الموتمر الوطنى ومسئوليته التاريخية عن معانة الوطن السودان

الموتمر الوطنى ومسئوليته التاريخية عن معانة الوطن السودان

بقلم:- ابوذر عبدالله محمد جمهورية جنوب السودان
[email protected]

الناظر الى التطور التاريخى لكل المدارس الفكرية السياسية على مستوى العالم يجد ان اكثر المدارس الفكرية التى قدمت نماذج يحتذى بها على مر العصور الانسانية ,هى كل المدارس التي قدمت نماذج ظلت اليوم كمرجعية تاريخيةيحتذى بها وصارت افكارا مستنيرة تعبر عن اشواق وتطلعات الشعوب المقهورة فكانت النظرية الجدلية المادية منذ وقت جاليليو حيث برهنت ان الاعتماد على الافكار الدينية كمرجعية حياتية مجتمعية غير مجدية فى تسيير حياة الناس كما اثبتت التجربة الطالبانية الدغماوية نفس الشئ, وذلك لسبب بسيط الا وهو ان النفس البشرية متعددة فى خياراتها واحتياجاتها الحياتية اليومية.
الوطن السودان فى الفترة ما قبل 89 كان نسيجا اجتماعيا مترابطا اعتمد على اسس سياسية مجتمعية تراعى التنوع الثقافى الدينى الاثنى لتركيبة الشعوب الموجودة داخله فكان عهد نظام مايو 69 الى 83 فى بداياته نظام اعتمد العلمانية اساس لتداول السلطة واساس لحكم الوطن السودان فكان ان عاش السودانيين اخوة, المواطنة هى اساس للحقوق والواجبات الدستورية وليس من معنا فهو مع الله ومن ليس معنا فهو ضد الله (شعار نظام الموتمر الوطنى) فكانت المائدة المستديرة نتاج لتبنى احترام الاخر فى اطار حل المشكل السودانى المتمثل فى مشكلة الجنوب التى هى فى نظرى مشكلة اجتماعية اكثر من كونها سياسية فعاش السودان فى سلام الى ان اتى شيطان الافك الدينى واوجد قوانين سبتمبر حيث خدع النظام المايوى وقام بالتحالف مع الاسلاميين فاوجدت متوالية الفشل السياسى فى السودان من ذلك اليوم والى يومنا هذا, وبمجئ زمرة الجبهة الاسلامية الى السلطة, نجد انها قد قامت بمواصلة نفس الاسباب التى ادت لتقويض فترة السلام الناعم والتقارب الوطنى الاجتماعى بين شمال السودان وجنوبه فكان ان كرس لفكرة الدولة الدينية ذات الدين الواحد (الاسلام) واقصاء حقوق الاخرين الدينية ونسوا (لا اكراه فى الدين قد تبين الغى من الرشد) فمارسوا الاقصاء الدينى والثقافى والعرقي, ومما اذكره عام 1999 عندما قام طلاب الموتمر الوطنى وباعياز من قيادتهم السياسية بحرق معرض الكتاب المقدس بالميدان الشرقى لجامعة الخرطوم المقام من قبل طلاب الجبهة الوطنية الافريقية ليس ذلك فقط بل الحملات الدينية لاستقطاب الشباب السودانى لمحرقة الحرب الدينية التى افتعلها واولها نظام نظام الشلة الواحدة(نظام الموتمر الوطنى) .
ان فرضية عدم القبول بعلمانية الوطن السودان ادت وستودئ الى تمزقه الى اشلاءوذلك لسبب بسيط ان الانسان يمل ان يداوم على اكل نوع واحد من الطعام طيلة حياته ناهيك ان تستلب حقى فى التعبير عن ما يعبر عن تطورى الانثربولجى الذى شكل نمطية حياتى منذ الازل, العلمانية بفهم بسيط هى ان نقبل الاخر بكل الاشياء التى تعبر عن تفاصيل حياته وممارسته اليومية لها فى ظل ممارسة ما تؤمن به والغريب فى الامر ان العزلة الدولية والمشاكل التى اوجدها هذا النظام منذ89 حتى الان هى نتاج لفكره المسموم القائم على الخداع ونظرية الموامرة السياسية ,فى وقت ارتكنت فيه كل القوى السياسية السودانية الى اسلوب الانهزام امام نظام البشيرحتى وصلت الى المولاة السياسية من بعض البيوتات الكبيرة وذلك فى تقديرى قمة الخنوع والاذلال,فيا وطنى اى مدى قد وصلت. والان والشعب فى السودان يعيش احلك الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والانسانية اين المخرج؟ فالمواطن السودانى يدفع فاتورة لم يستهلكها الا وهى تراكمات نظام الموتمر البطنى, فالغلاء نتاج لسياسات الحكومة ومعاناة اهلنا فى دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق(الجرائم التى تمت ولا زالت تتواصل) هى من صنع عصابة الموتمر البطنى.
ماهو الحل؟
الحل هو تبنى خيار سودان جديد يستوعب الاخر ويمد يده لكل انسان لديه فكرة لكى ينتشل هذا الوطن من الوضع المزرى الذى وصل اليه,متبنيا خيارا ديموقراطيا يعتمد اقتصاد السوق الحر وحرية الملكية الفكرية والمعتقدات الدينية وحرية التنظيم وتبنى خيار تفكيك دولة الحزب لصالح دولة الوطن واعتماد مبدأ المحاسبة واولا قبل كل شئ مبدأ فصل الدين عن الدولة (عدم استغلال الدين فى السياسة) من معنا فهو مع الله ومن ليس معنا فهو ضد الله بمعنى اخر تجويع الشعب واقصاءه ما لم يتبنى الافكار الشمولية هذا الحل ياتى بالمقاومة المسلحة لان التجارب اثبتت مع هذا النظام ان ما اخذ بالقوة يسترد بالقوة مستشهدا بما قاله زمرة الموتمر الوطنى فى كثير من المناسبات.

تعليق واحد

  1. THE FROG THAT LIVES IN A COCCNET THINKS THAT THE ROOF OF THE COCCONET IS THE OF THE SKY–هذا المثل ينطبق تماما على كل من يحمل فكرا ويعتقد انه هو الوحيد الذى على الحق وهو ينطبق على الاسلاميين بصفة عامة وهو ما ادى الى هلاك الدولة السودانية وسيؤدى الى تمزقات وانشطارات اخرى قادمة ما لم يعقل كل من يرى بزاوية واحدة ارجعوا الى الدين الحق واتقوا الله فى هذا البلد الطيب اهله — شكرا اخى اباذر على هذا المقال الرائع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..