متى تعي (ودام) دورها في المجتمع؟

خالد عبدالله الزيارة

قال لي صديقي منتشيا وهو من منتسبي شركة /ودام/ ان الشركة لقيت استحسانا لخدماتها طوال ايام شهر رمضان المبارك عن الأعوام السابقة من قبل المواطنين، ويرجع السبب إلى التنظيم الرائع وتكاتف جهود الادارة والقائمين على الشركة هذا العام بتوفير خيمة راقية لاستراحة المواطنين والجمهور مجهزة بأثاث محترم وخدمات متطورة كجهاز ترقيم وشاشات بالاضافة إلى توفير عمال تابعين للشركة يقومون مجانا بحمل المواشي إلى المقصب ومتابعة ذبحها وتقطيعها واحضارها مكتملة للزبون، ويؤكد ان الشركة وفرت الأغنام العربية /الأردنية والسورية/ المدعومة بأسعار منافسة مما شجع الاقبال على عمليات الشراء بسلاسة ويسر وأمان وتوفير سبل الراحة للمواطنين الذين عبروا حقيقة عن حسن التنظيم هذا العام.

لم احاول افساد نشوة صديقي وهو يتحدث بحماس شديد ونية صادقة بالتوجه لانجاز الكثير في هذا الجانب، ولأن التطوير والتقدم في مثل هذا المصدر الحيوي في حياة الناس /كما يقول/ هي مسؤولية وواجب وطني يعكس اهتمام الدولة في توفير الغذاء بكل مصادره للمستهلكين، هذا الكلام الانشائي لم يعد يقنع المتابعين لانجازات الشركة منذ تأسيسها واصبح الناس يتساءلون عن تأخّر شركة /ودام/ في تطوير مقاصبها ومشاريعها الخارجيّة والداخليّة ولماذا لم تحقق بصراحة تطلعات المواطنين في تنمية الثروة الحيوانيّة، وخفض الأسعار وزيادة نسبة الاكتفاء الذاتي.

تساءلنا كثيرا مع تتابع مجالس الادارة منذ بداياتها عن سبب اعتماد الشركة على الاستيراد فقط، دون إقامة مشروعات حيوانيّة منتجة لتعزيز منظومة الأمن الغذائي، رغم ما سمعناه من مصادر مسؤولة عن دعم الدولة الكبير للشركة ومنحها الأراضي لإقامة مقاصب جديدة متطوّرة وللاسف فقد تم سحب تلك الامتيازات وبالاخص الاراضي المخصصة بسبب تأخر الشركة في التنفيذ.
نعلم انه تم إنفاق مبالغ كبيرة على المقصب الحالي الذي ينتظر الازالة بعد مرور 40 عاما على إنشائه، ويقال إن ما تم صرفه على صيانته بلغ 11 مليونا و500 ألف ريال كانت كافية لإرساء قاعدة للتنمية الحيوانية واشراك المواطنين في التطوير بدل اعتماد احتكار الاستيراد للأغنام الذي جعلها تغرّد وحدها في السوق بلا منافس، فالشركة وفق المطلعين تعتمد فقط على الاستيراد سواء الخراف الحية أو المذبوحة وتبيعها بسعر محدّد وفارق السعر تتحمّله الدولة من ميزانيتها.

ليس خافيا ان لشركة /ودام/ مشروعا في السودان لتربية وتسمين الأغنام منذ خمس سنوات ولم نجد له اي مردود، مما يدل على ان هذا المشروع قد فشل ولم يتطور ولم يسد ولو جزءاً بسيطاً لتحقيق الاكتفاء الذاتي للسوق القطري، وللأسف كل ما يفعلونه الآن هو تلبية جزء بسيط من الأغنام للمواطن من خلال الاستيراد من الخارج، ويدفعهم إلى السير قدما في هذا الاتجاه هو الاحتكار ثم الاحتكار والاحتكار اخيرا، وطالما لن نفتح المجال للمنافسة من الغير فستظل /ودام/ حبيسة الافكار التقليدية.
في رأي الخبراء لن يكون هناك مردود على الأرض، ولن تكون هناك مشروعات حقيقية على طريق تنمية الثروة الحيوانية والأمن الغذائي دون وجود منافسة حقيقية بين أكثر من شركة في البلاد، وسلامتكم.

الشرق

تعليق واحد

  1. لا ما تخاف صبرو عليهم شويييييية
    مادام حكومة بني كوز صدرت إناث الضأن كل من يدفع سيمتلك أحسن السلالات

  2. زميلي في (الشرق) القطرية خالد،اصدر حكما جائرا على مشروع (ودام )في السودان، وما يدحضه ان الاغنام السودانية ذات جودة عالية وتلقى رواجا وهي الثانية بعد السورية، ويقبل عليها الجميع، ولحومها متوفرة في كل المجمعات التجارية الكبيرة في الدوحة واقول ذلك وانا مقيم في الدوحة، حتى ان الكثيرين باتوا يفضلونها في الاضحية ويشترون لحومها الطيبة الخالية من الشحوم مثل الاسترالية رخيصة الثمن. ليتك يا خالد زرت اللولو هايبر ماركت وهو على مرمى حجر من مقر (الشرق) لتشاهد لحوم (الخراف) السودانية والاقبال عليها .
    خالد، في مقاله ينتقد خدمات (الشركة) لعملائها من المواطنيين، ولكنه يحكم في السطور الاخيرة بفشل مشروع كبير وناجح.الخراف السودانية تجد رواجا في اسواق الخليج وموسم الحج يقترب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..