مصر: السلطات القضائية تقضي بالسجن المؤبد على متهمين في قضايا «تحرش»

في ثاني حكم من نوعه خلال أسابيع، قضت محكمة مصرية، أمس، بالسجن المؤبد (25 عاما) على متهمين، والسجن 20 عاما على ثالث، في خامس قضية في قضايا تحرش بنساء وفتيات بميدان التحرير بالقاهرة خلال الاحتفال بتنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم 8 يونيو (حزيران) الماضي، وهي القضايا التي شغلت الرأي العام على مدى الأيام الماضية. ووعد الرئيس السيسي بالقصاص للسيدات المجني عليهن وتقديم المتهمين للمحاكمة، وذلك أثناء زيارته لإحدى الضحايا بالمستشفى.

وأوضح مصدر قضائي أن «حكم أمس كان من أصل خمس قضايا لمحاكمة ثلاثة من المتهمين من المتورطين في جرائم التحرش بالسيدات والفتيات بميدان التحرير، ومحكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بالتجمع الخامس (شرق القاهرة) عاقبت كلا من: كريم شعبان، وأحمد سعيد، بالسجن المؤبد (25 عاما)، كما عاقبت الثالث مجدي السيد بالسجن 20 سنة، ووضعتهم تحت مراقبة الشرطة لمدة خمس سنوات بعد انتهاء السجن، وإلزام المتهمين جميعا بأن يؤدوا للمدعين بالحق المدني (المجني عليهن) 100 ألف جنيه تعويضا»، مضيفا أن «هذا الحكم هو أول درجة وقابل للطعن أمام درجات التقاضي الأعلى».

ولاقت الأحكام الصادرة ضد المتهمين ترحيبا في أوساط الشارع المصري، حيث طالب كثير من المواطنين بتوقيع أحكام رادعة عليهم، حتى لا تتكرر هذه الظاهرة التي أصبحت تهدد أمن المجتمع وسلامه الاجتماعي والنفسي.

وكان هشام بركات، النائب العام المصري، قد أمر في 14 يونيو الماضي، بإحالة المتهمين لمحكمة جنايات القاهرة، وذلك في ختام التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة معهم والتي أسندت إليهم ارتكاب جرائم خطف الضحايا، وهتك أعراضهن بالقوة، وتعذيبهن بدنيا، وسرقتهن بالإكراه، والشروع في قتلهن واغتصابهن.

وشهد ميدان التحرير (وسط القاهرة) حالات تحرش تعرّضت لها عدة سيدات، خلال الاحتفال بتنصيب السيسي رئيسا لمصر.

ووثق مقطع فيديو مصور ما تعرضت له سيدة منهن من تحرش وهتك عرض، وهي واقعة أثارت حالة من السخط العام داخل المجتمع المصري، مطالبين بإيجاد حلول عاجلة لمشكلة التحرش الجنسي.

وسبق أن قضت المحكمة نفسها في 16 يوليو (تموز) الماضي بالسجن المشدد بين المؤبد و20 عاما على تسعة متهمين في قضايا تحرش.

ووجهت النيابة إلى المتهمين اتهامات باستعراض القوة والتلويح بالعنف، واستخدامه ضد المجني عليهن بقصد تخوفيهن، والاعتداء عليهن. كما وجهت لهم تهم احتجاز المجني عليهن، وحصارهن داخل حلقة بشرية منهم، ومنع مغادرتهن وتقييد حركاتهن وتعذيبهن بدنيا بأن انهالوا عليهن ضربا، واستباحة عرضهن محدثين إصاباتهن الواردة بتقرير الطبيب الشرعي.

وكشفت التحقيقات التي باشرتها النيابة العامة عن أسرار الجرائم الشائنة التي وقعت بميدان التحرير وأرقت المجتمع، من قيام الجناة بهتك أعراض النساء مستغلين الزحام الذي صادف الاحتفالات العارمة، في ضوء ما أسفرت عنه الاستحقاقات السياسية التي شهدتها البلاد، كي يفسدوا على المواطنين فرحتهم.

وتبين من التحقيقات أن المتهمين عناصر إجرامية اعتادوا ارتياد ميدان التحرير في أوقات الاحتفالات للتحرش بالنساء وسط الزحام، وهتك أعراضهن بالقوة، وسرقتهن بالإكراه. وجرى خلال التحقيقات الاستماع إلى 52 شاهدا بخلاف خبراء مصلحة الطب الشرعي ومصلحة الأدلة الجنائية والجهات الأمنية.

وقالت التحقيقات إن «أحد الجناة هدد إحدى السيدات باختطاف طفلتيها منها إن لم تسلم نفسها لهم، حيث جردوا المجني عليهن من السواتر وهتكوا عرضهن بالقوة، وضربوهن بقسوة، وسرقوهن بالإكراه، حتى تمكنت قوات الشرطة والمواطنين من إنقاذهن والقبض على المتهمين».

وأثبتت تقارير الطب الشرعي أن إصابات المجني عليهن تنوعت بين الجروح التهتكية في مواطن العفة، والحروق، والسحل، والعض الآدمي بأثداء المجني عليهن ومؤخراتهن، والقبض العنيف بالأيدي والأظافر.

الشرق الاوسط

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..