حسن مكي : المهدي يسعى لكسب السلطة السياسية.. والآن يضع حزبه في دفة الحكم

الخرطوم – عزمي عبد الرازق، تصوير – حسام النيل
عتبة أولى:
** معروف للناس.. كل الناس.. جريء.. فريد الطباع.. كثيف الحضور.. يقول كلمته ولا يبالي.. اختط نهجا في حياته يجنبه الملامة، وآخر عهده بالعمل التنظيمي مؤتمر شورى المفاصلة، ليصبح بعدها مُنظِّراً، وقبلها منذ أمد باحثاً في شؤون القرن الأفريقي، أستاذاً جامعياً، ولكنه لا يريد أن تتلبسه حالة “ستالين” وهو محاط بالصولجان.. ولا حتى حالة “تروتسكي”، فيُحمل إلى المنفى على متن قطار الخيانة، هو حسن مكي وكفى، لا يشعر بأن ثمة منصب رفيع في الدولة ليتقلده، ويبرر ذلك بأن الناس لا تعرف من هو الحاكم في زمن أبو حنيفة.. ولا حتى رئيس وزراء عهد حسن البنا؟ قدم إفادات جريئة.. ولوم بدموع ساخنة لتجربة الإسلاميين في الحكم، هو كزرقاء اليمامة، دائماً يرى شجراً يسير، حسبه أنه يستشرف المستقبل بقرون استشعار رهيبة.. جلسنا إليه في مكتبه بجامعة أفريقيا ونحن نقلب بعض الأوراق، مستقبل الرئيس، محنة البلد، الحوار الوطني، إعلان باريس، صمود غزة، ما انطوى على فعله الترابي، كل هذه القضايا كانت تحت مجهره الفاحص، لننظر إلى ما قاله الخبير الإستراتيجي ومدير جامعة أفريقيا السابق.. الدكتور حسن مكي.
* من هو حسن مكي؟
– في إطار البحث عن الهوية والهواء أنا ابن نازح.
* أولم تهتد بعد؟
– ابن النازح يحاول أن يثبت وجوده، إذا وجد البطانية بحث عن الراكوبة، وإذا وجد الراكوبة بحث عن الذكر، وإذا وجد الراكوبة والذكر حاول أن يطبّع علاقته مع الناس.
* ولكنك لم تغادر جامعة أفريقيا على الإطلاق؟
– مثلي حينما يستقر يحمد الله.
* آخر عهدك بالعمل التنظيمي؟
– مؤتمر شورى الحركة الإسلامية الذي جرت فيه المفاصلة.
* لم تمردت عليهم منذ تلك الفجيعة؟
– شعرت بنكتة العربي المعروفة الذي رأى الهلال، وعندما منحوه الجائزة قال ذاك هلال آخر.
* المقاربة شنو من الطرفة دي؟
– زي الحوار، الناس قالوا الحكومة انفتحت بالحوار وماشه تمام، قامت قالت ليهم هناك في حوار مجتمعي تاني.
* تقريباً.. لم أفهم ما تود قوله؟
– الواحد شعر بالفرق الشديد بين السياسة الشرعية والسياسة العملية، فالسياسة الشرعية تبحث عن مصالح الناس في إطار الثقافة الإسلامية، العدالة والحرية.
* والسياسة في السودان؟
– السياسة في السودان تبحث عن أشياء أخرى.
* في العادة.. ألا تأتيك دعوات لحضور مؤتمرات الحركة الإسلامية؟
– تأتيني.
* بأي صفة؟
– طبعا ما عدت عضوا في الحركة الإسلامية، ولكنني أقابل كل فعاليات وقيادات الحركة الإسلامية.
* هل أنت مكلف بدور محدد؟
– لا لا.. مافي عمل موكل إلي، ولا عندي ادعاء كبير بأنني من قادة الحركة الإسلامية ولا في عضويته، ولكنني الآن أحاول التصالح والتطبيع مع المجتمع السوداني والمسجد والصحافة.
