الحوار السودانى الموؤود

أسماء الحسينى

على كثرة المآسى والنكبات فى بلادنا العربية، يظل للتطورات الجارية فى السودان خطورة بالغة، حيث أدت إلى تقسيم وتمزيق البلد إلى شطرين غير متوافقين فى السابق، وتهدد الآن بتفجير الكيانين الجديدين وتفجير المنطقة معهما،

مالم يكن هناك خطوات جادة وحقيقية لوقف هذا الانهيار الكارثى فى كلا الدولتين. وأى مراهنة على حلول سطحية لأزمات عميقة مزمنة لن يكون مجديا، لا أنسى أبدا الانتخابات التى أجريت فى السودان عام 2010 ، قبيل اشهر معدودة من استفتاء انفصال الجنوب، أنفقت الحكومة السودانية وقتها أموالا باهظة ، لكى يتنافس حزب المؤتمر الوطنى مع نفسه فى الشمال فى انتخابات هزلية غابت عنها المعارضة، وأخلى فيها الجنوب للحركة الشعبية ، يومها كتبت ” انتخابات عمقت الانقسامات ، ولن تواجه التقسيم المقبل” ، واليوم يواجه السودان ذات الموقف بمخاطر أشد وأخطر من ذى قبل، واستمرارماتبقى من البلد موحدا على المحك، ومن عجب أن يستمر القائمون على الأمر فى الخرطوم فى السير على ذات المنوال، وكأن شيئا لم يكن ، وكأنهم ما أضاعوا وحدة البلد ، ولا أهدروا فرصا للتلاقى والوحدة الوطنية ، ووقف العنف الذى أزهق الارواح ودمر البلد وضيع الموارد.

والمشكلة الحقيقية لدى الحزب الحاكم فى السودان أنه يريد حوارا وتوافقا بمقاييسه الخاصة وعلى أرضيته، وهو مايقود فى النهاية إلى حلول شكلية وغير مجدية

ولايوجد أمل حتى الآن بإمكان إنقاذ الوضع فى السودان طالما استمر نظام الرئيس السودانى عمر البشير يمضى قدما فى سياساته التى قادت إلى نتائج كارثية، ورغم دعوته وحديثه عن حوار للتوافق الوطنى، لايبدو أى مؤشرات جادة عليه، بل هناك إجراءات معاكسة لما يعلن عنه، من تقييد للحريات والصحافة والسماح بالإعتداء على المخالفين ، ووجود الميليشيات فى الخرطوم واستمرار القتال والفوضى والأزمات الإنسانية فى أنحاء البلد، واعتقال للقيادات السياسية، وآخرهم مريم الصادق المهدى وإبراهيم الشيخ ، وقبلهم السيد الصادق المهدى رئيس حزب الأمة الذى قال مؤخرا “إن الحوار مع حزب البشير تم دفنه بمقابر الخرطوم”.

الاهرام

تعليق واحد

  1. المطلوب من مصر فضائية سودانية حرة كما قدمت للعراقيين اربعة فضائيات وتحدد حكومة مصر موقفها من نظام لاخوان المسلمين في السودان من الان….من اجل مستقبل افضل للبلدين

  2. كثروا خيآلآت المآته وصار معهم بنات أجنبيات يكيدون للسودان والسودانيين.اللهم ألحقهم بفرعون بما يفعلون للسودان والسودانيين من قتل وتدمير وتشريد.

  3. العلاقات المصرية السودانية في الميزان .. بقلم: عادل الامين طباعة أرسل إلى صديق

