رئيس إسرائيل ينتصر للعريسين الفلسطيني و اليهودية ووزيرة الصحة تشارك في العرس دون دعوة

وديع عواودة

الناصرة ـ «القدس العربي» :مقابل احتجاجات عنصرية في إسرائيل على زواج شاب عربي من يافا من فتاة يهودية أعلنت إسلامها، استنكر رئيسها الجديد رؤوفين ريفلين ان التهديدات الموجهة لهما. وتعرض ريفلين الذي عبر عن موقفه على صفحته بالفيسبوك أمس لسيل من الانتقادات والشتائم في تعقيبات إسرائيلية منفلتة بالشبكة.
وأوضح ان خطا أحمر يفصل بين حرية التعبير والاحتجاج وبين التحريض، مشددا على حق محمود منصور ومورال يحزقيل من يافا الارتباط بالزواج في دولة ديموقراطية. وتابع ريفلين المعروف بمواقفه الليبرالية لجانب رؤيته السياسية المتشددة والرافضة لتسوية الدولتين في تعليقه «ان مظاهر التحريض على العروسين مقلقة واستفزازية وهي تخلخل أسس حياتنا المشتركة في الدولة الديموقراطية واليهودية».
وفي تعقيبات غاضبة على تصريحاته قال أحد الإسرائيليين «عار ان تكون رئيسا لي». واضاف آخر «اتمنى لك ان تقع حفيدتك بغرام شاب عربي وسيم يدعى محمد وتتزوج منه وعندها نراك كيف سترد». وذهب معلق ثالث نحو تسييس الموضوع بالقول «عليك ان تخجل فانت تمنح الشرعية لتعزيز العدو داخلنا».
في المقابل ساند معقبون آخرون ريفلين ودافعوا عنه ومنهم من قال «كل الاحترام للرئيس على موقفه الشجاع». وذهبت معقبة إسرائيلية لأبعد من ذلك بالقول «هذه الردود تقتلني وهذه الكلمات قيلت لفتيات ألمانيات وقعوا بغرام شباب يهود بثلاثينيات القرن الماضي».
وكان المئات من الإسرائيليين قد تظاهروا قبالة صالة الأفراح التي احتفل بها الزوجان الليلة قبل الماضية في منطقة يافا تحت شعار «الزواج المختلط هو كارثة جديدة للشعب اليهودي». واطلق المتظاهرون الذين هتفوا «الموت للعرب» الألعاب النارية نحو رجال الشرطة والأمن مما أدى لنشوب صدام واعتقال ثمانية منهم.
ومن بين المتظاهرين ناشطون من اليمين ووالد العروس الذي دعاها للهرب في اللحظة الأخيرة وعدم الزواج، وبذلك هو يخالف موقف زوجته وبقية بناته ممن شاركن بحفل الزفاف. في المقابل تظاهر العشرات من الإسرائيليين لمناصرة العروسين فيما كانت الشرطة تقف حاجزا بين المظاهرتين.
في هذه الأثناء احتفل محمود ومورال مع 600 مدعوين من العرب واليهود من بينهم وزيرة الصحة ياعيل جيرمان في حفل من دون دعوة، وقد استمر الحفل حتى ساعات متأخرة من الليل. ودخل العريس الشاب محمود قاعة الأفراح «الشمس الحمراء» مرفوعا على أكتاف أصدقائه بينما كانت الفرقة الموسيقية العربية ترافقه بأغنية شعبية «مبروك عليك يا عريس مبروك» وسط تصفيق حار من الجمهور.
وكانت «الغلبة» بحفل الزفاف للعرب فالموسيقى عربية بمعظمها والمدعوون عرب بأغلبيتهم وكذلك التضييفات والمأكولات. وقال محمود الذي تعرف على مورال ابنة مدينته يافا قبل خمس سنوات وبعدما وقعت بغرامه غيرّت ديانتها واعتنقت الإسلام، انهما صديقان منذ مدة ولم يصطدما بكراهية وعنصرية كما هو حاصل اليوم. وأضاف لـ «القدس العربي» انه طالما عرف بوجود عنصريين كثيرين في الشارع الإسرائيلي لكنه لم يذق طعمها المّر حتى بلغته ووصلت بيته. وتساءل «كنت أفهم الاحتجاجات لو صدرت من أقاربها لكنني لا أفهم احتجاجات الإسرائيليين على زفافنا؟»
ولفت محمود إلى وجود عدد كبير من المرتبطين بزواج مختلط في يافا التي يعيش فيها نحو 35 الف عربي و100 الف يهودي رافضا التطرق لمعارضة والد عروسه للزواج منها مكتفيا بالقول «من لا يرضى اليوم يرضى غدا والمهم ان مورال معي. أشعر بالسعادة الكبيرة انا ومورال ورغم محاولات كسر روحنا لكننا صممنا على الزواج».
وقالت الوزيرة للإذاعة الإسرائيلية أمس انها جاءت لتهنئ الزوجين، وتؤكد معارضتها لمسلسل التحريض الذي شهده العرس منذ شهر.