* في أي مرحلة تبدو الآن من مراحل الحياة؟
– أنا الآن في مرحلة النهر حينما يسكن الخلود والديمومة.
* هل تشعر بأن العمر يمضي إلى نفاد؟
– طبعاً طبعاً.
* ليه المثقفين دائما متمردين على العمل الجماعي؟
– لأن المثقف يجد فرقا كبيرا بين الصورة الذهنية والخريطة العملية، هسه إنت كصحفي أسألك سؤال.. ما هي الحركة الإسلامية؟
* لم لا تجب أنت؟
– هي حركة وضعت على رأس أولوياتها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واليوم إنت بتشوف قضية المخدرات، أكبر قضايا المجتمع السوداني، وهذه القضية الآن توأد، هل تاني بتكون عندك ثقة فيها.؟
* هل الحركة الإسلامية في نفسها “انتهت عن المنكر”؟
– ما أنا أديتك مثال، قضية حاوية المخدرات، وهي قضية عليها إجماع ديني، وطني وإنساني، بأن المخدرات تُحارب، ولكنك لا تسمع للقضية خبرا، لقد وئدت، بل تسمع كل الصحف تسب في الصادق المهدي مع أنه عمل عملا جيداً.
* كيف هو عمل جيد؟
– على الأقل هو عمل على أن تقف الحرب لمدة شهرين، ويتوقف الموت والخراب، علماً بأن أشجع الرجال هم الذين يموتون في الحرب، أوليس هذا إنجاز.؟
* أنا هنا أطرح الأسئلة.. ولكن ثمة من يقول إن الحوار في الداخل أفضل وأكرم؟
– هذه وجهة نظر ولكن الصادق المهدي حقق إنجازا حتى ولو لم تقلها.
* بالمناسبة ليه الإسلاميين دايما بيتطلعوا للزواج من أنصاريات؛ الترابي غازي وآخرين؟
– لأن الأنصار أهل “شوكة”.
* هل يعد الترابي نظيراً للصادق المهدي؟
– كلاهما صاحب مشروع لحكم السودان، والسودان فيه مقعد واحد للحكم، ولذلك هي لعبة كراسي.
* هل تشعر بأن هنالك جانباً مخفياً في إعلان باريس؟
– والله المخفي والمعلن في السودان قريب من بعض، لكن المهم نحن في الشهرين ديل حققنا تقدما بهذا الإعلان.
* هل تعتقد أن لدى الصادق هواجس من العودة بُعيد الاتفاق مع الجبهة الثورية؟
– الصادق يسعى لكسب السلطة السياسية.. والآن يضع حزبه في دفة الحكم.
* كيف سيتعامل معه النظام؟
– أي نظام؟
* أقصد الحكومة؟
– الحكومة الآن “كويمات”.. الحكومة ليست على قلب رجل واحد.. المؤتمر الوطني شيء، وقيادة الدولة شيء آخر، ولا تستغرب إذا سمعت بعد أيام بحل المؤتمر الوطني أو تكوين مؤتمر جديد.
* هل ممكن أن يحدث ذلك؟
– نعم، الآن المؤتمر الوطني يعزف خارج إطار المنظومة البشرية.
* قلت إن الوطني “كويمات”.. فهل تتصارع تلك الكويمات أم تتفاعل وتتجانس؟
– بتتصارع طبعاً، التفاعل كان في مرحلة قبل المفاصلة، والصراع ليس شيئاً سيئا، “فلولا دفع الله الناس بعضهم ببعض”، ولكن الصراع بكون سييء عندما تكون النظرة ذاتية.
* بمعنى ماذا؟
– بمعنى أين أنا، ولكن الاهتمام بالشأن العام، الغيرة الوطنية، والغيرة الدينية، وترجمتهما إلى برنامج عمل وتفاعلات، فهذا مطلوب.
* كنت تريد أن تقول لا يوجد مشروع سياسي وفكري يجمعهم؟
– الآن طبعا مافي مشروع، موش مشروع، بل مافي غيرة وطنية ولا دينية، وأبلغ تعبير هو إيقاف الصحف عن الكتابة في الفساد والمخدرات.
