أتمنى تنقلوا كلامي دا زي ما هو .. رسالتي لوالي الخرطوم (نحن حنقاضيك أمام الله سبحانه وتعالى، )

السيد والي الخرطوم إن كنا رعيتك سنقاضيك أمام الله
الشركة المنفذة أزالت كل المعابر مما أدى لكسر شيخ وإصابة طفل
انتشار النزلات المعوية والباعوض بسبب سوء التصريف
المصرف جعلنا جزيرة معزولة حتى عن عربات النفايات..!!
الشركة المنفذة بدأنا في يونيو فور حصولنا على الضوء الأخضر وتوقفنا مع الخريف!!!

تحقيق / عفراء فتح الرحمن

فاجأني الخريف
وأنا ماشي بيناتا
اتساقط باقي حنين
لسه عيونك يا ها عيونك تفتح باب الدم السري** و تجري تنعش عشب القلب
أعتقد أن المبدع الاستثنائي مجدي النور لو أراد أن يجعل رائعته (فاجأني النهار) النشيد الرسمي للمسؤولين لأجرى عليها هذا التعديل الطفيف أعلاه.
تعودتم تخصيص هذه الصفحة في الحوارات فقط لكن مدرسة (الجريدة) عودتنا الانحياز الى أوجاع الناس ومظالمهم وقول ما نعتقد صوابه دون حسابات أخرى..
طرق مجموعة من المواطنين باب منزلي وذهبت معهم في جولة داخل ولاية الخرطوم ومحلية بحري تحديداً لأجد ما لم يخطر على بال أحد.. المصرف الذي صنع خصيصاً لتصريف المياه أصبحت مهمته الرئيسية الاحتفاظ بالمياه لتصبح عالية الخصوبة ومصنعاً نشطاً لإنجاب أرتال البعوض والذباب.
ولأن من رأى ليس كمن سمع فإن الكاميرا سجلت المنازل التي انهارت بسبب سوء هذا المصرف ونماذج لشيوخ علقوا وتهشمت عظامهم بسبب التلكؤ في الانتهاء من رصف أرتال الحديد والسيخ التي وضعت داخل المصرف مع إزالة تامة وكاملة لكل المعابر والجسور التي يمر بها المواطن.. ونماذج أخرى لأطفال تعرضوا لإصابات بالغة وحساسة للغاية ولم يسأل عنهم أحد لا من المسؤولين ولا الشركة المنفذة، وفي عصر العولمة واختراق الآخر القصي بقي بعض مواطني ولاية الخرطوم محلية بحري تحديداً السلمة (شمال غرب) محاصرون، فالمصرف الذي انتبهت عبقرية المسؤولين الى رصفه وإعداده لفصل الخريف في شهر يونيو ولم يكتمل العمل به حتى الآن إضافة لمساوئه التي سترونها رأي العين في الأسطر القادمة فإنه عزل المواطنين تماماً حتى عن منازلهم إذ أن السيارات الخاصة والركشات لا تجد منفذاً للعبور الى الجهة الأخرى مما يضطرهم الى التراص في مظهر جنائزي ليتخذ المواطنون طريقهم راجلين أياً كان ظرفهم شيوخ، أطفال نساء حمل.. لا يهم..!!
حاولنا جمع أكبر قدر من الشهادات والإفادات للجنة الشعبية لمنطقة (السلمة شمال وغرب) مقابل الكدرو والمواطنين المتضررين ورأي شركة (مان) المنفذة للمصرف والآن نحمل الصورة والصوت علها تجد من يطيب الأوجاع من المسؤولين..

