القائد مالك عقار .. ثلاثة خيارات و ليست أربعة .. !ا

بسم الله الرحمن الرحيم

قريمانيات

القائد مالك عقار .. ثلاثة خيارات و ليست أربعة .. !!

الطيب رحمه قريمان
[email protected]

لا شك آن الشأن السوداني معقد إلى ابعد ما يكون التعقيد و ذلك منذ خروج المستعر الانجليزي من السودان في 1956 مقارنة بالأحوال السياسية في دول الجوار , و الدول التي لها ظروف مشابهة للسودان في أنحاء أخرى من العالم .. و أما هذا التعقيد فيعود بصورة أساسية إلى أن هناك فئة من أبناء السودان أرادت السيطرة و السطوة على كل خيرات البلاد دون غيرها , و قد استفحل الأمر و وصل إلى أوجه في عهد الرئيس عمر البشير , مما دفع كثير من أبناء الهامش السوداني للثورة و الانتفاض ضد الخرطوم حيث تتمركز السلطة في أيدي تلك الفئة التي تحكم و تتحكم في بقية أقاليم السودان الأخرى و هي قلة قليلة .. !!
أرد الرئيس عمر البشير و صحبه السيطرة على كل السودان و حكمه بالحديد و النار و عدم التنازل عن ذلك قيد أنملة مهما كانت الأسباب و مهما ترتب على ذلك من نتائج .. !! توصلت حكومة البشير إلى اتفاق سلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الراحل الدكتور جون قرنق و قد أفضى ذلك الاتفاق إلى سلام , و بالفعل توقفت الحرب التي استمرت إلى قرنين من الزمان في جنوب السودان و قد راح ضحيتها ما يربو عن الأربعة ملايين من البشير من السودانيين و تهجر و هرب نتيجة ذلك ما يزيد ذلك العدد بكثير عن العدد .. !! و مما تضمنته تلك الاتفاقية هي أن يتحول الحكم في السوداني إلى حكم ديمقراطي تعددي يضمن تبادل السلطة سلميا و وفقا لما تأتى به صناديق الانتخاب , و لكن و لان البشير و حزبه يعلمون يقينا أنهم سوف يخرجون من تلك العملية بلا نصيب .. !! فتعنتوا و أبوا و وضعوا كافة العراقيل و كل المعوقات في سبيل تنفيذ بنود الاتفاق على الوجه المتفق عليه , و قد حشروا أهل الجنوب في ركن ركين و لم يدعوا لهم غير خيار الانفصال و قد كان .. !!
بعد الانفصال و تكوين أيقن البشير و صحبه أن السودان الشمالي قد خلا لهم بعد ذهاب الجنوب و أنهم سوف يحكمونه إلى يوم القيامة , أو على الأقل إلى أن يسلمونه إلى عيس “عليه السلام” او كما يقولون .. !! و أما الحركات الدارفورية المسلحة و غيرها من “حركات التمرد” في كل من جنوب النيل الأزرق و جنوب كردفان فهاذ أمر مقدور عليه و سوف لم تكون لهم عقبة كأداء في سبيلهم , فافتروا على ما يسمى بالمشورة الشعبية , و التي كانت جزءا أصيلا من اتفاق السلام , لحسم تبعية كل من جنوب كردفان و النيل الأزرق , و هي آلية ما أرادوا بها فى البدء إلا باطلا ” دفن النار بالرماد” و قد بارت المشورة الشعبية و تحولت إلى هباء منثورا و ذهبت مع الريح في أخر الأمر .. !!
حاول المؤتمر الوطني بطرق شتى إثناء قيادات تلك المناطق عن حمل راية المطالبة ببلاد يسود فيها العدل على أسس الكفاءة بعيدا عن القبلية و العنصرية أو , الجهة فقدم إغراءات يسيل لها اللعاب لقيادات تلك المناطق و أقدم المؤتمر الوطني على شراء ذممهم إلا أنهم لم ينحنوا و لم يلينوا و وقفوا بصلابة و قوة في وجه المؤتمر الوطني , الذي درج على ممارسة الألاعيب و مسك العصا من المنتصف .. !!
فكان البطل عبد العزيز الحلو مرابطا بقوة و برباط جأش في جنوب كردفان و قد هزم فلول المؤتمر الوطني و مليشياته شر هزيمة و لم تستطع النيل منه .. !! و بالأمس القريب اغتالت أيديهم رجلا نذر نفسه في سبيل المسحوقين و المهمشين فعلت روحه إلى السماء العلياء طاهرة طيبة بإذن الله , ذلكم كان الدكتور خليل إبراهيم , و ما دروا أن لخليل رجال من بعده سوف يواصلون المسير إلى أن تشرق شمس الحرية و تغيب شمس الجلادين .. !!
و القائد مالك عقار الذي وقف على ارض صلبة ينادى بمبادئ العدل و بحزم لحسم القضية السودانية بعد أن انتفض و رفض كل الإغراءات التي قدمها المؤتمر الوطني “نائبا للرئيس” , على أن يكون تحت عباءة البشير و صحبه بصورة أو أخرى إلا انه أبى إلا أن ينحاز إلى قضايا أهل الهامش .. !! و قد اختصر حل المشكل السودان في أربعة حلول نجملها في الأتي : فإما الأول فهو الحل العسكري و ذلك بالاحتراب و الاقتتال من اجل الوصول إلى الخرطوم و أوضح القائد مالك عقار أن هذا ما ظلت تنادى به قيادات حزب المؤتمر الوطني و قد قالها البشير و غيره في مناسبات عدة , أنه من أراد نيل حقوق عليه بحمل السلاح , و ليس بخاف على احد تشكيل الجبهة الثورية السودانية المسلحة و أن الحركة الشعبية التي يترأس القائد مالك عقار فصيلا أساسي من مكوناتها .. !! و أما الخيار الثاني فهو الثورة الشعبية التي يجب تعم كافة مدن و قرى السودان و أن تنتفض كل البلاد للإطاحة بنظام البشير العسكري الدكتاتوري عبر المظاهرات و العصيان المدني , و نضيف أن ذلك أمر ممكن و لكن في ظل نظام قد أدمن شرب الدماء و لبشاعته في مواجهة الخصوم العزل إضافة إلى خوف و جبن أعضاء الحزب الحاكم و نلمح ذلك في تصريحات نافع على نافع نائب البشير الأخيرة , فإننا أن يكون عدد الضحايا من المدنيين كبيرا يفوق عدد الشهداء في الثورة السورية بكثير..!! و أما ثالث خيارات القائد عقار فهي الحصار الدبلوماسي من خلال العمل الدءوب و المنظم عبر المنظمات الإقليمية و الدولية و دول الضغط حول العالم و في المنطقة , و نقول أن هذا أمر لابد منه لتوضيح صورة ما يجرى داخل السودان و كل ما يمارسه نظام البشير من صلف و تعنت و سلب للحقوق كافة .. !!
و قد وضع القائد مالك عقار خيارا رابعا , و هو الدخول في حوار مع نظام البشير للتفاوض حول كافة مسائل السودان و ذلك بإشراك كافة القوى السياسية .. !! و نقول للقائد عقار .. لا .. و ألف لا .. لا للجلوس و التفاوض مع أناس تمرسوا على اللف و الدواران , و جعلوا من المؤتمرات التفاوضية مع كافة القوى المعارضة منذ قدومهم إلى الحكم قهرا في 1989 , إلا “سوقا نخاسة” و أوكارا لحياكة الفرقة و الانشطارات بين أعضاء الوفود و افتعال الانقسامات و إثارة الفتنة , الشواهد على ذلك كثيرة .. !!
نثق فيكم و في قدرتكم في التفاوض مع المؤتمر الوطني و غيره .. !! و نعلم جسارتكم و ومواقفكم القوية و الحازمة و الحاسمة في سبيل إقامة دولة العدل و الحرية و المساواة في السودان , و لكن لا وقت لاهل السودان ليضيع في تفاوض أجوف , و ليمدد في عمر الإنقاذ .. !! في تقديرنا و من واقع قراءة تاريخ المؤتمر الوطني في التفاوض و التحاور مع القوى السياسية المعارضة أن يستبعد الخيار الأخير و تكون الخيارات الثلاث الأولى معا و في وقت واحد هي الأولى و هي بإذن الله ستكون الفيصل الوحيد في التعامل مع نظام الإنقاذ و حتى نصل بالسودان إلى بر الأمان و فك أسره من قبضة يد الإنقاذ لابد من إبعاد خيار التفاوض .. !!