* ربما كانت للنشر في مثل هذه القضايا مخاطر على الاستثمار وهروب رؤوس الأموال؟
– لو كان ذلك صحيحا لهربت من أمريكا.
* تفتكر لم انسحب الصادق المهدي من الحوار الوطني “غير الأسباب المعلنة”؟
– لأنه شاعر بأن الحكومة تتلاعب به، وتريد أن توظفه في سبيل حكومة انتقالية يرأسها البشير، أو إدخاله في عملية انتخابية دون أن يكون مستعدا لها.
* ما هو موقع الترابي في حسابات الصادق المهدي؟
– الترابي الآن كأنه وصل إلى اتفاق مع البشير بدمج المؤتمر الوطني والشعبي في كيان واحد.
* مشروع جديد.. أم بنفس القضايا التي فاصل بها؟
– مشروع جديد يكون فيه هو المرجع، والرئيس يأخذ فترة انتقالية بدون انتخابات.
* هنالك حديث بأن البشير يعد الآن في خليفته من المؤسسة العسكرية؟
– لا أعتقد أنه يريد أن يحكم السودان من بيته أو قبره، فهو له الحق أن يرشح أحدهم، ولكن الفيصل يجب أن يكون المرجعية.
* في كلام كثير عن ترشح البشير من عدمه؟
– كل الشغل في الأيام الجاية حا يبقى تلاعب بالألفاظ، وتلاعب بالناس، حتى تحسم مسألة الرئاسة، لأنها حا تظل “هاجس” تحت البطانية لكثير من الناس.
* إنت بتستشرف شنو؟
– أفتكر الخيار الأفضل للرئيس أن لا تقوم الانتخابات لأنها مكلفة من الناحية المالية، وبعدين ما بتكون عندها جدوى سياسية وهي غير آمنة.
* ليه غير آمنة؟
– لأنو في انحسار كبير لشعبية المؤتمر الوطني، وهو يريد تراتيب انتقالية إلى أن يفتح الله عليهم، وهو يعلم أن المؤتمر العام إذا انعقد قد لا يأتي به، دا احتمال وارد.
* ولكن الرئيس لديه أنصار حتى من خارج المؤتمر الوطني.. ولديه تأثير كبير في أجهزة الحزب؟
– معناها في مجموعتين، واحدة مع الرئيس، وثانية تبحث عن وجه آخر.
* من هو الأقرب للترشح؟
– الأيام المقبلة ستكشف.
* المطابخ التنظيمية الآن تفتكر شغالة على أي سيناريو؟
– شغالة على صراعات، كثير من الناس الآن بيشعروا بأنهم أصبحوا ضحايا لهذا النظام، الآخر بيفتكر أنهم شبعوا سلطة.. ولكن هم في قرارة أنفسهم يشعرون بأنهم مجرد ضحايا لهذا النظام وأفنوا فيه زهرة شبابهم.
* بالنسبة للمكتب القيادي ومؤسسات الحزب؟
– هذه مجرد ألاعيب، حتى الولاة مجرد موظفين كبار، حقيقة البلد بدون مرجعية اقتصادية وسياسية.
* ثمة من يظن أن البلد تتعرض إلى مؤامرة؟
– مؤامرة من صنع أنفسهم، من الذي وقّع اتفاقية دارفور التي أدخلت القوات الأجنبية، ومن الذي فصل الجنوب، وكيف تدهورت العلاقات الخارجية.؟
* أنت تحدثت عن وجود استخباراتي أجنبي، ربما يكون أكثر نشاطاً؟
– بنفس الفهم موش غزة دي فيها استخبارات أشكال وألوان ومع ذلك صمدت.
* إلى أين يمضي الحوار الوطني؟
– الحوار الوطني مطلوب منه أن يقود الرئيس ليرأس حكومة انتقالية.
* وإذا أخفق في تلك المهمة؟
– إذا أخفق الأمور ستمضي إلى فرض دورة جديدة.
