في كَنَابِي مَشْرُوعِ الجّزِيرَةِ وَمِيِضَ نارِ !!

حسن وراق
(*) معروف أن هنالك فئات من سكان كنابي مشروع الجزيرة تحسنت أوضاعهم لاهتمامهم بالزراعة التي هجرها أصحاب الحواشات ليصبح سكان هذه الكنابي بالمشروع وعددها يفوق 1700 كنبو مرتبطين بالزراعة و بعد أن كانوا شركاء مع المزارعين بدأوا يتجهون نحو (الدّنْقَدَة) وهي إجارة الأرض من أصحابها ليقوموا بزراعتها . يمثل سكان هذه الكنابي كميونة أسرية اقتصادية متكاملة تقوم علي الإنتاج النباتي والبستاني والحيواني ولعلهم قد نجحوا في ما قد فشلت فيه إدارة المشروع بجعل نشاطهم وحدة انتاجية متكاملة بالتالي أي محاولة لإصلاح مشروع الجزيرة ما لم تتخذ من تجربة سكان هذه الكنابي مدخل لعلاج أزمة المشروع لن يكتب لها النجاح و فوق كل هذا بدأ يلوح واقعا جديدا لهذه الكنابي جدير بالتوقف حياله .
(*) سكان هذه الكنابي كانوا نتاج هجرة موسمية ارتبطت بالزراعة والحصاد لمحصول القطن ، كانوا يسكنون علي ضفاف الترع والجنابيات وفي البُرْقَان في منازل مؤقتة من الرواكيب وسيقان القطن يقضون فيها الموسم ومن ثم يصدون إلي مناطقهم في دارفور ونتيجة لصراعات المرعي والجفاف والتصحر الذي ضرب دارفور فضلوا البقاء آمنون مسالمون قريبون من مصادر المياه والخدمات العلاجية وفي ذات الوقت ارتبطوا بعمل دائم طوال السنة أثبتوا فيه جدارتهم و كفاءتهم وصبرهم علي الظروف البيئية الصعبة في مناطق الجزيرة المختلفة وتعرضهم للسميات من المبيدات والرش الجوي المباشر عليهم وعلي مصادر المياه التي يستخدمونها ليسجل السكان هنالك أكثر الإصابات بالسرطان والفشل الكلوي .
(*) سكان هذه الكنابي ولتركيبتهم البسيطة وتفشي الجهل والأمية وسطهم جعلهم مستكينون لا يطالبون بأبسط حقوقهم ومتطلبات الإنسان البسيط لجهة أنهم ما يزالوا يشعرون بأنهم ضيوف في بلد غير بلدهم ولا يوجد لديهم الشعور بالانتماء الكامل لهذا الوطن نظرا لان الغالبية منهم جاءت من مناطق الشعور بالدولة فيها معدوم ولم يتسرب إليهم الشعور بأنهم ما عادوا أجانب و أنهم سودانيون بنص القانون لدرجة أنهم مخولون بممارسة حقهم الانتخابي الذي سرقته منهم الأحزاب الطائفية وحزب المؤتمر الوطني عبر سماسرة يتعاملون مع سكان هذه الكنابي ب(الرأس) الانتخابي تقليلا من شأنهم و خداعهم بتنفيذ وتحقيق مطالبهم وما يزال هؤلاء السكان يعانون الأمرين في الحصول علي الماء النقي والإمداد الكهربي وصعوبة استخراج الوثائق الثبوتية والمستندات .
(*) الحكومة والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني لم تهتم بسكان هذه الكنابي التي يتزايد عدد سكانها بمتوالية هندسية أصبحوا يشكلون القوي العاملة الرئيسة في حواشات الجزيرة وعدد كبير منهم قصد المدن لممارسة الأعمال الهامشية والغالبية حققت نجاحات في مجال التعدين عن الذهب وبدأو يغيرون من شكل حياتهم في السكن وتعليم أبنائهم وبدأ الشعور بالاضطهاد والتفرقة العنصرية المخبوء بوضوح يتعمق وسطهم و سينفجر قريبا إذا لم ننتبه لقضايا هولاء السكان من الواقع الإنساني قبل كل شيئ و قبل أن يتم تدويل هذه القضية سيما وأن أعداد كبيرة من أبناء هذه الكنابي يقودون العمل المعارض والمسلح في الجبهات المختلفة في الخارج ، يجب الاهتمام بسكان كنابي مشروع الجزيرة كخطوة جادة للأمام في اتجاه علاج مشاكل الانتماء والهوية قبل مضيعة الوقت في حوار طرشان لا يفيد .
[email][email protected][/email]
لاتنتظروا الحكومة على مجتمع الجزيرة المدنى القيام بالمهمة الإنسانية!!
في دارفور أي قبيلة تدخل أرض قبيلة تانية غير الموت مافي أي تفاهم، ما بعرفوا وطن ولا غيروا ، أهل الجزيرة أرض المحنة شاركوا اخوانهم النازحين في الارض، على فكرة معظم الاراضي التي قامت عليها الكنابي هي أراضي أشخاص بسيطين وتلاحظ ذلك في اسم الكمبو (كمبو حاج علي- كمبو الريح – كمبو جعفر).
شكرا لكم أهلي الطيبين فترة طويلة شلتو كل السودان لا شكيتو ولا بكيتو، فكان جزاءكم تدمير مشروعكم العملاق بواسطة الابالسة.
نحلم بوطن قلوب أهله بيضاء زي قلوب ناس الجزيرة عشان الواحد يرجع البلد ويمشي يسكن في جبل مرة بدون خوف .
هذه لفتة ذكية ورائعة من ابن الجزيرة البار الاستاذ حسن وراق.. وعلى القوى اللاجتماعية بالجزيرة الاهتمام بشأن سكان هذه الكانبي وارشادهم وتشجعيهم نحو التطور والخروج من العزلة الحالية واندماج الاجتماعي في مكونات المجتمع الجزيري الاخرى بعد أن اثبتوا أنهم قوة محركة وفاعلة اقتصاديا .. ويحتاجون لتحسين وضعه البيئي والصحي بعد أن استطاعوا بمساعدة أهل الجزيرة الطيبين من تحسين وضعهم المعيشي .. وهكذا غدت الجزيرة هي السودان المصغر والمنتج والصابر.
اذا كانت الحكومة قضت علي المشروع وكان لام كل اطياف الشعب وكان سودان قائم بذاته
ذبحوا المشروع لانواابواتم كانوا خفراء في الترع دايرين يمحوه من الذاكرة
نهبوا الشعب وملكو العمارات والشركات في دبي وماليزيا
يا استاذ المزارعين وناس الكنابي والعاملين مشو الشارع
خلينا في الطامة الكبري نلقي ليها حل
وما عندنا جبال علشان نشيل السلاح نعمل لينا جبهة برانا بقينا ملطشة لصعاليق الانقاذ من ايام صعاليق الامن القتصادي بيخادوا قمحنا من الدقاقة لو بتذكر
بداية التسعينات ( ناكل مما نزرع ونلبس مما نصنع)