للرقص فوائد رياضية وترفيهية: الفنون الشعبية مرآة تعكس تنوع البلاد الثقافي

الخرطوم: درية منير

الرقص نوع من أنواع التعبير الجسدي يعكس خبرة فنية وجمالية، وينقل إحساسا بالفرحة بجميع سماته وأشكال ممارسته، وقد أبدع الإنسان بعبقريته وخياله الخصب في تطوير فن الرقص مستفيدا منه في التعبير عن الذات وعكسه كثقافة تعبر عن مجموعة ثقافية أو اجتماعية، ومن المعروف أن الفنون والغناء والموسيقى لغة تواصل بين الشعوب.

تعددت الرقصات فهناك منها فنون شتى للرقص مثل رقص الباليه والفلكلور والرقص الشعبي الجماعي الذي يشارك فيه الرجال والنساء.

كما أن للرقص فوائد متنوعة فهو في المقام الأول رياضة بدنية ووسيلة ترفيهية تتخلل بعض الاحتفالات بالأعياد أو المناسبات الوطنية، كما يعد عادة عند البعض؛ فمثلا في الزواج تقوم العروس بالرقص تباهيا وفرحا.

وقد اكتشف علماء النفس أن الرقص وسيلة لعلاج الكثير من الأمراض النفسية مثل الكبت والاكتئاب، وهو أيضا ضرورة حياتية للتنفيس والتعبير عن الفرح والحزن عند بعض المجموعات الثقافية والعرقية. والرقص عندما يدخل في دائرة الطقوس يكتسب قيمة اجتماعية ويدخل في صميم الإيمان بالمعتقد. وتصبح الممارسة ظاهرة تتجاوز التعليم المكتسب إلى عمل وموقف وحس اجتماعي يمكنهم من المشاركة في المهام الكبرى للعائلة والمجتمع.

تنوع حسب الإقليم

الفنون الشعبية من مظاهر الفن الذي تتميز به الشعوب كما أنه من المعروف أن الشخص يحب الاحتفاظ بأصوله والأشياء القديمة لأسباب كثيره فتلك الفنون هي أهم عناصر الأغنية الشعبية الفلكلورية، كما تتنوع الفنون الشعبية حسب تنوع الأقاليم والقبائل وثقافة العرض والبيئة.

تميز الجزء الشمالي من البلاد بالموسيقى التي تعتمد على السلم الخماسي وتستخدم في عزفها آلات محلية وترية وآلات إيقاعية وآلات نف..خ ومن الات الوترية المستخدمة هناك (الطمبور) وفي تلك المنطقه المرأة هي التي تمارس الرقص المحترف.

الرقصات الشعبية

تحدث لـ(اليوم التالي) الأستاذ على مهدي قائلا: كثرة القبائل المنتشرة في السودان أدت إلى تعدد الرقصات الشعبية، فالرقص هو إحدى الوسائل التعبيرية كما أن هناك بعض القبائل التي تعبر بالرقص والنغم دون كلمات ومفردات غنائية، وهو نوع من التعبير عن المعتقد والسلوك الاجتماعي المرتبط بالحياة اليومية مثل الزراعة والفرح والحزن وبطولة وفروسية.

ونتيجة التباين الإثني والقبلي فقد نتج تنوع واختلاف في الرقصات من منطقة إلى أخرى وكمثال، تتميز قبائل الهدندوة والبني عامر في الشرق برقصة (السيف) التي تمارس في مناسباتهم خاصة في الزواج، فالرقص يكون مشتركا بين الررجال والنساء معا كما تمارس الرقصات في الحزن والختان وغيرها من المناسبات.

رقصة النقارة

ومن غرب السودان الذي يتمتع بتفاصيل اجتماعية دقيقة رغم أنه يضم عددا من القبائل العربية وغير العربية فجميعها تستخدم النقارة نوعا من التمييز لها عن بقية المناطق كما يطلق لفظ النقارة على الآلات والإيقاعات التي يدق عليها عند قيام الاحتفال، بمعنى أن رقصة النقارة موجودة لدى معظم قبائل غرب البلاد، وعند ضرب النقاره يذهب الشباب بجنسيهم إلى منطقة نائية تفاديا للإزعاج الذي تسببه الأصوات المنبعثة من الآلة، ولكن الاختلاف قد يكون في الأداء وحتى شكل النقارة يختلف من قبيلة إلى أخرى، كما أنها رقصة سريعة تشترك فيها الفتيات وتعتمد على الإيقاع، حيث تبدأ ضربات إيقاع آلة (النقارة) التي تصاحب الرقص، وعادة ما تستخدم أكثر من نقارة متفاوتة الأحجام في وقت واحد لتكون مع بعضها إيقاعات متقاطعة مركبة، ورقصة (النقارة) تلفت الانتباه إلى مضمون يعكس طبيعة الحياة والقيم الاجتماعية المتأصلة في نفوس هذه القبائل، ومضمونها يرتبط بالعيد والقوة.

وتتميز منطقه الفونج برقصة الوازا التي تشبه قدله الضبع، أما في الوسط فاشتهرت رقصة الرقبة للعروس ورقصة الصقريه للرجل وهي أيضا تكون بمشاركة عدد من الراقصين، فمعظم الرقصات التي تضمها الفنون الشعبية جماعية، وهناك أيضا رقصة المردوم التي تتميز بها دار حامد بجانب الجراري والحسيس التي تقوم على محاكاة الإبل.

الأغنية الشعبية

وأشار مهدي إلى أن الكلمات اللحنية في الفنون الشعبة عادة ما تكون متكررة وفي بعض الأحيان تكون من بيت أو بيتين، كما تكون جماعية الأداء وخماسية السلم، بجانب هذا فالموسيقى التكميلية تتكون من الإكسسوارات التي تصنع من الخرز والحديد الذي يصنع في شكل شبه مخروطي يعطي أصواتا جميلة أثناء الضرب على الأرض.

نتاج لفكر سوداني

وعن الفنون كلغة تواصل بين الشعوب يضيف مهدي: الفنون الشعبية من مظاهر الشعوب التي تتميز بها عن غيرها ولها خصوصيتها وهي مهمة جدا ولابد من الحفاظ عليها لأنها تعبر عن حياة الشعب وتفكيره وثقافته وتاريخه القديم، وفي السودان تنوع كبير في الفنون الشعبية ويميزها بساطة المفردة وعدم التعقيد فهي لوحة تعبر عن الأمة بأجملها، وأورد أيضا أن “الفنون الشعبية تتكون من الرقص والكلمة والدلالات التي تعبر عن طبيعة المنطقة والحكايات التي سجلها التاريخ سواء كانت رقصا أو أدبا شعبيا أو فنونا أدائية، وأشار إلى انها مرآة تعكس ثقافه الشعب لشعب أخرى وللمجتمع الدولي”. فيما أورد أن فرقه الفنون الشعبية تستصحب في كل المهرجانات والأعياد والمشاركات المحلية والخارجية كما تستخدم في الأعمال الدرامية والمسرحية، وبجانب هذا قال مهدي: الفنون هي عصب المجتمع وتستخدم حسب العبارات والحالة التي يعيشها المجتمع كما تستصحب في أعمال الحصاد عند بعض القبائل أيضا في الأفراح والأتراح، وأخيرا فهي انتصار للمفردة وخصوصيتها فهي تعبر بأمانة وصدق، وهي نتاج للفكر السوداني.

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..