نص خطاب الإمام الصادق المهدي أمام سفراء الاتحاد الاوربي بالقاهرة عن الوضع السياسي في السودان

بسم الله الرحمن الرحيم

نص الخطاب الذي قدمه الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي صباح اليوم الخميس الموافق 21 أغسطس 2014م لسفراء الاتحاد الأوربي بمقر الاتحاد الأوربي بالقاهرة
الوضع السياسي في السودان§
(1) أخطاء النظام السوداني المتعددة عزلت الحكومة ووضعتها تحت حصار ثلاثي تفصيله:
? وضع اقتصادي ميئوس منه لأن النظام أهمل متطلبات الاقتصاد الأساسية واعتمد بصفة أساسية على عائدات النفط. ساهمت تلك العائدات بحوالي 90% من الميزانية الخارجية و50% من الميزانية الداخلية. وبما أن معظم النفط استخرج من حقول في جنوب السودان فقد جفت العائدات بعد انفصال الجنوب في 2011م. وبعد الحدث قرر النظام برنامجاً ثلاثياً للإصلاح الاقتصادي (2011- 2014م). فشل هذا البرنامج فشلاً تاماً.
? فشلت سياسيات النظام في حل كثير من الأزمات الأمنية وترتب على ذلك وجود ست جبهات قتال نشطة تواجه النظام الآن.
? منذ استقلال السودان في 1956م أصدر مجلس الأمن قراراً واحداً حول السودان هو قرار قبول عضوية السودان في الأمم المتحدة. ولكن تحت ظل النظام الحالي الذي أتى للسلطة بانقلاب عسكري في 1989م أصدر مجلس الأمن (61) قراراً حول السودان غالبها تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. ونتيجة لذلك توترت علاقات السودان مع المجتمع الدولي بشدة نسبة لفشل النظام في الامتثال لقرارات الأمم المتحدة وخاصة القرار رقم (1593).
(2) في يونيو 2013م وفي حشد جماهيري أعلن حزب الأمة القومي أن النظام قد وصل لنهايته وأن الطريق الوحيد أمام السودان هو سيناريو الكوديسا وإذا فشل في ذلك فانتفاضة سلمية لتحرير الوطن من الاحتلال الداخلي للنظام الأخواني. في يناير 2014م بدا أن الرئيس السوداني قد تبنى نهج الكوديسا وابتدر حواراً وطنياً نحو ذلك السيناريو ولكن ومنذ ذلك الوقت ثبت أن مبادرته كانت فجراً كاذباً.
(3) فيما يتعلق بصنع السلام، استجاب النظام لمنبرين الأول للتفاوض مع الحركة الشعبية شمال وفقاً لقرار مجلس الأمن (2046)، والآخر للتفاوض مع حركات دارفور المسلحة لإقناعهم بالتوقيع على اتفاقية الدوحة التي وقعت عليها بعض المجموعات الدارفورية في 2012م. فشل كلا المنبرين حتى الآن في جلب أي سلام. فخلال العامين المنصرمين تصاعدت حدة الحرب الأهلية متعددة الجبهات بنتائجها الفظيعة على البلاد وخاصة على مواطني الأقاليم المعنية.
(4) وبحلول منتصف العام 2014م أصبح جلياً أن الحوار الوطني الذي تبناه النظام لحل أزمة الحكم قد مات موتاً سريرياً وبنفس القدر تجمدت محادثات السلام. وفي كلا الحالين كان سبب الانتكاسات هو الفشل في الاعتراف بحقائق أساسية.
