الإمام الصادق المهدي يظهر في حوش الخليفة

الخرطوم : الزين عثمان
عائدا من القاهرة التي حقق جده الكبير الانتصار الأول على جنودها قبل سنوات في جزيرة المهدي الإمام.. بدر الكبري تمد لواءها لآباء الأولى، اللواء تحمله أمس هيئة شؤون الأنصار، وفي ساحة مسجد الخليفة يعود الإمام بعد غياب ليخاطب أنصاره أو يعود بتعريف الأنصار أنفسهم (حكيم الأمة) لمخاطبة الأمة السودانية التي تنتظر في ذكرى بدر فقط أن يضرب رأس الكفر ويتجه الجميع نحو إعادة بناء الوطن.
الإمام كعادته في خطابه تناول مجمل القضايا داخلياً وخارجياً وإقليمياً ومحلياً، أجاب على الأسئلة المطروحة ولكنه كالعادة وضع استفهامات لا تنتهي في ما يتعلق بالمستقبل. الحوار كما هي العادة في فلسفة حزب الإمام مرغوب ومرفوض؛ مرغوب باعتباره أداة الخلاص، ومرفوض لأن سياسات الطرف الحكومي تقوده إلى عكس ذلك.
مشهد إفطار هيئة شؤون الأنصار على شرف ذكرى بدر وأبا أمه حضور كبير من الأنصار ومن أعضاء حزب الأمة اتسع لهم ميدان الخليفة منذ وقت باكر من نهار أمس حيث بدأت التجهيزات للإفطار بقيادة الأمين العام للحزب سارة نقد الله التي بدت بعيدة عن السياسة، ومن تحت ثوبها الأبيض تغمس كنشها لآخره في حلة العصيدة الموضوعة أمام الخيمة برفقة الأميرات من هيئة شؤون الأنصار والحزب.
أول الإفطار الا قليلاً، حركة دوؤبة أمام شارع الموردة، بالقرب من الصينية رجال المرور بزيهم الأبيض بدوا وكأنهم الوحيدون الذين سينالون إفطارهم في الشارع محل العمل، بالقرب من الجدار توقفت عربة وحيدة للشرطة على عكس ماهو معتاد.. أول مشهد: خيمة تجهيز الإفطار، بقايا الحلل والصحون والكوانين، شباب يمضون وهم يحملون صحونا بلاستيكية بلون كحلي يوزعونها في الميدان قبل أن يتحلق الجميع حول العصيدة بملاح التقلية، وجبة الوحدة إن جاز التعبير، تعبر سريعاً إلى الجزء الآخر من الميدان ثمة انتظار مشوب بحذر وترقب.. قريباً سيدخل الإمام إلى حوش الخليفة: الجميع ينتظر.. دقائق قليلة قبل الإفطار ارتفع صوت التهليل على الطريقة الأنصارية فالسيد في الميدان. بعدها توهط الإمام على الأرض في انتظار الأذان.. الغريب في الأمر أن البعض ابتدر إفطاره قبل أن يؤذن مؤذن مسجد الخليفة ومن ثم قاموا بأداء صلاة المغرب قبل أن يبتدر البرنامج الاحتفالي بذكرى بدر مقرونة بذكرى معركة الجزيرة أبابا، وفي الاثنين أن فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن الله وبإيمانها بمعتقدها.