دلفنا أولاً الى بيت الطفل سموأل حسن محمد مبروك الذي يدرس بالصف الثامن أساس مدرسة السلمة والذي تعرض لإصابة في الخصية نتيجة للحديد والسيخ الذي بقي وقتاً طويلاً دون أن يتم رصفه ولا حتى كلفت الشركة نفسها بإقامة معابر مؤقتة تضمن سلامة المواطنين، وكعادة السودانيين قابلتنا والدته سمية حسن موسى بترحاب يحاول أن يغالب الحزن وهي تزودنا (بصورة إصابة فلذة كبدها والتقرير الطبي وأورنيك 8) الذي يبين إصابة فلذة كبدها في الخصية وإجراء عملية جراحية له ثم روت ما يلي: (والله ولدي ده مرق من البيت شديد حاجة ما عنده خمس دقائق بس جوا أصحابه شايلنو لي شيل، سألتهم الحصل عليه شنو؟ عرفت بعد كدا إن معدي المعبر الضيق العملوه المواطنين وقع في الخور واتعوق لدرجة خياطة الخصية وكما ردخ في الرجل).. والإصابات دي حصلت ممن السيخ الفي المصرف والله ناس الطرق والجسور ديل ضرونا ضرر شديد هسع دا ولدي راقد ما في زول جا سأل ولا اعتذر ولا عالج وأبوه معوق حركياً، والوضع زي ما إنتي شايفة ولا في مسؤول بسأل ولا ناس شركة ولا لجان شعبية ولا شئ، وناس الطرق والجسور كان المفروض يبدوا شغلهم دا ويصبوا سيخهم قبل الخريف ما لغاية ما الخريف انتهى يكون السيخ واقف عمدان لأذية الناس.. طيب بادينو لشنو؟
* المواطن عبدالحليم عقيد من مواطني السلمة شمال وعضو اللجنة الشعبية بعث بالرسالة التالية للسيد والي ولاية الخرطوم د. عبدالرحمن الخضر: (بقول للوالي اتقِ الله في الرعية وتذكر حديث النبي من تولى أمر عشرة من المسلمين جيء به يوم القيامة ويداه مغلولتان إما فكه عدله أو رماه في النار جوره)، أو كما قال نبي الرحمة: (من ولي من أمر أمتي ثلاثاً فشق عليهم فشقوا عليه) ونحن ما دايرين نشق عليك يا والي الخرطوم لكن المصرف السويتوه دا خطأ وآذى الناس وضراهم تعال شوفو بنفسك، ونناشد معتمد بحري أنه ما يتابعنا من خلال الجرائد ينزل يقيف على الحاصل بنفسه وهو جا مرة واحدة وقف في المصرف وغادر نحن دايرنو يشوف بنفسه المنازل الاتهدمت جراء تشربها بالمياه خصوصاً المحاذية للمصرف ومؤكد لو كان التصريف تم بطريقة صحيحة والبناء والرصف بالسرعة المطلوبة لما تعرض البنيان والإنسان لكل هذه المآسي (وهسع كاميرتكم دي) يا ريت لو تنقل أرتال القمامة الموجودة في كل طريق لأن عربات النظافة ما شفناها من يوم 10 رمضان لعدم وجود معابر تسمح بدخول العربات للمنطقة، أما بالنسبة لنواب الدائرة فوعود جوفاء من غير عمل، أتمنى تنقلوا كلامي دا زي ما هو في جريدتكم، رسالتي لعبد الرحمن الخضر والي الخرطوم (نحن حنقاضيك أمام الله سبحانه وتعالى، نقاضيك أمام الحق في المصرف السويتو دا وفي الشركات الما مؤهلة لا مادياً ولا هندسياً ولا في أي حاجة وتعاملهم معانا كان كالآتي: نحن ما بنعرف لجنة شعبية ولا مواطن، أرجو من السيد الوالي أن يتفقد رعيته في بحري السلمة شمال غرب المتضررين من المصرف الذي يمر شمال مسجد الكروتة.
اتجهنا الى منزل أحد المتضررين فوجدناه شيخ سبعيني العم (عثمان مضوي) الذي كان يعمل سائقاً في ديوان الزكاة فروى لنا تهشم عظامه وإعاقته التي تسببت له في إجراء عملية جراحية وتركيب عدد من المساطر وتفاقم أزمته الصحية ليصاب بحبس بول وكل ذلك بسبب الإهمال والإبطاء في رصف مصرف المياه بدأ حديثه بصوت متهدج (والله الحصل أنني اتوضيت وماشي أصلي العشا في الجامع “الجنبنا دا” وبعدين نحن كمواطنين كنا عاملين معابر بتسهل حركة المشي، فالجماعة العملوا المصرف نزعوا كل الكباري والمعابر، المواطنون كان رأيهم المعابر ما تزال إلا بعد تصل الحفريات الى موقعها المهم ما أخذوا بأي نصيحة وعمقوا حفر المصرف عدة أمتار وصبوا الأرضية وملوها سيخ دون رصفه أو إقامة معابر تجعل المواطن آمناً، الحصل لي أنا تحديداً اتوضيت وماشي على صلاة العشا وقعت في المصرف ولقيت نفسي بين السيخ.. المهم بقيت أكورك اتجمعوا الناس الماشين على الصلاة طلعوني، جرحني السيخ في الضهر ووشي كان ناحية المصرف الترابي وكراعي اتكسرت وبقيت ما حاسي بيها غلبني أرفعا وبقيت أكورك المصلين كبسوا المصرف ونزلوا لي تحت شالوني في عنقريب على مستشفى الصافية وحصل لي كسر في الفخذ وعملوا لي عملية جراحية فيها أربعة مسامير والتقرير الطبي قال إن الركبة فيها رضخ المهم حق العملية نصفه من تبرعات الإخوان وشركة مان العملت المصرف أدوني (5 ألف) وزاروني في المستشفى، المهندس جا في نفس يوم العملية وقيمة العملية (10 ألف جنيه).