* ما هي أبرز المخاطر التي يمكن أن تعوق الحوار الوطني؟
– تعنت البعض بأنه ما في مساومة تاريخية، فليفهم من يفهم، وليمت بالغيظ من هو كاظم، الأمور سوف تستمر على ما هي عليه.
* هل تعتقد أن هنالك تيارات داخل النظام تعمل على إعاقة المصالحة الوطنية؟
– لا أعتقد ذلك، المصالحة الوطنية تصر على أن تكون أجندة بقاء الرئيس هي الأجندة الغالبة.
* أبرز المطلوبات حتى ينجح الحوار الوطني؟
– أن يتم اختيار رئيس وزراء على غرار ما حدث بعد ثورة أكتوبر، حيث تم اختيار سر الختم الخليفة لدورة انتقالية، وكذلك اختيار الجزولي دفع الله فيما بعد لحكومة انتقالية.
* ولكن تلك أعقبت ثورة جماهيرية؟
– المطلوب الآن حكومة انتقالية تقوم بواجب أداء المهام الانتقالية، وأهمها تحسين الوضع الاقتصادي، وتحقيق السلام، والتفاهم على الانتخابات.
* هل ممكن الانتخابات تتأجل؟
– طبعاً دا السيناريو الغالب، حكومة انتقالية برئاسة البشير.
* في الحالة دي ربما يفقد الحزب الحاكم شرعيته لمخالفته الدستور؟
– ومن يكترث لذلك؟
* البعض يعتقد أن الحركة الإسلامية عادت لتحكم من جديد؟
– أي حركة إسلامية، هنالك حركات إسلامية كثيرة، هناك المصالحة الجارية بين البشير والترابي وهذه قائمة، وفي أعداد كبيرة من الإسلاميين منهكين ومتعبين، ولا يرون أن هذا الأمر يلبي تطلعاتهم الإسلامية.
* ليه تفتكر الترابي ظل صامتاً طوال الفترة الماضية؟
– لأن في الصمت كلام.
* هل تعتقد أن علي عثمان يمكن أن يعود مرة أخرى؟
– الساحة السودانية مفتوحة على كل الاحتمالات.
* هل تعتقد أن نافع يقود تيارا يمكن أن يعيق الحوار؟
– لا أعتقد ذلك.
* البعض يروج بأن “داعش” صناعة ومخابراتية؟
– صناعة مخباراتية قد تكون جزءا منها، لكن في قصة اسمها (فرانكشتايل) وهي تتحدث عن أناس صنعوا إنسانا آليا، لكنه أصبح بعد ذلك خارج السيطرة.
* هل تقصد أن “داعش” هي النمر الذي سيأكل صاحبه؟
– “داعش” كانت مجموعات جهادية صغيرة دعّمت بواسطة استخبارات ومنظمات خارجية لتقويض نظام بشار الأسد، ولكنها فجأة تمددت ووجدت البيئة مواتية لها، خاطبت شيوخ القبائل وأنصار صدام حسين، الآن الفراغ السياسي جعل معظم الناس يلتفوا حولها.
* انتصرت “غزة” وهزمت “تل أبيب”.. فماذا يريد العرب أكثر من ذلك؟
– نعم انتصرت غزة وهو انتصار بمعنى أن إسرائيل لم تحقق شروطها.
* وماذا عن العقل اليهودي الماكر؟
– العقل اليهودي يفكر في المستقبل، إسرائيل تريد أن تحرق فسلطين حية، وعندهم حاجة اسمها “فطيرة الفصح”، وهي في الأساطير اليهودية تعني مص دم الإنسان في “فطيرة” وتوكل في عيد الفصح.
* هل تعمل إسرائيل على التهام فلسطين؟
– الآن إسرائيل بعد فشل الحصار، سوف تدخل العقلية الاستهلاكية حتى تصبح غزة قابلة للامتصاص، المعركة مع إسرائيل طويلة ومفتوحة.