انتهى المشهد الأول بصعود أمين عام هيئة شؤون الأنصار أبّو، بغية تقديم الرئيس المهدي الذي صعد ترافقه التكبيرات والأسئلة حول هل بمقدار هذه الفئة المؤمنة تحقيق تطلعاتها في وطن يتسع لأحلامها؟
المهدي في المنصة
بعد غياب عاد الحبيب المنتظر.. هكذا كانت تتشرئب العيون في انتظار ما يقوله إمامها في اللحظة المفصلية من تاريخ الوطن. كعادته حدد الإمام القضايا التي سيتناولها في خطابه أمام الحشد في خمس قضايا هي: فقه الصيام، وفقه الجهاد، والمشهد السياسي السوداني، والعلاقة السودانية المصرية، والمشهد العربي الإسلامي الأفريقي المتفجر، والموقف الدولي من قضايانا. وانطلق في حديثه متوقفاً في المحطة التي تهم الحاضرين وهي المتعلقة بموقف الحزب مما يجري في البلاد والتي تناولها الإمام من خلال فكرتي الرغبة والعزوف عن عملية الحوار انطلاقاً من مواقف الحزب الحاكم.
عجلة الحوار
وصف المهدي حال النظام الحاكم بأنه الغارق في المشكلات لأقصى حد والباحث عن علاج دون أن يستطيع الوصول إلى نتيجة.. الإمام الذي غادر الحبس موخراً أكد في حديثه على رفض الحوار المفضي إلى أن (يردفهم الوطني في عجلته مواصلاً مسيرته العاثرة) لكن الرفض لم يكن رفضاً نهائياً، فالمهدي يعلن رغبتهم الركوب ولكن مشترطاً أن يتم ذلك في عجلة الوطن التي لا تستثني أحدا.. ويواصل الرجل حديثه متناولاً المعالجات وفقاً لوجهة نظره المكتوبة والتي تمت بناء على ذهاب حسن ظنه في دعوة النظام الحاكم في خطاب الوثبة الأخير، وبحسب ما أكدت الأقوال والأفعال اللاحقة له فالإمام يحدد الاستمرا في العملية بضرورة قيام مجلس قومي للسلام ومجلس أعلى للحوار بقيادة محايدة وحتى لا تترك العملية وفقاً للأهواء الشخصية والرغبات الحزبية، يري المهدي أن يتكون المجلس الأعلى من الأحزاب التاريخية الستة وتضاف لهم أحزاب أخرى ذات وزن ويحدد وزنها أن لها دورا ولها شبكة في البلاد، وأن لها نشاطا سياسيا، هي أحزاب الحوار الوطني، ويتم ذلك بضرورة إجازة قانون السلام المبادئ الموجهة للسلام. إعلان المبادئ العشرة المقترحة. يمثل الجانب السوداني في عملية السلام المجلس القومي للسلام ويكون من الأحزاب المعتمدة للحوار الوطني برئاسة محايدة.
الطرف الآخر في عملية السلام يمثل القوى المسلحة بأي شكل تختاره. آلية الاتحاد الأفريقي العليا تشرف على عملية السلام وهي التي تحدد زمان ومكان التفاوض. يلتزم الجميع بتنفيذ المبادرة الثلاثية للإغاثات الإنسانية عبر مجلس للحوار وقانون للسلام.. يري المهدي أن الاستقرار السياسي في السودان يمكن تحقيقه وبالتالي العبور بالبلاد نحو مرافئ السلام المنشودة، وهو ذات الأمر الذي يمكننا من اغتيال رأس الكفر وشياطين الاختلاف.
لكن دعوة المهدي الجديدة في ذكرى بدر تمثل امتداداً لدعوات أخرى تقدم بها الرجل في مسيرته السياسية ولاقت ذات العنت والصدود من الآخرين الذين يشاركونه العملية السياسية. الجديد فقط في حديث الامس هو ظهور الإمام بعد غياب أعاد من خلاله ذات الأحاديث المتعلقة بالرغبة في الحوار والرفض له من قبل الآخرين الذين يعجزون عن توفير الاشتراطات الموضوعية له من أجل الوصول به إلى غاياته نهاية المطاف أن المهدي بظهوره وضع حجراً في البركة الساكنة ولكنه حجر ينتظر ردة فعله من قبل الحزب الحاكم من جانب ومن الحركات المسلحة في الجانب الآخر وينتظر في نهايته إيجاد (كيلو) لتحديد الأحزاب ذات الأوزان .
