دستور ياسيادنا

حاطب ليل

دستور ياسيادنا

د.عبد اللطيف البوني

البلاد تقف الآن في مفترق طرق وإن كانت لها سنين وسنين تقف على المفترق وإن جيت للحق أصلها واقفة منذ الاستقلال ولكن حنانيك بعض الشر أهون من بعض فالوقفة الآن مختلفة لأنها مهددة بالانزلاق لهاوية لايعلم غرارها إلا المولى عز وجل فعام 2011 الذي ولى بالأمس ترك دولاب البلاد مليئاً بالمتفجرات أي واحد منها كفيل بإحراق اليابس واليابس (طبعا مافي أخضر) والحال كذلك لابد من أن يتضافر الجميع لتجاوز المأزق القائم الآن لأن الحريق إذا ما اندلع لاسمح الله لن يفرق بين سوداني وسوداني الحاكم والمعارض السياسي وغير السياسي الموجود بالداخل والموجود بالخارج فالشر كما يقولون بعم ولو كان المتنبئ موجودا بيننا لغير بيته الذي يقول (وجرم جره سفهاء قوم وحل بغير فاعله العذاب) فالعذاب سوف يحل بالفاعل وغير الفاعل إذا ما وقع في حالتنا الراهنة.
نحن محتاجون أن نتكاشف أي نتصارح ثم نتحادث ثم نتفاهم ثم نتصالح وأخيرا نتواثق على ميثاق يجمعنا فالميثاق الذي ننشده هنا هو الدستور الذي يحكمنا. إننا في حاجة لدستور ذكي يقوم بعملية الاختراق ويغير طريقة حكم السودان الحالية وهذا الدستور ينبغي أن يتضافر على وضعه كل أبناء السودان ممثلين في أحزابهم ومؤسسات مجتمعهم المدني من جامعات وجمعيات وهيئات ومؤسسات طوعية فعملية المكاشفة والمصارحة تبدأ من الآلية لوضع الدستور سمها اللجنة القومية للدستور السوداني الجديد وهذا يتطلب أن تكون هذه اللجنة قومية بحق وحقيقة على أن تكون مهمتها جمع آراء كل السودانيين حول الدستور وهذا يتطلب أن تكون سماوات وأرضين كل السودان مفتوحة لكل سوداني ليقول رأيه في كيف يمكن أن تحكم البلاد. بعبارة أخرى حرية إعلامية غير محدودة للنقاش حول الدستور وتمزيق كل ما يوصف بأنه من المسلمات ومن ثوابت ومبادئ متفق عليها ومش عارف ايه, دعونا نبدأ من الصفر ونعترف (أكان عندنا عمار ماكنا وصلنا لما وصلنا إليه الآن)
نريد لفكرة الدستور الجديد أن تكون وسيلة وغاية وسيلة لجمع السودانيين على صعيد واحد وغاية لإيجاد مبادئ تخترق الأزمة الحالية ولنضع كل تجارب الاختراقات العالمية أمامنا فتجربة مهاتير محمد وأوردغان وماو تسي تونغ والخميني وأتاتورك وغيرهم هناك تجارب يمكن الاستئناس بها شكلا وأخرى يمكن الاستئناس بها مضمونا. لقد ولى زمان الأفراد وأصبح الاجتهاد هو اجتهاد أمة وأحسب أن بالسودان أدمغة بها حل لأزمة السودان الحالية.
نريد لفكرة الدستور أن تخرجنا من التخندق والاستقطاب الحالي، هذا في مرحلة اللجنة التي يمكن أن يرأسها أول سوداني تخصص في القانون الدستوري (أنا ما بجيب اسمه أخاف الهوا يقسمه) ثم جسرا للعبور في مرحلة التطبيق وهذا الأمر يتطلب من الحكومة القائمة أن تتخلى عن تصعير الخد والتكبر على الآخرين وتفتح الأبواب لكل أهل السودان الحاملين السلاح والمعارضين معارضة غير مسلحة ثم المطلوب من الواقفين في غير ضفة الحكومة أن يأتوا ليقولوا كلمتهم وفي الهواء الطلق. لابد من ضمانات كافية ما جميعه لعمل لجنة الدستور وما تخرج به اللجنة هو الفيصل حتى ولو كان بأقل من الإجماع الكامل ولكن ليكن الإجماع على حرية التعبير وحرية التنظيم وكافة الحريات وإنهاء زمن الحرابة. إننا في حاجة لحملة إصلاح دستوري غير تقليدية. حملة ينتج عنها دستور ذكي أم تراني أدعو لدستور أولاد ماما؟ إن كان ذلك كذلك فلا حول ولا قوة إلا بالله.