* دائما تتعامل مع القضايا العامة ببرود شديد؟
– ما الذي تريده مني، أنا في النهاية مدرس، وعندي أكثر من مائة تلميذ أخذوا على يدي الدكتوراه، هات لي مثالا لشخص في السودان تلامذته بهذا العدد، وفيهم مدراء جامعات.
* دائما تقول كلمتك ولا تبالي؟
– ما المطلوب مني، مثلاً أن لا أتكلم.
* هل تؤمن بالحرية؟
– طبعا طبعا، وأنا حتى أبنائي مافيش حد فيهم مشى بطريقتي، بنتي قلت ليها ما تقري طب، قرت طب، وأنا سعيد بذلك.
* من الذي كان يشتري الخبز ويذاكر للأولاد؟
– لم أجلس في يوم من الأيام من أحد أولادي لأدرسه.
* بماذا يحلم حسن مكي؟
– أحلم!.. ما عدت أحلم.
* أوليس لديك طموح بأن تتقلد منصبا رفيعا في الدولة؟
– وهل هنالك منصب رفيع في الدولة؟
* أنت تجيب على الأسئلة بأسئلة أخرى؟
– أنا أفتكر أن الإنسان لو حافظ على مكاسبه هو الأفضل.
* أي مكاسب؟
– الآن لا أحد يتذكر اسم الحاكم الذي كان في عهد أبو حنيفة، أو عهد الإمام مالك؟ لن تعرفه، وحتى لو سألتك عن رئيس الوزراء أيام حسن البنا لن تعرفه، البنا لم يتقلد وظيفة، صاحب القلم أقوى من صاحب العمارة.
* لو طلب منك أن تترشح لرئاسة الجمهورية؟
– أنا! مستحيل أن أترشح.
* ليه ما تترشح؟
– لأنني أعرف حدودي، لكن إذا طلب مني أداء مهمة سياسية ممكن أفكر فيها متى طُلبت.
* أنتم جيل سعيد والأجيال التي جاءت بعدكم تعيسة.. ألا تشعرون بالذنب؟
– أنا محظوظ لأنني سُجنت ثلاث سنوات.
* لكنك لم تتغرب؟
– لا لا لم أغترب، ولكن سنوات السجن جعلتني أتعرف على قراءات عميقة في تاريخ السودان والفكر الإسلامي، وأصبحت عندي علاقات ممتدة.
* ألا تستمع إلى الموسيقى؟
– لا.
* هل جربت الرقص؟
– لا أذكر، أيامنا كان في (روك آند رول) لكنني كنت أذهب إلى السينما باستمرار وأشتري قطعة باسطة، كنت في الحصاحيصا وأهم وسيلة ترفيه فيها السينما، وفي العصر نسبح في النيل.
* أول ليك يوم في الجامعة.. أي شعور انتابك وأنت القادم من الولايات؟
– كنت بفتكر ممكن نعمل ثورة زي ثورة أكتوبر ونطيح بالنميري، ولذلك فصلت لأسباب سياسية ثلاث مرات من الجامعة.
* متى تضحك من أعماقك؟
– مثل جيلي أصبح فيه نضج وأصبح فيه نظر، بمعنى أنه مطلوب منا أن نتطبع مع المجتمع السوداني وأننا ظلمنا المجتمع السوداني كثيرا حينما “قلبنا” النظرة الأيدولوجية على النظرة الكلية.
* بماذا تشعر الآن وأنت تحدق في الواقع؟
– والله أشعر بأن السودان يُعاقب بفعلنا، حينما أذهب وأجد “كيلو اللحمة” يتجاوز السبعين جنيها ورطل الزيت بسعر مخيف، ومطلوبات الحياة البسيطة صعبة، حينما أجد بنتا لا تستطيع أن تواصل دراستها بسبب الرسوم.