ولغاية الآن أنا بشتري علاجات عدم التجلط وتطور الموضوع لحبس البول وتم فتح المحسن.. المهم الآن بقيت أتحرك بمشاية والحمد لله على كل حال والرضا التام بقضائه.
* التقينا برئيس اللجنة الشعبية لمنطقة السلمة شمال غرب (عمر بخيت) وحدثنا عن أضرار المصرف على الإنسان والبنيان ومساعيهم لحفظ حق المواطن ولكن (أولاً رئيس اللجنة الشعبية يعني الجهة الأقرب لمعاناة المواطن اليومية ما حدث كالآتي ابتدأ حفر المصرف تقريباً في 19 مايو والمصرف المتضررون منه أهالي السلمة يربط من السامراب محطة اللستك الى المصب الرئيس في أم القرى جنوب القادم من ترعة السليت والسيول الجاية من الخلا كلها تمر بهذا المصرف، الأضرار الناجمة عن هذا المصرف كانت بسبب سوء التوقيت، العمل بدأ والناس مقبلة على الخريف وأنا شخصياً زرت المهندس المسؤول ومهندس الوزارة وقلت لهم انتظروا الأمطار عشان تعرفوا على الطبيعة مساوئ المصرف والمناطق المنخفضة والمرتفعة فكان ردهم أن العمل عن طريق (ليفل علمي من السامراب حتى المصب) والمواطنون بعد الصلاة طلعوا اتكلموا مع المهندسين الشغالين في المصرف بأن تعميق المصرف حيخلي الموية محتقنة ويمنع التصريف لأن المنطقة ستكون أكثر انخفاضاً من بقية المصرف وعكسنا رأينا للمسؤولين، كان معتمد بحري ورئيس الوحدة الإدارية ومندوب وزارة الطرق والجسور وكلهم جاءوا ورأوا بأعينهم وكلجنة شعبية كونا وفداً ممثل لنا وتحدثنا مع المهندس الموجود ميدانياً من شركة (مان) الشركة المنفذة للمصرف وقلنا له عملكم الحالي سيسبب أضراراً فكتب تعهداً بخط يده أنه سيعمل على تعريض المصرف وليس تعميقه والتعهد الآن موجود عند الأخ صلاح سليمان عضو اللجنة الشعبية بعد شهرين جاء مهندسو (شركة مان) للقيام بتعميق المصرف فأخبرناهم بأن المهندس الموجود والممثل لهم ميدانياً كتب تعهداً فردوا بأن المهندس تم رفته من الشركة والموضوع المهم مش التعميق فقط رغم أن السبب المباشر في بقاء المياه وتوالد الباعوض والذباب إلا أن تهديم المعابر دون إيجاد بديل لها
أدى مباشرة الى إصابة الشيخ عثمان مضوي وتعويق الابن الشفتوا حالته قبيل وإزالة المعابر فصلت المنطقة من الشرق الى الغرب وحتى عربية النفايات أصبح من الاستحالة دخولها المنطقة وأصبح المواطن الذي يريد التخلص من نفاياته عليه حملها مسافة نصف كيلو حتى تتمكن عربة النظافة من حملها ومع ذلك المواطن بدفع حق النفايات والشركة اقتلعت المعابر وما كلفت نفسها بإقامة أي معبر بديل حتى المعبر الذي سقط منه الشيخ عثمان مضوي أوجده المواطن كحل مؤقت للأزمة بالإضافة لكل هذه المآسي هنالك (ثلاثة أطفال غرقوا وتم إنقاذهم في اللحظات الأخيرة) وبعدين (أوريك حاجة) حفر المصرف تضررنا منه في ثلاثة أشياء رئيسية ذات تأثير مباشر على المواطن أولاً ظهور حالات مستعصية من النزلات المعوية، انتشار البعوض بطريقة أقلقت نوم الناس، ثانياً المصرف بصورته الحالية منخفض أكثر من مستوى النهر أنا شخصياً ومعي اثنان من اللجنة الشعبية يوم وقفة رمضان والله شفنا السمك بعينا داخل المصرف الموية جاية من البحر رغم عدم وجود فيضان مشينا لمهندس وزارة الطرق والجسور (الحبوب) وريناهو السمك وطالبناه بإغلاق المصرف فوراً وقد كان، حيث اتصل مشكوراً وأتت معدات إغلاق المصرف حتى لا تغرق الموية المنطقة وأحضر سحاباً.