(5) دعا البرلمان الأوربي الأحزاب السياسية السودانية والجبهة الثورية، وهي تحالف لمجموعات المقاومة المسلحة لنظام الخرطوم، دعاهم لجلسة استماع. استجاب حزب الأمة القومي والجبهة الثورية للدعوة. كانت هناك عدة اتصالات سابقة بين حزب الأمة القومي والجبهة الثورية ولذلك كان طبيعياً أن يستغلا فرصة اللقاء في أوربا لتطوير حوارهما الجاري. أثمرت نقاشات باريس في 6-7 أغسطس إعلان باريس في 8 أغسطس.
(6) يمثل حزب الأمة القومي والجبهة الثورية قاعدة أساسية عريضة جداً، ويمثل إعلان باريس اختراقاً تاريخياً حيث نادى بأهم تطلعات الشعب السوداني، تحديداً:
? وقف الحرب الأهلية وفق أسس سلام شامل وعادل.
? تغيير النظام لنظام من الديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة في المواطنة وإدارة التنوع على أسس العدالة.
? التخلي عن مطلب تقرير المصير لأية منطقة في السودان.
? مشاركة جيران السودان من الدول العربية ? مصر- والجامعة العربية أسوة بالاتحاد الأفريقي.
? وسائل تحقيق هذه التطلعات القومية وسائل سياسية سلمية: إما حوار شامل ذو مصداقية على غرار الكوديسا تحت رئاسة محايدة بمؤهلات موثوقة أو تحريك الشعب لانتفاضة سلمية في وجه عناد النظام.
ومنذ إعلانه وجد هذا البيان المشترك تأييداً ضخماً من الشعب السوداني. وأدرك البعض داخل الحزب الحاكم وحلفائه هذه الحقائق، ولكن رفض النظام رسمياً إعلان باريس، وذلك في الغالب لأن الإعلان احتل موقعاً معنوياً وأخلاقياً عالياً وأمسك بزمام المبادرة القومية من النظام الواقع تحت حصار متعدد الجوانب. ومع ذلك فإن النظام السوداني أظهر عبر تاريخه المضطرب أنه عادة ما يرفض الأفكار الجديدة المفيدة ويقبلها لاحقاً تحت الضغط.
سيواجه النظام ضغطاً داخلياً قوياً يجعله يركز أفكاره لقبول إعلان باريس أو مواجهة العزلة استعداداً للانتفاضة القومية.
(7) نداؤنا للمجتمع الإقليمي والدولي هو دراسة إعلان باريس، وإدراك وتقدير الاختراق الذي يمثله بالنسبة للسلام والتحول الديمقراطي في السودان ومن ثم مباركته.
وإذا اقتنعوا بجدواه للسلام والديمقراطية والتنمية والاستقرار في السودان يمكنهم مساعدة العملية بالتنسيق فيما بينهم ومخاطبة أصحاب الشأن من السودانيين بأن:
? تسوية إعفاء الدين الخارجي السوداني ضمن برنامج إعفاء الدين للدول الفقيرة الأكثر ديناً.
? والقرار برفع العقوبات.
? والقرار بفك تجميد مستحقات السودان في اتفاقية كوتونو.
? وقبول السودان في المجتمع الدولي.
كلها مشروطة بأن يحل السودان مشكلة الحكم على أساس قومي ديمقراطي ويوقف الحرب الأهلية الجارية.
يجب أن يخاطب أصحاب الشأن السودانيين بنفس هذه المفاهيم ليدركوا أنهم سيكافأون إذا ساعدوا أنفسهم لتحقيق السلام والحكم الراشد.
________________________________
§ ترجمة الدكتور عبد الرحمن الغالي من الأصل المكتوب باللغة الإنجليزية