اليوم التالي
الشجعان بينتحروا لو حصل منهم ما حصل منكم, اصحاب المشاريع بينتحروا عندما لا يتححق مشروعهم , اصحاب الشوكة بينتحروا انتو القاعدين ليها شنو , ظلمتم الناس يا حسن مكى وعشان تتاكد اسال نفسك شوف وبكل امانة هل وضعك الحالى انت شخصيا ممكن كان يتحقق لو ما قلبتو الحكومة ؟ عالم جبانات
ما سبب هذا الاستعلاء و الرضى على النفس حتى التخمة؟ لماذا لم يحدثنا عن الفترة الاولى التى كان فيها مسؤلا؟ بيوت الاشباح و التمكين ؟ لماذا لم يحترف باخطاءه؟ هل كان نائما في فترة ما قبل المفاصلة؟
قبل التوبة الاعتراف بالذنب و طلب المسامحة من الضحايا و المتضررين، والا لن تسقط حقوقنا بالتقادم.
الإسلاميون يتعاملون مع أخطائهم وجرائمهم لمدة 25 عاما كأعتراف الطفل عندما يتبول في فراشه. يتناسون أن جرائمهم هذه لا يغسلها إلا إعتقالهم جميعا وإرجاع كل ما نهبوه ثم بعد ذلك محاكمتهم.
أكثر من مائة تلميذ أخذوا الدكتوراه علي يدك، وتجمع مدير علي (مدراء)؟! يابروف. كان الله في عونهم.
بالانتفاضة المحمية نزيل آثار المشروع الحضاري البغيض للكيزان وبالمحاسبة والمساءلة العدلية نطهر وننظف موبقات أئمة النفاق الديني والكسب التمكيني وبالحرية وقبول الآخر تندمل جراح الثكالى وترمم مرارات الإحتراب وبالإيمان ينصلح أحوال العباد والبلاد، حقبة سوداء بقيضة وقبح مشين من الإفساد والخم والمظالم من أبالسة الإنقاذ لا بد من تصحيحها بأسرع ما يكون،
” كلاهما صاحب مشروع لحكم السودان ” ..!
الا ستاذ البروف ، اما كان الاصوب ان تقول : كلاهما صاحب ” وهم ” مشروع لحكم السودان ..
فالترابى حكم السودان وطبق مشروعه ” الفشل الاسلامى ” بحكم مباشر لمدة 25 عاما ..
مع خبرة مكتسبة من النظام المايوى حينما ولى نميرى اميرا للمؤمنين ..
اهذا مشروع الترابى ام لديه غيره ..!
اما ” الطفل السياسة ” .. فقد جاءته الرئاسة تترى مرتان .. وله انجازان نظريا وعمليا ..
نظريا : تسمية فترتى حكمه بالديموقراطية الثانية والثالثة ..
عمليا : البعد عن كل ما هو ديمقراطى .. والانحياز العكسى التام للارادة الشعبية ..
مثال لهذا ” ابو حريرة ” .. اما البعد عن الديمقراطية ، فسالوا الانصار المستنيرين ..
يا ناس ، كم ديمقراطية توجد ..؟
ام هى بعدد الحركات الاسلامية …..!!
وتبقى مشروعية الوهم ..
*** جلسنا إليه في مكتبه بجامعة أفريقيا ونحن نقلب بعض الأوراق، مستقبل الرئيس، محنة البلد، الحوار الوطني، إعلان باريس، صمود غزة، ما انطوى على فعله الترابي، كل هذه القضايا كانت تحت مجهره الفاحص، لننظر إلى ما قاله الخبير الإستراتيجي ومدير جامعة أفريقيا السابق.. الدكتور حسن مكي.****
مع أحترامي للكاتب …
كان الأحسن لك ان تجلس في إحدى معسكرات اللجوء في دارفور … أو أن تجلس في أحد الكهوف في جنوب كردفان أو ان تجلس في أحد السجون …… سوف تجد رؤية مستقبلية أحسن من الدكتور حسن مكي.****
****
قل لي ماذا نستفيد منه ؟؟ و هو الذي فكّر و قدّر و أعطى و منع …. و كانت النتيجة كما تراه الأن …
بروف مكى , أصدق ما قلته , هو أن السودان يعاقب بفعلكم , وﻻ تنسى أيضا انه يعاقب بفعل تلاميذكم . هل يخفى عليكم نصيب تلاميذكم فى الظلم والفساد الحاصل في البلد .
