ما عند الشباب بعض بضاعتنا
زاوية حادة
ما عند الشباب بعض بضاعتنا
جعفر عباس
كان جيلنا محظوظا لأنه نال تعليمه في عهد كان فيه التعليم خالصا لوجه المعرفة والتنوير وليس البرمجة والفرمتة لإنتاج جيل ببغاوي يسبح بحمد الحاكمين بأمرهم، ولكن ذلك لا يعطينا الحق في التعالي على جيل الشباب وان ننهال عليه بالسباب: جيل (بتاع) فارغة، فلو أن جيل الأبناء سطحي وهايف، فالعتب على جيل الآباء، وهو ما تلخصه أبيات الشعر التالية:
مشى الطاؤوس يوما باختيال *** فقلّد شكل مشيته بنوه
فقال علام تختالون؟ قالوا *** بدأت به ونحن مقلدوه
فخالف سيرك المعوج واعدل *** فإنا إن عدلت معدلوه
أما تدري أبانا كل فرع *** يجاري بالخطى من أدبوه
وينشأ ناشئ الفتيان منا ** على ما كان عوّده أبوه
وأنا متفق تماما مع الرأي القائل بأن الكثير من شبابنا سطحيون ولا يعرفون طريقة لتبديد الوقت سوى في الصياعة والصرمحة، وأن معظمهم يعاني من كدمات في الرأس بسبب الشواكيش التي كانت من نصيبه في «كذا علاقة حب»، وبالمقابل فإن جيلنا كان منضطبا سلوكيا لأن المدارس كانت تتولى خمسين في المائة من مهام تربيتنا بينما كانت الأسرة والمجتمع تتولى مسؤولية ال50% الأخرى، في حين ان مدارس هذا الزمان مجرد سجون مؤقتة تحبس الصغار والشباب لساعات يتغذون خلالها على التبن (أنظر حال دفاترهم وكتبهم المدرسية وستتفق معي على أنها تبن شكلا ومحتوى).. وإمعانا في الاستعلاء على جيل الشباب يستشهد جيل الديناصورات بمحتوى الأغاني التي يرددها شباب هذا الزمان ويصفون تلك الأغاني بالهبوط والإسفاف والسوقية، ويترحمون على الأغاني الهادفة بتاعت أيام زمان.. واعترف بأنني اطلع كيت كلما شهدت مناسبة فرح يغني فيها المطربون والمطربات الشباب ولا أفهم ? ومش عايز أفهم الكلمات التي يرددونها وسط قرقعة مفاتيح الأورغن، وأتعامل مع أغنياتهم فقط ب»الصدفة» وأجد نفسي أحيانا منجذبا الى بعضها القليل (كان أخونا عبد الباسط سبدرات ? وكنا نقيم سويا في غرفة واحدة في داخليات البركس بجامعة الخرطوم وثالثنا مكاوي عوض المكاوي وكلاهما صار وزيرا بينما لم يحدث أن فزت حتى بمنصب وزير عريس- المهم كانت عنده قراءة شعرية في الجامعة وبعد انتهائها التقى زميلة وسألها ما إذا كانت قد حضرت الأمسية الشعرية فقالت له: الشعر عندي زي الطحنية.. ما بفتش ليها، لكن لو لقيتها قدامي ما باباها/أرفضها).