آخر لحظة
مَلأوا سَماءَ بلادنا تضليلاَ *** وبأرْضها غَرسوا لنا تَدْجيلا
واستمطروا سحب الضلال فأنبتتْ *** في كلِّ شبرٍ للضلالِ حُقولا
يتحدَّثون عن الطهارة والتُّقى *** وهُمو أبَالِسةَ العُصور الأُولي
وهُمو أساتذةُ الجريمة في الورى *** وأخَالُهُمْ قد علَّموا قَابيلاْ
هم قادة الانقاذْ أربابُ اللحى *** جاءوا وقد صَحِبوا الغُرابَ دليلا
ركبوا على السَّرجِ الوثير وأسرعُوا *** بإسم الشريعةِ يبْتَغون وُصولا
وثبوا على حُكمَ البلاد تجبُّرا *** فأتى الشقاءُ لنا يجرُّ ذُيُولا
ماأنقذُوا السودانَ بل دفعوا بهِ *** صوبَ الهلاكِ وأقْعَدوه عَليلا
ما قدَّموه وإنَّما هَبطوا به ***تحت الحَضِيضِ وأرْدَفوه نُزولا
وضعوا أصابعهم على آذانِهم *** وأستكبروا وأستمرأوُا التَّنْكِيلا
ذبحوا السماحةَ والفضيلةَ بيننا ***والعدل أمْسَى بينهم مَقْتُولا
أتَخذوا المصاحفَ للمصالح حِيلةً *** حتىَّ يكونَ ضَلالهُم مَقْبُولا
ماأَصَّـــلوا شرعَ الإله وإنَّما ***هم يَنْشدونَ لحكمهم تأصْيلا
لَعبُوا على أوتار طيبةِ شــعبنا *** فالشعبُ كان مصدِّقاً وبَتُولا
قَد خــدَّروه بكل قولٍ زائفٍ *** كيْ يَسْتكينَ مُسالما وجَهُولا
ويغطُّ في نومٍ عميقٍ حــــالمٍ *** ويدور في فلك الظلام طويلا
قد أفرَغوا التعليمَ من مضمــونهِ *** وكَسُوُا عقولَ الدارسين خمُولا
قتلوا البراءة في عيون صغـارنا *** فغدوت عيونهم البريئة حُوُلا
أضحى الوباءُ يدبُّ في أوْصَالهم *** والشرُّ بين ضلوعهم مَشتولا
فلْتُدركوا أبناءكمْ يا إِخْــوتي *** كيلا لا يكون سَّويهم مَخْبُولا
قد أفســدوا أبناءَنا وبناتنا *** وأستعبدوهم يُفَّعا وكُهُولا
خَتموا على أبصارهم وقلوبهم *** حتى غدا تفكيرهم مَشْلولا
دفعوا بهم نحو الجنــوب غِوايةً *** فتجرعوا كاس الرَّدى مَعْسُولا
نسبوا إلى حرب الجنوب خرافةً *** لو قالها إبليسُ باتَ خَجُولا
زعموا بأن الفـيل كان يُعينهم *** والقردُ ظلَّ جهاده مَبْذولا
فيفجــر الألغام قبل وِصولهم *** حتى يُسهِّل زحفهم تسهيلا
وتردد الأشجــارَ رجعَ هُتافهم *** وتسير خلف صفوفهم تشكيلا
وتحلق الأطيار فوق رؤوسهم *** وكذا الغمام يظلهَّم تَظْليلا
هذي شمائلــهم وتلك صفاتهمْ *** هل نَرتْجيِ من هؤلاء جَليلا
تاللهِ ما خَبروا الجــــهادَ وإنَّما *** لَبِسوا الجهاد أسَاوِراً وحُجولا
في الساحة الخضراء كان جهادهم *** في محفل كالظار كان حَفيلا
رقـص الكبار مع الصغرا كان تهتكاً *** ونسوا الوقارَ وعاقروا المرذولا
حسبوا الجهاد هو النشيدُ وليتهم *** تركوا التغني بالجهاد قليلا