ﻻ نشك انك على علم تام بكثير من بواطن الفساد في السودان , لأن تلاميذك سوف ﻻ يقصرون فى امدادك بالخبر اليقين , لأنهم كثر فى هذه المواقع , ولكننا ﻻ ندرى دورك ودور تلاميذك فى محاربة الفساد , وإعلاء كلمة الحق .. لماذا ﻻ تفضحون الظلمة والفاسدين فى قضايا كونتينرات المخدرات وقضايا أخرى , وانتم على علم ببعض خيوطها .أفلم تقل أن على رأس أولويات الحركة الإسلامية , الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. هل أنت تؤمن بفقه السترة فقط لمنسوبي الحركة الإسلامية , كما يؤمن بها رئيس البرلمان السابق , أحمد إبراهيم الطاهر .
دكتور حسن مكى , أعتقد أن قادة الحركة الإسلامية , وانت واحد منهم , تجيدون فنون التنظير , ولكنكم ﻻ تلتزمون بالفعل والتقيد بمخرجات تنظيركم
.
بروف مكى , أظن انكم أولى للتقدم صفوف محاربى نظام الإنقاذ , اذا كنتم صادقين وامينين فى الذى تقولونه من وقت لآخر .
قال تعالي ( ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )!!!!!!
Scapegoat policy, this Dr. Hassan Makki is not just the director of the African International University, but in fact he is one of the three Islamic Intellectuals and thinkers in Sudan to demonstrate the young Islamists students, intellectuals and future states men preparations to lead their countries. So, he is deep in that underground normal tactics of over running the governments from their positions through using power and that way he could save his very pivotal roles of securing the spread of their cadre Africa Wide and to take the lead in the long run from this well-known university to up bring chaotic ranges of instability and African Cultures wipe out via this Fanatic Islamic Ideology. Dr. Hassan Makki the man of Strategic Studies for the Horn of Africa like the late Dr. Abu Al Gassim Haj Hammad, who had the origins in Eretria. What he said is what the original co-planner contributions to the ongoing problems of Sudan express in an intelligent manner that it will not be for the normal floaters to understand the advance mind of plotting scope of this man actually, normally kept for a purpose behind the screen with his own outdoor corridors. But from his interview it will be so easy to get into touch with this destructive mindset man, inspired in this very soft and so cold nice exposed ideas against and for NCP in general and ISM in specific, but fooling the awareness of the observers is not so easy. The down fall of your nasty eras in ruling is a fact the whether you admit it or not it is valid, since my dear Prof. Hassan Makki, you the Islamist of Sudan are out of date, but Qatar is always rescuing your deadly by supporting huge billions of dollars on the favor of your activities; the known ones and the underground like the fetched gold ounces. Recently, it is declared that US$.1.22 billion dollars have been deposited to the Sudan use in its National Bank, what made the National Security Council; the big 7 men sit to distribute it and gave so big incentives for all the Security Forces Sectors 78% approximately, to encourage all the forces to go for big war, by the coming October / 2014. So putting ashes on the illiterate eyes of the Sudanese only come through these such awkward statements and cheating interviews at all.