تعليق واحد

  1. كـلام جميل جدا ومنسق وإنشاء الله بعد التخلص من حكومة هؤلاء الكيزان الصعاليق أبناء قوم لـوط ورقاصهم السفاح الهارب ، سوف يتم محاكمتهم واستراد أموال الشعب إلى خزينة الدولة . وإنشاء الله بعدها سوف لن تقم لهم قائمة إلى يوم الدين .

  2. يعنى يا سيادة الإمام تريد أن تسدى خدمة كبيرة للإنقاذ ( الهلاك)و ذلك بإقتراحاتك هذه بإعفاء الديون و إلقاء العقوبات و فك العزلة الدولية. هذا يعنى أنك قد قمت بإراحة هذ النظام من اكبر المشاكل بما يمكنه التفرغ تماما لقتل الشعب السودانى. و الله يا سيددة الإمام ما كنا حارين ذلك منك.

  3. انا اعتقد بإنشاء هذا السد يتضاعف كمية الأمطار أضعاف مضعفة لان الله يعلم تدبير أمور خلقه وليست نحن،بدائل من ربنا أما بزيادة الأمطار او كنوز يعوض بها او…….او …..كثيرة لايعلمها الا هو اصبروا وتوكلوا على الله فان نصيبكم اتية

  4. اعتقدان الصادق المهدي بدأ حراكاً جاداً لوصنع شبكة عنكبوتية في عنق النظام فشبكة العنكبوت هي شبك حريرية ولكنها كافية لخنق كل الذباب والبعوض الموجود بالخرطوم وضواحيحها وغداً سيعلم اهل الانقاذ قيمة اتفاق باريس
    ونعومة شبكة الحرير العنكبوتيةوسخريتهم من قوتها
    بدأت استعيد ثقتي في الامام وهو رجل ليس بالسهل مها اختلف فيه السودانيين المطلوب دعم الامام قولا وفعلا وعلي نجليه عبد الرحمن وبشري الانسلاخ من الحكومة حتي يدعما والدهما في التغيير الذي ينشده كل الشعب السوداني لك التحية السيد الامام وانت تنحاز للشعب تأخرت كثيراً ولكن في النهاية وصلت

  5. لا نملك
    إلاّ أن نقول
    يا أصحاب العقول
    إنّ مشروعكم لجدّاً معقول
    وإنّه لحريٌّ بنا أن نحسن به القبول
    ومن لم يهتم بشأن السودانيّين فهو غير المقبول
    وبناءً على ذلك فليس من حقّه الرفض مُطلقاً ولا حتّى القبول
    من لم يهتم بأمر المسلمين ليس منهم كما جاء في صحيح أثر الرسول
    ونحن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر لتداين أمّة أيّما رسول
    وأنّ سيدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم قد أرسله الله للناس جميعاً وأنّة آخر رسول
    وعلينا التعايش مع خلق الله بصبرنا عليهم ليصبروا علينا ونحسن ببعضنا القبول
    لعلّ الله يخرج من أصلابنا من يحسنون ذكره وشكره وعبادته إلى آخر القول
    لكنّنا نستطيع أنّ نقول إنّ جبهة أصحاب الشأن السوداني إن جاز القول
    هي حزب سياسي سوداني جديد صاحب قاعدة عريضة وقبول
    ولكنّ الديمقراطيّة تقتضي التناقسيّة على القبول
    فليتنافس الحزبان فقط على القبول
    فلتتنافس قاعدة أهل الشأن
    مع قاعدة الإخوان
    لتكوين برلمان
    يخدم السودان

  6. عشان كدا غندور قام يتقندر ولحق على الحاج في المانيا عشان يشق الحركة الثورية ويجلب كم واحد من القيادات الوسيطة في الحركة؟

