شجون في الوطن

ابدا ما اردناها نارا ولكنهم اشعلوها فلتكن جهنما وسعيرا..
ظنوا اننا سنقبل بعيش الجحور ولم يعرفوا من نكون تاهت عقولهم وراء كنوزنا فسلطنا غضبنا عليهم وإن غضب الجوعى كالسم يسري في البدن لا تجد له ترياقا يفيد وإن كنا خلف القضبان نصرخ فسيأتي اليوم المشؤوم عليهم ونغرقهم بالطوفان..
بلا فلا نخاف فيهم لومة لائم..
ايام تنادي وايام تنوح..
اين الامل؟ مات الامل بين الجروح..
خاصم الكلمات عطر الحروف..
مات صغير ..
هاجر كبير..
جاع فقير..
سرق الوزير..
إن جفت الاغصان في يوم الهجير..
وإن زاغت الابصار في نار السعير..
وإن ماتت الارواح في ظلم النذير..
غدا سنخلق ارضا وانسانا يحمل حبا واغصانا ويهتف يسقط الباغي الاجير..
لن يسكن البؤس خلف البيوت اليابسه..
لن تصمت الالسنه عن الحروف الناسفه..
لن تهدأ الجراح او يهن الكفاح او يسقط سلاح..
خلف الجوع سنزرع امل..
وبين الآهات سنرسم بسمة طفل..
وامام اسمك يا سودان سنظل صحبه واهل..
وستخضر اوراق الخريف بعد جفافها..
وستنضج فاكهة الاشجار قبل قطافها..
وسيحمل الغمام قطرات الامل ليرويها مطرا يوم زفافها..
وسأغزل الحروف اكليل ورد في ثوب عفافها..
وسأدعو منادي الخير ليحتضن ضفافها..
وأمد كفيي لامسح دمعة الحزن عن سحابها..
سأصرخ منادية كل احبابها..
هلمّ نفجر الغضب ندمر كل سرّاقها..
هيا نعيد الامل لتلك البيوت البائسه..
نروي اشجارنا اليابسه..
لن نعيش في الكهوف..
لن تموت تلك الجروف..
لن نمحو للسودان حروف..
لن نكون فقط الوف..
لن نرضى أن نموت ضيوف..
سنسير مواكب وصفوف وسنهتف بالكلمه ونصرخ بالحروف..
هي جهنم ولظى على كل معتد اثيم..
هي حكم الله بقطع اليد لكل سارق لئيم..
هي لا.. لن نعيش في بيوت من صفيح..
هي لا.. لن يكون لنا مريض على الارض طريح..
هي لا.. لن يبيت فينا جائعاً او جريح..
هي لا.. لن يتعلم اولادنا بمدارس اقتلعها السيل الكسيح..
هي لا.. لن يضيق بنا البلد الفسيح ..
هي لا.. لن نموت عطشا والنيل يتهادى وعطر التاريخ منه يفوح ..
هي لا.. لن يبيت فينا أبٌ متعب أو تُصبح فينا أمٌ تنوح..
هي لا.. لن يُسرق منا مصنع او ينهب منا قوت او صرح من الصروح..
هي لا.. لن نهنأ والسودان يئن من ألم الجروح..
الردود