رفعوا العِـصِىَّ وهــللوا فكأنهم *** يستعرضون الجيشَ والأسطولا
حذقوا أفانين الـرقيص وصيروا *** جيش البلاد مطبلا ضِلِيلا
لمواكب التـهريج أمسى شادياً *** وغدا يدق طبوله مشغولا
ومكـبرات الصوت تهدر فوقهم *** بالتُرِّهات ولا تكف صليلا
فتصــكُّ آذانَ العباد نكاية *** لتزيد فوق عذابهم تَخْذِيلا
عــجبي لكل مثقـف متهالــك *** يسعى إلى حُضن الطغاة عَجُولا
يقتات من عرق الضمير ويـرتمي *** فوق الموائد جائعاً وأكُولا
أو يرتدي ثوب الخــيانة خائِفاً *** أو خَائِفاً مُتخاذلاً وذَلِيلا
قد أسرفوا في كذبهم وضـــلالهم *** حَسِبوا الشهورَ جميعَها إبريلا
جعلوا من الإعــلام إفكاً صارخاً ***يستهدف التَّزييف والتجهيلا
فالقـطن في التلفاز بَانَ مفرهداً *** لكنه في الحقل كان ذَ بولا
والقمــحُ يبدوُ سَـــامِقاً متألقاً *** والفولُ مال يداعب القندولا
ظلـوا يمنـونا بأبـركِ مـوســمٍ *** وأتى الحصاد فلم نجد مَحصولا
ومداخن للنفـط طال زفيرها *** لكنها لا تنتج زيتا و لا بترولا
وبدت مصـــانعنا كـاشباح الـدُّجَى *** وغدت بفضل المفسدين طُلُولا
ومصارف التَّطفِيفِ أضحتْ مَورداً *** للملتحين وجنَّة ونخيلا
لم يشهد الســـودان مثل فسادهم *** أبداً ولا رأت البلاد مثيلا
بالقمـــع والتجويع أصبح شعبنا *** في المحبسين مكبلا مغلولا
يقـــتات من صخب النشيد ويرتوي *** كذبا ومَا أروى النشيدُ غَليلا
طــــحن الغلاءُ لحومَنا وعظامنا *** ومشى على أشلائنا تمثيلا
أمـا العَـنَاءُ فـقـد تطـاول مُـرعِباً *** وأجتاز في كبد السماء سُهيلا
زادوا مـعاناة الجـياع وأجْـزلوا *** للمترفين مصانعاً وحقولا
قد خـرَّبوا وجهَ الحياة وخـلَّفُوا *** في كل دارٍ ضَائعاً وقَتيلا
هضموا حقـوق الـبائسين تعسفاً *** ملأوا بيوت البائسين عَويلا
جـعلوا الزكاة غنيمـة لكـبارهـم ***ومن الضرائب خنجراً مسلولا
عبثوا بخيرات البلاد وسَخَّروا *** أموالها لفلولهم تمويلا
نثروا كـوادرهم لنشـر سُمومهم *** ومنظماتٍ تَحذِقُ التطبيلا
فـتحوا البلاد لـكل تجار الرَّدَي *** والمارقين شراذما وفلولا
عـاثوا فـسادا في الـبلاد وروَّعوا *** أمن العباد ومارسوا التقتيلا
لم يسلـم الجـيران من إرهـابهم *** وبهم غدا سوداننا مَعزولا
يَلهُـون بالبهـتانِ شـعـباً بائساً *** كيما يكون مُطاوعاً وذَلولا
قـالوا البـلاءُ هـو ابتلاءً مـن عَلِ *** ولتصبروافالصبرُ كان جميلا
ما أنــزل اللهُ البـلاءَ وإنـَّمــا *** قد جاء تحت ردائهم محمولا
هـم أنزلـوه ووطـدوا أركانـهُ *** حتى تمدّد في الديار شمولا