  7. بسال ناس الحركة الشعبية فقط في اعلان باريس من غير حركات دارفور و حزب الامة
    المطالب دي مش موجودة في اتفاقية نيفاشا للسلام الشامل التي رعاها المجتمع الدولي نفسه
    مش مؤسسة بي دستور ولاول مرة فيه محكمة دستورية عليا بمهام محددة
    طيب الامام شايف العيب في نيفاشا لسبب شخصي بحت يتعلق بالراحل جون قرنق
    انتو العيب في منو او في شنو من 2005 ولحدي 2014؟
    يا اخ ازمة السودان اختصرها ادوارد لينو بي جملة ذكية تليق بالجنوبين الاذكياء
    قال “وقعنا افضل اتفاقية مع اسوا ناس”
    يبقى التشخيص العيب في حزب المؤتمر الوطني وقياداته الفجة وان حزب لمؤتمر الوطنى يدير البلد على طريقة الراعي والرعية والريع والرعاع المصرية المعلقة بي السودان من 1964 وليس عن طريق دولة القانون والمؤسسات وترك الامر لاهل الاختصاص .ينقل ويعزل ويعين الوالي وينتج ولايات فقط الحاكم بامر الله..
    والبلد هسة قائمة على الحاكم بامر الله والعرب رغم ظروفه الصحية المتدهورة
    هو من يعرقل ويفركش ويشوه ويعزل ويحل ويربط-والامر موثق تماما اخر حاجة خربا كان اتفاقية نافع /عقار2011
    انتوا لمن عملتو تحالفات من 2005 مرجعيتكم نيفاشا ودستور 2005
    والامام ده كل يوم في شان.هسهة مرجعيتو شنو؟؟
    عنده دستور جاهز؟؟
    طيب ليه ما طالب السفراء باالضغط لاطلاق سراح ابرهيم الشيخ
    عنده خارطة طريق جاهزة ومجدولة ومزمنة ؟
    اذا ما عنده
    جيبو ليه د.منصور خالد يشرح ليه نيفاشا دي او يقرا كتاب السودان تكاثر الزعازع وتناقص الاوتاد
    بعدين مصر وجامعة الدول العربية دي ما تلزمنا ابدا والاثنين ما عندهم علاقة بالديموقراطية ولا يفيدون السودان بي شيء وقبل اسبوع فركشو ندوة حسنين…لو ما اتحررنا من “اصر “مصر وجامعة الدول العربية ما بتنتهي معاناتنا ابدا والله يرحمك رحمة واسعة يا السيد عبدالرحمن المهدي والله الختا مصر في حجمها الطبيعي وشبها بالحصان وشبه لانجليز بي السايس
    واها النقعد ننتظر اخرتا

  8. نحن على استعداد ان نغفر للامام اي تخاذل وتكاسل سابق ولعب على حبلين او تلاته وخلط المطامع الشخصية بالواجبات الوطنية ..وبيعات بخسة للمعارضات قديما … ان اثمر جهده هذه المرة .. واطاح بالنظام الشؤم …شريطة الا يجلس هو او ابناءه ( عدا السيدة مريم ) علي اي كرسي من كراسي الحكم والا يستلم اي وزارة من الوزارات …

  9. خطاب محكم..دبلوماسي.. مختصر مفيد.. لتسويق اعلان باريس يُشكر عليه.. لقد حدد الخطاب المشكل السوداني.. ومقترحات الحلول في مضمونة.. كما حث على تقديم الجزرة لفتح شهية النظام للتعاطي مع هذا الاعلان أو رفع العصا..عموما يصلح ان يكون السيد الصادق مديرا لتسويق اعلان باريس لما يحمله من مؤهلات كلامية وخطابية يقدر يبيع بيها الموية في حارة السقايين…

  10. و الله الامام ترك الكيزان فاقرى الافواه من شدة الدهشه و المفاجأة و تحرك دولى لم يتصوروهو و لم يوضع فى حسبانهم على الاطلاق و تركهم يتخبطون و لا يدرون من اين يبدأون , بعضهم يشجبون و البعض الآخر يؤيدون و مع ذلك هم حائرون و لا يدرون ماذا هم فاعلون و سبتمبر على الابواب .. كأن لسان حالهم يقول : معقولة دا الصادق ذاتو و دى عملها كيف ؟؟؟ !!! الزول دا صحى بدرى كدا مالو ما كان يعمل حركاتو دى بعد سبتمبر الجاى !.

  11. لقد جئت متأخرا كثيرا يا الإمام ولكن إن تأتي متأخرا خيرا من أن لا تأتي . والأمر الثاني يلاحظ إنك تعزف منغردا وهذا ليس من صالح القضية يجب أن يكون هناك تنوع في الشخصيات والمنابر حتي تتمكنوا من طرح الفكرة علي أكبر عدد من متخذي القرار العالميين عسي ولعل أن يشاركوا في حلحلة المشكل السوداني المعقد.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..