تعليق واحد

  1. السلام عليكم الاستاذ والكاتب الرائع جدا الطيب قريمان.
    ارجو ان تتمعن في نقاطي الخمس :
    اولا: وضح لنا ماهي خيرات بلدي الغالي السودان , فقد سمعت بهذه الخيرات منذ نعمومة اظافري وهاناذا على مشارف الستينيات ولم ارى منها شي في جميع الحقب الاستعماريه ( الحكومات السودانيه منذ الانقاذ )

    ثانيا:لاول مره اسمع بان حرب الجنوب استمرت لقرنين من الزمان ( يعني في مطلع 1800 ميلاديه), وضح لنا نحن الغلابه مع مع كانت تلك الحروب بين الجنوبين والنوبه اما الاتراك ام العبدلاب ام الفونج ام النوبه.

    ثالثا:واضح من سردك لاقوالك وجود التلاعب في الانتخابات الاخيره بفوزي كلا من البشير وسلفاكير وعلى حسب خبرتي هذا حال الانتخابات ببلادي منذ ان حفر اجدادي لبحر.

    رابعا: هنالك مقوله ( مثل ما تدين تدان ) وهي ما عانينه منه ايام زعيم المهمشين الراحل خليل, اين كانت زعامته عندما اخذ فلاذات اكبادنا عنوه للالتحاف بما اسماه الدبابين اذ كان هو القائد الاعلى لقوات الدفاع الشعبي واجبارنا على ذلك بعدم دخولنا الجامعات الا بعد الانتهاء والالتخاق بالدفاع الشعبي اين كانت افكاره هذه.

    خامسا: ان سمحت لي المعلومات عندك مغيبه( كانك عايش خارج بلادي) لانه لا خير في مالك ولا في البشير كلاهما يلعبان لمصالحهما الشخصيه والامريكيه. اما بخصوص عقار فيكفي انه يملك نصف اراضي النيل الازرق له ولاسرته بعد الحكم فمن اين له بهذا.

    اخيرا: اشكرك على متابعه نقاطي هذه واتمنى ان توضح لنا الحقائق بقلمك الرائع ( مهمشي الشمال ) ولك مني كل الاخترام والتقدير وارجو ان اكون من اصدقائك المقربين استاذي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..