نهـبـوا مـواردنا فــصارت مـرتعـاً *** لذوي اللحي ، وذوي الأيادي الطُّولي
سرقوا صناديق التكافل جهرةً ***و بشعبنا كان الألهُ كفيلا
جـاؤا بملهـاة التنازل خدعةً ***لا تنطلي أو تستميلَ عُقولا
لجاؤا إلى التهـريج لما أيقنوا *** إن الرواية لن تتم فُصولا
فالمخـرجُ المـوهوم لم يكُ حَاذقاً *** وشُخوصه لا تُحْسن التمثيلا
زعمـوا بأن الحاكــمين تنـازلوا *** والشعبُ صار الحاكمَ المسئولا
قالـوا هو العـهدُ الجديد فكبَّروا *** متفاخرين ومارسوا التهويلا
أين الجـديد؟ فلا جـديـد وإنـما *** نسجوا من الثواب القديم بديلا
ما بدَّلوا شـيئاً سـوى ألقابهم *** فعقولهم لا تعرفُ التبديلا
بقى النـظامُ العـسكريُّ بقـضِّه *** وقضيضه يستشرف المجهولا
ظـل البشـيرُ هـو الرئيسُ ومثلـهُ *** ظل الكذب معاوناً وزميلا
أضحى البشيرُ الفرد فـوق رءؤسـنا *** متربعاً فوق الصدور ثقيلا
جَـلب التعاسة والشـقاء لشعـبنا *** وأذاقهُ سوءَ العذاب وبيلا
حـشدوا لبيعته المدائـن والقـرى *** مثل الطيور تراوَّعْ الهَمْبُولا
رفعوا الأكف مخادعين وأقسموا *** ببراءة لا تقبل التأويلا
أنت المـوكَّـلُ بالمكـارهِ كُلـهَّا *** أما المناشطُ لا تَروم وكيلا
قـد بايعـوه للرئاسـة مثلمـا *** قد بايعوا من قبله المعزولا
ثم اتحفــوه ببيعتـين غــوايةً *** كيما يكون لصانعيه عميلا
ظـفروا بآيات المـنافق كـلها *** زادوا عليها أذرعاً وذيولا
كـذب وغـدر والخـيانة مـنهجُُ *** ولركبهم كان الفجور خليلا
هـوسُُ، وشـعوذةُ؟،ُ ومسخُُ شائهُُ *** وحديثُ إفكٍ جاوز المعقولا
لاَ قسْـط عندهمو، ولا شورى لهم *** عشقوا الحرامَ وزيَّفوا التحليلا
سِـيَان عند هم إذا ما بَسْمَلُوا *** أو رتلوا القرآن والانجيلا
أو سيَّروا في كـلِّ يـوم موكباً *** أو عاودا التكبير والتهليلا
لا يَبْتغــون اللهَ أو مـرضـاتهِ *** بل ينشدون لحكمهم تأهيلا
خرجـوا على الدين القويم وأصبحوا *** مثل الخوارجْ بل أضلُّ سبيلا
قـد فـارقوا درب الشريعة بعدما *** نَحلوا الحديث وحرَّفوا التنزيلا
تركوا كتابَ الله خلف ظهورهم *** وتدافعوا يستحدثون بَديلا
تبعوا الـمظاهر والـقشور تعمـداً *** ونسوا من الدين الحنيف أصولا
أيخادعـــون اللهَ في عليائه *** أم يَخْدعون رسوله جبريلا
في كـل يـوم يخرجـون ببدعـةٍ *** والشعب يرقب إفكهم مَذْهولا
فــرضوا وصايتهم على اسـلامـنا *** وكأنهم جاءوا به عبر الحدودِ دَخيلا
نادوا بتعظيم الصـلاة كـأنها *** لم تلق عند المسلمين قَبولا
فـمتى استهنا بالشعيرة إخوتي *** حتى نعيد لأمرها تبجيلا