تعالوا معي في إطلالة سريعة على الأغنيات التي كانت رائجة في الجلسات المغلقة للكثيرين من جيل الآباء: أسيب الورشة السكة حديد وأفتح مدرسة كمبوني!! ودو الجنوب قال ما بتوب.. أحي أحي، أنا الله لي..قدمت ليه الميرندا أحرجني قال عايز فانتا.. إن كنت خايف من بابا ده بابا قاضي محكمة.. يا هناي جيناكا وجينا نسحسح بوراكا.. هاك قلبي لقميصك أعملو زراير/ والطريق ساهل جدا.. ويا الماشي لباريس/ جيب لي معاك عريس من هيئة التدريس .. وهناك نماذج أخرى لو أوردتها هنا لتعرضت لاجتياح فيروس الرقيب كمبيوتري
نعم معظم ما يسمى بغناء البنات وما يردده بعض المغنواتيين الشباب ينضح ركاكة في اللغة والمحتوى، ولكن أتحدى من يأتينا بربع بيت منه فيه كلام عن الكفل الذي يعلو ويهبط، أو النهيد الرمان والشفة الكرز.. بل أشك في أن يعرف 50% من جيل الشباب معنى «الكفل».. والشاهد: إذا قال ديناصور إن غناء الجيل الجديد هابط فالرد هو: بعض ما عندكم وورثناه عنكم.. ولا تنسوا أن جيلنا حظي بتطوير الحس الموسيقي في حصص الأناشيد التي كان المعلمون يشجعوننا على التنافس على تلحينها وأدائها، وفي حلقات الذكر والمديح «الصادق» المعتمد على الموهبة في الصوت والأداء، وليس المديح التجاري بالأورغن وعدة الحدادة المصاحبة له.. وسمعت أن بعض مغنواتية هذا الزمان يسألونك: عايز مديح وللا غنا؟ فتطلب منهم الغناء ويدخلون في موجة: «ووب علي» التي لا تليق بمادح!! ثم هل أوصلنا لجيل الشباب: صه يا كنار.. المجد للوطن هذا نداء الجيل.. النيل العذب هو الكوثر؟ لا، فمنذ نميري والجيل الصاعد يُرْغَم ويُجْبَر على ترديد أناشيد التمجيد لمن مسخوا القديم ولم يأتوا بجديد.
الراي العام
أتفق معك تماماً ونحن طبعاً الجيل البعدكم بجيلين على ما أعتقد والمشكلة إن الأغاني التي ذكرتها قد رددها فنانين لهم وزنهم ولا أحد قدر أن يتكب في صحيفة الصحافة أو الأيام عن هذا السفور ، وحتى أستاذنا حمد الريح لم نسمع عنه أنه تكلم معهم أو عاتبهم بحكم أنه من المروجين لأن الشباب بيأتي بأغاني ركيكه ، وكمان لا تنسى أستاذنا أبو الجعافر أن جيلكم هو جيل الحكومات التي درستكم وسكنتكم وعالجتكم وبتسفركم لأهاليكم عند الإجازات وأنا جيلي قد يكون حصل جزء ليس باليسير من هذه الإمتيازات لكن الجيل الذي تتكلم عنه أنه محروم من كل شئ. وأكيد أنتم السبب عملتوها كلها تحزب ومعارضة يا وزير يا معارض هذا الذي إستفدناهو منكم.
وشهد شاهد من أهلها ,, وأى شاهد !! قلم لا يشق له غبار ..
وأزيدك من الشعر بيت ,, جيلكم هو من أنتج لنا عبود ونميرى والبشير !! وأنتج لنا قبلهم بائعوا الديمقراطيات فى سوق نخاسة السياسة الصادق والترابى !! وانتج لنا تعليماً كسيحاً بعد أن نهلتم من معينه الصافى ومن أساتذة قامات شاهقة وداخليات لو سكن فيها مصاب بالتخلف المنغولى لصار درة زمانه علماً ومعرفة !!!
انتم أستاذى الفاضل نتاج سياسات رشيدة حاذقة بيد المستعمر ,, ونحن نتاج سياساتكم وتخبطكم الأعمى ,, فهنيئاً لنا بكم ,, وهنيئاً لكم بؤس غرسكم !!
سلام يا صديقنا ابو الجعافر وان شاء الله واحد من المعقبين فهم كلامك و لو اننى اشك فى ذلك
تحياتى لك
و الله يا عمو ابو الجعافر كلامك كلو عايز translation:cool: :cool: :cool: :cool:
هل كانت هذه الأغاني الركيكة تبث عبر أجهزة الإعلام وتدخل كل بيت مثل ما يحدث الآن أم كانت تغنى دكاكينياً.
يا رجل اتقي الله أنا شخصياً لم أسمع بهذه الأغنيات الهابطة والآن تنتشر الأغنيات الركيكة مع ندرة الأغنيات ذات الكلمات والأشعار الراقية.
الى دابي الكر
لو كان في اصلا وسائل اعلام الزمن داك كان سمعتها..لكن كلو عبارة عن راديو امدرمان وتلفيزيون امدرمان اللي بيبدا الساعةاربعة وينتهي اربعة وربع..ارحم نفسك يا عمناوتحياتي للكاتب القدير (ذو الكفل)