإفتتاح الرسمي).؟.. للأسف، لم يصبروا لحين موعد الإستلام النهائي حسب المواصفات المطلوبة..فالإنتخابات أهم من المواصفات، ولذلك ( كلفتوه وإفتتحوه)..ولذلك، كان الحصاد ( إنهيار أجزاء)، ونسأل الله سلامة ( الأجزاء الأخرى)..!!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اين التكنولوجيا فيه وهو عبارة عن هنقر مغطى من الأمام بزجاج أي موظف من النقل الميكانيكي يعمله ؟

  2. يا الطاهر اخونا هي جات علي المطار دا فقط؟ ما هو البلد كلها منهاره. حسبنا الله ونعم الوكيل

  3. استاذنا ودساتي…. على ما اذكر كان لك مجادلات في موضع ترسية عطاء بناء المطار على شركة معارج لصاحبها العارف بالله لواء عبد الكريم وهو باني لمسجد وهو امامه والمذكور مدير جهاز الامن سابقا…… يلبع …يعذب…يغتصب ….. يختلس ..يقتل كل هذا يقوم به المذكور تقربا لله حسب الفهم الردئ لدين الحق وتبريرات حثالة البشر من من يدعون الفكر والفهم في قيادات تنظيم الاخوان المسلمين من حسن البنا وحتى امين حسن عمر الرمة …. لعنة الله عليهم ولابارك الله في مالهم ولا حرثهم !!!!!

  4. النتيجة الطبيعية للفساد و انعدام الضمير و المسئولية …. و لا تسل عن الدين!
    نظام زيتنا في بيتنا الحكومة حقت المؤتمر و الشركات حقت ناس المؤتمر و القروش حقت ناس المؤتمر …. بالتاكيد تكلفة الانشاء تفوق تكلفة انشاء مطار دبي … طيب مادام نهبتو القروش و استنفعتو بدون عطاءات و لا شفافية و لا اخلاق مش كان تجودوا الشغل شوية؟ حتى خجل ما عندكم؟
    و ابى الله الا ان يفضحهم … اللهم ببركة هذا الشهر الكريم افضحهم في الدنيا و الاخرة و افقرهم و اذلهم و اخذلهم و شردهم و لا تاخذهم الا بعد ان يروا الذل و الهوان و المسغبة

  5. كثير من المشاريع التي يتباهى بها أهل الإنقاذ تحتاح إلى فحوصات فنية جديدة ، على سبيل المثال مشاريع الطرق أغلبها تحتاج إلى دراسات جديدة للتأكد من سلامتها ومطابقتها للموصفات العالمية أن أهل الإنقاذ يجيدون فن الدعاية السياسية فقط !!

  6. لعلمك في مجال المباني و المنشآت يوجد استلامين:
    استلام ابتدائي و يتم فور الانتهاء من جميع الاعمال الانشائية حسب المنصوص عليه بالعقد و يتم ذلك من خلال لجنة
    استلام نهائي بعد مدة زمنية تكون منصوص عليها بالعقد و يأتي هذا بعد تشغيل المبني و إذا ظهرت عيوب خلال هذه الفترة تكون علي حساب المقاول و هي زيها زي فترة الضمان لمن تشتري جهاز كهربائي او الكتروني او اي حاجة

    و بعد كل ذلك تعتبر هذه فضيحة و واضح من الصور ان الواجهة مساحتها السطحية كبيرة و معمول فريم حديد مع الزجاج يكون الوزن ثقيل و يبدو ان التثبيت لم يراعي هذا الوزن و تقل عليهو و دق الدلجة

  7. الحدث سيئ ومخجل ولا شك فى ذلك ،،،

    لكن نحب أن نوضح للكاتب بعض الأبجديات

    الإستلام الإبتدائى يتم بعد الإنتهاء من المشروع تماما ويعنى أنه جاهز للإستعمال ، وتمتد فترة ضمانها مدة سنة واحدة وفى هذه الفترة يكون المبنى تحت الإستعمال وبالتالى هى الفترة نفسها التى تتم فيها الإفتتاح. وأى خلل يحدث فى المبنى خلال هذه الفترة يعنى ان على المقاول الحضور فورا لإصلاحه بدون أتعاب.

    بعد إنتهاء فترة العام الواحد ، تأتى لجنة الإستلام النهائى وترصد الملاحظات وتطلب من المقاول اجراء التصحيحات عليها ثم يتم الاستلام النهائى ،،، وبعده فإن اى صيانات تدخل على المبنى تكون على نفقة مالك المشروع.

    إذن إيها الكاتب ، فإن الإتتاح يتم خلال فترة الاستلام الابتدائى ولا اعتقد ان يتم بعد سنة كاملة من الاستخدام المكثف.