وكأننا كـنا مَجُـوساً قبـلهـم *** أوْعَابدين مع الهنود عجولا
لم نعـرف الاسلامَ قبل مجيئهم *** كلاَّ ولا بعث الإلهُ رَسولا
فاللهُ يحفظُ دينهُ مـن كـيْدهم *** دوْماً وما كان الإله غَفُولا
طَـمَسُوا ينابيعَ الحـقيقـةِ بيننا *** وبغيِّهم أرخى الظلامُ سُدولا
زعـموا بأن النيلَ فـاض بفضلهم *** والغيث جاد من السماء هُطُولا
زعـموا بأنهموا دعـاةُ حضارةٍ ***وهمُو البناةُ لصَرحها تفعيلا
أمِن الحـضارةِ أن نبيتَ على الطَّوى *** عَطْشي ومَرْضي بُكرة وأصيلا
هل دولةُ الإسلام كانت مغْنماً *** للمُفسدين ومرتعاً ومقيلاً
قـد مزَّقوا أوصالَ كـل ولايةٍ *** لتكون حِكرا للولاةِ ظليلا
ما قسِّمت أبـداً لصالح شعبنا *** بل فُصِّلت لذئابهمْ تفصيلا
ما قـلَّصُوا ظِـلَّ الإدارة إنَّمـا *** قد أفسحوا للطامعين سبيلا
هي قسمةُُُ ُ ضِيزي ليصبح نهبها *** سَهْلا ويُمسي طَلعُها مأكولا
فـقيـادة الإنقــاذ نبـت وإفــدُُ *** لا ينتمون إلى البلاد فَصِيلا
تَخِذوا الترابي شيخهم وإمامهم ***وكأنهُ فاق المشايخ طولا
خَلعوا عليـه عباءةً فضفاضةً *** ليُعيدَ مجدَ المسلمين صَقيلا
فسَعوا إليه مسبِحين بحمدهِ *** وجَثْوا على أقدامه تقبيلا
وتشبهـوا بالمُفْلحينَ فأُلِقمـوا *** حَجراً وكان سلاحهم مَفلولا
زعمـوا بأنـهمو حمـاةُ تراثِنا *** تَخذوا من المهدي الإمام دليلا
نسبوا مهازلهم إلى راياتهِ *** وتشبَّهوا بجهادهِ تضليلا
كـذبوا فما تبعوا الإمام وإنَّمَا *** تبعوا الهَوى والبغىَ والتَّختيلا
فامامنا المهديُّ كان مجاهداً *** في الله حقَ جهاده وأصيلا
تاللهِ لوْ بُعـث الإمـام مُـجَددا *** فينا ، لأشرع سيفه مصقولا
حتى تبدد جورهم وفجورهم *** ويزيلهم كالغابرين أفولا
أنسُـوْا تطـاولهم عـلى مِحرابهِ *** يوم استباحوا صرحهُ المأهولا
وتدافعوا نحو الضريح سَفاهة *** ليشوِّهوا تاريخنا الموصولا
وقفوا “كأبْرَهة ” على أبوابهِ *** متربصين ويبتغون دُخولا
سـيجئ يـومُُ يدفعون حِسابهُ *** رَجْما، كما رجمَ الإلهُ الفيلا
ياقـبَّةَ المـهـدي رمـز فخـارنا *** سنُعيد فوق جبينك الإكليلا
يا بقـعة الأحــرار يا أمَّ القُــرى *** سنضئُ في غسق الدجى القنديلا
يا معشـر الأنصار يا أهـل التُّقَى *** سيروا على نهج الإمام عديلا
من غـيركـم نصـر الإلهَ مجاهداً *** من غيركم ملأ البطاح صَهيلا؟
لا تستجـيبوا للطـغـاة فإنـهم *** يسعون بين صفوفكم تعطيلا
هُبُّوا مع الشعب الجـريح جماعـةً *** كي نستردَّ من الطغاةِ النيلا
أين القيادةُ يا مصـابيح الدُّجي *** هبُّوا لنشعل للنضال فتيلا