اخيرا قد افاق الامام الصادق المهدي وحزب الامة من قفوتهم كما يبدو
ولكن لكي يكتمل العمل المطلوب يجب ان يعود الانصار اكثر صلابة من ذي قبل ويعيدون تاريخ اسلافهم المجيد
الانقاذ اخذوا السلطة عنوة من حزب الامة بانقلاب عسكري ولهم محاولات يائسة للبس ثوب الشرعية عبر انتخابات 2010م التي هي مثار ريب وشك وليس هذا فحسب غانهم يريدون لبس ذات القناع في انتخابات 2015م وهم ابعد الناس عن الانتخابات والشرعية لذلك يعمدون الى الاعتقالات لاخراس معارضيهم مثلما اعتقل الامام الصادق المهدي وكريمته الدكنورة مريم والمناضل الجسور البطل ابراهيم الشيخ واخرين سيحسب لهم التاريخ امجادا وسيضمنها السودانيين ويتغنى لهم بعد الانتفاضة المباركة
وارى ان الامور قد بدات تتضح وان النظام الحاكم اصبح كالثور في مستودع الخزف يتخبط شمالا ويمينا وفقد البوصلة نماما
كيف يفكر النظام الحاكم هل يتكر ان الجبهة الثورية موجودة وامر واقع اذن فلماذا يفاوض اعضائها في الدوحة واديس ابابا ويستقطب طالبي المال والسلطة منهم ام ان هنالك مايستطيعه ومالا يستطيعه وهل مطالبهم مستحيلة كمواطنين وشركاء في الوطن العقل زينة والحكمة ضالة المؤمن
الزول عرف أن ملك الموت صار يزوره قريب قريب وشاف بعض علامات الآخره من سوء عمله علي وجهه الا هو من قال في زمان سطوة حكمهم قبل المفاصلة بأن العاصمة مطوقة بحزام من السود(غرابه)وهذا خطر عليهم
وعلي مستقبل العاصمة والحكم في السودان يا ايها الدجال، المنافق ، الحقير والعنصري.
( مثل جيلي أصبح فيه نضج وأصبح فيه نظر، بمعنى أنه مطلوب منا أن نتطبع مع المجتمع السوداني وأننا ظلمنا المجتمع السوداني كثيرا حينما “قلبنا” النظرة الأيدولوجية على النظرة الكلية.)
غلبنا النظرة الايدلوجية وليس قلبنا
(والله أشعر بأن السودان يُعاقب بفعلنا، حينما أذهب وأجد “كيلو اللحمة” يتجاوز السبعين جنيها ورطل الزيت بسعر مخيف، ومطلوبات الحياة البسيطة صعبة، حينما أجد بنتا لا تستطيع أن تواصل دراستها بسبب الرسوم.)
صدقت والله انه تلخيص واف ووصف دقيق لما اوصلت اليه الانقاذ السودان والمواطن السوداني حيث بسبب النظرة الايدلوجية فصل الجنوب والبقية في الانتظار وبسبب التمكين فقد الناس وظائفهم وتجارتهم واملاكهم ووصلوا لحافة الفقر والغالبية سقطت في بحر الفقر والحرمان حيث لا طعام ولا دواء ولا تعليم
الصادق المهدي لو سار في بواكير شبابه في خط جده العبقري السيد عبد الرحمن المهدي في طريق السايس الانجليزي وديموقراطية وست منستر الليبرالية وحزب الامة الاصل الليبرالي الفصل الدين عن السياسة واكتفى السيد عبدالرحمن المهدي برعاية الحزب… ما كان حكمت الحثالة السياسية السودان عبر بضاعة خان الخليلي المصرية واسواها على الاطلاق الاخوان المسلمين اصهار البربون (الجبهةالوطينة =حزب الامة +الاخوان المسلمين)
ديل اول حكومة بعد الاستقلال ادار بلد مليون ميل مربع لان اساس الانجليز كان موجود وكانو محترمين
4 راس دولة 14 وزير مركزي و9 مديريات
والليلة الوزراء “الحثالة” اكثر من المزارعين و يحكمو نص بلد بس وبعد داك لحقت امات طه وانتهى فيها كل شيء من الاخلاق للمرافق الخدمية والانتاجية للثقافة للكورة واالرياضة والفن وبقي اهل لعلم الذى لاينفع ذى بروفسر حسن مكي ده
هذا رجل جهلول! ولأن أمثال حسن مكى هم من يفكرون للانقاذ وهم أجهل بكثير من عسكرييها صارت الانقاذ الى ما صارت إليه! ولولا إنقلاب الانقاذ لكان حسن مكى موظفا بالادارة الشرعية لبنك فيصل كل تطلعاته أن يصبح مديرا للقسم لكنه عاجز عن ذلك لحاجز الكفاءة!