ثالثاً المصرف تسبب في وجود قطوعات تكاد تكون منتظمة في المياه ..
تحقيقاً للمهنية اتصلنا بمدير الموقع في الشركة المسؤولة عن تنفيذ المصرف (شركة مان) الباشمهندس أحمد حسن فكانت الإفادات التالية: (المشروع قام وفقاً للفترة الزمنية المحددة وتوقف في فترة الخريف ومشاريع المصارف بعد التنفيذ المكتمل تعمل على تغيير حياة الناس ومن الصعوبات الموجودة أن غالبية البيوت موجودة على حافة المصرف وهي البيوت التي تضررت..
أنتم بدأتم في مايو قمتم بالحفر والسيخ وتركتم الإكمال حتى إشعار آخر مما سبب أَضراراً؟
نحن لم نبدأ في مايو إنما في يونيو
تأخر البداية يعقد الوضع أكثر ويجعلكم على مقربة من الخريف؟
لو ما قمنا بالإجراءات التي فعلناها لكان الضرر على المواطن وممتلكاته أكبر مما هي عليه الآن.. وقمنا بالتنفيذ في يونيو فور حصولنا على شارة البداية.
ضرر أكثر من إصابة طفل في الخصية وعلاجه على نفقة أهله وعدم تكفل الشركة بأي مسؤولية؟
نحن علمنا بموضوع الطفل فقط فقط أمس ولم نرفض التعامل معهم، والأطفال أصلاً كانوا (بلعبوا في عبارات أنبوبية، والمصرف وضعه مختلف جداً فالمنازل على حافة المصرف و..
بمناسبة المعابر لماذا قمتم بإزالة كافة المعابر ولم تكلفوا أنفسكم بإيجاد بدائل؟!
إن شاء الله (بعد بكرة) ننتهي من إنشاء ثلاثة معابر.
ماذا عن تعميق المصرف أكثر من اللازم لدرجة أنه أصبح مخزناً وليس مصرفاً؟
المصرف لم يكتمل بشكله النهائي هنالك صبات وحوائط لم تنفذ بعد كذا الوقت باكر للحديث عن عمقه أو تسطيحه الآن.
ماذا عن انخفاض المصرف أكثر من مستوى النهر لدرجة أن مياه النهر بأسماكها ترتد إلى المصرف حسب شهادة المواطنين؟
ارتداد المياه إلى المصرف ظاهرة طبيعية في موسم الفيضان.
لكن الأرصاد الجوية لم تحدثنا عن أي فيضان يوم 29 رمضان.. عموماً شكراً جزيلاً لصبرك على الأسئلة وتفضلك بالإجابة الأستاذ محمد إبراهيم ـ رئيس هيئة تنمية السلمة الذي صحبنا برفقة آخرين في جولتنا المطولة ونحن نحاول الوقوف على الحدث ونقله أدلى بما يلي: (مصرف الأمطار الممتد من السامراب الى أم القرى مروراً بالسلمة ظل طوال السنوات مختبراً للتجارب وحسب الخارطة الكنتورية اتجاه المصارف من الشرق الى الغرب لتصب في النهر لا العكس ونحن نناشد صحيفة الجريدة منبر الموضوعية والجرأة أن تنقل شكوانا حارة وطازجة كما قلناها تماماً ما نود طرحه أسئلة بسيطة وساذجة يا سعادة الوالي والمعتمد هل مواطن السلمة خارج حدود ولايتكم.. هنالك حمامات انهارت وبيوت تهدمت مما خلف وضعاً صحياً سيئاً جداً.. نسبة مقدرة من الإسهالات بسبب توالد الذباب والباعوض وحتى المركز الصحي غير مؤهل بما يكفي لمواكبة هذه الأزمة.
المحررة رسالة إلى عزيزي الخريف (يا الكل عام معانا وما قادرين نقول ليك)..
الجريدة