السوداني

تعليق واحد

  1. اراك فعلا تدعو لدستور اولاد ماما.. اذ يستحيل تكوين ( اللجنة القومية للدستور) مع الاصرار على الكنكشة وفرض الوصاية فى عصر يتشدقون فيه بان ( امرهم شورى بينهم ) .. وخوفى ان يكون فهمهم القاصر ل ( بينهم ) محصورة على الجماعة فقط ( لزوم فقه الضرورة ).. وحسبنا الله ونعم الوكيل..

  2. وصف الأستاذ محمد محمد طه الدستور بأنه المرآه التي يجب أن يرى كل مواطن فيها نفسه

  3. لغة بائسة وخطاب بائس…
    البوني يخاف من جماعة كاودا ولكيلا يتهم بولائه للمؤتمر يقترح مشاركة كل القوي الوطنية في حكومة جديدة…
    البوني لم ياتي في مقاله باي شئ شديد غير تحزيره من الحركات المسلحة…
    ابواق النظام آن لها ان تسكت الان فمع هؤلاء لاتنفع غير قعقعة السلاح…
    البوني احس بزوال نظام القمع الذي كان يطبل له لذلك يتخوف من زوال ما كان يتمتع به في ظل النظام الفاسد…
    النظام الفاسد لا ياوي غير الفاسدين ولن يعصمك من المحاسبة مسك العصا من الوسط….اركز….

  4. حالنا أخى البونى كالشخص الذى وقف بين القضبان رغم كل المحازير يريد أن يرى ماذا سيفعل به القطار !! . تلك طريقة من طرق التعلّم أيضا و ليس خيال ، و تنمُّ عن عناد يصل حدّ المرض أو جهل ما أنزل الله به من سلطان . إذن ماذا أنت فاعل مع حالة كتلك ؟ رغم أطنان المحاذير ؟ سوف تجد أنه لا مفر من تركها تجرب ذلك المصير . ماذا يعنى لك إصرار البعض على دستور إسلامى وبنفس الوطن أصحاب معتقدات أخرى ؟ ماذا يعنى لك إصرار البعض على فرض هوية مشكوك فيها على هويات أخرى حقيقية لا جدال فيها يعيشون فى نفس الوطن ونفس الأرض ؟ ماذا يعنى لك إصرار البعض على تولى الحكم رغم فشلهم فى ذلك مرات ومرات ؟ ماذا يعنى لك إصرار كل من تولى الحكم فى السودان على إنتهاج نفس الأساليب والطرق والوسائل وذات المناهج ؟ أما ذلك هو بالضبط حال الذى وقف بين القضبان رغم المحاذير يريد أن يرى ماذا سيفعل به القطار . دعهم أخى البونى فهم مصرّين على ذلك المصير ، دعهم يجربونه ويذوقون طعمه . وإياك أن تدعو أحد على وضع السلاح جانباً عندما تستوعب تلك الحقيقة . دعهم يصلوا لنتيجة أنه لا يمكن فرض شئ بالقوة . دعهم يحسّوا ويشعروا بأن هناك آخرين لا بد من الإعتراف بهم وبحقوقهم ومساواتهم . دع تلك الذهنية تعى ما معنى " بالتى هى أحسن "

  5. اقتباس:نحن محتاجون أن نتكاشف أي نتصارح ثم نتحادث ثم نتفاهم ثم نتصالح وأخيرا نتواثق على ميثاق يجمعنا فالميثاق الذي ننشده هنا هو الدستور الذي يحكمنا