فالشعبُ لا يرضى بغيرِ رَحيلهم *** أبداً، وهم لا يبتغون رحيلا
والشعب مَا مَلَّ النضالَ ولا انحنى *** ما كان يوماً بالعطاءِ بَخيلا
لن نستعِيدَ مـن الطغاة خِــيارنا *** إلا إذا ركبَ الكماةُ خيولا
لـن يسلم السودانُ مـن إنقاذهمْ *** إلا إذا جرت الدمَّاءُ سِيولا
يا معشرَ الأحرار يا أهلَ الحِمىَ *** هيَّا نعيدُ خيارنا المأمُولا
فـامْدُدْ يمينكَ يا أخـي مُـتوثبا ***حتى نشدَّ الساعدَ المفتولا
فـغداً نـردُّ الظلم عـن سَـاحاتنا ***وغداً نرى وجهَ الحياةِ جَميلا
يا تري هل لاي حرف في السودان وزن الناس عزفت عن الاحزاب لا طائل من رواءها اما المهدي فخلاص كفاية
عاد الحبيب المنتظر الإمام الصادق المهدي بعد غياب!!!
الإمام الصادق يظهر في حوش الخليفة!!!!
الإمام الصادق المهدي فطر في حوش الخليفة!!!!
الإمام الصادق المهدي عاد بعد غياب ليخاطب أنصاره أو يعود بتعريف الأنصار أنفسهم (حكيم الأمة) لمخاطبة الأمة السودانية التي تنتظر في ذكرى بدر فقط أن يضرب رأس الكفر ويتجه الجميع نحو إعادة بناء الوطن!!
الإمام الصادق المهدي وصف حال النظام الحاكم بأنه الغارق في المشكلات لأقصى!!!
الإمام الصادق المهدي واصل حديثه متناولاً المعالجات وفقاً لوجهة نظره المكتوبة!!!
الإمام الصادق المهدي وصف حال النظام الحاكم بأنه الغارق في المشكلات لأقصى!!!
الإمام الصادق المهدي تناول مجمل القضايا داخلياً وخارجياً وإقليمياً ومحلياً، أجاب على الأسئلة المطروحة!!
عاد الحبيب المنتظر عاد …… عودا حميدا مستطاب …بعدين كترت الحلول ما عرفنا نمسك ياتو حل شيل نفس شوية
المفيد المختصر : لارجاء في خايب رجاء فاشل في الحكم والمعارضة على مر السنين.
الهذيان والثرثرة والحربائية ليست نجاح ولن تجد التقدير من أى ذي عقل قلبه على الوطن
الصادق المهدي يظهر في هونولولو بجزر هاواي وقد التقطت الصحافة له صور مع ستيف مكجاريت قائد فرقة هاواوي فايف او ..الصادق المهدي يظهر في كلكوتا الصادق المهدي يظهر في مومباي الصادق المهدي يظهر في اوساكا باليابان الصادق المهدي يظهر في خندق ماريانا بالمحيط الهادي الصادق المهدي يظهر في الحاجز المرجاني العظيم شرق القارة الاسترالية ظهورا نادرا وصف بانه الاعجب تاريخيا وعلميا الصادق المهدي يظهر في سوق ام دفسو عشرة مرات بمعدل ظهور كل ساعة ظهورا جعل المواطنين يولون الادبار هاربين تاركين بضاعتهم ومحلاتهم هربا الصادق المهدي يظهر في المريخ وهو يطل بلحيته الحمراءعلي كوكبنا البائس ..وكل عام وانتم بخير والشعب السوداني بالف خير ورمضان كريم