    الإثنين, 26 أيار/مايو 2014 16:39

    عادل الامين*

    الحق اولى ان يتبع
    قال ابيل الير في كتابة “التمادي في نقض المواثيق والعهود”((ان بعض المصريين يظنون أنهم أكثر ذكاءا من السودانيين وبعض السودانيين يظنون أنهم أكثر ذكاءا من الجنوبيين))”
    قال السيد عبدالرحمن المهدي”الأسطورة” على السودانيين إتباع السايس-الانجليز والكومونولث وليس الحصان -مصر…وذهبت نصيحته الثمينة أدراج الرياح لا وصلت مصر ولا وصلنا معها وضيعنا ديموقراطية وستمنستر …
    وجاءت النخبة السودانية وإدمان الفشل ببضاعة خان الخليلي المصرية (الناصريين+الشيوعيين +الإخوان المسلمين”…لينحرف مسار الدولة السودانية الى الحضيض وتمسخ العلم والشعب والارض ..
    في قلة من المصريين الأذكياء والشجعان يحترمون السودان وشعب السودان من أمثال السيد حمدين صباحي -قال في الحرة في انتخابات 2011 من أولوياته السودان والفنان يحي الفخراني-مسلسل خواجة عبد القادر
    الفريق معاش السيسي وخطابه المتغطرس- يشكل امتداد لمصر الانتهازية والعلاقة الشائنة والقائمة على الابتزاز من الخديوية 1821 وجلب الذهب والعبيد في السودان ومرورا بعبد الناصر وإغراق المدن السودانية بواسطة السد العالي دون احترام مشاعر الشعب السوداني(استفدنا من السد العالي شنو؟؟) واخيرا حقبة مبارك والبائس أبو ألغيت وزير الخارجية وابتزاز نظام البشير بسبب محاولة اغتيال حسني مبارك الفاشلة والتغول على الأراضي السودانية حتى داخل العمق السوداني وتملق النظام المصري من الكثيرين..من نوع المثقف المستلب “أب شريحتين”..ونحن لسنا ضد مصر كشعب وجارة عزيزة ولكننا ضد الهيمنة الفكرية والثقافية والحضارية والمسخرة المعلنة أيضا..مصر دولة والسودان ايضا دولة قائمة بي ذاتا…..
    وانصحوا المصريين”النخبة” يا اواسيج الخديوية السودانيين من جالبي ومروجي بضاعة خان الخليلي في السودان عبر العصور قبل يوم التغابن إنهم يعملوا ((ملتقى فكري ثقافي مصري سوداني)) أو حتى في فضائية العربية والبي بي سي التي يهيمنون عليها لمناقشة مستقبل البلدين وعندهم 80 فضائية تنعب في الفضاء وتتمسخر على السودان والسودانيين إلى يومنا هذا والسودان يعاني من أزمة المنابر الحرة فقط..
    **
    العلاقات المشينة والانتهازية الموثقة عبر العصورمن1821 مصر الخديوية وتجارة الرقيق ونهب الذهب الى يومنا هذا2014 يجب مراجعتها تماما وتحت الضوء-الفضائيات-
    وإضعاف السوداني في مخيلة النخبة العربية المأزومة من المحيط إلى الخليج بان السودان بقعة جغرافية تقع جنوب خط22 يسكنها الكسالى والأغبياء و يجب ضمها إلى مصر الحضارة والمنارة أيضا لن تجدي..والسودانيين هم من بنو دول الخليج فقط لا نتفشخر-حتى تمساح مشجع المريخ شالتو الأمارات يشجع فريقا في كاس العالم 1990
    توجد حضارة سودانية ومحترمة جدا جدا في السودان وموازية تماما للحضارة المصرية ويوجد سودان قديم جدا ويوجد فكر سوداني وثقافة سودانية وإبداع سوداني ومبدعين سودانيين مغيبين غير بهنس الذي مات تشردا في شوارع القاهرة…ونحن في عصر العلم والمعلومات عصر
    مهما تكن في أمريء من خليقة إن خالها تخفى على الناس تعلم
    وحتى تستقيم العلاقات المصرية السودانية وبأسس جديدة..((وتاني ما في زول بيرقص ويغطي دقنو))

  4. هاكي السم ده

    المقالات
    السياسة
    الدور المصرى فى ؤاد الحوار السودانى!!
    الدور المصرى فى ؤاد الحوار السودانى!!
    08-13-2014 10:57 PM

