السودان – كل عام ترذلون…!ا

الطريق الثالث ?
السودان – كل عام ترذلون…!
بكري المدني
[email protected]
*ربما ليس من المناسب ونحن على اعتاب عام جديد ? على المستوى العام ? ان نبدي شيئا من التشاؤم وربما العكس هو المطلوب ولكن ماذا عن الواقع؟!
*عام جديد اذا وقد مرت على استقلال بلادنا ? والذي
يصادف بداية كل عام 56سنة تجاوزت بها بلادنا سني الرجولة واقتربت من الشيخوخة فما الذي صنعناه لبلادنا خلال خمس عقود وازيد بست سنين؟!
*لا شئ فعلا حققناه مطلقا لهذى البلاد ومن عجب اننا فشلنا في الآخر من الحفاظ على وحدتها التي ورثناها من (جدودنا زمان) وها نحن نحتفل بأول عيد للإستقلال بالتزامن مع انفصال ثلث البلاد ارضا وربعها شعبا وكلها خيرالنبقى على قطعة ارض (مشرملة)وبعضنا يحسب انه احسن صنعا !
*ان من يريد لنا ان نحتفل بالإستقلال فرحا واهم في نفسه ويريد لنا ان نتوهم في انفسنا ? فأي شئ يدعو للإحتفال ؟!الوحدة وقد ضيعناها- السلام ولقد فقدناه ولحقب طويلة قادمة !
*ان فقدنا لوحدة السودان امر لا فيه جدال اما السلام والذي من اجله ذهب الجنوب ? فالواقع يقول انه ما تحقق وربما لا يتحقق ابدا بالنظر الي التحديات التي تقف دونه فلقد استبدلنا شريكا قويا في الحكم (الحركة الشعبية) والتي كانت ضامنة للسلام في السودان طالما اصبح هذا الأخير وطنا جاذبا للجنوبيين ? استبدلناها بدولة معادية لن تترد في ايذاء الشمال اذا ما هطلت فيها امطارا فوق المعدلات الطبيعية !
*وحتى ان لم ير البعض فيما رأينا في شراكة المؤتمر الوطني والحركة الشعبية صمام امان وضمان لوحدة السودان ? فإنها كانت مجرد حركة متمردة تمارس حرب العصابات في غابات الجنوب ولكنها اليوم دولة تتسابق اسرائيل وامريكا لإعداد جيشها النظامي والذي سيقاتل الشمال هذه المرة بقوة غير ومن خارج الغابات وعلى امتداد حدود مفتوحة هي الأطول في القارة (2000كلم)!
* الواقع يقول اننا نخوض اليوم حربا مفتوحة من الكوما غربا الي الكرمك شرقا مرورا بكل حدود الجنوب مع الشمال و ان لم تكن تلك الحرب (ضرب نار) في بعض الجبهات فهي بلا شك (واحد استعداد) في كل الجبهات !
*وبعد ستة وخمسين عاما مضى الجنوبيون الذي كانوا يشككون في ان العام 1956م كان عاما للإستقلال في السودان ولكن هل من بقى من السودانيين من بعد الجنوبيين على قناعة تامة بأن استقلال السودان تحقق فعلا ذلك العام وان العقود التالية عاشها كل المتبقيين من السودانيين مستقليين داخل وطنهم الحر ؟اشك ان كل الإجابات (نعم) واكاد اجزم بأن جل الإجابات (لا) !
* لم يعش الكثيرون اذا استقلالا حقيقيا وهم يروون وطنهم كل عام يرذل وهو يحي سنة الجاهلية الأولى وينفخ الرماد عن فتنة نائمة بتكريس امر البلاد دولة بين نفر من العباد والبقية يمتنعون !
*ان الإستقلال الحقيقي هو الحرية والمشاركة الكاملة لأبناء الوطن الواحد في ثروة وسلطة بلادهم والتساوي امام السلطان ولكن شئ من هذا لم يعد في السودان فلا ابناء السودان متشاركون في الثروة والسلطة على الحد السواء ولا هم وصلوا بعد كل هذا العمر الي صيغة عادلة وفاصلة في ادارة البلد وتقسيم ثرواتها عدلا بينهم
*ان النمازج كثيرة لسوء الحال والذي لا يدعو بحال من الأحوال للتفاؤل وانما يدعو لنقيضه في المستقبل بناءا على الواقع المعاش ولنأخذ فقط مثاليين اخيرين الأول تكوين الحكومة المركزية الذى اعلن عنه قبل اسابيع والذي اصاب الجميع بالإحباط وغلب فيه التاكتيكي على الإستيراتيجي وكأننا امام معركة لإثبات قدرة الحاكمين على البقاء على كراسي الحكم والإحتفاظ بهامددا قادمة والأمر الثاني مثالا حيا على اختلال الأمر في البلاد من ميدان العدالة بالدامر والذي يعتصم فيه اهلنا المناصير المتأثرين بقيام سد مروي وهؤلاء الأخير معتصمين كل الفترة الماضية مطالبين -من عجب- بتنفيذ قرارات الرئيس فأي مهزلة اكبر من هذى! قرارت الرئيس في انشاء خيارهم في السكن والإقامة وفق إراداتهم وقرارات الرئيس بتعويضهم عن خسائرهم التي مرت عليها السنوات !
*ان المناصير لم يعتصموا مطالبين بإسقاط الرئيس ولم يعتصموا مطالبين بحقا شرعيا في الثروة والسلطة ولكنهم اعتصموا مطالبين بالحق الذي ضاع (ثمن النخلة وبناء السهلة ) ولكن السلطات المهزومة نفسيا وعلى كل الجبهات تريد ان تحقق بإهمال امر المناصير نصرا معنويا!وحتى ان هي حملت على الحل حملا وقبلت دفع التعويضات قسرا تبحث لها عن اخراج لا يسبب لها احراجا ووالي نهر النيل الفريق الهادي عبدالله يقول للأستاذ عثمان ميرغني ان الحل قد تحقق بالكامل ولكن من الصعب ان يحمل ذلك الحل بشرى للمناصير السيد رئيس الجمهورية في زيارته المرتقبة للولاية!والأدهى صعب ايضا على الوالي نفسه والذي لم يخاطب او يزور المعتصمين امام مبنى حكومة ولايته منذ فترة تقترب من الخسمين يوما استخفافا بالمواطنين (الثوار الأحرار ) فعن أي استقلال يتحدثون ؟!