اضطراب هوية..!

شمائل النور

شهر أغسطس من العام 2013م،حينما انقلبت الأوضاع في مصر على الرئيس الأسبق محمد مرسي،وما تبع ذلك من أحداث عنف دموية بميدان رابعة العدوية،خرج العشرات في مدينة الخرطوم بعد صلاة الجمعة ينددون بما ارتكبته السلطات المصرية في حق “إخوانهم” من جماعة الإخوان المسلمين في مصر،رفعوا صور الرئيس مرسي وزرفوا الدموع الحرى،لم يكتفوا بذلك،كالو من الشتائم السياسية ضد الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي ما يكفي من صفات العمالة والخيانة،وكان في ذات الوقت قد اقترب عدد القتلى من أبناء السودان في دارفور لـ 200 قتيل جراء الأحداث بين قبيلتي المعاليا والرزيقات،وفي ذات الوقت تشرد ما يقرب 40 ألف أسرة و35 حالة وفاة سودانية جراء السيول التي اجتاحت الخرطوم وعدد من المناطق،هؤلاء لم تكن تحركهم غريزة الوطنية الطبيعية لما يحدث داخلياً بين أهلهم وعشيرتهم،لأن العشيرة الأكبر هي عشيرة التنظيم…

الآن تعيش مدينة نيالا هذه الأيام تطوراً لافتاً في الأحداث على خلفية مقتل معتمد “كتيلا” وفيما يبدو أن الأوضاع لم تهدأ أصلاً،الوالي أصدر عدد من القرارات المتتالية التي قد تتقاطع مع مهام دوائر أخرى وجميعها يتصل بالوضع الأمني الذي بات من الواضح قريب من الانفجار الكلي،شمال دارفور تعيش اختناق سياسي قد يقود إلى أبعد من ذلك،والإقليم برمته يعيش حالة تحالفات جديدة لن تقوده فقط إلى مرحلة جديدة من الصراع،بل ستقود السودان كله إلى مصير جديد،باختصار،دارفور الآن على شفا مرحلة جديدة كلياً من الصراع كل هذا لم يحرك ساكناً في نفوس المئات التي خرجت أمس تضامناً مع غزة وتنديداً لما يحدث هناك،حقيقة ذُهلت حينما أطلعت على صور أعداد المشاركين في تظاهرات غزة وتعابير وجوههم المتعنفة ضد ما يحدث هناك،وبالمقابل لم يحدث مرة أن خرجت مسيرات في الدول العربية تندد بما يحدث لإخوانهم في السودان..

نعم كلنا مع غزة،وأي روح تسقط بريئة في كل دول المنطقة بل في كل العالم تستحق ما تستحق،إن كانت في غزة أو سوريا،أو أفريقيا الوسطى أو نيجريا…لكن إن كانت هذه الأعداد وكل هذا الغضب يخرج ضد كل ما يحدث في الداخل لكان الوضع مقبولاً ومنطقياً،حيث أن المحرك الأساسي هو المبدأ،لكن هذا لم يحدث ولا يحدث الآن رغم كل ما يجري باستمرار من سفك دماء وظلم بين أبناء الوطن الواحد،نحن لسنا أهل للتضامن مع غزة ولسنا أهل للتنديد بما تفعله طائرات العدو الإسرائيلي،لأن أفعالنا أفظع منه،على الأقل هو في حالة دفاع عن أبنائه ووطنه،باختصار نحن أمة تعاني اضطراب هوية..القضية أكبر من انتماء آيدولوجي أو تنظيم دولي أو سياسي،هذه حالة سودانية خالصة تستحق دراسة بعمق.
=
التيار
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الآمة السودانية آمة شعارها البوبار حتي في المآتم, آمة إتخذت من النفاق متكأ ومتنفس علي حساب نفسها, نحن آمة لا تستحق هذا الكم الهائل من الإعلام الكاذب, لأننا في الأصل جهلنا أنفسنا فأزداد جهلنا بنا, إن لم يكن جلد الذات اولآ فلن تقوم لنا قائمة, فلا التغيير قد يغير الحال مهما كثرت شكوانا لغير الله تعالي, الدولة ترفع شعار هي لله وهي أقرب للشيطان من الله, المشروع الحضاري الضال, وأخلاق السودان الزمااان قد وارت الثراء,,, ومن يجعل المعروف في غير أهله يصبح حمده زم عليه ويندم… فلنفيق من هذه الغفوة المخجلة علنا نجد القبول عند الله قبل الممات.

  2. كيف يسمح النظام الحاكم لهؤلاء بتسيير هذه المظاهرات ما يثير الاستغراب
    خرج 30 نليون مصري للشارع واطاحت ارادة الشعب المصري بنظام الاخوان المسلمين خوفا على وحدة وطنهم واقتصاده ومكتسباتهم حتى لا يتم تدميرها بسياسة التمكين البغيضة وهل بالاطاحة بتنظيم الاخوان خرج الاسلام من مصر بالعكس فقد ظل الاسلام باقيا في قلوب المجتمع كما كان وبالعكس هؤلاء خطرهم على الاسلام اكثر من الصهاينة لسؤ تطبيقهم للاسلام واستغلاله استغلالا سيئا جدا
    لماذا التدخل في شئون مصر الداخلية هم احرار يختارون حكومتهم وحكامهم ويعزلوهم متى ارادوا ومتى ماشاءوا هذا شانهم ليس للسودان علاقة من قريب او بعيد بذلك اليس كذلك
    نحذر من المساس بالاستاذة شمايل النور فقد قالت الحق وكل الحق وانها تمثل الاسلام الصحيح

  3. اسميا فقط نكني بالسودانيين لكن الحقيقة نحن مجتمع قبلي طائفي حزبي عنصري بغيض فيما بيننا منذ الاستقلال فشلنا في تكوين من لحم الراس هذا دويلة الولاء للقبيلة اكبر من الحزب والولاء للقبيلة والحزب اكبر من الوطن والولاء للهلال والمريخ اكبر من الفريق القومي العيب فينا ونجري وراء العاطفة وليس العقل نحن نحمل النقيض داخلنا بل متواجد داخل جيناتنا

  4. غير مشكلة الهوية في مشكلة تانية ، نحترم الاجنبي ونقدم له اي خدمة يحتاجها بصدر رحب عكس ابناء الوطن ، دا اذا ما حسدتهم على النعمة الهم فيها ، والكثير الكثير من تناقضات الشعب السوداني …

  5. غير مشكلة الهوية في مشكلة تانية ، نحترم الاجنبي ونقدم له اي خدمة يحتاجها بصدر رحب عكس ابناء الوطن ، دا اذا ما حسدتهم على النعمة الهم فيها ، والكثير الكثير من تناقضات الشعب السوداني …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..