    هذا ردا على مقال الأستاذة أسماء الحسينى بالاهرام (الحوار السودانى الموؤد) لانملك غير أن نشكر الأستاذة على اهتمامها بالشأن السودانى مؤخر بطريقة محايدة بعيدا عن الطريقة التى أتبعها كثير من متخصصى الشأن السودانى من الأخوة المصريين،والتى كانت قلبا وقالبا مع النظام الحاكم فى السودان حسب توجهات الدولة المصرية من واقع مصالحها قصيرة المدى والتى حققتها فى ظل وجود هذا النظام (العميل) والذى تعلم الأستاذة وزملائها من المتخصصين والنخب مدى عمالته وانبطاحه واستغلاله من قبل كثير من دول الجوار على رأسها مصر رغم علمها بخطورته الاقليمية،ولعل الشاهد فى الأمر هو ثورة 30 يونيو التى أيدها معظم المصريين والتى لم تحتمل وجود الاسلامويين على سدة الحكم أكثر من عام رغم أنهم جاووا بصناديق الاقتراع وليس بانقلاب كما فى الحالة السودانية التى أستمرت لأكثر من عقدين ولازالت ،ولعل الانتخابات التى تحدثت عنها الأستاذة فى مقالها،قدمت لها مصر فى عهد مبارك دعما لوجستيا غير محدود وعلى أراضيها من خلال مكتب الحزب الحاكم فى السودان بمصر،والذى جاء بهدف تصفية المعارضة السودانية بمصر وملف اللاجئيين السودانيين بمصر والذى كان يؤرق منام نظام الخرطوم العصابى الاسلاموى فنجح النظام فى حشد الجالية وشق صفوف المعارضة بمساعدة مصر وتهميش ملف اللاجئيين السودانيين بأراضيها،ولعل أكبر داعم فى مصر لفرع الحزب الحاكم السودانى على أراضيها كان هو مركز الدراسات الاستراتجية بالاهرام بقيادة الباحث والداعم الرئيسى والمسوق الأكبر لنظام الخرطوم (هانى رسلان) حتى أطلق عليه فى مؤسستكم الموقرة لقب (سيف الانقاذ المسلول)،ورغم أن السودانيين تعشموا خيرا فى التغيير الذى حدث فى مصر وسعدوا به أيما سعادة أملا فى أن مصر ستغير سياساتها السابقة تجاه السودان،الا أن الأيام والمواقف أثبتت أن مصر لازالت تتبع نفس السياسة تجاه السودان رغم التقاطع الذى حدث بين النظامين فى تعاطف الخرطوم مع اخوان ،ومطاردة القاهرة لهم حتى حدود السودان .
    مصر فتحت أذرعها وحضنها للمعارضة العراقية ومن بعدها السورية ،ووقفت موقف غامض مع المعارضة السودانية بدأ بالتجمع الوطنى مرورا بالحركات والجبهة الوطنية العريضة وغيرها حيث تسمح لهم باقامة فعاليات دون تسليط الضؤ عليها أو حتى مجرد الاشارة لها فى الصحف المصرية وغيرها من وسائل الاعلام التى تنقل معأناة العراقيين والسوريين والفلسطنيين وتتجاهل الشعب السودانى،وكأن بها تشجع على استراتجية تفتيت السودان لشىء فى نفس يعقوب لايخفى على كثيرين من الشعب السودانى.
    وحتى لاأطيل عليكم وعلى الأستاذة أسماء أود أن أطرح عليها بعض الأسئلة خصوصا وأننا كثيرا ما تجادلنا معها قبل سنوات حين كانت تتعاطف مع نظام الخرطوم دون قصد حتى أتضحت لها الصورة والرؤية بعد ذلك ورغم اتضاح الرؤية لها وللكثير من الأخوة المصريين من شجيعة نظام الخرطوم فى أجهزة الاعلام لماذا لاتريد مصر أن تقدم المساعدة للمعارضة السودانية كما تقدمها لأشقائها من الشعوب العربية؟؟
    لماذا يتجاهل متخصصى الشأن السودانى والافريقى والنيلى وكثير منهم من الكتاب والصحفيين ولهم منابرهم الاعلامية أن يتناولوا الشأن السودانى كما يتناولوا الشأن العربى؟؟
    أم أن هذا هو الاطار الأمنى الذى تضع فيه مصر السودان شعبا ووطنا ونظاما حاكما ومعارضا حتى تحقق بعض المكاسب حتى لو كلفها ذلك خسارة الشعب السودانى بأجمعه؟؟
    وهل تأمن مصر لدغات نظام الخرطوم من ايوائه لعناصر نظام الأخوان المصريين الفارين عبر قطر الخطر ،فى سبيل مكاسبها التى لاتتفوق على الخطورة التى يمكن أن يشكلها لها هذا النظام؟؟
    ولعل الأستاذة أسماء اذا كانت يدا فهى لوحدها لاتصفق رغم كثرة الأيادى المصرية التى تصفق لنظام الخرطوم وهو يقتل شعبه ويشرده وهى تدعمه بأنه يحارب الأمبريالية كما صدمنى عدد كبير من مثقفى مصر فى نظرتهم لنظام الخرطوم العصابى.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..