خواطر حول الدولة المدنية

خواطر حول الدولة المدنية (1)
منى بكري أبوعاقلة
[email protected]
حرية الفكر والمعتقد
هذه محاولة متواضعة تعبر عما يدور بخاطري، متلمسة أفكار تؤسس لفهم نظري وعملي لما يعرف بالدولة المدنية، حاولت أن استقي عبره، بعض الفهم من آيات القرآن الكريم، وما أسسه الرسول (ص) في دولة المدينة المنورة والتي أعتبرها أساس داعم وغني بالنظرية والتطبيق يصلح كأساس مرجعي. وبما أنه ليست هنالك نظرية سياسية اسلامية متكاملة لأستند عليها، إلا أنني سوف أستشهد ببعض أفكار وممارسات تصلح لوضع أساس معرفي وتطبيقي للدولة المدنية.
بالرجوع للفهم الصحيح للدين وبالنظر لفعل الرسول (ص) في دولة المدينة المنورة، نجد أن الحرية هي أصل في الدين، وأن الله تعالى جبّل الناس على حرية الاختيار دون إكراه فيما يؤمنون ويعتقدون، (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) بل اعطى الله حرية الكفر للناس، وأن كل انسان له مطلق الحق فيما يعتقده ويراه دون إكراه من احد، فله الحق في إختيار مواقفه ومفاهيمه حسب ما يشاء، لا قيد عليه، أو تدخل بتوجيه من سلطة عليا أو قانون. وكان هذا مبدأ أساسي ثبته الرسول (ص) في دولة المدنية، حيث أن الحرية تعني حرية الفرد وعدم الاعتداء على الآخرين وهذا ما يمثّل بحدّ ذاته احترامًا حقيقيًا للآخر واعترافًا بحريته وحقوقه.
وبهذا أسست دول المدينة لمبدأ تعدد الأديان والمعتقدات، وأنه ليس هنالك موقف واحد هو الذي يًفرض ويجب أن يُتبع ويسير عليه كل الناس، ولم يكن هنالك فرض لدين واحد على دولة المدينة، كما ليس لأحد إنكار ومصادرة غيره، لأنه يحمل معتقدات دينية مغايرة ومختلفة، أو لأن له مواقف فكرية مختلفة، فيبيح بذلك اعتقاله وتعذيبه وسجنه وقتله. يقول الطباطبائي في تفسيره (الميزان): (وفي قوله تعالى: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) “نفي الدين الإجباري، لما أن الدين وهو سلسلة من المعارف العلمية التي تتبعها أخرى، عملية يجمعها أنها اعتقادات، والاعتقاد والإيمان من الأمور القلبية التي لا يحكم فيها الإكراه والإجبار “.
ساهمت دولة المدينة في التآلف والانصهار حيث كان هنالك تعايش وانسجام بين المجموعات المختلفة من قبائل وأعراق وأقليات يهودية ومسيحية، حفظت لهم حقوقهم في ممارسة شعائرهم وممارسة أعمالهم التجارية وحقوق التملك وغيرها، في ظل ما يشبه أو نعرفه اليوم ب(الدولة المدنية أو المدينية). ومنحوا حرية الاعتقاد في ممارسة شعائرهم الدينية، ” ولو شاء ربّك لآمن مَن في الأرض كلّهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ” فمنع الله رسوله بألا يكره الناس على الايمان، لأن الايمان تمثله قناعة الفرد نفسه دون إكراه. وانتقلت الخلافة الاسلامية بعد الرسول (ص) إلى الخلفاء الراشدين من بعده، وفق نهج تشاوري تراضى عليه الصحابه وقتها.
أول فتنة تشهدها الدولة المدنية بعد استشهاد الخليفة الثالث، عثمان بن عفان، واستلم علي بن ابي طالب الخلافة بمبايعته من قبل جمع من الصحابة ورفض وقتها معاوبة بن ابي سفيان مبايعة علي بن أبي طالب تذرعا بضرورة القصاص أولا من قتلة الخليفة عثمان مما أدى إلى فتنة بين المسلمين ومعارك بين الجانبين، واستمر علي بن ابي طالب في الحكم لمدة خمسة اعوام. وبعد اغتيال الخليفة علي بن ابي طالب تمت البيعة لابنه الحسن بن علي، الذي قضى ما يقارب السبعة أشهر في الحكم قبل أن يتنازل عن الخلافة لمعاوية بن ابي سفيان، حيث عمل الأخير على التوصية بالخلافة – خلال حياته – لابنه يزيد بن معاوية. وبعد وفاة معاوية أصبح ابنه يزيد هو الحاكم الجديد مما أدى إلى رفض بعض الصحابة من ضمنهم الحسين بن علي لذلك الأمر وبعد وفاة يزيد تولى ابنه معاوية بن يزيد مقاليد الحكم وراثيا.
