دنيا عجائب في ذكرى عام جديد

في ذكرى جديدة لعام

دنـيـا عجـائـب

للشاعر / حسن إبراهيم حسن الأفندي
[email protected]

في كل عـــــام درة عصمــــــــاء
تأتـي كمـا ترضى لهـا وتشـــــاء
دبّجت شعـــراً لا يمـــــل سماعه
لفظاً ومعـــــنـى يشتهي الشعـراء
ولكــم أثار الشعـر غـيرة حاسديـ
ـك ونام فــي قلـق بكـــــــــم نظراء
ولهـــا الخيـال الـثر من كلـف لها
غيـداء واسترضت لك الحســناء
كيمـا تنال من القصــــــيد قلـــيله
ظناً بأن الشعــــر فــــيه بقــــاء
قالـت لي الحسناء أشغـفها هـوى
حرفـي وتشغـل بالهـا الأهــــواء
عهـدي بكم كالنيـل تروي حرقتي
يا روع ما أنكــى بنـا غــــرمــاء
وخلا لهم جو فبـاضوا واصفروا
لمـــا انزويت وأقـفـــــر النجـباء
وتراك عيني خير موهـوب وهم
فــــرسان حلـــبات لهـــم أسمـاء
دنيا عجائب خــــيرها أشــرارها
أو شــــرها أخـــــــيارها أســواء
هـلا تعــــيـد الــى القـريض نضاره
وشـــــبابه فالعاظلــــون أســـاءوا
قلـت : النشـيد علـى المسرة إنمـــا
هي نازلات جمــــــة وقـضــــــاء
والنفس في حضن الحوادث ضعفها
ينمــــو فـــــلا تتبهـــرج الأشـــياء
إن جاذبـت ثـوبي وكان عصـــيها
فالصـبر في جمـــر الشجون رجاء
أخفيـه من جزعي و من ولعي بهـا
دنياي حــــــين مزاحها البأســــاء
يا رب يـوم عشــــت فيـه مؤرقـاً
يأتيـك في غـده هـــوى ورضـاء
دع عنك من رسـم القديم ودع لظى
مــــا خلفـــت أيامـــــك الكـــأداء
وانظر لعـام جــاء نحوك مقــبـلا
فلعــــل بيــن شهـــــوره الآلاء
يا عام إن تسعـــــد فتــــلك إرادة
خضعــــت لهـا الأجداد والآبــاء
خـذ من رضائي ما أردت مديحَكم
فإذا غضـــبت فإنني هـجـّـــــــاء
هـذي اليراعـة في يـدي طوّعـتها
إن شئت جاد الروض فاض الماء
أو شــــئت سالت بالمــداد ومــثلما
رسمـــت لهـا الأفكـار والخيـلاء
أرضــــت طموحي كلما حرّكتها
نشــــط الخــــيال تنوعــــت آراء
ياعـام إن تحرم ظهرت كما مضى
مـــن ســـابقات ما لهـــــا إطراء
ضاقت وضاقت ثــم ضاقت مرةً
أخـرى وأخـرى ذمـها الأعـداء
فكأنمـــا خمـس وســــــتون التي
مــرّت يضاعـــــفها أذى وبلاء
يا عـام هــــل لك أن تفـر كمـا بدأ
ت وتحـــتويك نهــــاية وفــــــناء
ويظل دأبي مـــثلـــــما ألفــــــيته
لا الضعـف يعروني ولا الإعياء
ولعلــــني أغـــدو سعـــيداً طالما
تقســـــو الحيـاة وينـدر الخلصاء
من لـي بمـن أغضـبتهم متحامــلا
فســـعـوا إلـي مهــــرولين وجاءوا
وتقاسموا هــــــمي وشدة محــنتي
إن عـــربدت في سـوحنـا الأنواء
يا عـام أحـلامي جمحـت بهـا إلى
هـــوج الرياح فلـــفهـــّن هــــواء
لكـن لـي ســــؤلي فلا تك قاتـلـي
يكسوك قــــــدح دائــــــم وهجاء
ما زلـت أطمع أن أعيش وأن أرى
سعــــداً يحققــــه لــــنا الأبنـــــاء
=
يا عــام لا مرحى خلاصـة رأينا
أأقـــول مرحى والعـــيون قـــذاء
أأقــول مرحى والنفـــوس كليمة
وصدورنا ، أجســـــادنا أشــلاء
إنفض سامــــرنا وتسلب أرضنا
وتباح حرمــــات لـــــنا ودمــاء
أصلح بنا ما أفســـــــدت أيامـــنا
كيمـــا تعــــود كرامـــة وحـــياء
كيمـــــا نبادلك الجمــــيل بمثلــه
يا طالمــــا رد الجــمـــــيل وفـاء
=
يا رب هل في العـام بعـــض بشائر
تنزاح عــــنا غصّــــــة خــرقــاء
أنت القـــــدير إلـــيك نرفــع همنا
فـــرّج كــــروباً مالهــا إحصـاء
وفـق جميـع المخلصين وجهـدهم
حـتى تعـــود الســــيرة السمحاء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..