أخبار السودان

المرارة X ود بشارة..اا

المرارة X ود بشارة

كمال كرار

في ود بشارة قامت الطيّارة ، وإليكم أصل الحكاية التي حكاها أولاد من خريجي الجامعات السودانية .

مثل كل الذين تخرجوا ودخلوا دنيا العطالة من أوسع أبوابها كان هنالك ( ميّة وزقة ) من الجزيرة وكسلا والقضارف قد صدقوا الإشاعة التي تقول أن صندوق تشغيل الخريجين يمتلك الحل السحري ، وأنهم سيحصلون على وظائف تناسب مؤهلاتهم .

وعلى مدى أيام وليالي قدموا الطلبات وسودوا صفحات الأرانيك والفورمات بالمعلومات المطلوبة .

ثم جاء من يخبرهم بأن ليلة القدر قد هبطت عليهم ، وأنهم قد اختيروا للعمل في شركة أجنبية متخصصة في إنتاج الذهب، ووعدوهم بالأجور المجزية وبالسكن الفاخرعلى طريقة الخواجات .

ونقلتهم العربات على حساب الصندوق والمال العام إلى ود بشارة ضواحي القضارف .

وتحول السكن الفاخر إلى خيام بائسة بمعدل خمسة في كل خيمة ، ولا ندري إلى الآن كيف كانوا يقضون حوائجهم الطبيعية ، وماذا كان سيحل بهم لو هجمت عليهم العقارب والدبايب، ولمدة 18 يوماً وهي تعادل 432 ساعة لم يكتشف ( الداقسون ) أي جرام من الذهب ولا صادفتهم ( غويشة ) أميرة زوجة الشاعر محجوب شريف .

وللغويشة قصة فقد اختفت بعد حملة مداهمة وتفتيش لبيتهم في سنوات مضت ، فخلدها محجوب بقصيدة عصماء، المهم في حكاية دهب ود بشارة إن معظم الطلاب قد عادوا إلى دنيا العطالة سالمين ولسانهم يحكي قصة كاوبوي الإنقاذ الباحث عن الذهب في براري كندا ( أقصد القضارف ) ولم يقف الأمر عند تبديد هذا الجزء من المال العام ، بل احتفلت وزارة المعادن ? من المال العام ? في نفس المنطقة بالذهب الموعود فنحرت الذبائح وأكلت المرارة ، وكاد بنك السودان أن يفتتح فرعاً لزوم تكديس الودائع ورفع قيمة الجنيه السوداني .

وكادت وزارة الطاقة أن تقول للبترول كما قال الفنان محمود عبد العزيز ( تروح إن شاء الله في ستين ) وسخر أهالي ود بشارة من قصص الذهب المزعوم وقال أحدهم لو كان في ( دهب ) ما كنا مزارعين ورواعية من كسلا للقدمبلية .

ولو حسبناها ? بالجنيه ? لكانت الأموال التي تبددت قد فتحت كم مدرسة وكم مركز صحي في القضارف الموبوءة بالأمراض، وربما كانت هذه الأموال قد أسهمت في تأهيل مصنع تعليب الفاكهة بكسلا وتشغيل مئات الخريجين ودعم الميزان التجاري وما شابه . لو علمت الحكومة ما في الذهب الأبيض ( القطن ) من فوائد لما استبدلته بالبحث عن الذهب الأصفر، ولما كان هنالك قانون مشروع جزيرة جديد أو تدهور في مشروع الجنيد ، ولكنها الطفيلية التي شلّعت السكة حديد ، وقالت ( لمولاهم ) منكم نستفيد .

الميدان

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..