وبذا أصبح الحكم وراثياً ينتقل من الأباء للأبناء، وظهرت الفتن ونشبت معارك قادها الحجاج بن الثقفي انتهت باستشهاد الخليفة عبدالله بن الزبير، لينتهي بذلك الأمل في عودة الخلافة إلى منهج يتراضى عليه المسلمين. وبشكل عام تعتبر بداية تولي معاوية بن ابي سفيان هي بداية نهاية الخلافة وتحولها لملك عضوض وحكم وراثي منحصر في أسر حاكمة تتنافس فيما بينها على الحكم، مما أفضى إلى الدكتاتورية التي بدورها أصبحت سمة المسلمين وجوهر كل تجاربهم في الحكم التي ما تزال تغذي حكام اليوم.
ونتيجة للاختلاف الغير ممنهج فكرياً، ظهرت مواقف فكرية وعقائدية متشددة وشهدنا حروبات وتنازعات وانقسامات لفرق وطوائف عديدة. ومنها ما شهدناه من تجارب للدول التي تدعي تطبيق الشريعة الاسلامية أنها تؤسس لدين واحد فقط وهو الدين الاسلامي وتتنكر لما عداه من أديان ومعتقدات وحقوق لأقليات يجب ان تُصان وتحفظ، وهم بهذا لا يطبقون نهج الاسلام بل يطبقون الإسلام السياسي الذي يحاول فرض سيطرته على الناس كافة واستغلالهم باسم الاسلام. وما رأيناه من إباحة دماء الآخر واستحلال قتله، ونفيه وإبعاده، نسبة للخلاف في الرأي والمعتقد والفكر، والذي يعد بدوره سبباً كافياً وحجة قوية لحكامنا المسلمين لقتل شعوبهم باسم تطبيق الاسلام والاسلام بريء مما يفعلون.
أرى أنه بالنظر المصوب لأصل الدين والمعتقد وبالرجوع للتجارب العملية لدولة المدينة، نقول أن حرية الفكر والمعتقد تم التأسيس لها، ولا أجد هنالك خلافاً بينها وبين العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية و الاعلان العالمي لحقوق الانسان فيما يخص حرية الفكر والمعتقد. فقد ورد في المادة (18) من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية (1) لكل إنسان حق في حرية الفكر والوجدان والدين. ويشمل ذلك حريته في أن يدين بدين ما، وحريته في اعتناق أي دين أو معتقد يختاره، وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم، بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حدة.
ونواصل
موضوع جديد وغير مطروق ويستحق الوقفة والاشادة في التناول. في الحلقات القادمة أتمنى ان تركزي على التطبيق العملي مع عمل مقاربات تطبيقية أكثر حول المعايير والقوانين العالمية وما الذي يجب ان تفعله الدول الاسلامية حتى تتمكن من التطبيق الصحيح المراعي للقوانين العالمية.
شكرا كثيرا الاخت منى ابوعاقلة على الموضوع الجيد والذى بلاشك اصبح ملحا ، فى ظل التغيرات العربية التى تبشر بجماعات واحزاب اسلامية على دفة الحكم او المشاركة السياسية المؤثرة ، وبما أننا فى السودان الشقيق شربنا من كأس الدولة الدينية كدرنا وطينا ، فمن باب المسئولية الاخلاقية أن نكشف لغيرنا من ابناء الأمة العربية (الاسلامية) خطورة التفكير الاحادى ومغبة الفهم الأقصائى الذى رسخه الفقه الاسلامى منذ حادثة السيقفة حيث ظهرت النعرات مرة أخرى واختلف المسلمين حول الامامة والتى تعنى بلغتنا الآنية الحكم والحكومة .
بلا شك اثمن لك موقفك من الدولة المدنية ، وأعضدد على الآيات القرآنية التى اشتهدت للتأكيد على مبدأ حرية الاعتقاد فى الاسلام من خلال آيات قرآنية واضحة الالفاظ وسهلة الاستيعاب وحاسمة المعانى ، واعيب عليك عدم الالتزام بتوضيح رقم الآية واسم السورة حتى يستطيع من اراد أن يرجع الى المصحف الكريم للتأكد من صحيح الآية .
موضوع الدولة المدنية أو الدولة الدينية موضوع طويل وذو ابعاد وتشعبات ادى الخوض فيها الى استشهاد الكثيرين ، وأشهرهم فى القريب البعيد فرج فودة (مصر) ، ومحمود محمد طه (السودان) وهناك الكثيرين من المفكرين الذين تصدوا للفقه والتفسير والسيرة النبوية بغرض فك طلاسم الفهم المركب لدى الجماعات الاسلامية بخصوص الدولة الدينية او المدنية وبخصوص اثبات مبدأ حرية الفكر والاعتقاد وحرية الايمان او الكفر امثال نصر حامد أبوزيد و نيازى عز الدين و صادق جلال العظم وسيد القمنى والصادق النيهوم واخرهم محمد شحرور وعدنان الرفاعى وأخرين ايضا .