    ياااااااااااااااا دكتور الحكايه شنو والله فترنا نحنا فينا لسه حيل للكلام بعدنا عايزين فعل واول شئ ينزاح النظام الفاسد ده عشان نبنى على اساس سليم ولو ما كده يبقى انت بتدعو لدستور اولاد ماما وكل الشعب بيتحوقل ما انت براك.:mad:

  6. (نحن محتاجون أن نتكاشف أي نتصارح ثم نتحادث ثم نتفاهم ثم نتصالح وأخيرا نتواثق على ميثاق يجمعنا) أصلها خطوبة! العداء والتنافر السياسي وصل حد الاغتيالات وأخشى ان تسيل دماء غزيرة قبل ان يتأسس نظام ديمقراطي يسع الجميع.

  7. يا بروف الواجب عليكم كإعلاميين التركيز على ان توضحوا للحكام السودانيين المتواليين من جهة واحدة واصرارهم على قيادة هذا البلد فاقد الهوية عل الاتي:-

    أولاً تحديد هوية هذا البلد حيث ما زلنا في المربع الاول بين اننا عرب افارقة زنوج قبائل سادة وقبائل عبيد بالرغم من هنالك اشياء كثيرة مشتركة بيننا كالسحنة، واللهجات الافرقية حيث انهاتوجد في جميع اتجاهات السودان (الرطانه) تقاطيع الوجه (الشلوخ) الاسلام بالاضافة الى الصفات الاخلاقية المتشابهة بين كل الاتجاهات.
    ثانياً:- يجب ان يفهم يعي حكامنا بانهم اضاعوا السودان بوهم العروبة ، علماً باننا جميع العرب تقبلنا كسودانة ونحن على ظهرانيهم عدة عقود قمنا بتأسيس دولهم وبتعليمهم القراءة والكتابة وتعليمهم مبادئ الرياضة البدنية واحترمونا كسوادنه وما زالنا على هذا العهد ( فقط الشئ الوحيد الذي يصر العرب اننا افارقة ولسنا بعرب اصليين وهذا لا يعبينا بشئ ولو اننا فلاً مسلمين لأن الاسلام واضحاً في هذه التفرقة.
    ثالثاً : اصرار حكمنا على الشريعة (اين الشرعية هي في السودان من قوانين سبتمبر 83) من منالايقبل ان يحكم بالشرعية ( فل يحكمونا بالشرعية الإسلامية الحقيقية التى نعرفها كمسلمين) فيبدأوا بتطبيقها على انفسهم واهلهم كما قال الرسول الكريم ( ولو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمداً يدها),

    كسرة كما قال جبره،،،

    إن لم يترك حكامنا الاستعلاء العرقي واصرارهم على حكم السودان من اتجاه واحد واقصاء الجهات الاخري بكل بجاحة وفي هذا الزمان الاستثنائي الذي ىتى باوباما الافريق الاصل (رئيساً على اكبر دوله في العالم) فسوف لن يتقدم هذا البدل .
    وسوف ينتصر المهمشين ان اراد اصحاب الاستعلاء العرقي او رفضو ويوف يذهبون الى مزبلة التاريخ،،،،،،،

  8. يادكتور صباح الخير؟؟
    دستور شنو ده انت البتتكلم عنه …..اذا كنت بتقصد دستور يحكم السودان ويحتكم اليه السودانيين مستقبلا فهناك دستور واحد فقط هو الحا اكون سائد فى الايام المقبله…عارفو شنو ….هو دستور تقسيم السودان الى اربعه دول ؟؟
    هذا هو الدستور الواجب صياغته واتفقو عليه جميع اهل السودان يوضحو فيهو حدود كل دوله على حده ..ويتم تعيين رئيس سلطه انتقاليه لكل بلد على حده من غير دغمسه زى ما حصل فى انفصال الجنوب …ولازم تصتصحبو معاكم التاريخ خاصة تاريخ السودان قبل التركيه …واى حاجه غير ذلك يبقى ضياع لزمن الناس وموارد البلد.وشكرا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..