    وهذا الوزير الذى يقول انه تم استلام ابتدائى ولم يتم الاستلام النهائى بعد فإنما يقصد ان الاصلاح ممكن والمقاول ملزم بالقيام بها دون ان يدفع له احد فلسا واحدا

  8. هذا دليل قاطع بأن الإنقاذ باتت تسبح عكس التيار , لماذا يذهب النائب الاول لرئيس الجمهورية لإفتتاح المطار بكل هذه المواصفات قبل التأكد وقراءة الكتيب المرادف للمشروع كما جرت العادة في إفتتاح أي مشروع على مستوى العالم وليس السودان , ماهذه الهرجلة وهذه الفضائح التي نتعرض لها نحن السودانيين في أعمالنا , كيف تدار تلك العقود لهذه المشاريع الكبيرة الكل يتنصل من مسؤليته عن ما حدث , أي حكومة هذه الهشة , أين هؤلاء المسؤولين عن هذه الأعمال ؟ وكيف لا تتم محاسبتهم على أعمالهم تلك ؟؟ نأمل أن نسمع عن تدخل رئاسة الجمهورية عن هذا الأمر وكيفية معالجته , وهذه فلوسنا وليست فلوس الحكومة .. لك الله أيها السودان المسكين ??

  9. Unfortunately all what we are doing right now is just (The kicking of a dying horse)
    It seems that almighty ?Allah? wants to teach us and the rest of the world that there is a super power beyond our imagination and capabilities are controlling everything on this life, and sure we all are aware of that and convinced. The problem with repose those thugs who did not learn that until now!!!!

  10. مرّة في مسؤولين عاملين حفلة و رقيص في ريفي الخرطوم بيفتتحوا في صهريج موية و هاك كلام عن إنو الفنطاز حيوفر الخير و البركة…. قوم يالصهريج إتمايل على الأعمدة المركب فيها و إنهار جهة منصة الإحتفال وسط هروب و هرولة اللعلاعين و الرقاصين و الرجرجة ههههه اللهم لا اعتراض

  11. غرب دارفور والجنينة من ربنا خلقها مافي حكومة عملت لأهلها مطار ولا حتي حظيرة بتاعة طيران.. وبالتالي لما حكومة الكيزان بتاعة السجم والرماد تعمل ليهم مطار فده إسمو (حاجة كويسة) يا عالم ياوهم. شنو يعني زجاج الواجهة إنهار؟ هسع الليلة دي بيكون صلحوه أو شغالين في إصلاحو.. أنتو ياخ ليه ما دايرين تفرحو لأي حاجة كويسة في البلد دي وما تحتفلو إلأ بالإنهيارات والحاجات السلبية؟؟ الطاهر ساتي ده أصلاً ما جاب سيرة إفتتاح المطار ولا قال للناس أن غرب دارفور دي الإستعمار والحكومات السابقة كلها ما عملت لأهلها حاجة وده أول مطار يتعمل فيها في تاريخ الكون. مشكلتكم ما بتقرو التاريخ ولا عارفين تاريخ بلدكم دي ولا عارفين المطارات الموجودة إتأسست متين ولا عارفين الشهيد صبيرة ده منو وقدم للبلد دي شنو.

    حكومة السجم والرماد اللي بتكرهوها كره العمي دي عملت عشرات المطارات الشغالة تش في كثير من مدن السودان والناس مستفيدة منها خاصة أهلنا في دارفور وبالتالي لما مطار الجنينة قزازو يقع بعد شهر أو حتي بعد يوم من الافتتاح فده إسمه قضاء وقدر وفي جهات مسوؤلة عن التقصير ومسوؤلة عن التصليح. إنتهي الكلام وشوفو ليكم حاجة مفيدة تتونسو بيها.

    الرقص والطرب ثم التهليل والتكبير وأكل الفول والبلح والإرتواء بالعصائر؟؟؟ هسع دي عبارة مسوؤلة من رجل صحفي محترم؟؟؟ دي عبارة إستهزاء وشماتة غير محترمة ولا تفيد في اي شئ. فيها شنو المسؤولين والعمال والمهندسين يفرحو ويرقصو لإفتتاح المطار يا عديمي الضمير.

    قزاز المطار حيتصلح والطائرات حتهبط وتقلع والناس حترقص وتهلل وتكبر وتأكل فول وبلح تاني وأنتو موتو بغيظكم لأنو مافيكم فائدة ومافي دارفوري واحد منتظر منكم خدمة.

  12. انتو حقارتكم بي افريقيا دي
    عليك الله الجنينة شنو التكون عندها اكبر مطار في غرب افريقيا

  13. الشخص الماثل في الصورة يبدو عليه انه يسد نخريه من عفونة رائحة الفساد الذي صاحب بناء المطار.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..