كما انصك بقرأة كتاب المرحوم جمال البنا (الحرية فى الاسلام) فلقد تناول كل أية استرشدت بها بالتحليل والشرح ، وعلى الرغم من المرحوم هو حفيد حسن البنا زعيم كيزان مصر الا ان حفيده ، بعد اصدرات عديدة له تقليدية وغير حاسمة اصدر الكتاب المذكور (الحرية فى الاسلام) حاسما قضية حرية الاختيار بين الايمان من عدمه ، وبالتالى قدم مرافعة افتقدها الشهيد محمود محمد طه الذى مات وهو مؤمن بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر والقضاء شره وخيره .
فيا أخت منى ابوعاقلة اتمنى أن تكون بدايتك هذه ، بداية جيل بدأ يعيد النظر فى كل المسلمات الى ورثناها والتى شكلت ملامحنا الفاشلة منذ زمن بعيد .
هيما جبرا
hemajara548@gmail
عصابة المؤتمر المجرمة الفاسدة يضاردهم عب أثقال الماضي علي مارتكبوة من الموبقات التي تسبب لهم عقداً نفسية تلاحقهم من وقت إلي أخر .. فعندما يتذكرون ماضيهم يشعرون بالضعف ولكي يصرفوا الناس عن ماضيهم يتشددون في مواقفهم ويغالون في عبادتهم ويتطرفون في أفكارهم ودافعهم في كل ذالك هو أن ينسوا الناس ماضيهم المنحرف ويكونون أسري للهواجس فلا يصلحون للحوار .. فشرط المحاور أن يكون معتدل المزاج متجرداً ولو فهمت عصابة المؤتمر الوطني الإسلام فهما صحيحا لأدركو أن التوبة تجب ماقبلها والذي يجري في السودان الأن من إرهاب وقمع وبطش وتسلط علي رقاب الناس منذ العام 1989 المشؤم خير دليل علي ذالك بأن الحكام في وقتنا الحالي ماهم إلا عصابة تملك المال والسلاح والشواذ من الجال والنساء لتحقيق مأربهم وحسابهم سوف يكون عسيراً إن شاء اللهأمام الخالق عز وجل.لذالك حرص الإسلام علي وجوب توفير مناخ الحرية والأمان والتفاؤل لأن المناخ السليم ظلة يولد الإبداع والاعتدال في المواقف الوسطية في الأفكار فمناخ الاستبداد والخوف أسواء وأخطر عدو للانسان لأنه يفسد الأمزجه ويشوه الطبائع ويشوش التفكير.عصابة المؤتمر الوطني الشاذة غير مستعدة لقبول الرأي الأخر بل يعتبرون كل من خافهم عدو فلو أراد الله سبحانة وتعالي لأحد من البشر ن يتسلط لكان الأولي بذالك رسول الله صلي الله علية وسلم غير أن الله عز وجل قال له لست عليهم بمسيطر وقال وقل الحق من ركم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر( الغاشية 22 والكهف 29) فهذه النصوص تؤكد حرية الإنسان وتنفي أية وصاية علية وتبين العقيدة ل تكون بلإكراه وإنما بالإيقناع واختيار الإنسان الحر هوماتقتضية عدالة المحاسبة. توب إلي الله ياالبشير إنت وعصابتك ودعوة المظلوم مستجابة وشوف في كم زول وكم مرة في اليوم بشتكوا لربهم وأضربها في الكم مليون .شفاك الله .
موضوع جيد لا شك،
قبل التوقيع على بيعة العقبة الاولى لاول واصغر دستور على الاطلاق، والذى كان البداية لانطلاقة دولة المدينة المدنية ، مر العديد من الناس بمراحل عدة فى مدرسة طال عمرها الثلاثة عشر عاما ، لم تكن دروسهم تعنى بكيفية الادارة او التعامل مع الناس والدول المجاورة ، بل اقتصرت مناهجها على العقيدة كأساس لا بد منه لصياغة قادة الدولة المدنية مستقبلا ! بعد ان شملت العقيدة كيانهم واصبحوا مهيئين للخطوة التالية كانت الحوجة للارض التى ينطلقون منها ، أى ارض لأنها كلها لله ، لم يرفضوا التخلى عن المكان الذى ولدوا فيه لانه لم تعد لعصبية المكان واللون واللغة موضعا لديهم… انصهروا مع اهل المدينة غير المتدربين وصاروا يعلمونهم مما تعلموا، حينها فقط جاءت التشريعات التى تحولت لواقع !
أى محاولة لخلق دولة مدنية شبيهة بتلك النموذج ستبوء بالفشل لاتخاذها خطوات بديلة ، وستذهب جفاء كالزبد ,ويبقى النموذج الاول كالذهب لانه ينفع الناس.